الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثالث

 

 
يعقوب متسول يطلب من الرب ليسد احتياجاته: ايها الغني اعطِ المحتاج الذي يطلب منك ، وبقدر ما ياخذ لا يستحي ان يعود ويطلب. يستقي من موسى المعين وكلما يدلو منه يزداد عطشا ولا ينقص موسى او ينضب. يطلب بان ياتي بالكدس العاشر لفائدة السامعين: وللرب المدح، ولهم العون، وليعقوب المغفرة.
يعقوب لا يدّعي بانه يفسر "جسم" المسيح بل يريد ان يتكلم عن ظله او صورته الموجودة في كل الكتب. ظِل سمعان سند المرضى، وبظلك اسند فكري الضعيف. في نهاية ميمره يظن يعقوب بانه بعدُ في البداية. يقول: اهرب اذاً لادخل الى منزل السكوت لئلا اظل وسط طريق اسراره الطويلة. اصمتُ كثيرا واسرد القليل من امثاله، لنتذوق طعم العجائب بالاختصار. ايها السامعون اضع ميل السكوت كعلامة، ولو تيسر الوقت ساسير ايضا في درب موسى، عجيب هو السر الذي خدمه هناك ولا يوصف، فاسكتُ لئلا يصغر بسببي النمط العظيم. ربي لا تنسى تعب الكسلان القليل، اقبل ضعف الميمر بمحبة، وليسقط فلسي على مائدتك بتمييز، ربي لست ملاما من قبل العدالة لانني لم احددك، فمن يقدر ان يتكلم عن خبرك ويحدده.؟
كانت البيعة المختارة مشيدة منذ الازل، ويشهد موسى الذي راى مثالها على جبل سيناء، لم تستعجل افكاري وتخترع هذا الرد، انما الحقيقة اشارت الي (قائلة): هذا هو الحق ليوصف من قِبلك، ايها المتميزون اسمعوا الحق الجلي بدون اكراه، فالحق يتكلم فيّ ولا اقدر ان اطمسه. السروجي يستشهد بموسى وبداؤد اللذين شاهدا البيعة وصوّراها.
المخطوطة: روما 464 ورقة 158
الميمر هو دراسة على البيعة بنت الشعوب الآرامية التي يقارنها بالجماعة اليهودية بنت العبرانيين. يفسر السروجي ما كتبه موسى وداؤد. موسى هو صورة للابن لانه معتبر اله لبني اسرائيل، وقد قال: سيقام نبي مثلي. موسى راى البيعة مشيدة على سيناء وهي مصورة بالسكينة نزل وشيد مثلها قبة العهد. برقع موسى يرمز الى جسد المسيح الذي يحجب لاهوته. للميمر اسلوب بليغ ولا يمل الانسان من مطالعته والتمتع بكثرة انماطه ورموزه. انظر، ميامره 4، 79، 110، 158. قد يعود تاريخ تأليف هذا الى عهد الشباب يوم كان السروجي يصرف معظم اوقاته في التاليف بعد غلق مدرسة الرها اي بعد سنة 489م.
الدراسات:
ملاطيوس برنابا، قصيدة في تقديس البيعة لمار يعقوب السروجي الملفان، في المجلة البطريركية 45-46 (1985) 294-298
على تقديس البيعة وعلى موسى النبي الذي الفه مار يعقوب الملفان
(خروج 25-27، 36-38)
المقدمة
1 ايها الغني اعطِ المحتاج الذي يطلب منك، وبقدر ما ياخذ لا يستحي ليعود ويطلب ايضا،
2 ربي القِ موهبتك على المتسول غير المستحق الذي يقرع بابك ولا تردّه فقيرا،
3 بقدر ما تعطيني بقدر ذلك اطلب ان تزيدني، انني لم اشبع من موهبتك مثلما جعلتني اجوع،
4 بشراب ميمرك الذي يجري عندي بغزارة، ازداد لي العطش من شربه،
5 /39/ بهذه الجداول لم يبرد غليل فكري بقدر ما ازداد: ان لساني محترق بقصته،
6 موسى هو معين وكلما ادلو منه يزداد زيادة، اعطني ارضا تقبل السيل وتعطي الاثمار،
7 ليعطِ خبرك غلة المجد من قبل السامعين، ولك المدح، ولهم العون، ولي المغفرة،
8 دخلتُ الى حقل موسى لاحصد باقة اسرارك، فاستأجر لي فعلة التسبيح لشكارتك،
9 شرعتُ اضع الكدس العاشر في مراعيك، ساعدني لابلغ الى الهري المبارك الذي ياتي بمئة،
10 جسمك اعظم من القوّالين ومن السامعين، ولهذا تجاسرتُ لاصف جمال ظلك،
11 لا يقدر العقل ان يتامل في حقيقتك، ولهذا فان صورتك تُرى فيّ في كل المواضيع،
12 هوذا موسى شبهك يُرتل في شفتيَّ، وبما انه دعاك نبيا مثلي، فقد صورتُه بك تماما،
13 ظِل سمعان سند المرضى، وبظلك اسند فكري الضعيف بواسطة موسى،
14 ما دام يشبهك، فانا لا اسكت عن قصته، وكيف اصمت عن مؤانسته لانني رايتك فيه،؟
15 انه يحثني لاتبعه بسرعة وهو يجعلني اظن بانه يوصلني الى النهاية،
16 لما انهي القصة الكبرى استريح، وفي نهايتها يُخيل الي بانها البداية،
17 اهرب اذاً لادخل الى منزل السكوت لئلا اظل وسط طريق اسراره الطويلة،
18 اصمتُ كثيرا واسرد القليل من امثاله، لنتذوق طعم العجائب باختصار.

قِدم البيعة
19 كانت قد رُسمت البيعة بالسر بواسطة موسى، وبما انه كان رمزا فقد لقبه بقبة الزمان،
20 بالحقيقة انه لم يشيدها لانه ليس ربها، انما صوّرها تصويرا سريا وتركها واجتاز،
21 كانت البيعة المختارة مشيدة منذ الازل، ويشهد موسى الذي راى مثالها على جبل سيناء،
22 لم تستعجل افكاري وتخترع هذا الرد، انما الحقيقة اشارت الي (قائلة): هذا هو الحق ليوصف من قِبلك،
23 كان موسى قد شاهد قِدم البيعة على الجبل، فنزل ورسمها في المعسكر ليتاكد منها،
24 لما أُمر ليهيء قبة الزمان، كان قد شاهد بالحقيقة شبه البيعة،
25 ايها المتميزون اسمعوا الحق الجلي بدون اكراه، فالحق يتكلم فيّ ولا اقدر (ان ارفضه)،
26 لما امر الرب موسى وبيّن له بان يصنع قبة الزمان التي خدمت الزمان باسرار البيعة،
27 لما حسب كل الوانها (قال له): قف هنا لاريك الشبه الموجود على قمة الجبل،
28 صعد ليبين له البيعة المشيدة في الضباب، وما شاهده هناك كانت اورشليم العليا السماوية الحرة.

التعليم العملي والنظري في المدرسة
29 تلميذ الاختصاص الذي يتعلم شيئا ما يرى العمل المنجز ثم يقترب منه،
30 المعلم لا يقدّم التعليم بالكلمات، بل يبين العمل المنجز لمن يتعلم،
31 لانه لا يقدر ان يصنع شيئا دون ان يراه: ان الحرفة لا تُكتسب بدون برهان،
32 لما يحاول المعلم ان يعلّم بدون تعب، يقدم نموذجا كاملا ويعرضه على تلميذه.

الرب ابان البيعة لموسى ليشيدها على الارض
33 هذا ما صنعه الباري مع موسى عبده، لما ابان له البيعة المنجزة حتى يرسم شبهها،
34 ولئلا تغيب الصورة عنه اثناء نزوله، فقد رآها بالحقيقة لئلا ينساها ايضا اثناء رسمها،
35 بسماع الاذن شبهُ الشيء لا يُحسب، الرؤيا تقدر ان تجمع وتستوعب كل الصور،
36 لو لم يرَ موسى بعينيه البيعة مشيدة، لما كان يقدر ان يبين ويصنع كل زينتها،
37 بحسب الشبه الذي ظهر له على جبل سيناء، نزل وكمّل ذلك الاتقان بدون بلبلة،
38 راى عمارة المكللة باللهيب، وشاهد سعة المحصنة في العلى العظيم،
39 راى عمارتها المشيدة بالقوة، وشاهد فناءها العظيم القوي بين الملائكة،
40 راى بانها تحوي اقاصي العلى وهي اصغر منها، واطنابها ممتدة على الجهات وهي بعدُ اطول،
41 راى في حضنها مجمعة جميع عساكر العلى، وعلى كثرتههم يسكنون فيه بدون ازدحام،
42 راى السكينة حالّة فيها في قدس الاقداس، وفيها ترتل طغمات النار باصوات المجد،
43 راى الافواج واقفين فيها روحيا، والصفوف الطويلة ممتدة فيها نوريا،
44 راى رتب السماويين حالّة هناك، والمستيقظين في المجد هاتفين اصوات القداسة،
45 رآها مليئة وحضنها يستوعب جميع الداخلين، وتنتظر ان تجمع الجسديين مثل المستيقظين،
46 راى موسى بان زينتها اللهيبية كاملة، وبيتها الكبير كله نار من كل الجهات،
47 راى فيها جموع المسبحين المبتهجين وهم يرتلون الاقداس البهية بافواههم،
48 راى البرية وقد جُعلت موطئا لرِجليها وهي تتباهى في العلى مثل الحرة،
49 رآها جالسة فوق اقاصي كل الاعالي، وفوقها فقط يوجد ربها كالرأس،
50 راى نقاء المقدسين وهم مرتجفون، واصوات المباركين القوية،
51 راى فيها موضعا ممجدا وبهيا ولا يوصف، وداخله (موضعا) مستترا ولائقا ولا يُعقب،
52 راى فيها النور المسكوب والمفتوح واللامحدود وضوء اللهيب المخيف وغير الموصوف،
53 راى شكل حجب الابواب المفتوحة وقد طُلي بالبهاء، والسكينة حالّة داخل النور،
54 راى شكليا البيت الداخلي الذي صنعه، وقد احاط به فناء خارجي مثل الذي اتقنه،
55 راى الصفوف والاعمدة المحيطة بها: عمل النور المقطوع، والمنحوت من اللهيب،
56 راى الغيوم المربوطة الواحدة بالاخرى، وصنع بدلها الخيم لمن هي خاصته (= بيعته)،
57 رآها مطلية بلون النار المتعدد الاشكال وصبغ الجلود ليمثّل شبه تلك الالوان،
58 راى القمر مثل قوس قزح وصبغ مثله باللون الاحمر والارجواني،
59 رآها محمولة من قبل الكواريب على كتف النار، وصنع اذنين ليزيحها بواسطة اللاويين،
60 رسمها بالضبط كما رآها، لانه لو لم يشاهدها لما كان يحدد كل زينتها،
61 هنا السر واضح بحقيقته كالشمس وهو يجذبني ليوصف حرفياً من قبلي،
62 موسى كان يشبه ربنا بما فعله بصفته شبهه وظِله وصورة جسمه،
63 بذلك الاتقان الذي شاهده ذاك اللاوي على الجبل، صور البيعة على شبه المسيح.

داؤد والبيعة
64 ان البيعة كانت مشيدة بالسر منذ ذلك الحين كما يشهد داؤد الذي رآها مثل موسى،
65 اذكرْ بيعتك التي اقتنيت منذ القدم، ها قد كرز داؤد جهرا اتقان المشيدة،
66 موسى كان قد شاهد كمالها، فنزل ورسمها وسلسل سر البيعة وربنا الى اتقانها.

يعقوب يتكلم
67 ايها السامعون ان الامور التي قلتها ليست غامضة انما تحتاج الى التفكير وبعدئذ تُعرف،
68 قصدتُ الآن ان ابرهن لك بالحقيقة كيف رسم موسى البيعة بكل الاشكال.

البيعة "والسكينة"
69 في قبة الزمان كان قد صور مسكن المكللة، وبقدس الاقداس مذبح سيدة الاسرار البهي،
70 صور مدبري الشعب السبعين بالرسل، ورؤساء الاسباط الذين اختارهم بالاثني عشر (تلميذا)،
71 سكب من ذلك الروح الذي كان موجودا في موسى في هولاء، كما ان المسيح سكب من روح فمه في رسله،
72 صاروا ملافنة لكل الشعب بواسطة موسى، وأُكرم هو مثل الله من قبل المعسكر،
73 اخذ السبعون من روحه وخرجوا بين الاسباط، كما كان يُبشر المسيح من قبل جوق السبعين.

موسى اله لبني اسرائيل
74 هذا السر كان يرافق الاخرس الذي عظم، ولهذا اخذ السلطة ليصير الها،
75 هذا النظام الذي جاء الى العالم بواسطة ربنا، ها انه يتسلسل سريا من عهد موسى،

76 لو لم يصوره موسى كله بكل اموره لما كان يدعوه بالحقيقة نبيا مثلي،
77 اضطرمت فيه الاسرارالى ان احترق، واضمحل جسده وامست صورته بهاء لاهوته العظيم،
78 كان قد التهب بحرارة بنمط حرائقه الى ان اضاء مثل النوراني بالمجد الذي لبسه،
79 دخل الى الشبه، وكان قد غلي فيه كما لو كان بالنار، وخرج منه ملتهبا ومحترقا،
80 اقتنت صورته اضطراما من المسيح، وبخوف عظيم اعتبره الشعب مثل الله،
81 نسج السر له عش النور في محياه، واستقر فيه وكان يرعب من يرونه،
82 كان قد رُسم وجهه مثل المخلص، وبسبب جماله القى الرعب على جميع مشاهديه،
83 كان قد اضطرم بالوان المسيح وامتزجت فيه، وكان الشعب يظن بانه اله،
84 كان قد تدرج وصعد وانتقل الى سمو الاسرار، وحاز على اسم اللاهوت المسجود له،
85 كانت الارض قد تحيرت من الالوان التي صنعها، وكانت مستعدة لتصدق بانه ربها،
86 كان يتبعه اسم الجبروت بين الشعوب، ففكروا (قائلين): لعله مسلط على البرايا،؟
87 رآه المعسكر لما كان يامر العلى والعمق، واعتبره حائزا على اسم القدرة البارية،
88 كان الشعب قد نسي الله لانه كان خفيا، وموسى القريب كان قد حلّ محل ربه.

يعقوب يتكلم
89 جذبني موسى بعجائبه الى هنا، ولا اقدر ان احاربه لانه يقهرني،
90 غُلبت من قبل قصة ابن اللاويين، وبقدر ما اتكلم عنها بقدر ذلك تتضاعف ولا حدّ لها،
91 لو لم يضعف فكري من (سرد) القصة، لكنت بالحقيقة ابدأ الآن اتكلم،
92 لو لم يغرق العقل بامور كثيرة، لكانت هذه بداية ميمر موسى لا نهايته،
93 هنا اضع ميل السكوت كعلامة، ولو تيسر الوقت ساسير ايضا في درب موسى،
94 عجيب هو السر الذي خدمه هناك ولا يوصف، فاسكتُ لئلا يصغر النمط العظيم بسببي.

نزول الرب عند الشعب
95 من يقدر ان يصف ذلك النزول من قمة الجبل الى الشعب،؟ ومن يقول كيف هو،؟
96 الى هنا كان يتعاطى مع الاسرار المجيدة، وهنا اخذ صورة الملك العظيم ونزل،
97 اشرق على العبرانيين كالشمس وبهرهم، وصدرت الاشعة من وجهه على المعسكر،
98 برق نوره وتحير الشعب بقوته، ونزلت اشعته، وارتجف الاسباط بالعجب الذي شاهدوه.

برقع موسى رمز لناسوت المسيح وللبيعة
99 الشمس الجسدية اللابسة الاشعة نزل من الجبل، وبالبرقع اخفى بهاءه عن المشاهدين،
100 ايها البرقع اللابس الاسرار، انا محتار بك لان شبهك مصور بانسانية ابن الله،
101 بذلك البرقع الذي وضعه موسى على وجهه كان يُرى جسد ابن الله،
102 بسبب اسرار الحق التي لبسها موسى، كان يسمي ربَّ الانبياء: نبيا مثلي،
103 بالبرقع كانت الجماعة قد اكرمت موسى، وقبلت البيعة ربنا بناسوته،
104 الحجاب الذي غطى وجه موسى عند المعسكر هو نمط البيعة التي مسكت ربنا بجسده.

يعقوب يتكلم
105 هذه الاسرار كانت تُرتل من قبل المثقف، وكانت تغتني ايضا بالذكي وبصاحب العقل الثاقب،
106 وبما ان قصة موسى وُصفت قليلا من قبلي، ربي لا تنسى تعب الكسلان القليل،
107 اقبل ضعف الميمر بمحبة، وليسقط فلسي على مائدتك بتمييز،
108 ربي لستُ ملاما من قبل العدالة لانني لم احددك، فمن يقدر ان يتكلم عن خبرك ويحدده،؟
109 اقبل هدايا الالحان القليلة التي ارسلها لساني، واحفظ لي عندك كنز المراحم الى ان اجيء،
110 بدل (المواضيع) المختصرة التي رتلتها هنا بضعف، لتَطُل مراحمك، وبها احيا طويلا.

الخاتمة
111 يا ابن الله الذي كتب عنه عبده موسى، لك التسبيح، ولبيعتك الرجاء، ولي الغفران.