الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الرابع

 

 
يعقوب القوّال يبحر في اسرار كتب في موسى ليفسر ويُصعد منها فوائد للبيعة وللسامعين. موسى صوّر الابن في كل ما كتبه وقام به. يبحث يعقوب في رمز حية النحاس التي كانت تشفي من ينظر اليها. بالحقيقة لم تكن الحية تشفي انما الصليب شفى بشبه الحية.
البيعة تدعو الوثني الى النظر الى الصليب ليحيا بعد ان رفض اليهودي شفاءه. البيعة تدعو كل انسان الى تناول جسد المسيح الحي الذي يعطي الحياة.
يعقوب كرر هذه الامور ليتضح سر الحية امام السامعين، اعيد كلمتي على القصة بتمييز، لان الكلمة تتضح عندما تُكرر من قبل القوال.
المخطوطات: روما 114 ورقة 60؛ روما 117 ورقة 449؛ روما 118 ورقة 224؛ باريس 196 ورقة 265؛ لندن 12165 ورقة 215
يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. كان السروجي يدرّس ويؤلف ويفسر الكتب المقدسة بعد تخرجه من مدرسة ارها. في هذا الميمر ينقد ملفاننا اليهودية والوثنية ويجادل مع الديوفيسيتيين. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة شباب ملفاننا لعله قبل غلق مدرسة الرها سنة 489م.
الدراسات:
Traduction anglaise, in, HTM, TV 6(1990), pp. 38-56

للقديس مار يعقوب
على حية النحاس التي رفعها موسى في البرية (عدد 21/4-9، يوحنا 3/14-15)
المقدمة
1 يا ابن الله، ميامرك انزلتني الى بحر اسرارك، بك انجو من الامواج التي تحيط بي،
2 امواج اخبارك ضاعفت حروبها ضدي، ايها الملاح قدني الى ميناء الحقائق،
3 موسى الراعي الذي انقذ القطيع من الامواج جذبني بكتاباته لادخل الى بحر الاسرار،
4 يا رب موسى انقذني من البحر كما (انقذت) موسى، حتى أُصعِد فيضا كبيرا من قراءته.

موسى يصوّر الابن
5 كل ما حدث على يديّ موسى هو محير لانه كان يصورك في كل درب سلكه،
6 اخذك من عند ابيك على جبل سيناء بالعصا، وتبعك وجاء كالظل للجسم العظيم،
7 لما كان يدخل الى مصر اظهر لها صليب عارك وارتجفت منه وساعدت جبروته،
8 لما كان يجتاز في آشيمون حمل صورة كبرى، وارتقصت الجبال التي رات ايقونتك على العبرانيين،
9 رأت الاكمات فصحك العظيم وارتقصت كالحملان، ليُحترم الاحتفال بصورتك في البلدان،
10 ربنا، كان موسى قد وضع علامتك في آشيمون ولما كانت كل الطبائع تراها كانت تتحير،
11 صار رساما وخلط الوان النبؤة ورسم لك صورة مليئة عجبا في البرية،
12 رسمك بحية النحاس ورفعك ووضعك ليكون شبهك مثل آسٍ لبني شعبه،
13 اقام سرك ضد سمّ الحيات ليشفي بك لدغات شعبه يا دواء الحياة،
14 ايها السامعون لتكن المحبة لكم هنا معلما، ومنها تعلموا كل الخفايا التي نطقها موسى،
15 انظروا بعيون النفس الى هذه الاسرار لانها تحمل على اذرعها كل جمال الابن،
16 به موسى العظيم صنع كل ما صنعه في مصر، وفي البحر، وفي الموضع القفر،
17 كان يحمل شبه الابن ويقود المعسكر، وبه كان يمنع كل المضرات من بني شعبه،
18 ابان ايقونة الابن للعالمين وافزعها، ورات البرايا علامة موته وهربت من امامه خائفة،
19 وضع الصليب في كل زاوية كان يحل فيها، ليحل الشعب تحت ظله بلا خوف،
20 لا يوجد موضع لم يكن يستتر بالصليب، فصار له سورا واسْكَن معسكره داخله،
21 موسى صوّر ابن الله بامور كثيرة، وكانت تحيط به افواج الاسرار في كل دربه.

يعقوب يتكلم
22 لنترك اليوم امورا كثيرة لا تُدرك، ولنعالج واحدا منها مليئا عجبا للناظر اليه،
23 لنتكلم الآن عن سرّ حية النحاس، ولاي سبب وضعها موسى في المعسكر،؟
24 نتطرق اولا الى لسعات الحيات، ولاي سبب أُرسلت ضد العبرانيين.؟

اكل العبرانيون المنّ والسلوى وشربوا الماء في آشيمون ولم يشكروا
25 كان الشعب قد اكل المنّ وتذمر على الباري، وبشراهته لم يسبّح على طعامه،
26 نكر الجميل الواجب عليه بسبب غذائه، ولم يشكر المقيت بسبب شبعه العظيم،
27 ارسل له خبز المستيقظين ليسمن به، ولم يطب له ذلك الغذاء لانه ناكر الجميل،
28 بدل الشكر الواجب عليه بسبب الموهبة، كان فمه مليئا تذمرا ليحتقر من يقيته،
29 يُرسل له خبز بهي من الضباب، فاحتقره الشره الذي كان يقتات بلا همّ،
30 رياح الشبع كانت تخدم الكسلان، وبقوته كان يتذمر يوميا على الواهب،
31 كان يسمن ويتذمر لانه ناكر الجميل، وكان يقتات ولم يكن يشكر لانه لم يكن عادلا،
32 كانت مصفوفة امامه الهدايا واللذات بكثرة، واذ كان يتنعم لم يكن يعرف سوى التجديف،
33 وُفر للطماع المنّ والسلوى فاعتبرهما بسيطَين، وقد تخم بطعامه وتذمر وولول بجوعه،
34 في الصحراء يشرب من الصوان المياه المباركة، ولم يتعجب بتلك الاعجوبة الغريبة،
35 كانت الغيوم والرياح تقدم له الاطعمة، وكان يتكاسل ليسبّح لما كان ياكل،
36 كان تلميذا لموسى الالهي العظيم، وتعلم فقط ان يجدف على الباري،
37 كان قلبه ابله ولم يكن يحب العلم، وكان مولعا بالطعام ولم يكن يريد ان يسبّح،
38 اظلمت نفسه بالاطعمة لانه كان شرِها، ولم يكن يقبل ان يسبّح مقيته،
39 تذمر على موسى وجدف يوميا على الهه، وكثيرا ما نكر تلك النعمة التي صُنعت له،
40 كان (يقول) بغضب: لماذا اخرجتنا من مصر،؟ ويتذمر (قائلا): تضايقت نفسنا بالخبز القليل،؟
41 ناكر الجميل سمى خبز المستيقظين بالخبز القليل، وقد بالغ في احتقار الغذاء الالهي،
42 قلّ في عينيه المنّ الشهي الذي أُرسل له، وبدل التسبيح ارسل التذمر بواسطة موسى،
43 وردت للطماع من العاصفة مادة حلوة، وقد ذاقها وجدف على المقيت بجسارته،

44 كان طعامه حلوا، وكان تجشأه مرّا كثيرا، ياكل العسل ويتجشأ المرارة لانه كان مشاكسا.

الحيات تعذب العبرانيين
45 ولما ازدادت مرارته بالتذمر العظيم، كان العادل قد ادّبه بحيات تتقيأ السمّ،
46 كان يجلد ذلك المرّ بالسموم، لان قضاءه عادل ولا يمزجه بالمحاباة،
47 اضرم الدبيب بالسم وارسله على الناكرين، ليتعذب الشعب الشرير بالدبيب البغيض،
48 وبما انه لم يسبّح بعد ان نجا من المصريين، فقد اتت الافاعي لتلدغه بمرارة،
49 غلب لويثان الذي هو فرعون ورض رؤوسه وبما انه لم يشكر فقد تعذب برؤوس الحيات،
50 خنق الافعى الكبرى المصرية في البحر، وبما انه لم يسبّح فقد عذبته الافاعي،
51 توجهت العدالة الى المحكمة ضد الظالم، لتنتقم منه لانه تجاسر على المقيت،
52 لما كانت تقال هذه الامور من قبل العدالة للعبد الشره الذي كان يجدف اثناء اكله:
53 تعذب بالدبيب الذي ياكل التراب ولا يجدف، وانت تاكل المنّ الحلو وتجدف.

اليهودي والحية
54 انظروا ايها الظالمون كم انكم جدفتم على المقيت، (وتاملوا) في الحيات التي لم تتذمر ابدا على التراب،
55 تاكل الافاعي التراب وتصمت ولو هي سامة، وانتم ايها الشرهون (تاكلون) خبز المستيقظين ولا تصمتون،
56 الحية سامة لكنها ليست سامة مثل العبراني، انه شرير في ارادته وسمّه ليس طبيعيا،
57 الافعى شريرة، اما اليهودي فهو اكثر شرا منها، فاكله لذيذ، وفمه مرّ من التجديف،
58 تحت شفتيه سمّ الافعى كما هو مكتوب، واذ كان يقتات بالمنّ كان يلهث السم،
59 ولهذا كان يُعذب بالحيات، وكان يُلطم بلسعات الافاعي الخبيثة،
60 كان يُجلد بسياط الافاعي الشريرة، ليصير حلوا بالضربات لانه كان مرّا،
61 احاطت به صفوف الافاعي في آشيمون، وبلدغاتها سكبت سمها على المتمردين،
62 خرجت الافاعي من كل الجهات على الظالم، وتضايقت روحه وشرع يلجأ الى الطلبة،
63 كان قد عرف لماذا كان يُجلد وبدأ يتوسل الى موسى لينجيه من القصاص.

حية النحاس
64 كانوا يقولون له: تذمرنا عليك وعلى الرب، فاطلب لننجو من الافاعي المحيطة بنا،
65 ابتلي الشعب حتى انه اقرّ بانه كان خاطئا، فعضته الافاعي، وبضيقه كان يتضرع،
66 ولما تقدمت الطلبة الى الرب بواسطة موسى، صدر امر بخصوص ما يعمله ابن العبرانيين،
67 قال له الرب: اصنع حية النحاس، وضعها للآية في معسكر بني شعبك،
68 ولما تعض الحية رجلا لينظر اليها فيحيا، وصنع موسى كما امره الله،
69 صنع افعى ووضعها آية في المعسكر، ولما كانت الحية تلدغ رجلا كان ينظر اليها،
70 ولما كان ينظر اليها كان يُشفى بعجب كبير، ولو لم يكن ينظر كان يتعذب بوجع عظيم.

حية النحاس رمز الصليب
71 بهذا العمل يبين شيء عظيم، ومَن ينظر بتمييز يراه،
72 هنا ابان الصليب قوته بوضوح، وسره شفى الشعب الذي ابتلي بالحيات،
73 موسى صور صورته بتلك الافعى، وكان يراها الوجع ويهرب من الاعضاء،
74 هو كان يحارب سم الحيات، ولما كان يراه كان يخمد بسرعة،
75 موسى الآسي قطع عقار الصلب ووضعه في الجماعة امام العبرانيين ليشفوا به،
76 راى بان بنت يعقوب عذبتها الافاعي، فوضع آية ربنا في البرية لتُشفى بها،
77 خرجت عصبة الحيات على المعسكر، فخرج الصليب مثل قائد الجيش وفضحها،
78 صنعت الافاعي خصاما كبيرا مع العبرانيين، وقام في الوسط صليب ربنا منجيا،
79 جاء فوج الدبيب البغيض على بنت الشعب، وسرّ يسوع بدده عنها مثل الجبار،
80 حارب الصليب مع ألسِنَة الحيات فاطفأ سمها وازاله عن العبرانيين،
81 كان الحلو قد وقف ليحارب مع المرّين، فغلبهم طعمه بالمنظر المليء عجبا،
82 لما كانت هذه تسكب السم على العبرانيين، (كان) هو يصب عليهم ظله فحلاهم،
83 لما كان ينتشر سم الافاعي في الاجسام، كانوا يحلَون بلذة صليب النور،
84 سرّ ربنا كان قد صار أيلا للحيات، فصرخ بها في البرية وهزّمها،
85 ارتفع الصليب ورآه الشعب الملدوغ، فهرب السم من اعضائه التي كانت مسحوقة،
86 صنع موسى مثلا في البرية امام العبرانيين، وفسره ربنا بصوت عال لما كان يعلّم:
87 كما رفع موسى الحية في البرية لاجل الشعب، سارتفعُ لاجل العالم كله لينظروا الي،
88 الصورة العظمى التي صورها موسى في آشيمون تعلمها من ربنا ووجد بانها مُلكه،
89 كما رفع موسى الحية ارتفع انا، وكل من هو ملدوغ ليأت وينظر الي ويُشفى بي.

حية النحاس وحية سفر التكوين
90 حية كبرى عضت حواء بين الاشجار، وهانذا ارتفع، ولو نظرتْ الي ساشفيها،
91 سقط الابالسة على العالم ولسعوه كالافاعي، فيلزم ان ارتفع كالحية التي صنعها موسى،
92 الافعى عضت امّ الاجيال بين الاشجار، وانتشر سمها في كل جنسها ليفسده.

دعوة للنظر الى المسيح
93 ولهذا ارتفع الصليب على الجلجلة لينظر اليه البشر، ويحيوا لانهم كانوا مقتولين،
94 ايها الملدوغون من قبل الشيطان انظروا الى المسيح، لانه ارتفع لتنظروا اليه وتُشفوا به،
95 يا ايها الذين انتشر السم الخفي في اعضائهم، ستتعافون بالنظر الى صليب النور،
96 ايها المقتولون بلسعات الابالسة الاشرار، ارفعوا عيونكم وانظروا وتعافوا اذا شئتم،
97 يا من عض الاثمُ نفسَه لا تتشكك، انظر الىالصليب وهو سيشفيها بسرعة،
98 عضتك الخطايا كلدغات الحيات، فلو لم تنظر الى المقتول سوف لن تتعافى،
99 كما رفع موسى الحية، ارتفع ربك فانظر اليه ايها الرجل، وسيهرب الجرح الذي يوجعك،
100 ها انه معلق وواقف لينظر اليه جميع الملدوغين، وبه سيتعافون لانه مليء حنانا للمكلومين،
101 ايها الخطأة، ها انه ينتظركم لتنظروا اليه، في منظره يوجد دواء يشفي كل الجروح،
102 انه معلق كعلامة وسط العالم ليتامل فيه، ويغرف منه الحنان، لانه يشفق على الناظر اليه،
103 منظره جُعل مثل آس للمرضى، وبه تتعافى اوجاع النفس بدون ادوية،
104 ارتفع على الجلجلة لتنظروا اليه، فيشفيكم من الجروح التي تتعذبون بها،
105 /59/ كما رفع موسى الحية يلزم ان أُرفع، وهذا واضح لمن هو محتاج الى الشفاء،
106 من كان ملدوغا من قبل الحية الظاهرة، كان ينظر الى تلك (الحية)، ومن عضته الافعى الخفية ليتطلع الى هذا،
107 تلك كانت تهزّم السم الظاهر عن الاعضاء، وهذا يطرد الخطيئة الخفية عن الافكار.

حية موسى وجسد المسيح
108 بحية موسى كان يُرتل جسد ربنا الذي به تُشفى كل اجساد المرضى،
109 كان يشبه الحيات باستثناء السم، وهذا يعني بان الابن تشبه بنا في كل شيء،
110 مصوّر الكل تشبه بنا ما عدا الخطيئة، وبه شفانا لانه بدونه لا توجد الحياة،
111 في تلك الحية لم يكن يوجد سم الحيات، ولا الخطيئة في جسد ربنا الذي تشبه بنا،
112 في موضوع السم كانت حية موسى (كحية) حلوة، فقهرت سم الحيات كما لو كان بالسرّ،
113 وبما ان جسد ربنا هو بلا خطيئة كما هو مكتوب، ولهذا به يُشفى جميع الخطأة،
114 يا لها من حية كم كانت تشبه تلك الحياتِ، غير انها لا تشبهها لانها لم تكن سامة ولم تكن تلدغ،
115 يا له من ابن تشبه بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة كما يكتب بولس المختار،
116 بالصليب ظهرت كل الاسرار بوضوح، وبه كملت حقيقة كل الانماط،
117 قام في البرية مثل تلك الحية في المعسكر لينظر اليه جميع المرضى، وبه يشفون،
118 ايتها النفس التي عضتها الحية انظري الى الصليب، وبه تُشفى الضربة الخفية التي توجعك،
119 هل لدغتكِ الخطيئة،؟ هوذا دواء الحياة من الجلجلة موضوع على الجرح وبه تتعافين بالحقيقة،
120 واذا كان بشبه الحية (يتم) الشفاء للناظر، كم بالحرى تشفي صورة الابن من يراه.!

في الاعادة افادة
121 اكرر هذه الامور التي تكلمت عنها، ليتضح ايضا سرّ الحية امام السامعين،
122 اعيد كلمتي على القصة بتمييز، لان الكلمة تتضح عندما تُكرر من قبل القوّال،
123 اضاعف اصواتي على تلك الحية التي رفعها موسى لانه كلما يُكرر الموضوع يظفر الصليب.

النظر الى الحية والى الصليب بالايمان وبالحرية
124 لما كانت الافعى تلدغ احد العبرانيين، فلو كان يحتقر حية موسى ولا ينظر اليها،
125 كانت قوة السم تقتله، لانه اهمل ولم يقتنع حتى يهرب الى ملجأ الحية،
126 وُجد من احتقرها فمات بلدغتها ولم يُشف، ووُجد من صدّق فاقترب ونظر اليها فنسى وجعه،
127 كان الملدوغ حرا فيما يصنعه، لانه كان من السهل عليه ان ينظر او لا ينظر،
128 المنظر مجاني، ولم يكن موسى يطالب باجرة، والحية قائمة، ومن نظر اليها زال ضيقه،
129 من كان ملدوغا كان فعله متعلقا بارادته: مَن نظر شُفي، ومَن لم ينظر مات بضربته،
130 هناك انتصر الايمان بواسطة المرضى، فمَن آمن ونظر الى الحية عاش برؤيتها،
131 ومن لم يؤمن قتله سم الحيات، ولم يتعاف لانه لم يشأ ان ينظر كما أُمر،
132 هنا اذاً الايمان يشفي الجروح، وبارادة المجروح هي موضوعة عافيته،
133 الصليب ممدود ولا يطالبك ابدا باجرة، فلو نظرتَ اليه سيشفيك مجانا ويطببك،
134 هوذا الشيطان قد صنع حيات في كل العالم، ايها الملدوغون انظروا الى الصليب وسيشفيكم،
135 لا يحتقر احد المنظر الجلي امام الكثيرين، فلو احتقره سيموت بسم الحية الكبرى،
136 الصليب لا يجبر احدا لياتي اليه، مَن اراد ان يُشفى به فهذا الامر يعود اليه،
137 وللخاطي الحرية، وهو مسلط ليشفي وجعه بارادته بدون وسطاء،
138 توجد امامه آية شافية، فلو نظر اليها سيُشفى بها بالحقيقة،
139 بجسد الابن تموت خطيئة الجسد عن الجميع، بهذا الذي لم يخطيء هوذا هولاء الذين اخطأوا يُشفون،
140 كما قهرت الحية الحيات في حوريب، (كذلك) الجسد يشفي بامان الاجساد التي تلتصق به،
141 بتلك الافعى انطفأ سم الحيات، وبهذا الجسد تضمحل نهائيا خطيئة الاجساد،
142 منظره بسيط، وشفاؤه عظيم جدا، الموت مصور به، ومنه تنبع الحياة كل يوم،
143 الصليب بمنظره يعلن الموت للناظر اليه، وبالتامل فيه يعطي الحياة للناظر اليه،
144 الحية ايضا بمنظرها كانت تخيف من لدغته، اسمها ومنظرها كان يخيف من هو مجروح،
145 ولما كان يجرؤ (احد) وينظر اليها زال حالا وجعه، لان قوتها لم تكن بسيطة كمنظرها للناظر اليها،
146 لعل الملدوغ كان يخاف ويفزع لما كانوا يقولون له: هلم وانظر الى الحية وستطيب،؟
147 وكان يقول ايضا: قتلتني الحية، فلماذا انظر الى الحية يا ترى، فانا افزع حتى من منظرها،؟
148 لماذا انظر اليها لانني اتعذب بلسعتها، انا ابغض منظرها فلتبتعد عني لانها قتلتني،؟
149 ماذا تفيدني لانها لا تحمل الدواء الذي يشفي جرحي، ولا يوجد عقار لاضعه على جرحي وانتفع به،
150 منظرها مخيف، ولو انظر اليها تضاعف الالم، فالحية هي ذكرى ضربتي في كل الاشكال.

البيعة تدعو الوثني لياتي الى الصليب ويحيا
151 وهذا ما حدث للصليب من قبل الكثيرين، يهربون منه لانهم لا يعرفون ما هي قوته،
152 الموت مصور فيه، ويُنبت الحياة للقريبين منه، وانه يعلن الموت وهو للعارفين مليء انبعاثا،
153 الوثني الجاهل لا يحبه لانه يبغض حياته، ويبغض اسمه، ومَن يتوسل اليه حتى ياتي عنده،
154 لما تدعو البيعة الوثني لياتي ويحيا، يرى فيها الصليب: آية الموت فيهرب منها،
155 لما تتوسل اليه لياتي ويجد الحياة فيها، يتطلع ويرى الجثة فيها فيخاف،
156 لما تقول له: لو اتيت عندي لقهرت الموت، فيدخل ويجد فيها رجلا مقتولا فيتشكك.

الوثني يرد على البيعة: يخيفني الموت وهوذا الصليب آية الموت امامي
157 يقول الوثني للبيعة مثل هذه (الامور): يخيفني الموت، وهوذا آية الموت موضوعة فيكِ،!
158 رايتُ فيك جثة، وانا المقتول من يشفيني،؟ انا احتاج لاحيا، وهوذا صورة الميت منتصرة فيك،
159 دعيتيني الى الحياة، فكيف يقدر الميت ان يحييني،؟ الموت قتلني، فلماذا آتي ايضا عند الموت،؟
160 ظننتُ بانه توجد فيك ضمادات لجرحي كما جعلتيني اظن، وها انك اريتيني رجلا مقتولا ومطعونا مثلي،
161 الموت هو آية مخيفة ترعبني، ولو ارى ايضا الموت فيكِ، لماذا آتي اليك،؟
162 الوثني يرى الصليب ويخاف، لانه لا يعرف اية قوة تنبع منه لمن يقترب اليه،
163 كما كانت حية موسى تخيف الملدوغ، (هكذا) يرعب صليب الموت بمنظره مَن كان وثنيا.

كان يُنصح الملسوع بالنظر الى الحية
164 كانوا يطالبون ذلك العبراني الذي لدغته الحية بان ياتي، وينظر الى حية اخرى فيُشفى،
165 مثل الوثني الذي قتله الموت، وياتي الى البيعة، فتُخرج وتضع امامه آية كلها موت،
166 جميع اقربائه كانوا يقولون للعبراني الملدوغ والمتالم: اهرب عند الحية،
167 ولو كان يحتقر المنظر البسيط ولا يذهب كان ينصحه الخبير بألا يتشكك،
168 ذاك الاول الذي نظر الى الحية وشُفي، جُعل مثل كاروز في الشعب لجميع الملدوغين،
169 ولو وجد احدا ملدوغا ويتشكك، كان ينصحه ويعلمه حسب خبرته،
170 كانت تقال مثل هذه الامور للملدوغ من قبل مَن لُدغ قبله ونظر ثم شفي:
171 اقتربْ ولا تخف: انها ليست حية لان اسمها حية، انها كعقار فيه الحياة لمن ينظر اليها،
172 الحية التي لسعتك ليست كهذه، فلماذا تخاف،؟ انظر وتطلع اليها وستستفيد من رؤيتها،
173 انا ايضا لدغتني الحية مثلك واعتبرتُ حية موسى بسيطة، ولما نظرت اليها زالت اوجاعي،
174 لما تسمع عن الافعى لا تخف: انظر الى فعل الآسي، واختبر ما هي قوته،
175 انه حية حلوة وقد اختبرته لما نظرت اليه، وبمنظره اخذ كل السم من اعضائي.

البيعة تطمئن الوثني وتدعوه الى الايمان بالمسيح الحياة
176 تعلم البيعة الوثني كل يوم هكذا لما تدعوه ليرى الصليب حتى لا يتشكك،
177 وتقول له: انظر الى الجثة المصور الموت عليها ستجد ايضا بان الانبعاث ينبع منها،
178 هلم وادخل وجرّب ما هي قوة المقتول الموضوع فيّ، وستعلم بانه قتل الموت الشره،
179 ترى الصليب وستجد بانه اله ايضا، وبآية موته ابطل الموت من الكثيرين،
180 لما تسمع عن الرجل المقتول لا تخف، افحص المقتول وستجد بانه لامائت،
181 صورة الموت مرسومة على الصليب للناظر اليه، ويُنبع الحياة لمن يقترب ليلتصق به،
182 حذارِ من ان يخيفك خبر الميت لما تسمعه، لانك ستجد بان الموت مات به وهو لا يُقهر،
183 انظر اليه مصلوبا، وتامل فيه واهبا للحياة، اختبر فعله، ولا تتشكك من اسم اهانته،
184 لما تنظر خذ معك الايمان، ولن ترعبك الاهانة لما يصادفك الالم،
185 لا تنظر اليه فقط نظرة ظاهرية، انظر خفية وستجده بجبروت،
186 لا تتشكك لما ترى جثة مطروحة ورجلا مقتولا، وصليبا عاريا، وميتا محنطا،
187 اقترب اليه وستجده ربا، وابنا، وجبار العالمين، وحامل البرايا، وواهب الحياة،
188 وباعث الموتى، ومقيم الموتى، ورابط الموت، وحالّ آدم، والها غير ناقص،
189 اسم الصليب يرعب الوثني لئلا يسجد له، ولما يدخل ويرى ما هو فعله يلتجيء اليه،
190 لما كان بعيدا كان يخاف من خبر الموت، ولما يقترب تستنير نفسه بالحياة التي يجدها،
191 كما شُفي ذاك العبراني الذي لسعته الحية، (هكذا) يُشفى الخاطيء الذي قتله الموت،
192 هناك الافعى، وهنا ينتصر الصليب، وقد جُعل في (العهد) القديم والجديد دواء الحياة،
193 ولهذا لما كان ربنا يعلّم قال: هانذا أُرفع كالحية التي رفعها موسى،
194 موسى كان قد لغز لغزا جديدا للعبرانيين، وجاء المسيح وفسره بوضوح للشعوب،
195 بتلك الافعى صوّر العبراني لغز الاسرار، و بصليب النور اشرقت الخفايا المستترة،
196 ربنا ذاته شفى بقوته هنا وهناك: هناك سرّه وهنا شخصه بالحقيقة.

الخاتمة
197 هو هو اليوم والبارحة ولا يتغير، مبارك الصليب الذي احيا العالم الذي كان مجروحا. كمل الميمر على حية النحاس