الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر السابع عشر

 

 
الرب نور يضيء المسكونة ويطرد الضلالة. الشعوب القلف آمنوا به والشعب المختون نكره.
سلب الشيطان بنت الكنعانية الوثنية فابرأها الرب وبها صوّر كل الارض التي كانت مسبية. الرب لم يستجب لها وتركها تصرخ ليزداد ايمانها. المحبة الحقيقية لا تتشكك. اتى المسيح لاجل الشعب الذي لم يقبله بالرغم من معجزاته ثم قبله الشعوب. قال لها: ليس حسنا اطعام الكلاب وترك البنين بلا خبز. قالت: البنون والكلاب يقتاتون من مائدة الآب الذي يقيت كل البرايا لانه رب الورثة والمقتنيات.
الكنعانية مثال انتصار ايمان الشعوب ومحبتهم: مَن يحب لا يلام حتى وإن تجاسر، كل ما يقوله الحب لخاصته هو مقبول. المحبة انتصرت على المسيح بواسطة امراة ضعيفة، بينما المسيح كان يخزي الكتبة والفريسيين بكلمة.!
النعمة المصورة بالكنعانية هي امّ الكون توسلت الى الرب ليحرر المسكونة من عبودية الشيطان، كما توسلت الكنعانية الى المسيح ابن داؤد ليزجر ابليس عن بنتها على مثال داؤد الذي قتل جليات.
بنت الكنعانية رمز للنفس المريضة بالخطايا. يدعو السروجي كل انسان ليذهب الى يسوع الذي ينفخ في الخطيئة وتبتعد عن النفس "الوحيدة" مثل بنت الكنعانية الوحيدة. لا تفارق عتبة باب يسوع الحّ عليه في طلب ولو لم يستجبك وجعلك تنتظر فانه يحبك ويريد ان يختبر ايمانك ومحبتك وبعدئذ سيفتح لك كنز مراحمه عاجلا ام آجلا.
المخطوطات: روما 117 ورقة 248؛ باريس 196 ورقة 157؛ لندن 14588 ورقة 80
يرد في البداية وفي النهاية اسم القديس مار يعقوب. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. الميمر راعوي وفيه جدال ضد الشعب الذي لم يقبل الرب وفيه مدح للشعوب الذين آمنوا به. تجد فيه عبارات رائعة للحياة الروحية. السروجي يدافع عن المرأة المعتبرة العنصر "الضعيف" اذ يجعلها تنتصر على المسيح بفضل ايمانها. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة شباب ملفاننا اي بعد غلق مدرسة الرها عام 489م.

ايضا للقديس مار يعقوب
على الكنعانية (متى 15/21-28؛ مرقس 7/24-30)

المقدمة
1 في عهد ربنا كان قد اشرق نور عظيم ليقتل في موضعها الظلمة التي اعمت العالم،
2 ضياء الآب اشرق شعاعه على السفليين، ليُضاء باشراقه الدرب الكئيب للسائرين عليه،
3 شمس البرارة كان قد نزل ومشى على الارض فانهزمت الظلال الكثيفة من بهائه،
4 نشر اشعته على الجهات وابهجها، فاستنارت المسكونة التي كانت كئيبة قبل ان يشرق،
5 طرد الضلالة التي كانت منتشرة في جميع الشعوب، واظهر للعالم سبيل الحياة ليسير عليها،
6 رش الشفاءات على البشرية التي كانت مريضة، وانطفأت آلام المرضى العديدة،
7 صبّ شفاءه على المجروحين وثبتهم ونفخ في ضيقات الضعفاء واطفأها،
8 وسكب موهبته ليثري العالم من معوناته، وفتح خزائنه فنهب كل محتاج واغتنى،
9 العميان يرون، والمشلولون يتعافون، والشياطين يُطردون، والمنحنون ينتصبون،
10 اعطى السمع للصم، والنور لمن هم بلا نور، وطهر البرص، واعطى الغفران للخطأة،
11 نزل كالمطر على ارض اليهودية المريضة، ونبتوا من الاسرّة كالجذور المريضة،
12 طرد الشياطين الذين تسلطوا على الانسانية، وبروح فمه زجر الاذى من الكثيرين،
13 كان يشفي مجانا وهم ينكرون جميله ولا يغضب، ويضمد الجروح ويشتمونه باسئلتهم،
14 ابغضه الشعب بينما كان شفاؤه عزيزا، و كان يلام بينما كانت معوناته عديدة،
15 الشعوب الغرل آمنوا به وبمعوناته، والشعب المختون تشكك من شفائه.

الكنعانية-الوثنية بنت الشعوب، والجماعة-اليهودية بنت الشعب
16 خبره كفى للكنعانية لتؤمن به، اما بنت الشعب فلم تفقّهها حتى الكتب لتصدقه،
17 خبر ابن الله ارعب صورا وصيدا، وفي اورشليم كان يُشتم لكونه ابن يوسف،
18 لما كان يجتاز في ارض الوثن مع تلاميذه، كانت الكنعانية ترتل الايمان به،
19 اجتاز في تخوم صور وصيدا وحيرهما، وبدأت آلهتهما الباطلة ترتجف،
20 باشراقه كان قد شق ظلمة الوثنية، وبدأ يبسط نوره على العالم: وعلى الاراضي،
21 خمير الحياة كان قد وقع في عجين الوثن فصلح، وبدأ يجرّ كل الجبلة الى طعمه،
22 مرّ الاكار الحقيقي في حدود الكنعانيين، والقى زرعه، وشرع يجمع منه باقة الغلة،
23 قبل الشعوب بحرارة الزرع الجيد، فانتج بسرعة اثمارا وفيرة،
24 كان الايمان يُرتل لجميع الشعوب من قبل تلك التي قبض ابليس على ابنتها وعذبها،
25 ابليس شرير خطف الشابة ليعذبها، لانه يريد كل يوم ان يفسد الجميلين،
26 قتّال الناس قاد الطفلة ليسخر منها، وبمكره كان يعذبها بمرارة،
27 التواق الى الفساد استولى على البتول ليفسدها، لانه يريد ان يؤذي جنس البشر كثيرا،
28 دخل القوي واخذ بنت الوثن في السبي، وبمرارة كان يجرجرها بين العثرات.

الكنعانية رمز الارض
29 كانت كل الارض مصورة فيها سريا، وكانت تشبهها بمرضها وبشفائها،
30 الارض ايضا سباها الشيطان وجنّ وكفر وجرجرها وسحقها وضاعف آلامها،
31 ملأها جنونـا وادخل ووضع فيها عبادة الاصنام، وصب فيها الزور لتعمل الاباطيل كل يوم،
32 ابليس شرير سحق الارض بكل ضلالة الى ان اشرق المخلص العظيم وابعده عنها. النعمة-الامّ تتوسل لاجل الارض
33 اصبحت النعمة امّا للارض، وتوسلت بصوت عال على مثال التي سحق ابليس بنتها،
34 ربي، كفى للارض المظلومة ان تجن هكذا، انزل وخلصها من الضلالة الكثيرة فيها،
35 من النعمة دخل التضرع امام العظمة، وأُرسل طبيب المراحم الى المرضى،
36 جاء الجبار، وبقوته ربط القويَّ فتعدّل عقل الارض التي جنّت بالاصنام،
37 مشى الطبيب الصالح في العالم وتفقده واعطى الشفاء لكل الامراض التي صادفته،
38 ولما كان يمشي في ارض الوثن كما قلنا، حركت الاخبار الكنعانية لتأتي عنده،
39 رأت بان ابليس يعذب بنتها ويؤذيها، فركضت وراء يسوع لتطلب منه،
40 سمعت الخبر: هوذا ديان العالم يجتاز، فقدّمت الشكوى على الشيطان لانها كانت مظلومة،
41 اجتاز صانع العدل والعدالة في بلدها، وخرجت لتشتكي على السالب خاطف بنتها،
42 جاء الجبار القوي الى تخوم العاقلة فصرخت امامه (قائلة): جاء لص وسلب بنتها،
43 مشى الصياد وطارد الابالسة في بلدها وعلمته ليطرد ابليس بنتها،
44 خرج الراعي الصالح ليفتش على (النعاج) الضائعة، فبينت له بان الذئب خطف نعجتك،
45 جاء الى تخوم صور وصيدا كما سمعتم، فخرجت الكنعانية وراءه لتطلب منه،
46 هطلت الاخبار على المرأة المليئة جبروتا: يسوع يجتاز، فاسرعت لتلتجيء اليه،
47 بدأت تصرخ وتتوسل بين الجموع (قائلة): ربي يا ابن داؤد ترحم عليّ لانني مسبية،
48 هوذا بنتي تقاد من قبل الشيطان، وهذا المطلب هو من اختصاصك لو شئتَ،
49 مبغض المراحم خطف الطفلة، وها انه يعذبها فانقذها منه لتكون خاصتك بشفائها،
50 الفاسد اخذ شابة بهية، وها انه يعذبها، اصرخ به لينتقل ويُشفى عقلها المضطرب،
51 خرجت وراءه باصوات مليئة حيرة، وكانت تتوسل اليه بتنهدات لاجل بنتها،
52 ربي يا ابن داؤد ترحم عليّ واشف بنتي، لقد مسكها ابليس، ولو لم تسحقه لن يتركها،
53 بنت الوثن اعترفت بانه ابن داؤد، والشعب كانوا يسمونه رئيس الابالسة،
54 تيقن الكنعانيون بانه المسيح، والحسد اعمى العبرانيين ولم يؤمنوا به،
55 احس الوثن بانه طبيب صالح وطارد الابالسة، ولقبه كهنة الشعب ببعلزبوب زارهم،
56 بنت الوثـن رتلت في الجموع بانه ابن داؤد، وبخبرها احتقرت اليهود الذين انكروه،
57 كانت تُلحن البشارة الجديدة من قبل الكنعانية، والنبؤة نُكرت من قبل بنت الشعب،
58 عارفو الاسفار احتقروا ايحاءات النبؤة، وعبّاد الاصنام صاروا اولين في الكرازة،
59 الوثنية عرفت بانه ابن داؤد، وطارد الابالسة، والجماعة المؤمنة انكرته وهو يشفيها،
60 صرخت الآرامية بين الجموع وصوتها عال، لتعّرف كم ان ايمان الشعوب هو عظيم،
61 امّة الوثن احتقرت الاصنام الباطلة، ولم تكن تتوسل لطرد الابالسة الا الى يسوع،
62 اشتكت للملك بان المارد زاد في تعذيبها لانه القادر ان يربط القوي ببأسه،
63 لم تركض الى آلهة الكنعانيين، لانها علمت بان يسوع يحطم اصنامهم،
64 صارت كنارة للايمان بدون انقسام، لما كانت تصرخ: يا ابن داؤد ترحم عليّ،
65 ذاك المارد السيء السيرة اثار هجمة وسبى بنتي، فهلم واعدها من العثرات،
66 ابليس مانع الحسنات صادف الطفلة وعذبها، لتجنّ، مُرْه لينتقل عن الضعيفة،
67 الغاشم الذي يبغض جنس البشر منذ عهد آدم، احتقر بنتي لتفقد عقلها السالم،
68 يا ملك البلد اطرد الغريب من ولايتك، انت ابن داؤد كن غيورا واقتله مثل جليات،
69 لا يستكبر القلف على بنتي ويستهزيء بها، انقذها منه ولتكن مُلكك بعد انقاذها،
70 داؤد ابوك خلص الجماعة وصار ملكا وازال عار الفلسطيني عن المعسكر،
71 داؤد ايضا قتل ذئبا لاجل (انقاذ) خروف حتى يحرس قطيعه بعناية وبدون اذى،
72 ربي انت مهتم برعيتك اكثر من داؤد، مُرْ ابليس ان يترك الطفلة التي اخذها.

يسوع لا يردّ على الكنعانية حتى يزداد ايمانها
73 المراحم جرّت الكنعانية نحو يسوع، وكانت تتوسل اليه وهو لا يستجيبها،
74 عرف بان المرأة لا تتشكك من الصادق، وبصراخها كان يحتقرها لتنتصر،
75 وإذ كان يحبها فقد اهملها لئلا يستجيب لها حتى يعظم ايمانها كثيرا بثباتها،
76 طاب له صوت محبة المؤمنة، فتركها تصرخ بين الجموع: يا ابن داؤد،
77 لم يستجب لها حالا لئلا تبطل منذ البداية، انما احتقرها لتضاعف غلبة ايمانها،
78 احتقرها واجتاز واهملها اهمالا ليبرهن بان المحبة الحقيقية لا تتشكك،
79 ولما اقلقت الرسل بصياحها العالي، اقتربوا من ربنا ليتوسلوا اليه من اجلها،
80 لانها بصياحها هيجت كل الجمع، وكانوا يتوسلون اليه ليطلقها ولا تتبعهم،
81 ولكي يضيف جمالا الى صورة ايمانها، فقد احتقرها ايضا هي وطلبتها امام التلاميذ.

الشعب والشعوب
82 ارسلني الآب وراء غنم اسرائيل، ويلزم ان افتش عنها واجدها،
83 خرجتُ لافتش عن نعجة ابراهيم المخلصة، واريد ان اجمعها في كل الاحوال،
84 لم أُرسل الا وراء الخراف التي ضلت، اعني جميع الشعوب قد وُجدوا،
85 حالما يشعر الشعوب بانني اتيتُ سيأتون، انا خرجت لافتش عن خراف الشعب التي لا تطلبني،
86 خُلّص الشعـوب ليأتوا الى التوبة، خرجتُ الآن وراء الشعب لانه قاسي الرقبة،
87 دعوة الشعوب هي سهلة جدا لما يؤمرون، اتعب بسبب الشعب القاسي، لعله سيعود،
88 يطلب الشعوب رمزا صغيرا ليأتوا، اتعبُ مع الشعب لانه يحتقر التأنيب كثيرا،
89 لم أُرسل الا وراء غنم يعقوب، فانا افتش عنها لانها ضلت عن العدالة،
90 لم يعطِ ربنا حجة ليغضب الشعب عليه، فقد سنده في كل الامور مثل مريض ولم ينتفع،
91 قرّف ايمانَ الشعوب ولو انه يحبه، وبما انه كان عظيما فلم ينقص من امله،
92 وبخ الكنعانية ذات الصوت العالي لتصمت، وبما ان ايمانها سليم فلم ترتدع بالتوبيخ،
93 تزاحمت ودخلت بين الجموع وتوسلت اليه: ربي ساعدني لانني محتاجة الى عونك.

البنون والكلاب يعيشون من خبز مائدة الاب
94 قال لها: ليس حسنا اخذُ خبز البنين والقاءه للكلاب غير المستحقة،
95 لياكل اولا الورثة ويعيشوا من المائدة، وبعدئذ تقتات منها الكلاب غير المحبوبة،
96 لنترك الكلاب، وليتناول الاولاد الاطعمة، ليأكل البنون، ولا تدوس الحيوانات الخبز،
97 قالت له: نعم يا ربي، تاكل الكلاب من فتائت البنين وتعيش معهم،
98 من اين يأكل ويقتات الكلب لو لم يسنده خبز ابناء اصحابه،؟
99 يعطي الورثة للكلاب لتعيش معهم، فمَن يُحيي المقتنى الا صاحبه،؟
100 الرب يقيت النفوس والحيوانات، وبفرح يحيي الورثة والاجراء والكلاب،
101 الابناء يأكلون من المائدة مثل الورثة، وتلتقط الكلاب من الفتائت كالمقتنى،
102 البنون والكلاب يحييون من خبز الاب، ومن مائدته يقيت جميعهم لانهم مُلكه،
103 والفتائت التي ياكلها الكلاب هي خبز، والخمير الواحد يحيي الكلاب والبنين،
104 الابن يأكل من المائدة مثل وارث حسن، ويلتقط الكلب تناثر خبزه ليحيا معه،
105 لا احد يمنع الكلاب من أكلِ الفتائت الموجودة في البيت للبنين وللمقتنى،
106 ربي عليك ان تحيي الكلاب والبنين، ومنك يشبع الشعوب والشعب لانهم مُلكك،
107 مائدتك مليئة للداخليين وللبرانيين، انت كلك شبع للبعيدين وللقريبين،
108 تقدر ان تقيت الابناء والاجراء، وتأكل الكلاب من الفتائت وتحيا معهم.

الرب يقيت الكل
109 من كنزك ومن خزائنك يغتني الشعب، وتستند الشعوب المحتاجة الى تدبيرك،
110 انت بحر عظيم واذ يستقي جميع الشعوب منك، فانهم يأخذون قليلا من امواجك الالهية،
111 انت خبز الحياة تشبع منك الطغمات والالوف الشعوب والشعب والاجواق والجموع ولا تنفذ،
112 انت طبيب صالح ومنك تجري كل المعونات، وقليل من قوتك يشفي الآلاف، وهذا قليل بالنسبة اليك،
113 تقدر ان تطرد ابالسة الشعب وتشفي الامراض وبك يُشفى مرضى جميع الشعوب،
114 تناثرُ قوتك يحيي الموتى لو تشاء، ولا ينتقص كنزك من الخزائن،
115 ربي اعط لبنتي من فتائت طبّك، وبها تحيا وتصير مُلكك بالحقيقة،
116 تُنزِل رمزَك ويهرب الابالسة بخوف، وتريد ارادة وتنطفيء الامراض كالدخان،
117 لو تأمر تبيد الابالسة بروح فمك، فانت كنز عظيم، فيك توجد كل المساعدات،
118 خبزك ليس قليلا حتى يقيت شعبا واحدا فقط، منه يأكل جميع الشعوب ولا يفنى،
119 ايها الآسي ليست ادويتك بلا فوائد حتى تشفي الامراض في شعب وليس في (شعب) آخر،
120 غناك ليس بشيء فانٍ او ناقص، انه ينبوع عظيم وبقدر ما تستقي منه يكثر ويزداد،
121 اعطِ لشعبك الخبز ليشبع مثل البنين، ومنه القِ الفتائت للشعوب كالكلاب،
122 لم آتِ لاطلب ان تمنع المعونات من شعبك، لك ان تعطي لي ولهم وللكثيرين،
123 مَن يقِس غناك ايها الملك او ينقصه، ان تناثر كنوزك اقوى من جميع الشعوب،؟
124 مَن يفرغك يا بحرا كبيرا مليئا خيرات، لان امواج محبتك تقدر ان تغرق كل العالم،؟
125 يا هري الجائعين، من يفرغك او يخليك، انت قادر ان تطعم كل الجهات، وهي قليلة بالنسبة اليك،؟
126 فتات واحدة من معوناتك امددها لبنتي، وستشبع منها لتكتسب القوة والصحة.

الكنعانية مثال لايمان الشعوب
127 بواسطة الكنعانية تعاظم ايمان الشعوب، ومن بعدها أختُبر ذوق جميعهم،
128 طلبت ورُذلت ثم تزاحمت لاجل مساعدتها، انتهرها لتسكت وكانت تصيح بسبب احتياجها،
129 زجرتها الجموع ولم تبطل من طلبها، قلق التلاميذ ولم تتوقف (من السير) وراءهم،
130 حُسبت الوقحة مع الكلاب، وكانت تتزاحم على الطلب بدون خجل،
131 فُسر لها بان حسابها ليس من عداد البنين، ولم تتندم لتسكت وتنقلب على المخلص،
132 اجابها باهانة ودعاها كلبا، ولم تحزن لتتراجع عنه لانها كانت صادقة،
133 نهرها الرسل ولم يقدروا ان يُسكتوها، لقد غطى صوتها كل الجمع وانتصر موقفها،
134 لما كانت تُهان وتُنهر من قبل الكثيرين، جادلت مع كل شخص وغلبت بقوة،
135 لما كانت الجموع تزجرها لتتكلم بلين، احتقرتهم جميعا وتوسلت بصوت عال،
136 وصارت اهانتها فيضا للطوباوية، ومنه اخذت القوة لتنتصر بالمتناقضات،
137 من تقريعها نتج لها شيء جعلها تنتصر، وبه كانت تجادل مع ربنا بتمييز،
138 تأنيبها حثها ليعظم ايمانها، ومن انتهارها ازداد ايضا تمييزها،
139 ولما حُسبت مع الكلاب ومُنعت عن الاكل، فقد طالبت بحقها لتشبع،
140 من حضن الخسارة صرخ الانتصار (قائلا): الكلاب ايضا تأكل من الفتائت،
141 بالحقيقة برهنت بانها تستحق ان تنال المراحم، لانها طلبت بعدل ان تأخذ ما هو حقها،
142 الرب ملزم بان يطعم الكلاب ايضا، واذ يحب الابناء كثيرا فانه يحيي الكلاب ايضا،
143 الموضوع المطروح ليسجل خسارتها، به قدرت ان تقف رِجِلها على الغلبة،
144 لما حبسها الحق بكلماته حتى تخسر، انتصرت بنفس الموضوع في جدالها المصيري،
145 الكلاب ايضا تنال الحياة من الفتائت، وجعلها الحق الذي كان مدينا لها ان تنتصر لتاخذ هي ايضا،
146 مسكت بالابن مثل صاحب الدَّين لتنال منه، وابانت له بانه مدين لها ليعطيها المراحم،
147 اقبلُ ان اكون كلبا وتكون انت صاحبي، اطعم مُلكك من الفتائت المتوفرة لديك،
148 تأكل الكلاب وتشبع (من فتائت) البنين ربي، يلزم ان تحيي الوارث والمقتنى،
149 مَن يسمح للكلب ان يعيش الا صاحبه، فيأكل من (فتائت) البنين ويحيا ايضا معهم،؟
150 لو انا كنت كلبا، فانت صاحبي، لانه منك فقط تُعطى لي كل حياتي.

المحبة لا تلام وتغلب دائما وكل ما تقوله مقبول
151 مَن يحب لا يلام حتى وإن تجاسر، كل ما يقوله الحب لخاصته هو مقبول،
152 المحبة جذبت الكنعانية عند مخلصنا ولهذا قُبل ايضا جدالها،
153 لم يردّ عليه احد لما كان يعلم باستثناء هذه المليئة محبة وايمانا،
154 بكلماته افحم كتبة الشعب والمجادلين، ولما وقف الحب ليناقشه خسر وهو مسرور،
155 الحب لبس المرأة في المعركة ودخل عند ربنا ليبرهن بانه يقدر ان ينتصر حتى بالضعفاء،
156 الحب اجاب لرب العالمين بواسطة الكنعانية، لانه قال: لا، وهي قالت: بلى،
157 ليس حسنا ان نأخذ الخبز ونلقيه للكلاب، قالت له: نعم، الكلاب ايضا تأكل،
158 لم تتفق معه (بقوله): ليس حسنا ان تأكل الكلاب، واتفق هو معها لما كان يعظّم ايمانها،
159 وجد بانها مضطرمة بنار المحبة وهي تجادله، ورضي بان تغلبه امرأة بمتناقضاتها،
160 ليس حسنا ان تأكل الكلاب من (فتائت) البنين، قالت: نعم يا ربي، انها تأكل من الفتائت.

الكنعانية تنال مرادها بايمانها وبمحبتها
161 وجد بان جدالها حكيم ومحبوب ومليء محبة، وفرح لانه قَبِل ان تنتصر وتنال المراحم،
162 تعجب منها لان واجب الغيرة دفعها لتتكلم معه، فمدحها امام الجمع (قائلا): عظيم هو ايمانك،
163 ظفر الحكيم اكليلا كبيرا مليئا جمالا ومدّه ووضعه على ايمانها امام الجموع،
164 يا امرأة عظيم هو ايمانك جدا، اذاً ليكن لك بالحقيقة كما تشائين،
165 وجد كم ان ارادتها قريبة من العدالة، فاقامها مثل الوكيل على كل كنزه،
166 كان يقول لها: ليكن لك كما تشائين، وسمح لارادتها ان تنال المراحم بقدر ما تشاء،
167 واذ كانت تريد ان يخرج الابليس من بنتها فقد انتقل ولم يكن شيء آخر يضايقها،
168 الحب اعطاها ان يصير لها كل ما تشاء، لانه (يقدر) ان يثري بكل شيء مَن يدعوه،
169 هوذا برهان مليء توسلا لمن ينظر اليه: لا يقترب اذاً احد من الله الا بالمحبة،
170 يقدر الايمان ان يقهر الحصون العظيمة، ولما يشرق لا يقف امامه حتى الابالسة،
171 ينهر الابالسة ويهربون منه منتقلين، وينفخ في الامراض ويستريح به جميع المعذبين،
172 الشفاء هو شفاء ربنا، ولكنه كان يعظّمه، فلا يقدر احد ان يراه الا بواسطته،
173 اقتربْ من الله بالايمان فتقبض عليه، ولو احببتَ ستنال كل ما تريده،
174 اي مثال ترى في الكنعانية،؟ انها مرآة لو نظرت اليها ستجد الجمال.

بنت الكنعانية رمز للنفس
175 انت ايضا لك نفس، عليك ان تحبها اكثر من البنت، لعله يوجد فيها الم اسوأ من الشرير،؟
176 تلك كان الشرير يعذب بنتها، وكانت متضايقة، الخطيئة تعذب نفسك فلا تهملها،
177 الم النفس اكثر شرا من ابليس الطفلة، اطلب لهذه، وستُشفى كما (شُفيت) تلك،
178 يسـوع نفسه كان قد استجاب لتلك التي دعته، واليوم يستجيب وله ان يعطي لمن يطلب منه،
179 هل سحقك الالم، الحّ على الطبيب بلجاجة وسيطرده بسرعة كما طرد ابليس تلك،؟
180 لا يطب لك الم شرير لما يصادفك، ادعُ يسوع الطبيب وسيطليه بادويته،
181 اشتكِ على الاثم كما اشتكت على ابليس، وسينفخ فيه ويهرب عنك كما هرب ذاك،
182 اطلب لنفسك، كما طلبت لابنتها، لانها عزيزة عليك ووحيدة وفريدة،
183 لك نفس واحدة، فلو اخذتها الخطيئة منك، هلم عند يسوع وسينفخ فيها ويبعدها. الله يمهل ولا يهمل
184 خذ ايمان الكنعانية ومحبتها، ولو داهمتك اهواء غير مرتبة، فان يسوع يهزّمها،
185 ولو اهملك فلا تبطل من الطلب، انه يودّ ان ينصرك، فلا تضجر من الطلب،
186 توجد حالة فيها يهمل ويحتقر مَن يحبه، ليس ليهمله بل ليعظّم ايمانه،
187 ويسهل على اللجاجة ان تفتح كنوزه، وتغرف الثروة من خزائنه بقدر ما تشاء،
188 /443/ لو ضجرت الكنعانية عندما وُبخت، لما كانت تُمدح لجاجة ايمانها،
189 يفرح يسوع بان تطأ بابه بلجاجة، ولو لم تملّ، فعليه ان يعظّم ايمانك،
190 مسكته المرأة بين الجموع بصوت عال، واذ نهروها لم تكن تسكت (من طلب) المساعدة لها،
191 انها لم تسمعه بالذات لترجع دون ان تأخذ، بل مسكته بمحبة واعطاها مطاليبها ثم انتقل،
192 جادلته، ومدحها لانها غلبته، فالمحبة تقدر ان تتجاسر دون ان تُلام،
193 يا امرأة، عظيم جدا ايمانكِ، لقد كشفه للجمع ليلحّ كل واحد ويتشبه بها،
194 ايها الرجل خذ لجاجة المليئة عجبا، وبها تقدر ان تُخرج الالم اذا استوطن فيك،
195 لما تسأل لا تتشكك من الواهب، فانه كنز عظيم، منه يغتني جميع المحتاجين،
196 هو السبيل التي يسير عليها المرء ليرى اباه، وهو باب الحياة، ومن يدخلون فيه ينتصرون على الموت،
197 هو الطبيب ومنه تجري كل المعونات، وهو الينبوع الذي يتدفق حياة لمن هم حواليه،
198 به يُطرد الابالسة والشياطين من الانسانية، ويشفي امراض وقروح المرضى،
199 وبه تتنقى حياة النفس ومنه تستنير، وبه تُذبح خطايا العالم التي كانت كثيرة،
200 هو يبرر العشارين بقوة كرازته، وبالغفران يجعل الخطأة كاملين،
201 هو طرد ابليس الكنعانية التي طلبت منه، وهو يطفيء هوى نفسك لو تنظر اليه،
202 هو الذي يحمل ثقل العالم بجبروته، وعليه تستند كل البرايا، وبه توجد،
203 هو شمس البرارة والنور العظيم، وهو الطبيب والآسي لجميع المرضى،
204 هو الغنى، وابن الغني، ومثري الكل، وهو قوة كل الضعفاء، وبه يتقوون.

الخاتمة
205 هو الذي يضمد الاوجاع والامراض ويطرد الابالسة، مبارك من نزل وتفقد العالم وشفى امراضه.

كمل ميمر القديس مار يعقوب على الكنعانية. آمين