الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر السادس والثلاثون

 

 
ايها المخزن العظيم الموجودة فيه كل الكنوز، اعطني كل يوم غنى كلمتك لاتاجر بها، يا مخزن الكنوز الذي يعطي الغنى لمن يصادفه، صادفك المحتاج ليغتن منك دون ان يستحق، ربي، لا تمنع الشمس والمطر عن الكفرة، انا الذي لم اكفر اعطني كلمتك ولو انكر (الجميل).
السروجي ينفي القوانين الطبيعية: غطس يونان في لجة البحور ولم تخنقه، وفي النار آل حنانيا ولم يحترقوا، لم تقدر المياه ان تخنق بدون الامر، وبدون الرمز لم تقدر النار ان تحرق.
عن آية بابل العجيبة اتكلم الآن لمن يسمع بتمييز. هذه غاية الميمر الذي بدأتُ الكلام عنه، من يحب لا يمل من (الامور) البسيطة. الفتيان يقفون في النار فكيف اقترب من جمالهم، رفيقهم هو مستيقظ فكيف اقترب من اخبارهم،؟ مدائحهم دخلت واستترت في امواج النور، وظل الميمر واقفا في الخارج مثل ضعيف، على الكلمة ان تتكلم عما هو معروف، ويحسن السكوت عما هو خفي عن القصة، تركتني المحبة ودخلتْ الى النار لانها لا تحترق لكي تتحير وتشبع وتتلذذ هناك من النورانيين، اذاً لنسمع بالمحبة ايها المتميزون وليتكلم لسان المحبة عن الجميلين، الكلمة التي تمردت على القوال وعلى السامعين تنطقها المحبة ولو تصغّر فهي لا تُلام.
الرب صنع عجائب في مصر في البحر الاحمر وفي بابل في النار ليبين للشعوب بانه يدبر الكون بتلك المعرفة ربة الازمان المالكة على الكل.
السروجي يسخر من الوثنية وتمثال نبوخذنصر ويتهكم على الضلالة زوجة الشيطان. الفتيان لا يحترقون والملك يتعجب ويؤمن بالاله الحقيقي. يقول السروجي: الحق غصب الملك ليؤمن دون ان يريد. ملّح الفتيان بابل وخميرهم خمّر عجين بنت الكلدانيين.
المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 359؛ روما 115 ورقة 188
يرد في البداية اسم مار يعقوب. الميمر تفسير للفصل الثالث من سفر دانيال. يؤكد فيه بان الرب مدبر للطبيعة والطبيعة هي عبد لا تصنع شيئا من ذاتها. في الميمر وردت عبارة سروجية: "انا الذي لم اكفر اعطني كلمتك ولو انكر الجميل" اي انه لم يشترك بالديوفيسية نهائيا كما ادعى الديوفيسيتيون ولم يغير ايمانه بعد مرسوم الوحدة (482م) ولا بعد مجيء البطريرك ساويرا سنة 512م. هذه العبارة تذكرنا بما ورد في رسالته السابعة عشرة. قد يرقى تاريخ تحبير الميمر الى سنة 513م

لمار يعقوب
على دانيال وعلى آل حنانيا (دانيال 1-3)

المقدمة
1 ايها المخزن العظيم الموجودة فيه كل الكنوز، اعطني كل يوم غنى كلمتك لاتاجر بها،
2يا مخزن الكنوز الذي يعطي الغنى لمن يصادفه، صادفك المحتاج ليغتن منك دون ان يستحق،
3 يا هري التطويبات الذي ملأ الفقراء خيرات، افتح لي لادخل واغرف منك الغنى العظيم،
4 ايها الغني الذي يوزع كنوزه على المعوزين، انا معوز فاملأني كثيرا من تعليمك،
5 يا ربنا، شمسك تشرق على الكفرة بالنعمة، ومطرك ينزل على الاثمة وهم غير مستحقين،
6 بتلك النعمة التي تشفق على الاشرار والخطأة، بها مُدّ لي غنى كلمتك لاتاجر بها،
7 ربي، لا تمنع الشمس والمطر عن الكفرة، انا الذي لم اكفر اعطني كلمتك ولو انكر (الجميل)،
8 الكافر شخصيا لا يستحق المراحم، ربي انت تستحق ان تعطي مجانا للمعوزين،
9 لاجلك انت ساعدنى لاتكلم، ليتعاظم تسبيحك بتراتيلك في كل الافواه،
10 يتكلم الصالحون والطالحون عن خبرك كثيرا، واذ توصف بكل الافواه انت لا تُدرك،
11 لو نطقت الحجارة والاخشاب والعالم كله لما كان يسعه ان يرتل تسبيحك كما هو،
12 لو سبّحت السماء والارض بدل الشفتين فان عجب خبرك اسمى من ان تصفاه،
13 لو زمر لك البحر والهواء بسعانينهم، فانه كالصمت مقارنة بعظمة مجدك،
14 لو وصفت كثيرا كل الطبائع، فميمرك اسمى من (الكائنات) الناطقة ومن الجامدة،
15 لو ضجّت البرية كلها للتسبيح فهي تنكر نكورا لانها لم تقدر ان تفي ما هو واجب عليها،
16 لو صفقت العناصر للتسبيح، فهي تفتري عليك افتراء لانها لا تقدر ان تهلل لك،
17 الف آلاف السماويين في تراتيلهم، وربوات ربوات ابناء النور بتهاليلهم،
18 جموع آل جبرائيل المسجورة بمدائحها، وطغمات آل ميخائيل المتوقدة بعباراتها،
19 اجواق النور، وصفوف الروح باشكالها، وقوات اللهيب حسب مراتبها،
20 الكواريب المربوطة بحركة تغييراتهم العظمى، والسواريف المخيفة بالحان تقاديسهم الشهية،
21 جميع هولاء لا يهدأون من التسبيح: تسبيح جميعهم لا يفيدك كما انت (مسبح)،
22 وماذا يفعل من يريد ان يسبّح لانه لا يطال عظمة تسبيحك بسبب صغره،؟
23 ما الاليق ان يسبّح المرء وهو غير كفؤ،؟ او ان يسكت لانه تيقن بانه لا يقدر،؟
24 يليق بالمحبة ان تصفك بتمييز، واذ هي غير كفؤ فهي لا تبطل من تسبيحك،
25 عندما تسبّح المحبة لا تود ان تحدد، لكنها تريد ان تتأمل كثيرا في ما احبته.

الله لا يُدرك وهو الذي يدبر الطبيعة العبد-المطيع
26 من يفهم القوة العظمى القابضة على العوالم، ومن يستوعب ذلك الجبار الحامل البرايا،؟
27 الارض هي شبره، والبحر حفنته، والسماء هي رمزه، وبه تتعلق العوالم، ولو لا يرمز لاهتزت الاتقانات،
28 الجبار القوي يحمل الارض التي تحملك، ليست هي الحاملة، هو الذي يحملها بقوته العظمى،
29 لو اراد حتى الشمس لا تملك النور: هو ينيرها، ولو تركها لاضمحلت اشعتها،
30 لو لا يأمر حتى النار لا تقدر ان تحرق، ولا المياه ان تخنق من يغطس فيها،
31 يعطي الحرارة للنار مثل باري الكل، والنور للشمس، واعطى للمياه الرطوبة،
32 المياه لا تخنق نهائيا ما لم يرد، ولو لا يرمز ليس للهيب احتراق،
33 هو ايضا اعطى للعناصر بعض الشيء: للبحر ان يخنق، للنار ان تحرق، للارض ان تحمل،
34 وحيثما اراد تترك العناصر عاداتها ليعرف كل واحد بان قوته مسلطة على البرايا،
35 كان يونان قد غطس في لجة البحور ولم تخنقه، وفي النار آل حنانيا ولم يحترقوا،
36 لم تقدر المياه ان تخنق بدون الامر، وبدون الرمز لم تقدر النار ان تحرق،
37 ابان قوته في الاتون كم انه مسلط حتى اللهيب لا يتجاوز على امره.

تفصيل مواضيع الميمر
38 عن آية بابل العجيبة اتكلم الآن لمن يسمع بتمييز،
39 وعن ذلك التمثال الذي صنعه الملك المجنون، وعن العيد الذي شعرت به كل البرية،
40 وعن الابطال الذين صمدوا ضد الضلالة، وعن الاتون الذي سجره الاثمة بزيادة،
41 وعن تلك النار التي سجدت بمحبة للصائمين، وعن نزول الرابع الى اللهيب،
42 وعن الغلبة التي احرزها الحق من الكذبة، وعن العدالة كم انها حكيمة في افعالها،
43 هذه غاية الميمر الذي بدأتُ الكلام عنه، من يحب لا يمل من (الامور) البسيطة.

مدح الاطفال الثلاثة
44 الاطفال المحبوبون طالبوني لاتكلم عن مدحهم، وكلمتي قصيرة لتبلغ الى قمة سيرتهم،
45 طالبتني المحبة وانا غير كفؤ لاتكلم عن حنانيا وعزريا وميشائيل،
46 كيف توجد قوة في لساني الضعيف ليتكلم الآن عن جهادهم واكاليلهم،؟
47 انهم يقفون في النار فكيف اقترب من جمالهم، رفيقهم هو مستيقظ فكيف اقترب من اخبارهم،؟
48 الشموس الثلاثة التي اشرقت من الاتون، واستضاءت بهم ارض بابل المظلمة،
49 المباخر الثلاثة التي منها فاحت رائحتهم الذكية في البرية، وطاب الهواء بعطر روائحم الشهي،
50 الارزات الثلاث التي نمت في غابة اللهيب، وفي ظلهم جلس شعبهم المعوز،
51 الحصون الثلاثة التي شيدها الحق بين السالبين، وبهم تمرد كل سبي بيت ابراهيم،
52 الاسوار الثلاثة الذين انقذوا كل السبي من ضلالة السالبين المتمردة،
53 الينابيع الثلاثة التي نبعت في بلد العطشانين، وشرب العالم وشبع منها شرابا حلوا،
54 الانهار الثلاثة التي سالت بين الكلدانيين، وفاض تعليمهم بين الضالين بدل المياه،
55 اللآليء الثلاثة المختارة، وقد غطس الرابع في النار واصعدها وهي جميلة،
56 الاختام الجيدة الثلاثة التي نحتها اللهيب وها انها موضوعة في اكليل الملك منتصرة،
57 قادة الجيوش الثلاثة الذين خرجوا وحدهم ضد ربوات الآثوريين وافنوهم،
58 الفتيان الثلاثة الذين اقاموا جهة الايمان، وقُهرت من قبلهم كل الضلالة الغاضبة،
59 هذا الجمال الذي لا يُدرك في اشكاله كيف اصوره والواني هي غير حسنة،؟
60 هولاء الذين صاروا جيران النار ولم يحترقوا، مَن يقدر ان يرسمهم ولا يُذم،؟
61 هولاء الذين سكنوا مع اللهيب ولم يشتعلوا، وداسوا على جمرات اللهيب ولم يحترقوا،
62 الموضوع الذي اعالجه اتبع نظامه من القراءة لئلا يضطرب نظام كلمتي بالاطالة.

نبوخذنصر يصنع تمثالا عظيما (دانيال 3)
63 كان نبوخذنصر قد صنع تمثالا بجنونه ليجمع به بجبروت سجود الشعوب،
64 كان قد فكر بان يصنع الها عظيما اعلى واسمى من جميع آلهة كل الارض،
65 يليق ان يُصنع اله عظيم لملك مخيف لا يوجد مثله في كل العالم،
66 انها لاهانة ان يسجد ملك عظيم لتمثال صغير، ليُصنع اذاً تمثال عظيم ليُكرم به،
67 امرت الضلالة ان تحل في موضع ليس موضعها وجنّت لتخطف سجود العالم بالتمثال العظيم،
68 صاغت تماثيل صغيرة وملأت بها العالم كله، وبما انها لم تكفها فقد صنعت تمثالا مليئا بالتجاديف،
69 اهتمت وصاغت الها شهيرا، وكانت جميع الآلهة اقزاما مقارنة بارتفاعه،
70 وزعت التماثيل الصغرى ليخدمها الابالسة، ودعت اللغيون ليحل في ذلك التمثال،
71 اعطت الضلالة للتماثيل الصغيرة الابالسة البسطاء وكان بعلزبوب يجنّ في ذلك التمثال العظيم،
72 وجد الملك بانه استولى على جميع ملوك كل الارض وفكر الشقي بان يتشبه ايضا الهه به،
73 ليكن اعظم من جميع آلهة العالم كله: انفقُ قليلا واعظّم الهي اكثر من (آلهة) الآخرين،
74 لا اشفق على النفقات اللازمة له، وبفضل بضعة اذرع سيخطف العلى وينال الشهرة،
75 ليتجاوز امثالَه بالطول والعرض لانه كلما عظم كلما اشتهر في البلدان،
76 صنع الملك تمثال الذهب كما فكر ونصبه على اكمة دورا ليسجد له الشعوب،
77 كان قد نسي الحلم الذي ظهر له من قبل الله واعطاء تفسيره من قبل دانيال،
78 لم يخطر على باله بان الله موجود، فصنع له صنما فاسدا ليجنّ به،
79 كم توهمت تلك الحرية السخرية الكبرى حتى انها اعطت اسم الله للصنم لتزني به،
80 الملك الذي خضع لمثله العالم باسره صنع له صنما مصاغا وسجد له بدون تفكير،
81 نسي الله الذي اعطاه التاج والجبروت، فاحنى تاجه لعمل يديه واحتقر الله،
82 عمل الكلداني تمثالا علوه ستين ذراعا وعرضع ستة، وصنع عيدا لتمثاله الجديد،
83 شُيد برج السخرية من قبل اخصائيه وضجت الارض بالمنظر العظيم الذي صنعته بابل،
84 امر الملك ان يجتمع جميع الشعوب للاحتفال الكبير لذلك الاله العظيم الذي صنعه،
85 صدر الامر واقلق العالم وسكانه وجمع جميع الشعوب وجلبهم للاحتفال به بعجب كبير،
86 دُعيت البلدان والسادة ورؤساء الارض والسلاطين وولاياتهم،
87 تجمعت القرى والقصبات والمدن وجموع الشعوب وقوات العالم كله،
88 تجمعوا من كل بلد الى بلد بابل ليفرحوا بذلك الاحتفال الملوكي كما دُعيوا،
89 /103/ ضجت البرايا وازدحمت الطرقات وجاءت الامم وامتلأت بابل بجيوش الارض القادمين اليها،
90 خرج الشيطان مع امر الملك العظيم وجمع العالم وجلبه ليضعه في الاحتفال النجس،
91 الملك يامر، والشرير يحرض العالم الذي صار طفلا ومن هنا ومن هناك شاع الاحتفال بالتمثال.

الشيطان زوج الضلالة وخدام العرس الابالسة
92 كان عرسا ختنه هو الشرير، والعروس هي الضلالة وخدامه جميع ابالسة اليسار،
93 تراقص هناك الابالسة ورفسوا ليفرحوا جميعهم مع الشيطان الذي اصبح الختن،
94 دُعيت كل الارواح الكاذبة لتكرم الضلالة-العروس في زفافها،
95 دعا افواج الابالسة بعضهم بعضا الى الاحتفال الكبير ليفرحوا هناك مع الوثنية القوية،
96 بعلزبوب يفرح واللغيون يرقص والابالسة يبهجون والملك قلق ليخدم الزمرة الدنسة،
97 والضلالة مزينة وتشير الى كل واحد ليزني بها، ووجه العدالة مغطى الى النهاية،
98 صنع الملك تجمعا عظيما للخطيئة وجمع كل المسكونة لتتدنس.

الملك يامر بالسجود للصنم
99 ولما وصل اليه جميع الشعوب من كل الاقطار ودخلت كل السلطات الموجودة في كل الجهات وملأته،
100 خرج الكاروز وصرخ بقوة وقال بجنونه: لكم يقولون ايها الشعوب والعوالم والسلاطين،
101 لما تسمعون صوت القرن والصفارة: قعوا واسجدوا للتمثال الذهبي الذي اقامه الملك،
102 ومن لا يسجد يقع في اتون النار؛ سمعت الجماعات ووقعوا وسجدوا كما أُمروا،
103 روح الكذب هبّت هناك بشدة واحنت العالم الذي تجمع امام التمثال،
104 اثم الكفر تدفق مثل السيل وجرف الجمع ليختنق بفيضه العظيم،
105 خرجت الخطيئة كالعاصفة على شعوب الارض، فسقط جميعهم من الله بينما هم خاصته،
106 خرجت الضلالة كالعاصفة بين الجموع، وانحنوا بها لذلك التمثال المليء فسادا،
107 القى الشيطان مصيدة عظمى في العالم كله، وجمعه في الشبكة ليصير اختناقه امام التمثال،
108 المرتفع واسع، والموضع دنس، والملك مخيف، وصوت الامر يحث الجموع على الكفر،
109 والشيطان متباه، ووجه الوثنية مسفر، وخبر الحق باطل وصامت وكانه غير موجود،
110 والايمان بالله مستتر وصامت، والضلالة مسرورة لانها استولت على العالم بالتمثال الجديد،
111 والحق مسلوب، وجبهته مخطوفة من قبل الاثمة، وجبهة الضلالة كانت تتجبر على النصر،
112 خطف التمثال سجود الشعوب وجمعه لديه، وبطلت الارض من الاقرار بالايمان،
113 نبوخذنصر سلب اللهَ الذي اعطاه البأس، ولانه اطال اناته عليه ليتسلط على الارض ظن بانه غلبه،
114 لم يكفه بانه سبى شعبه من الاراضي، لكنه اراد ايضا ان يستحصل منه السجدات،
115 ولما كانت روح الضلالة داخلة في البشر وتحنيهم امام التماثيل ليتوسلوا اليها،
116 وتقف جبهة الوثنية بجبروت، والبرية مسبية بالسجود للصنم الصائر مجددا،
117 وكانت افكار البشر مظلمة، ولم يكن يوجد قبس من ضياء الايمان في افكارهم،
118 وترعد بابل بالاحتفال للابالسة الذين تجمعوا اليها، والبلد مضطرب بجمع الابالسة الذين دُعيوا اليه،
119 ولا يوجد خبر الايمان في احد البلدان، ولا فم يرتل التسبيح لله،
120 ولا لسان ليشكر الرب بين شعوب الارض، ولا فكر يعرف بانه موجود بين الضالين.

الفتيان الثلاثة اناروا بابل
121 ولما كانت كل بابل مظلمة بالسجود للتمثال، ظهرت فجأة ثلاثة اشعة فاضاء البلد،
122 ولما كان ليل الوثنية قد غطى الارض، صادفته ثلاث كريات ضوئية فتلاشى،
123 صعدت فجأة ثلاثة كواكب في مساء الوثنية الكئيب وامتد النور وانتشر في البرايا،
124 كان الليل قد مال ليغطي العالم كله، فقامت الايام الثلاثة ضده فزالت ظلمته،
125 وُجدت ثلاث حبات ملح بين التفهين، وبما انها كانت مختارة فقد مُلح بها العالم باسره،
126 كل البرية مالت ووقعت لتسجد للاصنام فقامت العواميد الثلاثة وحملتها لئلا تتراخى،
127 بين الساقطين امام التمثال والراكعين له، وقف الصادقون واسسوا جبهة الايمان،
128 هناك كشفوا عن وجه الحقيقة لانه كان مغطى واعطوه الذريعة ليظهر نفسه لانه كان مستترا،
129 كانت محبة الله قد غليت في ذهونهم، فاحتقروا النار التي جزمها الاثيم،
130 محبة الرب سخرت من اللهيب لكونها اكثر حرارة منه في الصادقين،
131 كان سور الايمان العالي مثلوما وساقطا، فقام الفعلة الثلاثة وشيدوه بنشاط.

الوشاية على شدرخ وميشخ وعبدنغو الذين لم يسجدوا للتمثال (دانيال 3/3-13)
132 بين جميع حشود الشعب في بابل ثلاثة فقط لم يخروا ساجدين كما أُمروا،
133 حينئذ سنحت للحسد فرصة ليفعل ما هو خاصته، وللحق ان يظهر جماله امام الكثيرين،
134 اقترب الكلدانيون المقرفون الغاضبون على العبرانيين ليتكلموا امام البابليين،
135 شدرخ وميشخ وعبدنغو بنو الجلاء الذين عظمتهم اكثر من الرؤساء احتقروا امرك،
136 العالم كله حافظ على امر عزتك، وهولاء فقط ايها الملك احتقروا امرك وامتهنوا الهك،
137 جميع الشعوب سقطوا وسجدوا للتمثال الجديد، وهولاء وحدهم رذلوا امرك،
138 بقدر اغداقك الاكرام عليهم اكثر من رفاقهم بقدر ذلك زادوا اهانتك بين الجموع،
139 العيد عظيم لم يحدث في العالم قط مثله، لولا اهانتك من قبل هولاء امام الكثيرين،
140 بنو العبرانيين صنعوا وصمة في الجمع العظيم، اذ حدث واكتشف كل واحد بانهم لا يطيعون امرك،
141 هولاء الذين عظمتهم اكثر من العديدين، بدل الاكرام الواجب عليهم جازوك بالاهانة،
142 المسبيون الذين صاروا اسياد البلد بارادتك، في عيدك العظيم ردّوا معروفك الصالح بصورة معاكسة،
143 الضعفاء الذين عظموا، ها انهم يسخرون من رئاستك، فجعلوك اضحوكة امام الجموع المليئة بابل منهم.

غضب نبوخذنصر (دانيال 3/13)
144 لما سمع الملك غضب كثيرا وتصاعد غضبه كالدخان على الجميلين،
145 سمع بان الهه العظيم قد احتُقر بين الجموع، فغار العزيز ليهلك من احتقروه،
146 كانت محبته مرتبطة بذلك المنظر العجيب الذي صنعه، وبعد اهانته تحرك ليقاصص بمرارة،
147 وامر الملك فجلب المقرفون الفتيان الشجعان الذين لم يفزعوا من السلطة،
148 ولانهم كانوا معتمدين على الاتكال الالهي، فقد احتقروا غضب الملك الذي دعاهم،
149 كانوا ينظرون الى العلى الى الله الذي لا يتبدل، ولهذا لم يفزعوا من الملك الذي سوف لن يوجد غداً،
150 نظروا خفية الى الباري الذي يعطي التاج للمسلطين، ولهذا لم يفزعوا من العزيز،
151 بمحبة الرب كانت قد غليت (غيرة؟) افكارهم، ولهذا احتقروا ذلك اللهيب المسجور،
152 كانوا يعرفون بان الزمن هو زمن وسينتقل، وكانوا واثقين من ان رب الازمان لا يتغير،
153 دخل الصادقون ليجيبوا امام الكذاب، وشرع الملك يستجوبهم بقوة،
154 يا شدرخ وميشخ وعبدنغو قولوا لي: هل الخبر الذي سمعته الآن هو صحيح ام غير صحيح،؟
155 هل سجدتم لالهي مثل رفاقكم، او لعلكم لم تسمعوا امري او لم تسمعوا كل الامور،؟ اجيبوا.

الفتيان يجيبون لنبوخذنصر: نحن لا نسجد لاله فاسد (دانيال 3/14-18)
156 قال الفتيان: الخبر صحيح كما سمعته، وذاك الذي اخبرك عنا لم يكذب،
157 نحن لا ندعو الاله المصاغ والفارغ لانه صنم فاسد وليس الها فلا تضل به،
158 انه صنعُ اليدين ويشهد معنا صانعوه لانهم صاغوه بهمتك وبامرك،
159 هوذا الصاغة الذين صنعوه فاستفسر منهم: انه بدون قلب وبدون حركات الحواس،
160 اسال منهم: كم مطرقة ضربت على راسه ولم يكن يشعر ليقول شيئا لمن يضربه،؟
161 لا قلب له ولا معرفة ولا فكر، ولا يحس ولا يرى ولا يسمع،
162 الميت افضل منه كثيرا لانه كان حيا في الماضي، هذا لم يعش ولم يمت قط كما ظننتَ،
163 انه باطل وفارغ واخرس ومجرد من كل شيء وماذا يفيد الساجدين له كما تقول.؟

جواب نبوخذنصر للفتيان: كيف تهينون الهي امامي؟
164 قال الملك: ايها الاشقياء لقد تجاسرتم كثيرا لانني اسمعكم تهينون الهي وجها لوجه،
165 الم يكن كافيا احتقاركم لامري حتى تجاسرتم ايضا امامي لتهينوه،؟
166 الهي عظيم وعلوه يشهد على عظمته، وذهبه المختار يعلن جماله امام الكثيرين،
167 تمثال جديد لم يقترب منه الوسخ، اية علة تسمح بعدم سجودنا له،؟
168 أي ملك صنع الها كبيرا مثله،؟ او اين يوجد تمثال آخر يشبهه،؟
169 ماذا يعوزه لتحتقروه وتهينوه،؟ هل يعوزه الارتفاع،؟ او هل صياغته ليست جميلة،؟
170 قامته عالية، وذهبه حسن، ومنظره بهي، فلماذا اهنتموه بجسارة.؟

جواب الفتيان لنبوخذنصر: لينتقم الهك منا لو كان حقيقيا
171 قال الفتيان: انك تستحق الاستهزاء ايها الملك العظيم لان التمثال الاخرس هو اعظم منك انت الناطق،
172 دعه ينتقم من اهانته لو كان الها، وبقصاصه ليسحق من لا يسجد له،
173 دعه يقول ماذا يشتهي ان يحل به، ليُسأل هل يسجد له الانسان او لا يسجد،؟
174 ليجزل شيئا لمن يسجد له ويكرمه، او ليقلل لمن يهينه ويحتقره،
175 اعرف منه ماذا يقول لك عنا، هل يحبنا،؟ او هل يبغضنا لاننا ابغضناه،؟
176 اسكت انت ايها الملك حتى يهددنا هو لو كان حساسا، فلو لا يحس فانت تحبه عبثا،
177 نحن لا يبغضنا، وانت لا يحبك، فلماذا تتضايق،؟ الاصدقاء والاعداء هم متساوون له لانه بدون عقل،
178 وبما انه هكذا: فارغ واخرس كما قلنا، لماذا نعبده او نسجد له كما تقول.؟

جواب نبوخذنصر للفتيان: اسجدوا لالهي والا احرقكم
179 قال الملك: كفى ايها الفتيان لقد احتقرتم مملكتي وتكلمتم معي بزيادة وبدون نظام،
180 لو شئتم من الآن وصاعدا اقبلوا امري وتمموا ارادتي واسجدوا لالهي لكي امجدكم،
181 ولو لا تريدون ان تكملوا كل كلماتي، ستحترقون في النار ولن تفلتوا من بين يديّ،
182 هوذا الاتون مهيأ لمن لا يسمعني، والنار مسجورة وغاضبة على من يحتقرني،
183 لو استعددتم لتسجدوا لالهي كما قلت، والا ساعرف كيف ابيدكم باللهيب،
184 ولو اهين الهي، مَن هو الهكم الذي يقدر ان ينقذكم بقوة من الحريق،؟
185 اذهبوا وادعوه وعينوا له مكانا في الاتون، ولو قدر فليأت وينقذ اشخاصكم،
186 الهي اهين فهانذا ارسلكم الى الاتون، ليأت الهكم وليحارب مع اللهيب،
187 من هو هذا القادر ان ياتي ويساعدكم، ادعوه لياتي الى النار عندكم لو كان حقيقيا.؟

جواب الفتيان لنبوخذنصر: الهنا ينقذنا من النار
188 حينئذ اجاب عبيد الرب بصوت عال: الكلام ليس كلامنا لنجادلك،
189 الى هنا كنا نعرف ماذا نقول لك، ويصعب علينا الكلام لاجابتك،
190 من الآن وصاعدا: الحرب هي حرب الرب، فليحاربك ويبرهن لك قوته في النار كما طالبته،
191 ليس هذا الكلام كلامنا لنجيبك، تجيبك النار والرب بدلنا،
192 الهنا موجود وفيه القوة لينجينا، وعليك ان تتعلم من النار متى ما القيتنا فيها،
193 انه سينقذنا منك ومن النار ايها الملك الذي لم تعرفه وستعرف ما هي قوته،
194 لتعرف ايها الملك بالحقيقة باننا لن نسجد للتمثال الذهبي الذي نصبته،
195 ولا توجد فرصة لنعبد الهك الباطل لان تمثالك باطل، وباطل هو من يلجأ اليه.

نبوخذنصر يغضب كالافعى ويامر بالقاء الفتيان في النار (دانيال 3/19-20)
196 حينئذ غليت غيرة الملك بقوة والتهب بغضب عظيم وبمرارة،
197 وامتلأ حقدا كالافعى عندما تثور، وانقلب كالتنين عندما يتعذب،
198 وفاح غضبه، وتبدل لون وجهه، وانطفأ جماله مع افكاره التي اضطربت،
199 سخنته الحقيقة كالظُهر الذي يسخّن الزهرة وذبل، واطفأ الحق بهاءه لانه تخاصم معه،
200 كان متكبرا ومنفوخا وبعد اهانة كلمته تاثر، وفاض الغضب على الصادقين ليهلكهم،
201 كان الملك متكبرا لان امره كان اعظم من امر الله، وبنو السبي احتقروا كلمته فمات قبل اوانه،
202 كان يظن بانه في السماء وبان الناس هم على الارض، وبسلطته كان يتطلع اليهم كانما من العلى،
203 دخل وسخر منه ثلاثة فتيان ابناء الجلاء، واحتقروه امام كل الجموع وصار اضحوكة،
204 راى الملك واشتد شره في فكره، وتبدل لونه وذبل جماله بالغضب.

الفتيان في النار (دانيال 3/20-23)
205 ولما كان يتعذب اكثر من الاسد الذي يترك فريسته امر بسجر الاتون سبعة اضعاف،
206 كان قد زاد وقودا للنار بدون قياس ليزداد حريقها لتقتل كل من يقع فيها،
207 كما كان مسجورا بالغضب سجر الاتون، وكما كان مليئا غضبا ملأه لهيبا،
208 قام الفتيان وسط اتون الملك المسجور: هذا مليء غضبا وذاك نارا،
209 الغضب في الملك، واللهيب في الاتون، البابلي غاضب، والاتون مسجور، وكيف يكون هذا،؟
210 قام الاولاد مثل الحملان في جمع الذئاب، وكان السيف يصل الى النفس من هنا ومن هناك،
211 كان الرب خفيا، والملك ظاهرا ويغضب، والله مستترا، والملك قويا ويُكثر التهديد،
212 الرجاء بعيد، والقصاص واقف على الباب، ودخلت المحبة كوسيط لتبين ما هو خاصتها،
213 الملك مسلط، والموت مخيف، والرب محبوب، والنار تزأر، والمحبة تصبر لئلا ترتخي،
214 المحبة الحقيقة لا تنتصر الا بالموت، فالصديق معروف وقت التجربة، وليس وقت الراحة،
215 الفتيان المحبوبون وزنوا محبة الرب بالنار، وغليان المحبة غلب اللهيب المسجور،
216 كان الملك قد امر بان يربط الحملان-الفتيان، فسعت الذئاب لتفسد الودعاء،
217 اثناء اصدار الكلداني القصاص كانت المعركة عجيبة بالنسبة للبشر وللملائكة،
218 وقف في الجهاد ثلاثة بين الكثيرين، وكانت جموع الشعوب عزيزة ضد هولاء،
219 لما كان امر الملك يتكرر باستمرار ليربط الفتيان الذي تجاوزوا على امره،
220 لما مُسكوا من قبل البابليين لابادتهم: هذا كان يربط، وذاك كان يكبّل وهذا كان يشدّ،
221 لما كانوا يُلطمون من قبل البعيدين والقريبين، وكل واحد يردع مهيني الملك العظيم،
222 لما كانوا يُسحبون من قبل البرانيين والداخليين ليذهبوا ويصيروا خبزا للنار في الاتون،
223 لما كان يبغضهم اصدقاؤهم لاجل الملك ويوبخهم احباؤهم (قائلين): لماذا احتقروه.؟

يعقوب يتكلم
224 فتيان آل حنانيا المحبوبون صنعوا مأدبة ودعوني الآن لاتنعم روحيا معهم،
225 مبخرة محبتهم تفوح عليّ وتطيبني برائحتهم الزكية التي منها امتلأت كل الارض،
226 اردتُ ان اصف انتصاراتهم بغليان المحبة، وصادفتني بعجب وتوقفتُ عن سرد قصتها،
227 وقف الذهن وسط الميمر واعطاني السكوت لئلا اتكلم كلمة تسمو على اللسان،
228 الى باب اللهيب كان الخبر واضحا، وكيف اخطو داخله حتى اتحدث،؟
229 مدائحهم دخلت واستترت في امواج النور، وظل الميمر واقفا خارجا مثل ضعيف،
230 على الكلمة ان تتكلم عما هو معروف، ويحسن السكوت عما هو خفي عن القصة،
231 لو كان لي فم ناري لعلني كنت اتحدث، او لو كان لي لسان اللهيب لما كنت اخاف،
232 لو كنت اقدر ان اطأ الجمرات في الاتون لادخل وارى واخرج واصف انتصاراتهم،
233 خفتُ وضعفت وانهكت وقُهرت من قبل القصة، والمحبة الجسور لا تسكت من سرد اخبارهم،
234 تركتني المحبة ودخلتْ الى النار لانها لا تحترق لتتحير وتشبع وتتلذذ هناك من النورانيين،
235 اذاً لنسمع بالمحبة ايها المتميزون وليتكلم لسان المحبة عن الجميلين،
236 الكلمة التي تمردت على القوال وعلى السامعين تنطقها المحبة ولو تصغّر فهي لا تُلام.

الرابع في الاتون (دانيال 3/24-25)
237 تعجبت المحبة من الفتيان وهم يحاربون اللهيب ويُقهر اللهيب من قبلهم في الاتون،
238 لما كان الفتيان يربطون النار بالمحبة العظمى التي كانت تسجد لهم وتحل رباطاتهم،
239 لما كانوا يسبّحون في بحر النار بدون احتراق، ويحتضنهم اللهيب بدون ضرر،
240 لما وقف الفتيان في الاتون ليسبّحوا وبتراتيلهم جعلوه "بيت المتوحدين"،
241 لما طار المستيقظ ونزل لسماع صوت لحنهم، واختلطوا معهم للتهليل بمحبة عظمى،
242 لما تجمع الفوج في النار للتسبيح، وقد جُعل الرابع منظما للجمع البهي،
243 لما كانت من النار تصدح الحان التسبيح الصافية والمنتظمة والعجيبة لمستمعيها، 244 لما كان يرعد لحن التسبيح من الاتون ولحن النار مختلط في التسبيح مع لحن الثلاثة.

حوادث مصر وحوادث بابل
245 اللاهوت صنع عملا عظيما في بابل العظمى، كما (صنع) في مصر المشهورة،
246 هذه هي علة تجمهر الجمع هناك: لياتي الشعوب ويروا عجب قدرته العاملة،
247 في مصر كان قد شق البحر امام العبرانيين، وفي بابل (فتح) باب النار امام العبرانيين،
248 ولعله جعلهم يُسبون من صهيون لتعرف بواسطتهم بابل العظيمة بان الله موجود،؟
249 كما صنع اعجوبة في البحر صنعها في الاتون لنعرف كيف ان الرب هو مسلط على البرايا،
250 اعطى تعليما لاحدى الجهات بواسطة البحر، ولهذه الاخرى اعطاها (تعليما) بالنار المسجورة لانها كانت مضطربة،
251 كان قد شق البحر، ولعل بابل لم تسمع فجاء ووزع فيها النار وتعجبت باعماله،
252 جذب المعسكر في اليابسة كما لو كان في قعر البحور، وادخل الفتيان الى اللهيب كما لو كان الى الخدر،
253 كان يلزم التعليم هنا وهناك، وبدون القوات والآيات ما كانوا يدخلون،
254 في كلتا الجهتين القويتين في الوثنية صنع الآيات وادهشهما لتسمعاه،
255 في هاتين القويتين في السحرة والكلدانيين القى الرعب بالقوات التي صنعها،
256 لفرعون البحر، وللبابلي اللهيب ليقاصص هذا ويتحير ذاك بالمنظر العظيم،
257 هناك القى السلاسل في البحر وجعله يقف، وهنا لجم فم النار وتركها تشتعل،
258 هناك بلع البحر المصريين وانقذ الشعب، وحافظت النار على الفتيان والتهمت المقرفين،
259 خلص خاصته واسلم للموت من ليسوا خاصته ليتحقق التعليم بالتاديب،
260 قتل اللهيب المقرفين، كما خنق البحر فرعون لانه كان جسورا.

الرب رفيق احبائه في الضيق
261 هو نفسه صنع القوات هنا وهناك، بتلك المعرفة "ربة" الازمان المالكة على الكل،
262 سقط المسبيون في الاتون ليهلكوا، فاستقبلتهم القوة الخفية لتحرسهم،
263 رافقهم جموع الشعوب والسلاطين الى باب اللهيب بفزع عظيم،
264 كفّن الملك ودفن وعاد كما ظن وقطع الرجاء كما لو كان على الموتى الذين دخلوا الى الهلاك،
265 كانوا قد وضعوهم في قبر النار واغلقوا الابواب لياكلهم اللهيب بدل العثة،
266 ربط البابليون الاحياء ودفنوهم مثل الاموات في الشيول العظمى المليئة بالنار المسجورة،
267 دعوا الفساد ليبيدهم وهم يدخلون ليُبادوا بالنار وليس بالدود،
268 ولما دخل الموتى الى حفرة اللهيب الرهيبة واغلقت ابواب هوة اللهيب العظمى،
269 اشرق الخلاص في الموضع الخالي من الخلاص ورش هناك الانبعاث الجديد وابهجهم،
270 قبلهم الرب القريب ممن يدعونه ويستجيب الكل ولا يترك قط من يحبه،
271 لما وقف الاحباء بعيدا خارج باب القبر، دخل الصديق الحقيقي معهم الى الجهاد،
272 اجتاز التجار في مضيق اللهيب العظيم، والمرافق الصالح لم يتركهم في درب القنوط،
273 احباؤهم ابتعدوا عنهم مثل الكذبة، ودخل الرب معهم الى النار مثل الامين،
274 في ذلك الوقت كان الاحباء والاخوة غرباء، فقبلهم صديق واحد لا يتبدل،
275 ابتعد كل واحد وظل الله عند احبائه لانه لم يكن (الها) وقتيا حتى يترك من يحبه.

النار غير مؤذية للفتيان وحارقة للبابليين
276 انه لقول عجيب لما كان في الاتون اختان النور الذين دخلوا الى خدر اللهيب،
277 دخل الروحي مثل الاشبين الى العرس وظفر الاكليل في اللهيب وزينهم،
278 النار مربوطة وهم محلولون ليمشوا، ولا عذاب باللهيب في اية جهة كانت،
279 منظر جديد: اللهيب يرش من حضنه الندى الرطب على اشخاصهم،
280 مستيقظ النار وقف في الوسط بين (النار) وبينهم فخافت منه الامة قرينته واحترمتهم،
281 حلت الرباطات وحافظت على الاجسام المقدسة وركعت وسجدت وخافت وهربت من الصادقين،
282 فاحت عليها رائحة الصوم من المتنسكين فقُهرت لتحترم الاجسام النقية التي لم تتدنس،
283 طارت وخرجت على الكلدانيين والمقرفين بقوة عظمى لتبيدهم بحريقها،
284 انه لقول عجيب: تزأر خارجا كاللبؤة، وفي الداخل تشبه النعجة البسيطة عند الودعاء،
285 لدى البابليين تشبه الحدأة التي تخطف بقوة، ولدى العبرانيين حمامة تقف بوداعة،
286 في الاتون كان يُظن بانها قد بردت، وخارجه ابانت كم ان قوتها مسجورة،
287 منها يتضاعف للفتيان الندى في الاتون، وتلقي الجمرات على البابليين لتبيدهم،
288 تصوم بتمييز مع الصائمين، وبالنسبة للشرهين فان حنكها مفتوح لتبلعهم،
289 تسجد بمحبة ولطف لعبيد الرب، والساجدون للاصنام يحترقون بها بمرارة،
290 تسجد للعفيفين، وسيفها مستل على الدنسين: تقتل وتحفظ لان تمييزها كان من الله،
291 داخل الاتون كانت مربوطة بنير التواضع، وخارجه كانت مطلقة وساخرة بقوة،
292 في الداخل تسجد وتكرم وتقبّل الارجل مثل امة، في الخارج تلطم وتهلك وتضرب للابادة مثل سيدة،
293 كان يلزم ان تاكل النار المقرفين ليقعوا في الحفرة التي حفروها كما هو مكتوب،
294 كان يجمل بها ان تبيد الكلدانيين ليُحتقر بها المنجمون غير الصادقين،
295 كان يليق بالنار ان تحرق من احترقوا، وكان يجدر بها ان تحافظ على من هم محفوظون،
296 حيثما حافظت ابانت قوة اللاهوت، وحيثما اكلت ظهرت طبيعتها الخاصة،
297 في الداخل اتضح بان لها ربا ويدبرها، في الخارج اتضح بان قوتها موجودة ولم تتبدل،
298 كان يشاهد منظر مرعب في الاتون: اناس النار لا يقترب منهم اللهيب،
299 الذهب النقي الذي دخل الى النار وابان جماله ومنه صار تاج عظيم للايمان،
300 منظر جديد ظهر في بابل: مظلة النار يقف الفتيان في ظلها،
301 في الاتون وُجد جدول اللهيب العظيم، وكان يسبح فيه الفتيان الثلاثة بدون اذى.

حوادث الاتون رمز لحوادث الدينونة الاخيرة
302 في ذلك الاتون ظهر لنا سر عظيم: كيف سيعبر الكاملون في النار الى الملكوت،
303 تظهر لنا النار الفاحصة بنار بابل: كيف تحفظ،؟ وكيف تاكل الداخلين اليها،؟
304 حدث هنا ما سيصير في النهاية لتعلم كل البرية سرّ ذلك المجيء،
305 اعتبر هولاء الفتيان كل جهة الابرار، (واعتبر) الذين اكلهم اللهيب (جهة) الخطأة،
306 عيد الملك مثل تجلي ابن الله، والشيطان مثل ذلك التمثال الذي اضل الشعوب،
307 فضح التمثال بالنار لانه لم يكن الها، والشيطان ايضا في نهاية الدينونة سيقع في النار،
308 النار تلاطف الاجسام النقية التي لم تتلطخ بالشهوات لما يجتازون فيها الى الله،
309 على ذلك الجسر المخيف المليء كله نارا: تصنع هكذا كما صنعت بالثلاثة،
310 في ذلك الاتون اعتلنت الخفايا بواسطة هولاء الذين صاروا سببا لمجد ذلك المجيء،
311 كان يقف الفتيان في النار بعجب عظيم، وكانت القوة الخفية تحرسهم من الاذى،
312 صار ايمانهم سفينة لاشخاصهم، ووطئوا لجة النار العظمى ولم يحترقوا.

الفتيان اعتبروا الاتون ديرا لتسبيح الرب
313 ما اجمل لحن التسبيح المتصاعد من النار للرب من قبل الجميلين المحبوسين فيها،!
314 دخل محبو الحق ووجدوا مسكنا هادئا، ولانه كان طاهرا فقد بدأوا يرتلون روحيا،
315 كانوا فرحين بالمسكن الهاديء الذي بلغهم لانهم ابغضوا بابل العظمى التي سحقتهم،
316 المتوحدون وجدوا الكوخ اللائق بهم فاجتهدوا وقاموا للخدمة بدون انقطاع،
317 كان قد لذّ لهم العيش في الاتون اكثر من كل ضجة بابل المضطربة،
318 وجدوا ديرا وحظوا فيه بروحي ولعلهم لم يرغبوا نهائيا ان يخرجوا منه،؟
319 البيت النظيف المتسامي على الاثم والمليء نورا، ويحرس اللهيب ابوابه من المضرات.

خجل نبوخذنصر
320 خرج لحن المسبحين من النار وتزاحمت الجموع على بعضها بعضا ليشاهدوا المنظر الجديد،
321 احتقر التمثال وصار نبوخذنصر سخرية، وضج جميع الشعوب برؤيا الآية العجيبة،
322 الضلالة صنعت تجمعا عظيما لشعوب الارض، والايمان بالله نال الاكليل،
323 استيقظ الرب الذي لم يكن ينام وغار واسقط اكليل الضلالة السائد آنذاك،
324 خجل الابالسة، وجمع الشياطين تبدد بالقوة التي صدرت من الاتون على صفوفهم،
325 غطى اللغيون راسه وهرب مثل اللص لانه وجد بان التمثال فُضح بالآية التي حدثت،
326 راى الشيطان بان كل ما شيده قد استأصله الحق فخاف وولول على معسكره المضطرب،
327 كانت تقال مثل هذه الاشياء من قبل العاتي بسبب الخوف الذي اعتراه هو وخدامه،
328 من جراء ما حدث: لقد قفزتُ الى الوراء لان كل تعبي اخذه آخر ليُمدح بسببه،
329 جمعت الشعوب لعيد التمثال ولم اكن اعرف بان تصلني هذه النهاية من قبلهم،
330 من الآن وصاعدا انه احتفال الرب وليس احتفالنا، فهوذا التمثال متروك ويُسبّح (الرب) عند الاتون،
331 خطبتُ كل البرية للتمثال مثل العروس، ولما حان وقت العرس قام ودخل آخر عليها،
332 هنا عقدتُ الخدر للضلالة لتدخل اليه، وهوذا العدالة تجلس فيه بدلها وهي مطرودة،
333 الخطيبة التي جلبتها من الشعوب لتزني معي خطفها الحق وها هو يقدسها لئلا تتطلع الي،
334 من عندي نفقات كل الزفاف، والعروس صارت لآخر، انا زرعت وكل الغلة صارت لله،
335 واذ وصلت اليد الى الفم فقد ضاعت لقمتي، وصرفت عبثا من اتقاناتي المحبوبة،
336 ها قد بلغ العمل الى نهايته ليصبح كل احد وثنيا، مَن صدّر ضدي ثلاثة مناخس من الجمع،؟
337 هوذا جميع الابالسة كانوا مجتمعين ليتسلطوا على الارض، فمَن دعا الرابع ليبددهم،؟
338 هوذا الابالسة فرحون بالجمع الكثير المحتشد، من اين دخل الحق وجعلهم كئيبين،؟
339 اظن بانني صرت فاعلا للحق لاجمع له شعوب الارض ليتلمذهم،
340 متى صنعت الخير او ساصنعه، اما هنا فقد صرت سببا للحق الذي ينتصر،؟
341 جمعت العالم لاصنع احتفالا للوثنية، وخطف الحق كل العيد وجعله مُلكه،
342 ليتهم يعطوني اجرة تعبي لانتقل، عملتُ معهم وصرفت من اموالي عبثا،
343 آخذ الاهانة والعار واهرب خجلا لان العمل لم يتحقق حسب ارادتي الشريرة.

خجل الضلالة والشيطان
344 خجل الشيطان بالعجب الذي صنعه اللاهوت وانتصر الحق ليقيم جبهة الايمان،
345 العساكر مجتمعة وواقفة عند الاتون، ويتصاعد ضجيج التسبيح للرب من قبل الكثيرين،
346 كل جبهة اليسار خجلة وساقطة، (وجبهة) اليمين مكللة بالتاج ومسفرة الوجه،
347 بدأت الضلالة تبكي على التمثال الجديد مثل الارملة على وحيدها الذي خطفه الموت:
348 يا ابني الحبيب الذي وُلد بالنذر، ماذا اصنع لك لانني كنت مستعدة لافرح بعيدك وقد خُذلتُ،؟
349 صاغك الملك صنما عظيما ورئيسا لاخوته، ولا اقدر ان اعصي الرب الذي فضح زيفك،
350 ها قد افتخرت بك اكثر من كل اصنام الارض، ووهبتك الطول والعرض اكثر منها،
351 صغتك من ذهب خالص بعناية، وجلبت جميع شعوب وجموع الارض الى عيدك،
352 واذ يوجد لك اخوة آخرون ولدتهم، انا احببتك اكثر من جميعم لافرح بك،
353 جاءت الي القوة الفاضحة للدجل، وهانذا ساقطة وفاسدة لئلا افرح بك،
354 آل حنانيا شمتوا بي، وشعر كل واحد بانك باطل وزال فرحي وانت فُضحتَ،
355 هوذا اكليل عيدك موضوع في يد الرابع الذي اخذه منك ووضعه على الثلاثة في النار،
356 خجلت كل الضلالة مع الشيطان في العيد العظيم الذي تجمع اليه العالم كله،
357 بالملح النقية التي سباها الملك من صهيون مُلحت كل بابل التفهة،
358 خطف خميرا من اورشليم التي كان قد سباها وبه طابت كل الجبلة التفهة،
359 لما اجتاز قطع شتلة مختارة من يابوس، وشتلها في النار وظللت اغصانها الحقول،
360 شتل ثلاثة قضبان من غابة ابراهيم في الاتون ومن اثمارها شبعت ارضه،
361 وضع في حقل النار ثلاثة اغصان مختارة التي جمعها من تلك الجفنة التي رباها موسى،
362 وامتلأت بابل بخمر التعليم الجديد والقت عنها الثفالة النتنة التي كانت موجودة فيها.

نبوخذنصر يرى اربعة اشخاص في الاتون (دانيال 3/24-25)
363 شاهد الملك منظرا عجيبا في الاتون وارتجف العزيز واندهش واستحوذ عليه الدهش،
364 نظر الى الفتيان الذين يلفهم اللهيب وكانوا واقفين فيه بلذة وبدون قنوط،
365 سمع الحانهم العذبة من النار وخاف واندهش من العجائب التي حدثت،
366 رأى في الاتون الرابع مع الامينين، فتعجب وارتجف وكان مذهولا من الرعب،
367 فجاة وقع عليه خوف عظيم بسبب منظر المستيقظ الذي ظهر لهم من الاتون،
368 بدأ الملك يستفسر بعجب عظيم من الرؤساء والاحرار والسادة المتجمعين،
369 الم نلقي ثلاثة رجال في الاتون، قال هولاء: نعم ايها السيد الملك هكذا هو الامر،؟
370 قال الملك: هانذا ارى اربعة في النار، من اين اضيف واحد دون ان اشعر به،؟
371 النار لم تاكل وحسبُ كما اردنا لكنها اعطت (واحدا) بزيادة دون ان نطلب منها،
372 النار التي تلتهم بدون قياس من يسقط فيها، هانذا ارى بانها تلد ولادة، وماذا اقول،؟
373 القينا ثلاثة كانوا مربوطين كما رايتم وهانذا ارى اربعة محلولين ويمشون،
374 اذا احتفظت النار بثلاثة ولم يهلكوا، كيف اعطت واحدا آخر ما لم تلده،؟
375 من سمع بان اللهيب يلد، ما حدث هنا في نارنا هو امر جديد،؟
376 منظر الرابع محير وبهي وعظيم ولو لم تلده النار فانه من الله،
377 يشبه منظره: ابن الآلهة بالحقيقة لان ضياءه اعظم من النار الموجود فيها،
378 يشبه الشمس، والنار حواليه هي مثل الظل ونور وجهه اقوى من اللهيب،
379 النار ايضا نيّرة من اشعته لان ضياءه العظيم يغلب ضوء اللهيب،
380 هانذا انظر اليه ماشيا بين الجمرات، حتى النار تخاف منه وتبتعد وتهرب،
381 انه إما رب النار هذه فتخافه، وإما ربها وضعه ليامرها حتى تخضع له.

نبوخذنصر يدعو الفتيان ليخرجوا من الاتون (دانيال 3/26)
382 اقترب الملك من الاتون بعجب عظيم ووقف على الباب ورفع صوته قائلا:
383 شدرخ وميشخ وعبدنغو اخرجوا من النار /131/ ربكم حقيقي ولائق هو رجاء افكاركم،
384 يا عبيد الرب اخرجوا وهلموا من اللهيب لكم النصر، وهوذا الاندحار لنا،
385 اتضح بان الهكم حقيقي وخجل هو التمثال وخدامه والساجدون له،
386 كل الاصنام هي فاسدة وبدون منفعة، وفي ربكم وحده القوة للانقاذ،
387 من المعروف بانه لا اله الاه، وبان العالم هو مُلكه وله النار وهو ربها،
388 التمثال خجل وانفضح احتفال الضلالة، ومن الآن وصاعدا ليكن الاسم والمدح لكم،
389 يا بني الجلاء هلموا واخرجوا من اللهيب: استسلمت جهة الاصنام لانها غير حقيقية،
390 هلموا ايها الابطال الذين قُهر بهم اللهيب خذوا النصر واخرجوا من هناك بسرعة،
391 يا عبيد الرب الذين ابغضوا حياتهم لاجل محبته، اخرجوا منتصرين الآن لان مدائحهم غلبت.

الفتيان يخرجون من الاتون (دانيال 3/26-30)
392 كان مجد الرب هناك بعجب عظيم، وكان يوصف من قبل ذاك الملك بعجب عظيم،
393 كل واحد كان صامتا ومندهشا بالاعجوبة ويصغي ليسمع ماذا يتكلمون في الاتون،
394 كانوا هادئين، والملك كان مسرعا ليخرجهم، وبما ان صحبة المستيقظ كانت محبوبة فلم يكونوا مستعجلين،
395 تصارعوا مع النار واختلطت محبتهم مع الملاك، وكان خروجهم من النار زائدا،
396 استعجل الملك لاخراجهم من النار، وكانوا يتزاحمون داخل الاتون بعجب عظيم،
397 مكثوا في النار ليشعر العالم كله وينتشر الايمان بالله،
398 وكان المنتصرون يقولون مثل هذه الامور وهم واقفون بين جمرات اللهيب:
399 ليجر بحث وليُفحص به جميع الآلهة والذي هو حقيقي ليات ويظهر قوته في النار،
400 لو ادعى احد قائلا: لالهه القوة فليدخل هنا فإما سينتصر وإما سيُفضح،
401 التعليم من داخل النار كان حسنا، وكانت تكرزه القوة الخفية بوجه مسفر،
402 خاف الجموع ورفعوا الاصوات بقوة: واحد هو الرب رب الفتيان الذي يخبرون به،
403 خرج الفتيان من الاتون جميلين: اكليلا ذهبيا لان اللهيب قد صفّاهم،
404 تزاحم الاسياد والسلاطين واقتربوا وشاهدوا آية المجد بقوة عظمى،
405 وجدوا بان الفتيان لم يقترب منهم اللهيب ولم يؤذ اجسامهم ولا ثيابهم،
406 وسراويلهم لم تحترق بين الجمرات، ورائحة النار التي نزلوا فيها لم تلتصق بهم،
407 وشعر راسهم لم يحترق باللهيب، فخرجوا كانما من وليمة مليئة باللذات،
408 وبِشرة وجوههم جميلة ومحبوبة وشهية، ومنظر اشخاصهم البهي مليء ضياء،
409 الملك يحتضنهم، والاحرار يقبلونهم، والجموع يحييونهم، والاسياد يكرمونهم بمحبة وهم منذهلون،
410 كان هذا يقدمهم الى ذلك ليقبلوهم كعنقود ذي ثلاث عنبات باكرة،
411 راى البابليون البواكر التي قطفها الملك من جفنة اللهيب واحتضنوها.

نبوخذنصر يبارك الله (دانيال 3/28)
412 حمل الملك الاثمار الحلوة من الاتون المليء نارا واظهرها للجموع قائلا:
413 بدأ الملك يقول للجموع بعجب عظيم: مبارك اله شدرخ وميشخ وعبدنغو،
414 لانه ارسل المستيقظ وانقذ من اللهيب عبيده الذين حافظوا على محبته واحتقروا الملك وامره،
415 عاملهم حسب اتكالهم ونجاهم، وكما صدقوه انقذهم من الحريق،
416 هو الرب ولا يوجد آخر الاه، ففي هذا القوة ليخلص من يدعوه،
417 هوذا الاله الذي لا اله آخر معه، ومُلكه هو التاج والاسم والجبروت،
418 سلطة كل السلطات هي منه، وهو الرئيس الذي يعطي كل رئاسة للرؤساء،
419 هذا هو الرب وجميع السادة هم ادنى منه ولا يوجد عظيم (غيره)، ليس له شريك في اللاهوت،
420 هذه هي القوة التي تحمل العوالم بجبروتها، والبرية معلقة برمزه الخفي وهو يدبرها،
421 يامر النار، واية طبيعة لا تسمعه، واللهيب يخاف منه ومن يحتقره،؟
422 على اسم هذا تطمئن الارض لانه ربها، ومن الآن وصاعدا جميع الشعوب يدعون باسمه،
423 اذاً انا نبوخذنصر هانذا آمر بان كل من يجدف على اله شدرخ وميشخ،
424 اقطع اعضاءهم والقيها بلا شفقة، وتصير بيوتهم حقيقة عرضة للسبي،
425 فلا يوجد اله آخر يقدر ان يخلص هكذا، ولا سلطان يقدر ان ينجي الاه،
426 هذا يدعونه ربا كما هو بالحقيقة، وجميع الذين لُقبوا بالارباب هم مستعارون،
427 لا يُجدف عليه ولا يهان ولا يصغّر ولا يذم ولا يحتقره احد والا سيموت،
428 انه الرب والملك والاله الجبار القوي ورب البرية والكائن الاعظم،
429 كل الامم والبلدان تُكتب له، ولا يدعُ احد الها آخر إلاه.

الحق اصطاد نبوخذنصر بدون ارادته
430 اصطاد الحق ذلك الكلداني بحكمة وربطه في نير التعليم بدون ارادته،
431 خلال عيد به احتفل لتمثاله لينتصر به، اخذه الرب وجعله مُلكه وتمجد به،
432 الملك العظيم صار معلما للجمع العظيم لانه لم يكن يوجد احد مهما مثله ليعلم هناك،
433 الملك يترجم، ومَن لا يسمع التعليم لانه كان يدعمه مرة بالتهديد ومرة بالغضب،؟
434 مع التعليم ارسل امرا شديد اللهجة: الحق والسيف والملك يعلّم ومن لا يخاف،؟
435 الحق اخذ الملكَ الى جبهته ليتكلم به، فالجمع كثير ولم يكن يسمع الاالملكَ،
436 كان يعلم وكان يهدد مع التعليم لينتشر الحق إما من الخوف وإما من المحبة،
437 النار اصبحت له مثل معلم ومنها تعلم واستنار بالتعليم وشرع يعلم،
438 كلامه حكيم، وسيفه مخيف، ومن يحتقره، لانه كان يستعمل التعليم والقصاص،؟
439 حكمة الرب غصبته لكي يعلم في جمعه حيثما اضطر لانه لم يكن يسمع إلاه،
440 لو تكلم هناك شخص بسيط مَن كان يصغي، ولهذا صعد الملك ليعلم بدل القوّال،
441 ودعا الشعوب واستشهد بهم لانهم كانوا مجتمعين، وامر الامم التي كانت مدعوة،
442 بان تسجد البرية لاله الفتيان ولا يُذكر اسم اله الا اسمه،
443 سمع الجموع، ومعه سبّحوا المنتصر الاوحد الذي استجابته النار وعرفه الملك وتعلمه الشعوب،
444 تلك النهاية لم تكن تشبه تلك البداية: بدأ الشرير وانهى الرب بحكمة،
445 تجمعوا من كل الجهات للاحتفال بعيد التمثال، فحملوا اسم الله في مزاودهم وذهبوا.

الخاتمة
446 انتصر الجميلون، وغلب الحق، وخاب الشيطان، مبارك الذي انقذ عبيده من اللهيب.