الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثالث والخمسون

 

 
يا ابن الله الذي صار ذبيحة لاجل الخطأة، لتُذبح لك بتمييز الحان ميامري، افتح للعقل بابا ليدخل ويرى آلامك، وللفكر حتى يمتليء بعجب صلبك، ربي، اعط للنفس عينا خفية تنظر اليك، لانه لو رآك احد لن يخاف حتى يتكلم عنك، ربنا اعطني فما وكلمة وصوتا عاليا وميمرا عظيما يحمل جمال صلبك، ربي انت اسمى من الناطقين ومن الصامتين، خذ مني السكوت، واعطني كلمة مليئة عجبا، ايها الروح المربوط حلّ لساني لاكرر خبرك لان خبرك لا يوصف بكل الافواه، ايها الشمس المصلوب اشرق فيّ خفية، وبوضوح اصرخ علانية وكثيرا ميمر آلامك.
لا احد يقترب من التعليم الا بالمحبة لان من يسمع ولا يحب لن يستفيد، كذلك على المتكلم إما ان يحب وإما عليه الا يتكلم فلو لم يحرك كلماته بمحبة يتعب عبثا، يليق بالمحبة ان تصف ميامر الابن ويجمل بها ان تسمع اخبار الوحيد، من احب ابن الله بقلب صالح لا يشبع ابدا من سماع ميمره بدون انقطاع. ايها الفهيم أمِل اليّ اذنك بتمييز لتسمع ميمر الوحيد بذكاء.
من يتكلم ليتكلم هنا بالنزاهة ومن فكر البساطة المليء حقيقة، ليزود السامع نفسه بالايمان وبعدئذ يسمع ميمر الابن بمحبة، يا من يسمعني اعطني المحبة بدون جدال وخذ التعليم المليء حقيقة بدون تعقيب.
الجماعة اليهودية: ايها الصالح المظلوم ساعدني لاقول كم ظلمك الاشرار في العالم لما تنازلت لتتفقدهم وتحسن اليهم، في كل سبوت اليهود كان تعليمه يشرق، وشربوا مطره وصاروا اشواكا لينخسوه، رب نيسان هو رب كل الاعياد، وبه تتزركش الارض وكل الاعياد لانها مُلكه، في الجماعات كان يعلمها ويرشدها، والزانية تسمع وتحتقر تعليمه. اراد ان يزيل الامور القديمة التي انقضت ليبدأ هناك بالامور الجديدة التي سوف تستمر.
تواضع المسيح هو دعوة الى التواضع: الرب يخدم لسببين اولا ليعلم تلاميذه الخدمة وثانيا ليخزي كبرياء الابالسة. ايها المعلمون الذين يُكرمون من قبل التلاميذ اين هي الصورة التي علمكم اياها معلم المعلمين،؟ ايها المعلم الشقي المنتفخ والمتباهي على تلاميذه، لقد افسدت الرسمَ الذي هيأه لك ابن الله، لو كنت معلما تواضع لتلاميذك، فلو لم تتواضع ها انك لم تتعلم بينما هو يعلمك، لما يتواضع الاخ لاخيه هذا ليس بكثير لانه مهما عظم العبد فهو رفيق لانداده، ايها المتميز لو تواضعت لرفيقك فانت بعدُ مدين لئلا تصير متباهيا بتواضعك، بتواضعك لا تضل وتظن بانك مثل الرب، لانه لم يتواضع احد مثله باستثنائه هو.
سمعان يرفض ان يغسل الرب رجليه لانه لم يحسب نفسه مستحقا. يسوع يقنعه بضرورة غسلها والا سوف لن يكون تلميذه بعد. سمعان يقول له اغسل رجلي وراسي. نفس سمعان كانت مستنيرة من الوحي فخاف لانه تامل في تواضع ابن الله. اراد الا يُغسل لكن ابن الله غصبه وتكلم مثل صادق بدل جميع رفاقه، ورُذل تمييزه من قبل معرفة ابن الله، لو سمع الابنُ التلميذ ولم يغسله، لكان جميع رفاقه يلامون لانهم سكتوا لما غسل اقدامهم، لما تواضع ابن الله فقد اكرم جميعهم، وقدّم التعليم لجميعهم اثناء العشاء.
غسل قدمي يهوذا: لماذا اذاً غسل يهوذا وهو يعرفه، وبما انه كان يدري به، لماذا تعب فيه ولم يستفد،؟ وبما انه كان يعلم بانه زؤان بين الحنطة فانه لم يمنع عنه مطر الحنطة ليرتوي معها، اعطى الندى للشوكة كما للزرع الجيد، ومدّ اشواكه الشريرة ليضرب بها صاحب الحقل، لو حرمه ولم يغسله مثل رفاقه، لكان يتذرع بهذه الحجة حتى يبغض الابنَ، وكان يقول: لماذا يبغضني بينما انا احبه،؟ ولماذا يرذلني بينما اسجد له مثل رفاقي،؟ ومن هنا كان يبدأ يغضب ويضطرب، وكان يقول المرء: لو غُسل لما كان يغضب، ربنا لم يفسح المجال لتُنطق كلمة الكذب بسبب مكر ذاك الجسور. كلما كان لابسا جلد الحملان حسبه حملا الى ان كشف الحمل نفسه بانه ذئب.
المسيح لم يفضح يهوذا: ذاك العارف لم يكشف لرفاقه من هو يهوذا، لكن حفظ السر وتركه بدون اعلان، لو اعلن لهم لكانوا يطردونه من عندهم لئلا يسكن الشرير معهم، لو طردوه لكان يوجد مجال للقول انه الحسد، فالمكر خفي وفاحص القلب وحده يعرفه، ابن الله حافظ على معرفته لئلا تتكلم، وحافظ على يهوذا لئلا يُفضح قدام التلاميذ، الى ان طرد نفسه من الحياة، هو لم يطرده لانه كان يحمله ويحترس به لئلا يُفضح، ابن الله لا يفضح احدا لما يخطيء لكنه يحمله ويود ان يجلبه الى التوبة.
المسيح ياكل الفصح ليكمل النبؤات: كل الخفايا التي نُطقت بالغاز اشرقت علنا بصلب ابن الله، تمت صورة الاسرار التي رُسمت في النبؤة، وكملها وحققها ابن الله. المسيح هو الحمل الفصحي الحقيقي كما تنبأ عنه برموز موسى واشعيا ويوحنا المعمذان.
نقد للقضاء اليهودي: على الحاكم ان يقول: انه مذنب، ليس الكثيرون (ان يقولوا) بدل الحاكم، المشتكي لا يحق له ان يصدر حكما ولا ان يقول ماذا يلزم ان يحل بعدوه، الطرفان يسردان القضية امام الحاكم واستنادا الى اقوالهما يصدر الحكم باستقامة.
الدراسات:
الميمر مقسم الى 8 مقاطع حسب النسخة القبطية ورقمه فيها هو 52:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته، قبطي 554-567
=، الساعة الثالثة من ليلة الجمعة العظيمة المقدسة، قبطي 567-574
=، الساعة السادسة من ليلة الجمعة العظيمة المقدسة، قبطي، 574-584
=، الساعة التاسعة من ليلة الجمعة العظيمة المقدسة، قبطي، 584-588
=، باكر الجمعة العظيمة المقدسة، قبطي، 588-591
=، الساعة الثالثة من يوم الجمعة العظيمة، قبطي، 591-601
=، الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة، قبطي، 601-610،
=، الساعة التاسعة من يوم الجمعة العظيمة المقدسة، قبطي، 610-614
=، ليلة السبت، قبطي، 614-616
=، ليلة احد القيامة المقدس، قبطي، 616-622
على الصلب
الفصل- أ: ليوم اثنين الالم
المقطع الاول

المقدمة
1 يا ابن الله الذي صار ذبيحة لاجل الخطأة، لتُذبح لك بتمييز الحان ميامري،
2 يا قابل الذبائح الذي اراد ان يصير قربانا، اقبل بمحبتك قربان كلماتي وانا ساجد،
3 يا ديان العالمين الذي وقف في المحكمة لاجلنا، بدينونتك استنير وارتل تسبيحك كثيرا،
4 ايها الظافر الذي لُطم على خده من قبل المذنبين، اتكلم عن تواضعك وانا اتعجب بخوف،
5 يا رعد الاصوات الذي اراد ان يسكت لما كان يُسأل، ارعد فيّ خفية فاصرخ علنا كم انت متواضع،
6 يا حامل البرايا الذي حمله خشب الصلب، ليحمل فكري ثقل المك ويصفك،
7 يا رب الاعالي الذي رفعوه وصلبوه على الجلجلة، بك ترتفع كلمتي الى العلى وترتل لك،
8 ايها الشمس العظيم الذي نفخ فانطفأت الشمس في موضعها، اشرق فيّ واصفك بوضوح وانا اعترف،
9 ايها البار الذي قبل الرمح والخل من الاثمة، حرك كلمتي بصلبك لتذكر خبرك،
10 افتح للعقل بابا ليدخل ويرى آلامك، وللفكر حتى يمتليء بعجب صلبك،
11 ربي، اعط للنفس عينا خفية تنظر اليك، لانه لو رآك احد سوف لن يخاف ليتكلم عنك،
12 ربنا اعطني فما وكلمة وصوتا عاليا وميمرا عظيما يحمل جمال صلبك،
13 ربي انت اسمى من الناطقين ومن الصامتين، خذ مني السكوت، واعطني كلمة مليئة عجبا،
14 ايها الصالح المظلوم حرك كلمتي بتمييز لاصرخ في العالم: كم ظلمك الشعب الجاهل،
15 ايها العادل الذي حوكم افتح شفتيّ لاذكر دينونتك، وانا عارف بان دينونتك اسمى من الناطقين،
16 ايها النور المحبوس انر عينيّ الداخليتين لتنظرا اليك: كم احتملت لاجلنا،
17 ايها الروح المربوط حلّ لساني لاكرر خبرك لان خبرك لا يوصف بكل الافواه،
18 ايها الشمس المصلوب اشرق فيّ خفية، وبوضوح اصرخ علانية وكثيرا ميمر آلامك،
19 ايها الرب الذي ضُرب لاجل تحرير العبيد، الفظ فيّ الحانك لارتل خبر صلبك،
20 ايها البهي العريان، لتلبس كلمتي منك المجد وتصفك بتمييز وهي متعجبة بك،
21 ايها العظيم المطعون ساعدني لاتحرك واصف جمالك: كم من الآلام احتملت محبتك لاجلنا،؟
22 ايها الرعد العظيم الذي اسكت ذاته في المحكمة، تكلم فيّ لاصفك وانا ارتجف،
23 يا جبار العالمين الذي احتمل الآلام لاجل الخطأة، لتوقظني محبتك لاكرز دينوتك بين الارضيين،
24 كل الافواه هي مدينة لك لتصف المجد العظيم بصوت عال بدون اضطراب،
25 لك يجب كل السجود من جميع الشعوب لانك اعدتهم بصليبك من السالبين،
26 مُلكك هي كل انتصارات جميع المنتصرين لان كل من انتصر لم ينتصر الا بك،
27 بك حُط جميع الابالسة من درجاتهم، وأُسقط تاج السلاطين وولاياتهم،
28 بصليبك القيتَ الحيرة على اليسار، ومنك خجلت وقُهرت الضلالة المتعجرفة،
29 ربولي صوتك استأصل الشيول عالية الاسوار، وجعلها جسرا وهوذا العساكر تعبر فيها.

ربنا يصنع الحسنات في حياته
30 ايها الصالح المظلوم ساعدني لاقول كم ظلمك الاشرار في العالم لما تنازلت لتتفقدهم،
31 ايها العادل المغلوب الذي كان يهان ويحتمل ويعمل القوات، ويجدفون عليه ولم يكن يتذمر،
32 هو كان يفتح العميان في الشعب وينيرهم، وهم يحتقرونه ويغطونه في المحكمة،
33 هو كان يشفي بكلمته اليد اليابسة، وهي كانت تمتد لتضربه كفا بجسارة،
34 هو كان يشفق ويشفي ألسُن الخرس، وهم كانوا يبصقون في وجهه بالاثم،
35 يُخرج الابالسة وكانوا يسمونه رئيس الابالسة، ويشفي المرضى ويشتمونه بتجاديفهم،
36 بدّل الماء الى خمر جيد في الوليمة، فشربوا خمره واعطوه الخل في عطشه،
37 كثّر الخبز، وبدل خبزه جازوه بالمرارة، اكلوا من خيراته واعطوه كل الشرور،
38 تفاقم الحسد واعماهم عن الواجب، ولم يكونوا يرضون بالخيرات التي صنعها،
39 فاض سم الحية العظمى من افواههم، والقوا كل الشتائم على الطبيب الذي شفاهم،
40 اشرق تعليمه كالشمس في الجماعات، ولم يرد الشعب ان يستنير به وهو حاضر بينه،
41 الارض الشريرة قبلت المطر الذي نزل عليها، ومنها نبتت لرب الحقل اشواك ملعونة،
42 اظلم اليهود في النهار العظيم الذي اشرق، وصاروا عميانا وسط الظهر ولم يروا،
43 لما كان يصنع الخير في العالم لكونه ابن الصالح، حسبوه شرا واحاطوا به وشتموه بجسارة،
44 فتح الاعمى وافتروا (قائلين): ليس هو بالذات انما يشبهه ولم يفتح ذلك الاعمى،
45 شفى رجلا اخرس واعمى وفيه ابليس، فقالوا: ابليس شفى ذلك الذي شُفي،
46 كل يوم اقتنوا الكذب والافتراء والقلب القاسي بخصوص الحسنات التي كانت تُصنع،
47 دعا الميت المدفون بعد ان انتن وخرج وفكروا ان يميتوه بعد ان انبعث،
48 بإحياء الميت حسده اولاد الافاعي، وكانوا يفكرون في كل الفرص ان يموت،
49 اين وجدتم انسانا يُحسد باحيائه للميت باستثناء الشعب صديق الموت والشيطان،؟
50 كان ربنا قد فتح عيني الاعمى وراى النور فطردوه لانهم لم يكونوا يقبلون النور،
51 محبو الظلمة حسدوا الاعمى لانه انفتح واهانوه واخرجوه من بينهم وهو يُعيّر،
52 ربنا قوّم المنحنية من مرضها فوقف رئيس الكهنة يتخاصم مع الجمع بسبب شفائها،
53 اعطى للمخلع غفران الذنوب والشفاء من الامراض، فلاقوه بالخصام لانه شُفي،
54 لما كان ربنا يصنع حسنة لم يكونوا يفرحون لانهم اشرار ولا يرضون بالحسنات،
55 ابن الله تواضع وتفقدهم، فلاقوه بالتجديف والكلام البذيء،
56 في اعيادهم كانت تُعطى علاجاته، وكانوا ياخذون غناه ويشتمونه ويحتمل،
57 في كل سبوتهم كان تعليمه يشرق، وشربوا مطره وصاروا اشواكا لينخسوه.

ربنا اتى الى العيد
58 اتى الى العيد رب الاعياد والاوقات ليُقرب ذبيحة عظمى في العيد العظيم،
59 جلب نفسه ليصير ذبيحة لاجل الخطأة، لانه به يليق ان يقرب نفسه قدام والده،
60 هو الكاهن وهو القربان الذي كان يُقرب والحبر العظيم والباكورة التي لا عيب فيها،
61 المقرب والقابل ورب الذبائح والحمل المقتول والحبر الذي يقرب كل الذبائح،
62 والمحرقة الكاملة والكاهن الزهي وهو نفسه الرشاش والزوفا وغافر كل الدنسين.

ربنا هو نيسان للارض
63 كان يجمل به لما وقف في العيد ويشبه النبع الذي يجري الحياة لجميع من هم حواليه،
64 كان العيد يبتهج بربنا برؤيته اياه، كما تبتهج الارض ايضا بنيسان الذي يتفقدها،
65 شهر نيسان يوشح الارض بكل الزهور ويزينها بالوان بهية ومختلفة الانواع،
66 به تنبعث من التراب كل الجذور وتلبس كل الزهور جمال طبائعها،
67 نيسان هو كعيد للارض كلها، وبه تتزين وتستنير بالورود وبالزنابق،
68 رب نيسان هو رب كل الاعياد، وبه تتزركش كل الاعياد لانها مُلكه،
69 هو الذي يعطي غفران الذنوب وشفاء الامراض، ومنه تغتني كل الاعياد بكل الاشكال.

ربنا والجماعة الزانية
70 كان يليق بربنا لما اتى الى العيد لانه كان يزين العيد بجماله الالهي،
71 اتى الى العيد ليصنع العيد مع تلاميذه ويختم الاسرار والانماط المصورة به،
72 ركب العفو وخافت وارتجفت مُحِبة الاصنام لانها شعرت بانه الوارث القادم ليطلب ما يخصه،
73 صرخ النبي ابتهجي يا بنت الشعب ولم تبتهج لانها علمت بانه يطردها من بيت ابيه،
74 كان غيورا ولم يكن يحب الزانية فخافت منه لئلا يفضحها امام والده،
75 ولهذا ابغضت الابن رفيقة العجول، لانها وجدته يشبه اباه في افعاله،
76 كان ينبوعا يفجر كل الخيرات كل يوم، وبنت العبرانيين تحب كل الشرور كل يوم،
77 في كل الاعياد كان يتفقدها ويشفيها، وفي رؤوس الاهلة كان يشفق عليها ويحييها،
78 في الجماعات كان يعلمها ويرشدها، والزانية تسمع وتحتقر تعليمه.

المسيح ياكل الفصح ليكمل الناموس
79 الشمس العظيم قاد ساعاته النيّرة، وصعد ليصنع عيد الفصح بين المظلمين،
80 شهوة اشتهى ان ياكل الفصح مع تلاميذه ليعمل عهدا جديدا لبني سره،
81 ارسلهم ليهيئوا له العشاء لياكل الخروف مع تلاميذه قبل ان يتالم،
82 طلب الحمل ان ياكل حملا مع تلاميذه ويحل محله ويصير ذبيحة بدل كل الذبائح،
83 اراد ان يزيل الامور القديمة التي انقضت ليبدأ هناك بالامور الجديدة التي ستستمر،
84 كان قد مشى في الدرب الذي هيأه له انبياء ابيه ليبرهن بانه ليس غريبا عن والده،
85 في بداية دربه خضع للختانة حسب الناموس وفي نهايتها اكل الحمل سريا،
86 بدأ وكمل كل الاسرار التي كانت مصورة به لئلا يبدأ في درب آخر مثل الغريب،
87 اتى الى الختانة واخذ ختم بيت ابراهيم واكل الحمل وكمل صورة موسى العظيم،
88 ابن الملكوت مشى في درب ابيه الملك ليحس العالم بان هذا الولد هو ولدُ ذلك الوالد.

رب السماء يفتش عن بيت لياكل الفصح (متى 26/17-19)
89 هيأوا لرب الرعاة حملا لياكل الفصح في العيد العظيم مع تلاميذه،
90 فتشوا عن بيت لرب السماء ليحل فيه لانه لم يكن له موضع يسند راسه هناك،
91 مُلكه هو العلى والعمق وكل الجهات وكل دائرة الارض والبحر والعالم والهواء،
92 رب البرية ابان نفسه مثل فقير واستعار بيتا لياكل الحمل مع تلاميذه،
93 اتقن بيتا عظيما للاجيال واسكنها فيه اي العالم العظيم الذي وُضعت السماء في سقفه،
94 صنع الآكام وتنازل للامور الصغرى ليستعير البيت ثم يحل بين العبرانيين،
95 له البحر وله اليبس مع كل الجهات، وبارادته صار مستعيرا لان ذلك حسن لديه،
96 قرضوا البيت وهيأوا له كما اراد، ودخل لياكل حمل الفصح في العشاء.

الرب يخدم عبيده
97 اتكأ بني بيته على مائدته وقام الرب ليخدم العبيد بمحبة،
98 العظيم الذي صغر اخذ المئزر وشده على حقويه، وصار عبدا يخدم في العشاء،
99 النار الحية التي نزلت الى الارض من بيت الآب قامت بشكل بشري وخدمت كما شاءت،
100 انه لعجيب ان يقال: اخذ الله المئزر وقد جُعل عبدا للبشر في العشاء،
101 الطين المجبول كان يُخدم من قبل جابله، والتراب متكيء وكان يُكرم من قبل باريه،
102 كان العبيد متكئين ورب الحرية متزر بمئزر، الملك يخدم امام الفقراء ولا يرهبون،
103 السواريف يرتجفون من خدمته في موضعه السامي، وكما اراد جُعل خادما في ذلك العشاء،
104 الكواريب يلفظون كل البركات نحو موضعه، وهو متواضع ومنحن للخدمة بين التلاميذ،
105 بين العلويين هو عزيز ومخيف ومليء رعبا، وبين السفليين هو محتقر ومتواضع في خدمته.

يسوع يخدم ليعلم تلاميذه التواضع وليحتقر كبرياء الابالسة
106 الرب اراد ان يخدم عبيده لسببين: ليعلّمهم وليحتقر كبرياء الابالسة،
107 لبني بيته تعليم مليء حياة، وللشيطان توبيخ بخوف عظيم،
108 الرسل تعلموا التواضع من المتواضع، وخاف الركن الذي بعجرفته اسقط آدمَ،
109 خجل هناك ذاك الذي تجاسر ليصير الها لما راى الله حقيرا مثل انسان ويخدم،
110 كانت قد أُمتُهنت عجرفة العدو بتواضع ابن الله الزائد،
111 تخطى سلطان الهواء وركب الكبرياء، ونزل العلي ولبس التواضع وحطه فسقط،
112 ولهذا اخذ المئزر في العشاء ليحتقر كثيرا تواضعُه ذلك الكبرياءَ،
113 وليتعلم منه التواضع الرسل الذين انتخبهم لئلا يستكبروا لما يُرسلون الى البلدان،
114 صفّ التواضع ضد الابالسة المتكبرين لتخجل منه كل الضلالة بسبب شدة تواضعه،
115 معلم جميع المعلمين خدم قدام التلاميذ، فاي تلميذ لا يتضع لرفاقه،؟
116 رب العبيد جُعل عبدا في تلك الخدمة، فاي عبد يحتقر رفيقه لو ينظر اليه،؟
117 الرأس السامي منحن وواقف في بيت الوليمة، فمن لا يحني راسه لاخيه لما يراه،؟
118 اخذ ربنا المئزر وصبّ الماء في الصحن ليغسل ارجل التلاميذ بدافع محبته،
119 نزل العلي الى اقصى حد التواضع، ليرفع بتواضعه الساقطين الهالكين،
120 تواضع ليُسقِط الابالسة من درجاتهم ويفضح السلاطين في ولاياتهم.

ابليس يخزى بتواضع يسوع
121 هلم ايها الشيطان الذي بكبريائه سقط من درجته انظر الى ربك واخجل منه: كم انه متواضع،
122 هلم ايها الجسور الذي صار متمردا بعنجهيته وانظر الى الطيب: كم تواضع حتى يحتقرك،
123 اقترب ايها الركن الذي ضل وقصد ان يصير الها، وانظر الى الله الذي صار انسانا، ثم قَع من علوّك.

دعوة التلميذ الى التواضع
124 ايها التلميذ هوذا التعليم المليء حياة، انظر الى المسيح وتعلم منه التواضع،
125 من له روح متعالية ليأت الى هنا، وها انه قد تواضع وهو ينظر الى ابن الله،
126 من نفخه التباهي وضل ليحتقر رفيقه لينظر الى ربه وها قد استقام عقله ليكرم اخاه،
127 كل من هو راكب حصان محبة المجد العالي لينظر الى المسيح، وها قد نزل منه واحتقر الكبرياء،
128 ايها المتكبر الذي يحتقر رفاقه امل اذنك الى هنا، واسمع وخف: من هو الذي يخدم في العشاء.؟

دعوة المعلمين الى التواضع
129 ايها المعلمون الذين يُكرمون من قبل التلاميذ اين هي الصورة التي علمكم اياها معلم المعلمين،؟
130 ايها المعلم الشقي المنتفخ والمتباهي على تلاميذه، لقد افسدت الرسمَ الذي هيأه لك ابن الله،
131 لو كنت معلما تواضع لتلاميذك، لو لم تتواضع ها انك لم تتعلم بينما هو يعلمك،
132 من يتواضح لرفاقه هل يقدر ان ينزل ويبلغ الى تواضع ابن الله،؟
133 لما يتواضع الاخ لاخيه هذا ليس بكثير لانه مهما عظم العبد فهو رفيق لانداده،
134 هذا هو العظيم: رب جميع الارباب خدم عبيده لما تواضع في العشاء،
135 ايها المتميز لو تواضعت لرفيقك فانت بعدُ مدين لئلا تصير متباهيا بتواضعك،
136 بتواضعك لا تضل وتظن بانك مثله، لانه لم يتواضع احد مثله باستثنائه هو،
137 نزل مخلصنا الى التواضع المليء عجبا وتعجبت به القوات الخفية التي رأته،
138 ارتج الملائكة الذين يخدمونه في موضعه العالي وهم ينظرون اليه يخدم امام تلاميذه،
139 خاف الناريون لما انحنى اللهيب ليمسك ارجل القش بمحبة وبتواضع،
140 عبيد ابيه تعجبوا بالابن الذي نزل ليصير عبدا دون ان تتأذى ربوبيته،
141 تحير فوجه لما اتزر بمئز على حقويه، وجُعل صبيا بينما اسمه هو قبل الشمس،
142 السواريف يتغطون ويطلقون القدس الى وعد موضعه، ورب السواريف لابس المئزر في العشاء،
143 النار منزوية لئلا تحترق لو نظر اليها، وقد جُعل خادما للتلاميذ لكي يكرمهم.

سمعان لا يسمح ليسوع ان يغسل رجليه (يوحنا 13/6-8)
144 ربنا وضع الماء بتواضع في الصحن، ودعا سمعان رئيس التلاميذ ليغسل رجليه،
145 خاف التلميذ المليء تمييزا وهو ينظر الى المعلم العادل الماسك رجليه ليغسلهما،
146 قال سمعان: لا يا ربي، لا يا ربي، لن تغسلني، انه لخوف ان تغسل رجليّ كما تقول،
147 العبيد يغسلون ارجل اربابهم والتلاميذ يغسلون ارجل معلميهم ولو اقبلُ فهذه جسارة،
148 من المعتاد ان تُكرم ايها الوقور من قبل الدنسين، فلو امرتَ ستُكرم من قبلنا،
149 لو اسكتُ واتركك تغسل رجليّ سترتج الارض، لذا لن اتركك ولن تغسلني لئلا تُهان،
150 عفواً، يصعب عليّ ان يتحقق هذا الامر لئلا أُعتبر محتقِرا لمعلمي بجسارتي،
151 يا ابن الله لن تغسل لي رجليّ ابدا، يا ربي اطلب ان تتركني احيا بدون اهانة،
152 لا يسمونني العبد الشرير الذي يهين ربه، والتلميذ الذي يحتقر معلمه بجسارته،
153 ايها العلي لا تتواضع عند السفليين، يا ابن الله عليك ان تُكرم من قبل الانسان،
154 ايها السماوي لا تغسل ارجل الارضيين، انت الجابل: فلا يُكرم الطين من قبلك.
يسوع يرد على سمعان (يوحنا 13/8)
155 قال ربنا: كفى يا سمعان رئيس التلاميذ، كفى ان تحارب ضد ارادتي ببساطتك،
156 اعلّمك عملا جديدا فانظر الي وتعلم، ليصنع (هكذا) جميع المعلمين مع تلاميذهم،
157 نزلت لاسقِط رئيس الهواء من سطلته، ويلزمني التواضع في الدرب الذي سلكته،
158 ايها التلميذ تواضع كما رايتني، وبعدئذ تخرج لتكرز تعليمي في البلدان،
159 لو كنتَ تلميذي يلزمك التواضع لانك تحارب ضد روح الابالسة المتعجرفة،
160 لينظر الي الارباب والمعلمون وليكونوا مثلي مع العبيد ومع التلاميذ،
161 ليخجل من التواضع الذي اعلمك اياه، الابالسة المتعجرفون الذين ارتفعوا وسقطوا من درجاتهم،
162 انظر الي وشاهدني متواضعا، وتواضع ولتُسلك هكذا كل سبيل التلمذة،
163 يا رئيس التلاميذ لو لم تصنع كما قلت لك فلستَ تلميذي لكنك تحارب ضدي،
164 لو لم تسكت وتسمع كلماتي كما اقول لا يسهل عليك ان تصير رسولا كما تقول،
165 لو كنت خاصتي فهلم ايها التلميذ واتبع ارادتي، ولو لستَ خاصتي كيف تُسمى تلميذي،؟
166 لو لم تغتسل ليس لك معي حصة لانك تقاوم ارادتي كما تقول،
167 لو لم تقبل تعليمي الجديد الذي اعلمك اياه، لا يمكنك ان تصير معلما للارض كلها،
168 لو لم تسمع كلماتي التي اقولها لك، ساختار لي رسولا آخر يسمع كلماتي،
169 او تعال واغتسل وكن تلميذي كما انت، ولو لم تغتسل فانت غريب من اقربائي.

جواب سمعان ليسوع (يوحنا 13/9)
170 قال سمعان: ربي اطلب ان اكون خاصتك فاغسل رجليّ واغسل رأسي لو امرتَ،
171 لو اصير تلميذك بغسلك اياي فسبّحني اذاً ربوات المرات لو امرتَ،
172 لو رغبتَ اغسل رجليّ ويديّ ورأسي، ربي اسبح بكليتي ولن اصير غريبا من الاختلاط بك،
173 هوذا كل اعضائي هي خاصتك من كل جهة، فاغسلها ونظفها ونقّها حسب ارادتك،
174 ليبيّض زوفاك الجسد الظاهر والنفس الخفية، ربي، انا خاصتك بجملتي فاغسلني بكليتي واطهر بك،
175 ربنا غسل رجلي سمعان كما اراد، واقترب جميعهم رويدا رويدا عند مخلصنا.

لماذا غسل يسوع رجلي يهوذا؟ (يوحنا 13/11)
176 العجب استولى على السماويين لشدة تواضعه حينما مسك رجلي الاسخريوطي،
177 راسه منحن مثل ناقص امام تلاميذه، ويغسل ارجلهم ليكرمهم بتواضعه،
178 تحير العقل بتواضع ابن الله ولا يقدر ان يصور له صورة كما هو،
179 ربي، كيف انظر الآن اليك وانا مندهش،؟ وكيف اشاهدك وارتل خبرك وانا ساجد:؟
180 فوق العجلات، ام فوق ظهر اللهيب، ام وانت تغسل رجلي التراب الذي جبلته يداك،؟
181 ربي تحيط بك نار عظيمة بين العلويين، او وانت لابس المئزر معنا عند السفليين،؟
182 هوذا المركبة ترتعد منك وتبارك، وهنا تحمل صحن العبيد عند التلاميذ،
183 آل جبرائيل يسجدون وهم منحنون على وجوههم، وتغسل ارجل آل سمعان: انه لرعب عظيم،!
184 يا ابن الله لو تنازلت ارادتك لتخدم الاطهار، لماذا تتواضع (لتخدم) الدنس،؟
185 اية محبة جذبتك الى يهوذا حتى تغسله ايضا بينما هو يهددك بالموت،؟
186 لو كان سمعان يُكرم بسبب محبته، ربي الاسخريوطي لماذا كان يُحب،؟
187 لو كان الصفا الصادق اهلا بالنسبة اليك، لماذا اكرمت هذا الماكر الكذاب،؟
188 الشمس العظيم غسل بمحبته الليل، والظلمة لم تستنر بالنور الذي استحوذ عليها،
189 لماذا اذاً غسله وهو يعرفه،؟ وبما انه كان يدري به لماذا تعب فيه ولم يستفد،؟
190 لو كان لاجل تعليمه التواضع فانه لم يتعلم، ولو كان لاجل تنقيته فلم يتنقّ بسبب مكره،
191 وبما انه كان يعرف بانه لن يتعلم ولن يتنقى، فلماذا اذاً تواضع ونصحه،؟
192 وبما انه كان يعلم بانه زؤان بين الحنطة فانه لم يمنع عنه مطر الحنطة ليرتوي معها،
193 اعطى الندى للشوكة كما للزرع الجيد، ومدّ اشواكه الشريرة ليضرب بها صاحب الحقل،
194 لو حرمه ولم يغسله مثل رفاقه، لكان يتذرع بهذه الحجة حتى يبغض الابنَ،
195 لو غسل هولاء جميعهم وترك ذاك، لكان يغضب ولوُجدت حجة لغضبه،
196 وكان يقول: لماذا يبغضني بينما انا احبه،؟ ولماذا يرذلني بينما اسجد له مثل رفاقي،؟
197 ومن هنا كان يبدأ يغضب ويضطرب، وكان يقول المرء: لو غُسل لما كان يغضب،
198 ربنا لم يفسح المجال لتُنطق كلمة الكذب بسبب مكر ذاك الجسور،
199 اجزل له كل الخيرات مثل رفاقه، وخلطه معهم وهو يعِد الكراسي،
200 جعله افضل منهم في الطريق ووكيلا، وبما انه كان طماعا فقد سمح له ان يحمل النقود،
201 غسل رجليه مثل سمعان ويوحنا، وكان يعرفه ولم يميزه عن احبائه،
202 كلما كان لابسا جلد الحملان حسبه حملا الى ان كشف الحمل نفسه بانه ذئب.

الرب لم يفضح يهوذا كما لا يكشف اسرار الخطأة
203 ذاك العارف لم يكشف لرفاقه من هو يهوذا، لكن حفظ السر وتركه بدون اعلان،
204 لو اعلن لهم لكانوا يطردونه من عندهم لئلا يسكن الشرير معهم لانهم كانوا صالحين،
205 لو طردوه لكان يوجد مجال للقول انه الحسد، فالمكر خفي وفاحص القلب وحده يعرفه،
206 ابن الله حافظ على معرفته لئلا تتكلم، وحافظ على يهوذا لئلا يُفضح قدام التلاميذ،
207 الى ان طرد نفسه من الحياة، هو لم يطرده لانه كان يحمله ويحترس به لئلا يُفضح،
208 ذاك الاثيم طرد نفسه دون ان يطردوه، وانفصل وخرج من بين التلاميذذ دون ان يطردوه،
209 ابن الله لا يفضح احدا لما يخطيء لكنه يحمله ويود ان يجلبه الى التوبة،
210 التلميذ ابغضه، وهو يتواضع ويخدمه ويغسل رجليه وينظر الى مكره البغيض،
211 سمعان الصفا لما كان طاهرا ويحب ربه، اراد بالا يُغسل لكن ابن الله غصبه،
212 نفس سمعان كانت مستنيرة من الوحي فخاف لانه راى كم ان ابن الله تواضع،!
213 وتكلم مثل صادق بدل جميع رفاقه، ورُذل تمييزه من قبل معرفة ابن الله،
214 لو سمع الابنُ التلميذ ولم يغسله، لكان جميع رفاقه يلامون لانهم كانوا قد سكتوا،
215 لما تواضع ابن الله فقد اكرم جميعهم، وقدّم التعليم لجميعهم اثناء العشاء.

المسيح يأكل الفصح باعشاب مُرة
216 اكرمهم واجتاز واتكأهم وخدمهم وبدأ ياكل حمل الاسرار مع تلاميذه،
217 هلم يا موسى هلم وانظر الى حمل اللاهوت وهو يمسك وياكل حمل الفصح مع تلاميذه،
218 هلم يا مصور الاسرار العظيم وانظر الى صورك التي كملها ابن الله لانك كنتَ ترسمه،
219 هلم وانظر الى الحمل ولاحظ وتعجب ممن ياكله، واجزل التسبيح لان اسرار نبؤتك قد تمت،
220 موسى ذبح حمل الفصح بين المصريين، وصوّر الابن سريا بالنسبة لمن ينظر اليه،
221 كان يرش دمه على ابواب بني الشعب ليخلصوا به من ذاك الذي قتل ابكار مصر،
222 كان قد خلط المرارة في اكل الحمل الفصحي ليبرهن بانه يوجد في السر الذي رسمه ألم،
223 في ذلك المساء الذي فيه تمت كل الانماط فُسر لماذا وُجدت المرارة في حمل الفصح،
224 خبرُ القتل جعل اسنان التلمذة مُرة وكل مساء الحمل الفصحي كان مرّا،
225 خبرُ الموت كان مطروحا هناك على المائدة وكان خبر الموت مرا بالنسبة لهم بالخبر المنتشر،
226 سمع التلاميذ بان ربهم يموت من قبل اليهود، فكانت الوليمة التي اتكأوا فيها مُرة،
227 تكلم معهم عن قتله واحزنهم، وكانوا ياكلون هناك السر بضيقات،
228 كشف لرسله عن المه وصلبه، فصارت اسنانهم مُرة بالوليمة المليئة آلاما،
229 ولهذا خلط موسى المرارة في الحمل بين المصريين، وهذا يعني مساء الحزن والضيق،
230 نظر الى الرسل بعين النبؤة العظمى، فكانوا حزانى بسبب موت ابن الله،
231 جلب المرارة ووضعها عند الحمل وهو يذبحه لياكل الشعب السرّ منذ ذلك الحين،
232 حقيقة ان الموت مُر كما هو مكتوب، ولهذا كانت توجد المرارة في تلك الوليمة،
233 كل الخفايا التي نُطقت بالغاز اشرقت علنا بصلب ابن الله،
234 تمت صورة الاسرار التي رُسمت في النبؤة، وكملها وحققها ابن الله.

المسيح هو الحمل الفصحي الحقيقي
235 موسى صوّره بحمل الفصح بين المصريين، واشعيا سماه حملا بين العبرانيين
236 يوحنا ايضا ابان بالاصبع بان هذا هو الحمل: جميعهم تكلموا عنه بروح واحد،
237 ولئلا يحيد عن درب النبؤة اكل الحمل ليكمل به كل ما هو مكتوب،
238 اكل التلاميذ المرارة والحمل حسب الناموس، وتمت وقامت صورة الاسرار في كل الوانها،
239 انه لعجيب لما كان ربنا ياكل بمحبة المرارة في الحمل الفصحي مع تلاميذه،
240 لما كان ياكل صوّر ذوق الموت بالمرارة ليبرهن بانه يذوق الموت في موضعنا،
241 ربنا اكل المرارة كعربون الموت وتوجه ليسير في درب الآلام.
المقطع الثاني

المسيح العارف ينبيء بان سمعان ينكره وبان يهوذا يسلمه ولكنه لا يفضح سمعان ولا يهوذا: برهن بانه "عارف" ويعرف لئلا يعدّونه لاعارفا، ولما كان يعرف حفظ السر لئلا يُذكر، برهن بانه فاحص القلب والكلى، وواضحة هي لديه الخفايا والظواهر.

قلق التلاميذ: لو سالوه لكان يُحسب سؤالهم جسارة، ولو سكتوا لكان يُظن بانه احتقار، لم تكن توجد فرصة ليسألوا ولا ليسكتوا لان السكوت والكلام والاستفسار كانا مصيبة.

سمعان المتزوج يسأل من يوحنا البتول: القداسة التي هي الجمال الثاني العظيم اشارت الى البتولية اختها لتتعرف على السر. طريقة الزيجة اذاً جميلة وطاهرة وهي مليئة جمالا لما تكون بعيدة عن الزنى، واذ هي جميلة فالقداسة هي اسمى منها، لانه بدونها لا يقترب احد من الله. ما هو حيواني في الزواج هو الزنى فقط.!

البتولية: مريم بتول وايليا بتول والملائكة لا يتزوجون: درجة القداسة هي لدى الملائكة، واذ هي سامية جدا فان البتولية هي اسمى منها، فيها الجمال الاول الذي تملكه الطبيعة، ولا يوجد جمال آخر في العالم يشبهه، انه جمال غير مصاغ وغير مزين من قبل البرايا لكنه برية جميلة بدون اضافة.

آدم كان بتولا في الفردوس: آل آدم كانوا قد تنازلوا من قمة البتولية الى الزواج الذي هو جميل ايضا، دخل المتوحدان بدون زواج مثل الملائكة الى عدن عن طريق البتولية السامية، واذ وعد اللاهوتَ سقط الجميلان وفُقد منهما اسفرار الوجه الذي تملكه الطبيعة، وبعدما سقطا تقدما من الزواج ليس لانه بغيض لكنه متواضع ومليء اوجاعا.

لعل السروجي يذكر ولو بصورة غير مباشرة هرطقة باسيليدوس، كما ذكرها القديس ايريناوس، وينقدها. انه يقول سمعان القيرواني صُلب "بدل" يسوع الكلمة. هنا يقول سمعان غصبه التدبير لئلا يُصلب "مع" المسيح لان المسيح وحده يقدر ان يواجه الصلب ولا احد آخر غيره: نكر سمعان طريق الصلب العظمى لانه لم يكن يوجد احد ليمشي عليها الا ربنا، من المعصرة التي داسها ابن الله وحده هرب سمعان وهو ينكر لئلا ينزل فيها، مسكوه ليموت مع المخلص، فنكر وهرب ليموت الوحيد كما يليق به، خطر الدم صادف سمعانَ رئيس التلاميذ، وكان واحد مهيأ لذلك الخطر وليس كثيرين، كانوا يدعون سمعان لياتي الى الصلب، ولما نكر هرب منه لان الصلب لم يكن خاصته.

التدبير غصب سمعانَ لينكر الابن، اما يهوذا فلم يغصبه شيء لما اسلم، عليك ان تعرف من كلمة ابن الله لو تسمع بتمييز ماذا كان يقول: قال لسمعان باختصار: انك تنكر، اما ليهوذا فانه لم يقل له: انك تسلمني، ولما سأل: لعلني انا هو،؟ اجابه: انت قلتَ، اعني لم يغصبك احد، كان من شأن ارادته ان يسلّم او لا يسلّم، ولهذا قال له ربنا: انت قلت، وبخ يهوذا لانه وقع بارادته من درجته، ولم تبلغه القرعة ليسلّم بالاكراه.

نهاية العهد القديم وبداية الجديد، زوال الفصح وبداية الاوخارستيا: مساء الفصح هو حدّ العهدين العظيم وهو موضوع بين (العهد) القديم (والعهد) الجديد بعجب عظيم، به بلغت التوراة حدها لتلزم السكوت، ومنه بدأت تسري بشارة الحياة، رُفع حمل الفصح واتى الخبز ليصير جسدا لحمل اللاهوت الحي.

الاوخارستيا: ربنا وزع على المائدة جسده بيديه، ومن يتجاسر ويقول الآن: انه ليس جسدا،؟ هو قال: هذا هو جسدي ومن لا يصدق،؟ ولو لم يصدق ليس تلميذ مصف الرسل، لو كان ميتا لما كان خبزه جسدا، ولو كان حيا لما كان يكسر جسده ويعطيه رسله، كسر الخبز وجعله جسدا، واعطى رسله، وصار في افواههم طعم جسد فيه الحياة، منذ ان مسكه وسماه جسدا لم يعد خبزا لكن جسده، وكانوا ياكلونه وهم مندهشون، هناك لا يوجد الفاحصون ولا المجادلون ولا المعقبون ولا معلمو الحكم، لم يسألوا، ولو وُجد مجال للسؤال: ربي لماذا تدعوه جسدا بينما هو خبز،؟ الايمان لا يتنازل الى الاستفسارات انما يعرف ان يصدق ولم يتعلم ابدا ان يعقب.

الكاهن والذبيحة: كسر ووزع جسده بيديه للاثني عشر، ولو لم يروا كيف يكسر لما كانوا يكسرون، قام مثل حبر ليكهن نفسه بين تلاميذه ويرسم نمطا للكهنوت ليتشبه به، علّمهم كيف يكسرون جسده الطاهر ويوزعونه لبني بيت الايمان، عرّفهم كيف يشربون كأس دمه ويسقون منه الشعوب والعوالم والبلدان، ختم بدمه العهد الجديد الذي صنعه ليكون لغفران الذنوب للعالم باسره.

يهوذا تناول خبزا مبللا: عارف الكل اعطى يهوذا خبزا مبللا لانه لم يكن يستحق الخبز المقدس مثل التلاميذ، عاد وبلله وجعله خبزا وبعدئذ اعطاه اياه لئلا ياخذ الخبز الذي هو الجسد مثل رفاقه، لم يرد ان يعطي القدس للكلب الذي لا يحبه، ولا اللؤلؤة للخنزير الذي لا يعرفها. عند الله لا توجد معموذية ثانية لان تلك الاولى تنحل بهذه الثانية، الرب واحد وله معموذية واحدة، ولا تُعطى مرتين لمن يأخذها، لما اعطى الخبز ليهوذا الذي لم يكن يستحقه، انزله الى معموذية ثانية ثم اعطاه اياه، بلله بالماء لياخذ منه تلك الرفرفة الاولى بواسطة هذه المياه، وبعدئذ يعطيه اياه.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل- ب: لليل الثلاثاء
يهوذا يسلم يسوع (يوحنا 13/21-35)
242 ولكي يضيف هناك الما على الحزن، اعلن للتلاميذ بان واحدا منكم يسلمني،
243 برهن بانه يعرف لئلا يعدّونه لاعارفا، واذ كان يعرف حفظ السر لئلا يُذكر،
244 برهن بانه فاحص القلب والكلى، وواضحة هي لديه الخفايا والظواهر،
245 اعلن لرسله بان واحدا منكم يسلمني، فخاف الودعاء من الخبر الذي سمعوه من الصادق،
246 اضطربوا وانزعجوا وقلقوا ونظروا الى بعضهم بعضا وارتجفوا وتحيروا مثل الاشقياء،
247 تصاعدت الكآبة كالدخان من قلوبهم وتغير لون اوجههم المحبوب،
248 جاءت الكآبة ولفّتهم من كل الجهات وامضوا المساء المليء قلقا بالضيقات،
249 نعم بالحقيقة كانت تلك الوليمة مُرة، وتراكمت الضيقات الواحدة تلو الاخرى على التلاميذ،
250 سمعوا بان معلمهم يموت من قبل اليهود، فانزعجوا وسمعوا بان واحدا يسلمه فاضطربوا،
251 على من يبكون اعلى المعلم،؟ ام على الرفيق،؟ وكلا الامرين كانا مرَّين للسماع،
252 المعلم عزيز ولو حُرموا منه فهذا يعني الموت‎، والرفيق محبوب ولو طردوه فهذه خسارة،
253 ماذا يقولون: الويل لنا يا معلمنا لو فقدناك،؟ او يقولون: الويل لك يا رفيقنا ماذا حدث لك،؟
254 أيبكون على فراق معلمهم بمرارة،؟ او يبكون على الاخ المحبوب الذي فُقد منهم.؟

التلاميذ يتساءلون: من الذي يسلّم معلمهم؟ (يوحنا 13/22)
255 دخل الالم وجعلهم يرتجفون وحيرهم، والاخبار المفزعة ارهبتهم وارعبتهم،
256 كان يعزّ عليهم ان يتكلموا مع الموقر ولم يتجاسروا ليسالوه: من يسلمك،؟
257 وبدأ جميعهم يشيرون الى بعضهم بعضا: من هو الذي يفعل هذا ويخسر حياته،؟
258 من الذي يسقط من عدد الاثني عشر، ويثلم سور الاخوة العالي ويصير سخرية،؟
259 من يصنع رجسا في جوق مصف الرسل، ويفسد جمال التلمذة المحبوب،؟
260 من يخرج من حلقة ربنا-النور، ويذهب ويختلط مع الظلمة بفزع عظيم،؟
261 من يترك النبع الحلو المفجّر للحياة، ويضع فمه على الينبوع المفجّر للموت،؟
262 من يسقط من بناء الملكوت، ويبني شخصه في الشيول-الهوة التي تبلع الموتى،؟
263 من يترك صحبة الشمس البهية الاشعة، ويمشي في طريق مليء غيوما وظلالا،؟
264 من يهرب من النهار الذي هو كله نيّر، ويصفّ نفسه في ليل بغيض كله ظلمة،؟
265 من الحمل الذي يقلب نفسه ويصير ذئبا، ويشرع يعض الراعي الصالح،؟
266 من العبد الذي ينسى طبيعته ويرفع عقبه ليبعج رب جميع الارباب،؟
267 من الاخ الذي يبغض ويرذل محبة الاخوة ويذهب ويصير رفيقا للاعداء وللقتلة،؟
268 من يبغضك يا محب الاذلاء والفقراء، فانت مليء غنى للبعيدين وللقريبن،؟
269 من ينكر كل احساناتك يا ابن الله، وينسى ويهمل كل خيراتك العديدة،؟
270 من يسلّمك يا نارا ونورا وضياء عظيما، فلو لم ترد لا تقدر الشمس ان تقبض عليك،؟
271 تعذب التلاميذ بالم عظيم بسبب هذا، واهتموا ليعرفوا من يسلمه،
272 لو سالوه لكان يُحسب سؤالهم جسارة، ولو سكتوا لكان يُظن بانه احتقار،
273 لم تكن توجد فرصة ليسألوا ولا ليسكتوا لان السكوت والكلام والاستفسار كانا مصيبة.

سمعان يشير الى يوحنا ليستفسر (يوحنا 13/23-24)
274 حينئذ مثل اول رفاقه طلبَ ليعرف الحقائق من الصادق،
275 نظر الصفا الى ذلك التلميذ الذي كان يحبه ليتعرف من العارف خفية على السر.

القداسة والبتولية
276 القداسة التي هي الجمال الثاني العظيم اشارت الى البتولية اختها لتتعرف على السر،
277 نظر الشيخ المليء وقارا الى الشاب البتول ليتزاحم ويدخل الى الخفايا ليتعرّف عليها،
278 طُلب من اسفرار الوجه الذي تملكه طبيعة البتولية ان تتعرف على سر بيت الله،
279 درجة القداسة هي لدى الملائكة، واذ هي سامية جدا فان البتولية هي اسمى منها،
280 فيها الجمال الاول الذي تملكه الطبيعة، ولا يوجد جمال آخر في العالم يشبهه،
281 انه جمال غير مصاغ وغير مزين من قبل البرايا لكنه برية جميلة بدون اضافة،
282 انه جمال صاف جعله الباري جمالا وهو اسمى ويسبق كل جمال تملكه الطبيعة.

آدم وحواء بتولان في عدن
283 آل آدم كانا قد تنازلا من قمة البتولية الى الزواج الذي هو جميل ايضا،
284 دخل المتوحدان بدون زواج مثل الملائكة الى عدن بطريق البتولية السامية،
285 لما كانا قائمَين على القمة العالية، دخل الثعبان الذي حسدهما وتقيأ السم ليقتلهما،
286 ولما وعد اللاهوتَ سقط الجميلان وفُقد منهما اسفرار الوجه الذي تملكه الطبيعة،
287 وبعدما سقطا تقدما من الزواج ليس لانه بغيض لكنه متواضع ومليء اوجاعا،
288 طريقة الزيجة اذاً جميلة وطاهرة وهي مليئة جمالا لما تكون بعيدة عن الزنى،
289 واذ هي جميلة فالقداسة هي اسمى منها، لانه بدونها لا يقترب احد من الله،
290 البتولية اذاً هي سامية وبهية ومليئة نورا ودرجتها هي اسمى من جمال القداسة.

الملائكة لا يتزوجون
291 آل جبرائيل هم رفاق البتولية وبجمالهم لا يتنازلون الى الزواج،
292 آل ميخائيل يقيمون عندها في موضعها السامي ولا يمشون قط في درب الزيجة.

ايليا بتول
293 انها رفيقة المستيقظين واخت السماويين المحبوبة، ويشهد معنا ايليا ايضا الذي هو هناك.

مريم بتول
294 مريم البتول التي اشرق منها ابن الله بدون زواج تشهد على جمال البتولية.

يوحنا البتول يسأل من يسوع: من يسلمه؟ (يوحنا 13/25)
295 بطرس العظيم يعلمك جمال البتولية لانه منها سأل لتتعرف على الاسرار وتعلنها له،
296 الرسول المختار الذي صار حجرا ووكيلا كان محتاجا ليتعلم من ذلك الشاب الذي كان بتولا،
297 نظر سمعان الى يوحنا واشار اليه (قائلا): اقترب، وتعلّم منه: من سيسلمه،؟
298 دنا الشاب النقي والبسيط والمليء جمالا ووقع على صدر ابن الله ليسأله،
299 الصدر للنار، والاعضاء للهيب، والروح الحي متكيء بعجب على المائدة،
300 صنع له صدرا في الحضن البتولي ليحمل به ويحبب البتولية التي تتعرف على اسراره،
301 حمل على كتفيه وجلب الخروف الضال، وحمل ايضا على صدره ذلك التلميذ الذي كان يحبه،
302 ذاك اللاجسدي الذي تجسد اقتنى الاعضاء، وبها مسكوه ليسد لهم احتياجاتهم،
303 الفم والبصاق ليفتح به الاعمى المظلم، واللسان ليزجر الابالسة ويهزّمهم،
304 الذراعان واليدان ليحتضنا عمود المحكمة، والظهر ليقبل سياط الحكام،
305 هيأ صدره ليحمل التلميذ البتول، ونفذ كل هذه الامور لاجلنا حتى يحررنا،
306 اقترب التلميذ قلب كل التلمذة، وحضن النار وبدأ يسأل اللهيب:
307 من يسلمك يا ابن الله اكشف لي السر،؟ من هو الحية الخفي سمه ولم نعرفه،؟
308 من اضلنا وصار ضدنا بينما هو معنا،؟ من هو لابس الابليسَ خفية ولم يعلن ذلك لنا،؟
309 أي تلميذ جُعل صالبا ولم يعلم به احد،؟ ومن هو قوسه مليء ضدنا بينما هو معنا،؟
310 من يبغضك،؟ ولو ابغضك فمن يحب،؟ ومن هو مثلك ليذهب عنده من الذي ابغضك.؟

يسوع يكشف السر (يوحنا 13/26)
311 يا ربنا اكشف لي السر لاننا لا نعرفه، فاعلن ربنا السر لعبده الذي كان يحبه،
312 ذاك التلميذ الذي اعطيه الخبز المبلل هو الماكر، وهو يسلمني وياخذ اثماني،
313 هذه هي العلامة: ها انا ابلل الخبز بالماء واعطيه لذلك التلميذ الذي لا يستحقني،
314 حينئذ اكل الرسل الحمل بالم عظيم، وامضوا المساء بضيقات وهم منذهلون.

لو تشكك الجميع بيسوع سمعان يؤكد بانه لن ينكره (متى 26/31-33)
315 كشف ليوحنا من يسلمه بالعلامة التي اعطاه واجاب لجميعهم: كلكم تتشككون فيّ،
316 ولما كانوا خائفين ارتجفوا من الحزن، فبدأ سمعان رئيس اخوته يتكلم،
317 انا لا اكفر بك نهائيا يا ابن الله، ويسهل عليّ ان اموت معك وانا مسرور،
318 صحبتك هي نور وهي محبوبة وعزيزة عليّ، وانا مستعد لاسير معك حيثما تذهب،
319 لو توجهتَ الى الموت فهانذا معك، ولو تريد ان تصعد على الصليب فانا لن اتراجع،
320 لو حدث ومتُ معك فانا لن انكرك، لان الموت معك هو حياة صالحة لمن يتبعك،
321 لو جميعهم يتشككون بك كما تقول، لو صادفني السيف لن يحملني على الشك،
322 انا لا انكر ابدا ايها الصادق، وانا مستعد لاموت معك بدون نكور،
323 كان يجمل بذلك التلميذ الذي تظاهر لربنا مثل صادق (وقال) انه لن ينكره،
324 لما كان عارف الكل يقول له: انه سينكره، هو لم يصدقه، وكان يليق بالا يصدّقه،
325 ليس من العدل ان يردّ المرء على كلمة الابن، لقد رد سمعان وكان يحبه لما كان يرد،
326 حقيقة سمعان كانت ثابتة بالنسبة اليه، ولم يفكر بانه توجد فرصة لينكر ابن الله.

سمعان ينكر ويهوذا يخون
327 ايهما افضل اعتراف سمعان بانه لا ينكر،؟ او سؤال يهوذا: لعلني انا هو،؟
328 لما قال المسيح لسمعان: انك تنكرني، قال له: حتى وإن متُ لن انكرك،
329 واذ لم يقل للاسخريوطي انك تسلمني اسرع وسأل مثل كذاب: لعلني انا هو،
330 اراد ان يسلّم ولهذا صدق ابنَ الله وعاد وسأله وهو يعرف (وقال): لعلني انا هو،؟
331 كان يجمل بسمعان الصفا لما كان يقول لو حدث ومتُّ معك انا لن انكرك،
332 قال الواحد: لن انكر حتى وإن مت، والآخر سأل دون ان يطلبوا منه: لعلني انا هو،
333 هلم وشاهد هنا القوة، والرخو، والمحبة، والمكر، والحقيقة العظمى، والكذب،
334 سمعان صادق لانه حتى وإن مات لما نكر، ويهوذا كذاب لانه مرتاب وماكر وسأل،
335 استعد ليسلّم معلمه وكان يسأل (قائلا): لعلني انا هو، وهو يعرف بانه يسلّمه،؟
336 واذ لم يكن سمعان مستعدا لينكره قال ايضا: لو اضطررت ومت معك لن انكرك،
337 سمعان الصفا لم يشأ ان يصدّق المسيح لما كان يقول له: ستنكرني قدام التلاميذ،
338 لو صدقه وقال له: سانكرك لكان ناكرا وغير صادق لانه تشكك،
339 وبما انه كان صادقا فقد قام ليناقض الصادقَ: لن انكر كما تقول حتى وإن متُّ،
340 كشف كم كانت ارادته مُحِبة،وكم كانت صادقة،وكم كانت مستعدة لئلا تترك معلمهاحتى وقت الموت،
341 ذاك الذي اسلم والذي كان يسأل لعلني انا هو، بسؤاله كشف عن ارادته بانه مستعد،
342 كان يوجد في نفسه مثل اساس الكذب والمكر والقتل قبل مدة ثم اسلم،
343 في نفس سمعان كان يوجد الحق والمحبة العظمى، ولهذا هيأ نفسه للموت لئلا ينكر.

نكر سمعان حتى يموت المسيح وحده
344 نكر سمعان درب الصلب العظيم لانه لم يكن يوجد احد ليمشي عليه الا ربنا،
345 من المعصرة التي داسها ابن الله وحده هرب سمعان وهو ينكر لئلا ينزل فيها،
346 مسكوه ليموت مع المخلص، فنكر وهرب ليموت الوحيد كما يليق به،
347 لم يمسك احد يهوذا وبعدئذ اسلم، ولم يهرب من الموت بسبب الضيق ثم اسلم،
348 اسلم في الامان وهو يجنّ بمحبة الفضة، وبدون اكراه صاغ سر الحيلة العظمى،
349 نكور سمعان لربه لم يكن يشبه استلام يهوذا لاثمانه وهو يسلمه،
350 خطر الدم صادف سمعانَ رئيس التلاميذ، وكان واحد مهيأ لذلك الخطر وليس كثيرين،
351 كانوا يدعون سمعان لياتي الى الصلب، ولما نكر هرب منه اذ لم يكن (الصلب) خاصته،
352 الاسخريوطي مثل سارق ومبغض معلمه باعه بالذهب كاناء لا يصلح،
353 ولهذا اقر قبل مدة: هل انا هو،؟ لانه لم يكن يقدر ان يقول له: انا لا اسلّم،
354 من فضلات قلبه تكلمت شفتاه، لان الفم قريب جدا من القلب والافكار،
355 سمعان ايضا تكلم من فضلات قلبه وهو يكذب: انا لا انكر حتى وإن متُّ،
356 قال ربنا: نعم يا ابن يونا انت ستنكر ثلاث مرات الثالث الذي تحبه.

التدبير غصب سمعان ان ينكر ولم يغصب يهوذا ان يسلّم
357 التدبير غصب سمعانَ لينكر الابن، اما يهوذا فلم يغصبه شيء لما اسلم،
358 عليك ان تعلم من كلمة ابن الله لو تسمع بتمييز ماذا كان يقول:
359 قال لسمعان باختصار: انك تنكر، اما ليهوذا فلم يقل له: انك تسلمني،
360 ولما سأل: لعلني انا هو،؟ اجابه: انت قلتَ، اعني لم يغصبك احد،
361 كان من شأن ارادته ان يسلّم او لا يسلّم، ولهذا قال له ربنا: انت قلت،َ
362 وبخ يهوذا لانه وقع بارادته من درجته، ولم تبلغه القرعة ليسلّم بالاكراه.

الاوخارستيا: عهد جديد ازال العهد القديم (متى 26/26-29)
363 ربنا كمّل العشاء المليء آلاما، وبدأ يوزع جسده بيديه لبني سره،
364 اكلوا الحمل وكملوا عيد العتائق، وبدأوا يسيرون في درب جديد مليء عجبا،
365 لم يسمّ جسد الحمل جسدا لكن فصحا، واسم الجسد حفظه للخبز الذي هو جسده،
366 قضى العيد الى ان انهى العشاء لئلا ينقّص شيئا من الناموس،
367 مشى وانهى الدرب الذي مهّده عبده موسى ليتعلم العالم بانه رب موسى العظيم،
368 وقّع على العهد الذي صنعه ابوه، وبعدئذ بدأ يصنع العهد الجديد،
369 هناك ابان بانه يتفق مع ا(لعهد) القديم، وهو الوارث والوحيد وابن الآب،
370 مشى وجاء الى كل درب النبؤة، وبعدئذ شرع يمشي على درب مصف الرسل،
371 مساء الفصح هو حدّ العهدين العظيم وهو موضوع بين (العهد) القديم (والعهد) الجديد بعجب عظيم،
372 به بلغت التوراة حدها لتلزم السكوت، ومنه بدأت تسري بشارة الحياة،
373 رُفع حمل الفصح واتى الخبز ليصير جسدا لحمل اللاهوت الحي،
374 كان قد أُكرم موسى الشيخ وافعاله، ودخل وقام سمعان على الخزينة مثل الوكيل،
375 ابعد لاوي وإقامة ذبائحه السلامية، ودنا توما الذي تليق به الخدمة،
376 استراح هارون الذي تعب بالذبائح منذ (عهد) سيناء، وقام يوحنا ليتعلم ويصير كاهنا عظيما،
377 كمل وقت الظلال التي استُعملت، والحق-الجسم ابان نفسه قدام التلاميذ،
378 كمّل الفصح واشرق الخبز الذي فيه الحياة ليكون جسدا لابن الله بدل الحمل.

خبز وخمر ملكيصاداق (تكوين 14/18)
379 ربنا صنع له الخبز والخمر جسدا ودما، وهكذا صوّره ملكيصاداقَ سريا،
380 الحبر الاعظم الذي كان افضل من ابراهيم ذبح لله خبزا وخمرا ولا شيء غيره،
381 وعلّم الارض بان الخبز والخمر هما جسد ودم ابن الله الذي اعطاه للعالم ليطهر به،
382 اشرق السر من مخلصنا مساء الآلام، وكسر جسده واعطاه لرسله كما قلنا.

التعجب من ابن الله الذي لا يوصف
383 هنا لتلبس نفس المتكلم العجب لان ابن الله لا يوصف الا بالعجب،
384 ليغلِ عقلنا بنار المحبة التي تاكل الشكوك والانقسامات ولينظر بعدئذ الى ابن الله،
385 لتركض الكلمة بايمان يقفزالحفر والهوات، وها انها لن تقع بين المجادلين.

الخبز والخمر هما بالحقيقة جسد ودم ابن الله
386 ربنا وزع على المائدة جسده بيديه، ومن يتجاسر ويقول الآن: انه ليس جسدا،؟
387 هو قال: هذا هو جسدي ومن لا يصدق،؟ فلو لم يصدق ليس تلميذ مصف الرسل،
388 الرسل صدقوه واكلوه وهو حي ومتكيء معهم، وبدون شك كانوا يعرفون بانه حي ولو هو ميت،
389 لو كان ميتا لما كان خبزه جسدا، ولو كان حيا لما كان يكسر جسده ويعطيه رسله،
390 لو لم يكن مقتولا كيف اكلوه كما اكلوه،؟ ولو لم يكن حيا من وزع هناك جسده،؟
391 نعم بالحقيقة كان مقتولا واكلوه اكلا، وكان ايضا حيا لانه كان يتكلم مع تلاميذه،
392 وكانوا ينظرون اليه مقتولا وحيا كما كان، ولم يكونوا يتشككون من كونه حيا ولا مقتولا،
393 كسر الخبز وجعله جسدا، واعطى رسله، وصار في افواههم طعم جسد فيه الحياة،
394 منذ ان مسكه وسماه جسدا لم يعد خبزا لكن جسده، وكانوا ياكلونه وهم مندهشون،
395 ياكلون جسده وهو متكيء معهم على المائدة، ويشربون دمه ويسمعون صوت تعليمه،
396 ويصدقون بانه مقتول وهم ينظرون اليه حيا، ويتكلم وهو مختلط معهم وهم ياكلونه بدون شكوك.

الايمان يصدق ولا يجادل على الاوخارستيا
397 الايمان متفاخر وواقف بجبروت ولا يتشكك من كونه حيا ولا من كونه مقتولا،
398 والمقتول متكيء على المائدة ولا يُعقب ويشربون دمه ويصدقون بانه دم وهو حي،
399 هناك لا يوجد الفاحصون ولا المجادلون ولا المعقبون ولا معلمو الحكم،
400 لم يسألوا، ولو وُجد مجال للسؤال (قائلين): ربي لماذا تدعوه جسدا بينما هو خبز،؟
401 الايمان لا يتنازل الى الاستفسارات انما يعرف بان يصدق ولم يتعلم ابدا ان يعقب،
402 كان الرسل المختارون مهتمين بان يصدقوا الابن لا ان يعقبوا او يستفسروا مثل الجسورين،
403 الخبز الذي كسره وسماه جسده عرفوه جسدا، نعم وحسبوا بالحقيقة بان دمه كان يقطر.

المسيح الكاهن الاعظم علّم رسله كسر خبز الاوخارستيا
404 من كان يقدر ان يذبح الابن قدام والده لو لم يذبح هو نفسه بيديه قبل المه،؟
405 ربنا هو الحبر الاعظم، والذبيحة الكاملة، ولهذا ذبح نفسه قدام والده،
406 انه ميت، واذ هو ميت كان حيا ولا يُعقب، وهو الكاهن والمحرقة وبحثه يفوق المجادلين،
407 كسر ووزع جسده بيديه للاثني عشر، ولو لم يروا كيف يكسر لما كانوا يكسرون،
408 قام مثل الحبر ليكهن نفسه بين تلاميذه ويرسم نمطا للكهنوت ليتشبه به،
409 علّمهم كيف يكسرون جسده الطاهر ويوزعونه لبني بيت الايمان،
410 /487/ عرّفهم كيف يشربون كأس دمه ويسقون منه الشعوب والعوالم والبلدان،
411 ختم بدمه العهد الجديد الذي صنعه ليكون لغفران الذنوب للعالم باسره،
412 علّم سمعانَ واعطى يوحنا البرهان ليصنعا مثلما صنع هو بعدما يرتفع.

يهوذا تناول الخبز المبلل بعد اخذِ القدس منه
413 عارف الكل اعطى يهوذا خبزا مبللا لانه لم يكن يستحق الخبز المقدس مثل التلاميذ،
414 الخبز المبلل ليس قربانا بل خبزا لانه لا احد يبلل الخبز المقدس لما يقرّب،
415 موسى لم يبلل خبز الوجوه على المائدة، ولو بلله لما كان يدخل الى بيت الغفران،
416 الخبز المبلل هو بسيط واعتيادي ولا يُقرب، وفيه الشبع لطعام الجسد فقط،
417 لما يدخل الخبز المقدس الى بيت القربان لا ينقعونه ولو نقعوه لا يُقرب،
418 ابن الله اخذ خبزا ووضعه على يديه، فتقدس ليأكل منه الرسل الذين اختارهم،
419 وصار الخبز جسدا برفرفته، ولم يكن ذاك القاتل مستحقا ان ياكل منه،
420 عاد وبلله وجعله خبزا وبعدئذ اعطاه اياه لئلا ياخذ الخبز الذي هو الجسد مثل رفاقه،
421 لم يرد ان يعطي القدس للكلب الذي لا يحبه، ولا اللؤلؤة للخنزير الذي لا يعرفها،
422 اعطى جسده لسمعان الصفا لانه كان يستحقه، وليهوذا خبزا بسيطا وكان زائدا عليه،
423 نقّع الخبز ليكون خاليا من الغفران ثم اعطاه لذلك التلميذ الذي ابغض نفسه.

رب واحد ومعموذية واحدة
424 عند الله لا توجد معموذية ثانية لان تلك الاولى تنحل بهذه الثانية،
425 الرب واحد وله معموذية واحدة، ولا تُعطى مرتين لمن يأخذها،
426 لما اعطى الخبز ليهوذا الذي لم يكن يستحقه، انزله الى معموذية ثانية ثم اعطاه اياه،
427 بلله بالماء لياخذ منه تلك الرفرفة الاولى بواسطة هذه المياه، وبعدئذ يعطيه اياه،
428 ارتفع الخبز على يدي الابن وصار جسدا، واعطى للاحد عشر لياكلوا منه بقداسة،
429 عاد وانزل (خبز) يهوذا الى الماء وحلّه فتناوله بسيطا بدون قوة وبدون رفرفة.
المقطع الثالث

تناول يهوذا الخبز المغسول والمبلل وقد أُفرغ من عون ابن الله، وصار مجال للعدو ليسخر منه، كان قد حل منه تلك النعمة التي اختارته ودخلت الضلالة وانتشرت في فكره واعمته، تربى فيه الشر وصنع اغصانا طويلة واثمر ثمرة مُرة ومليئة موتا.

لماذا اختار المسيح يهوذا:؟ لو قلتَ لماذا اختاره عارف الكل وهو يعرف بانه كان كذابا وغير صادق، الجواب: لقد اختاره وهو جميل ونقي وطاهر وليس فيه عيب ووديع ومستقيم ومليء محبة ابن الله، وبعد ان اختاره لما كان لائقا ومليئا جمالا تغير وفقد جماله وصار بغيضا. ولو تقول ايضا: لو كان يعرف بانه كان سيتغير، لماذا ضل بجمال وقتي لم يثبت فيه.؟ الجواب: ضد هذه الامور يمكن قول الكثير (آدم، الحية الشيطان، الكافر المجدف)، لو تصرف فاحص الكل حسب معرفته لكان يبطل من تدبير القدرة البارية، وكان يتعطل سير القدرة البارية المستقيم، ولما كان يجيء العالم الى الوجود كما صار.

عارف الكل يطأطيء ذاته الى (مستوى) اللامعرفة بسبب مراحمه الكثيرة لبراياه، جبل آدمَ وكان يعرف بانه لن يطيعه، وبالرغم من معرفته فانه لم يرد ان يبطل من كونه العارف، ادخله الى الجنة وكان يعرف بانه لن يمكث فيها، وبارادته الصالحة ادخله حتى يمكث، امره كثيرا بالا ياكل من الشجرة، ولو تصرف حسب معرفته لما كان يامره، رب آدم ادخله الى الجنة ليمكث في الجنة، اما خروجه بعد ان اذنب فيعود اليه، امره ان يحفظ نفسه من الشجرة وبما انه لم يحفظها كما أُمر فهذا يعود الى ارادته.

خليقة الشيطان والملائكة متساوية: برية الشيطان وجبرائيل هي متساوية، وفي الاختيار كان يهوذا متساويا مع يوحنا، وبارادته سقط الشيطان من خدمته، وبحريته اسلم يهوذا ابن الله.

المسيح يشبه اباه الذي عرف سليمان ومع ذلك نزلت النار على قربانه. لا يلام الآب بسقوط العدو، ولا يلام ولده ايضا لانه اختار يهوذا الذي سقط، الآب لم يدهور الركنَ من بين الصفوف، ولا الابن طرد الرسولَ من (بين) التلاميذ.

المسيح لم يكن يتميز عن تلاميذه: صار ملفانا لينظر اليه جميع المعلمين ولا يستندوا على الكبرياء الذي يدهور المتكبرين، ساوى نفسه مع تلاميذه واحبهم حتى يسمع المعلم ولا يتباهى على تلاميذه.

الصلاة سلاح به انتصر جميع النشيطين وهي ضرورية للظافرين وقت الخطر، ولهذا نقّاها وصاغها ابن الله ليغلب بها عبيد الملك في حروبهم، سامع الكل وقابل الصلوات دنا ليصلي ومن لا يتزاحم على الطلب،؟ لو كان هو غير المحتاج قد صلى بالم وبنشاط، فلو لم يصلّ المحتاج الى اين سيصل.؟

صلى لابيه: ابتي لو امكن لتعبر الكاس، لكن لا تكن ارادتي ايها الآب بل ارادتك، لماذا صلى لتجتاز الكأس وهو يعرف بانها لن تعبر الا ويذوقها لانه جاء لاجل هذا،؟ سمى رئيسَ التلاميذ شيطانا لانه قال حاشا ان تموت، لانه لم يكن يهرب من الموت، لم يكن يريد ان يبطل الدرب الذي نهجه، لانه اتى ليخلص ولو بطلت لما كان يخلص، صلى ليعرّف بانه تشبه بنا في كل شيء، فلو تعطل ولم يصلّ لما كان يشبهنا، لو لم يصلّ فهو يشبه اباه، ونحن لا يشبهنا، وبما انه صلى فقد تشبه كله بنا وبابيه، صلى مثلنا ليعرّف بانه صار منا، وهو كان يقبل الصلاة مع والده، كان مثل ابيه قابل الصلوات، ولهذا قال: لو امكن دون ان يغصب، اعطى الصلاة لارادة ابيه وهو يعلم بانه ارسله لهذا، والاب لا يتراجع عن كلمته.

الملائكة يساعدون المسيح: صلى المسيح واتى الملائكة ليساعدوه لانهم معتادون على عضد ومعونة الانسان: لقد اعانوا دانيال وزكريا الكاهن وحزقيا في الصلاة وهذا ما فعله احد الملائكة مع المسيح الذي تشبه بنا.

العرق الذي يصير لمن هو مريض هو بشرى سارّة، لان الصحة تاتي في اعقابه وفي نهايته، عرق ربنا لم يكن يلزم لربنا بل لعبده المطروح في عمق الشيول، اتى المسيح وعرق واراحه من عذابه، بعرق الرب صارت العافية للعبد المريض: عملٌ جديد لم يصنعه احد ما عدا ربنا، عرق آدم لم يكن بوسعه ان يشفي آدم، لانه كان يوجد في عرقه القصاص وهو عرق التعب.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل- ج: لليل الاربعاء
يهوذا الاسخريوطي
430 اخذ اذاً يهوذا الخبز الفارغ من البركات والمغسول والمجرد من الغفران ومن المسامحة،
431 فاحص القلب وبخ مكره لانه كان يعرفه، ووضع فيه علامة مثل عارف الكل لانه كان يدري به،
432 لكونه تبدل من رأي مصف الرسل، فقد تغير الخبز الذي اخذه عن (خبز) الآخرين،
433 كان قد حل نفسه من حلقة التلمذة، فحل المسيح خبزه بالماء واعطاه لياكله،
434 كان قد أُفرغ من عون ابن الله، وصار مجال للعدو حتى يسخر منه،
435 كان قد حل منه تلك النعمة التي اختارته ودخلت الضلالة وانتشرت في فكره،
436 تربى فيه الشر وصنع اغصانا طويلة واثمر ثمرة مُرة ومليئة موتا،
437 كان مليئا زيفا، ففحصه كور مصف الرسل، ففُضح لانه لم يكن ذهبا لكن غشّا.

لماذا اختاره عارف الكل؟
438 ولو قلتَ لماذا اختاره عارف الكل وهو يعرف بانه كان كذابا وغير صادق،؟
439 /490/ لقد اختاره وهو جميل ونقي وطاهر وليس فيه عيب ووديع ومستقيم ومليء محبة ابن الله،
440 وبعد ان اختاره لما كان لائقا ومليئا جمالا تغير وفقد جماله وصار بغيضا.

لماذا ضلّ عارف الكل بالجمال الوقتي؟
441 ولو تقول ايضا: لو كان يعرف بانه كان سيتغير، لماذا ضل بجمال وقتي لم يثبت فيه،؟
442 ضد هذه الامور يمكن قول الكثير، لو وُجدت المحبة لتسمعها بتمييز،
443 لو تصرف فاحص الكل حسب معرفته لكان يبطل من تدبير القدرة البارية.

لو تصرف الرب حسب معرفته لما برى آدم
444 آدم الذي براه لما كان يدخله الى الفردوس ولما كان يامره بالا ياكل من الشجرة.

لو تصرف الرب حسب معرفته لما برى الشيطان والحية
445 ولما كان يبري الشيطان مع الملائكة، ولما كان يصنع حيالة الحية التي اضلت،
446 وكان يتعطل سير القدرة البارية المستقيم، ولما كان يجيء العالم الى الوجود كما صار.

لو تصرف الرب حسب معرفته لما برى المجدف والوثني والكافر
447 لو تصرف حسب معرفته، لما كان يصور المجدف في بطن امه،
448 ولما كان يعطي للوثني ان يبصر النور، ولما كان ياتي نهائيا بالكافر الى العالم.

عارف الكل يتنازل الى مستوى اللامعرفة ليحترم تدبيره للبرايا
449 عارف الكل يطأطيء ذاته الى اللامعرفة بسبب مراحمه الكثيرة لبراياه،
450 جبل آدمَ وكان يعرف بانه لن يطيعه، وبالرغم من معرفته لم يرد ان يبطل مثل العارف،
451 ادخله الى الجنة وكان يعرف بانه لن يمكث فيها، وبارادته الصالحة ادخله حتى يمكث،
452 امره كثيرا بالا ياكل من الشجرة، ولو تصرف حسب معرفته لما كان يامره،
453 هكذا ايضا لما كان يعرف بان الشيطان سيقع وقوعا براه مع طغمة السماويين،
454 صنع للكافر فما ولسانا، ولو يعرف كم انه سيكفر به لم يحرمه (منهما)،
455 رب آدم ادخله الى الجنة ليمكث في الجنة، اما خروجه بعد ان اذنب يعود اليه،
456 امره ان يحفظ نفسه من الشجرة وبما انه لم يحفظها كما أُمر فهذا يعود الى ارادته،
457 برى الشيطان مع طغمة آل ميخائيل ليسبّح فحسد وسقط من حريته.

يسوع اختار يهوذا وهو يعرف بانه سيسلّمه
458 ربنا الذي اختار يهوذا وهو يعرف بانه سيسلمه، يشبه ايضا اباه في اعماله،
459 لما كان جميلا دعاه للبشارة مع الجميلين، وبعد ان صار بغيضا خلطه مع الصالبين.

نزلت نار على قربان سليمان لما كان جميلا
460 /492/ ابوه ايضا لا يرذل الناس لما يكونون جميلين لانه انزل النار على قربان سليمان،
461 لما كان جميلا استجابه في الصلاة واعطاه النار، وبعد ان صار خادما للذبائح اطلقه من عنده.

ابن الله اختار يهوذا لما كان جميلا
462 ابن الله ايضا وعد كرسيا ليهوذا ولانه كفر به اعطاه المشنقة اجرا.

مساواة خليقة الشيطان وجبرائيل، واختيار يهوذا ويوحنا
463 برية الشيطان وجبرائيل هي متساوية، وفي الاختيار كان يهوذا متساويا مع يوحنا،
464 وبارادته سقط الشيطان من خدمته، وبحريته اسلم يهوذا ابن الله.

لا يلام الله بسقوط الشيطان ولا يلام الابن باختيار يهوذا
465 لا يلام الآب بسقوط العدو، ولا يلام ايضا ولده لانه اختار يهوذا الذي سقط،
466 يا للجميلين اللذين زلاّ وسقطا من درجاتهما: رسول مختار، وركن حارس الهواء،
467 هذا فقد كرسيه الذي كان موضوعا مع الاحد عشر، وذاك حرموه من خدمة السماويين،
468 الآب لم يدهور الركنَ من بين الصفوف، ولا الابن طرد الرسولَ من (بين) التلاميذ،
469 ذاك لانه حسد تجاسر وسقط من العلويين، وهذا صار بمكره غريبا عن الجميلين،
470 الحسد والمكر ومحبة المال والكبرياء اسقط يهوذا والشيطان.

الشيطان يدخل في يهوذا (يوحنا 13/27)
471 اخذ ذاك الجسورخبزا مبللا ودخل الشيطان وعكّره وفصله عن التلاميذ،
472 طُرد وخرج كالزؤان من بين الحنطة ليذهب ويصير خبزا للنار التي كان يستحقها،
473 كمنَ فيه المكر وبدأ يحركه للتخريب ليصير رفيقا لمبغض كل الحسنات،
474 انهزم من النور ليذهب ويختلط مع الظلمة، لان العين المريضة لا تحب النور ابدا،
475 الشقي ترك تلك المائدة المليئة حياة، واتكأ على الاجانة المليئة موتا،
476 غضب الظل من النهار المليء نورا، وخلط ذاته في الليل البغيض الذي هو كله ظلمة.

يا يهوذا الى اين تذهب؟
477 الى اين يا يهوذا؟ الى اين تذهب من عند معلمك،؟ من مثله متواضع ومحبوب ومليء محبة،؟
478 الى اين ايها الرسول؟ الى اين تُطرد لتنتقل لتثلم نظام مصف الرسل المليء نورا،؟
479 الى اين يا صديق ورفيق سمعان ويوحنا،؟ اي اصدقاء يوجد مثل هذَين لترافقهما،؟
480 الى اين يا اخا توما ومتى وفيليبس،؟ اين تجد اخوة آخرين مثل هولاء،؟
481 الى اين تذهب من عند معلمك يا مبغض معلمه،؟ من يشبهه ولو خسرته من ستجد،؟
482 الى اين ايها المختار تترك كرسيك وخدمتك،؟ من يعطيك كرسيا عاليا،؟
483 لماذا ايها الماكر،؟ لماذا نسيت تلك العطية التي وهبك ربنا اياها مثل سمعان ويوحنا،؟
484 المرضى الذين شفيتهم يبكون عليك بمرارة، والبرص الذين طهرتهم يصرخون بسبب سقوطك،
485 بلدا الجليل واليهودية يبكيان عليك لانهما يسمعان خبر انطفاء نورك من بين الرسل،
486 ليخف منك جميع المعلمين وتلاميذهم، لانه لم ينكر احد مثلك معلمه الذي يحبه.

يهوذا يبيع معلمه (متى 26/14-16)
487 الماكر الذي سقط كان قد ضل ونكر كل الخيرات وتآمر مع الصالبين على المخلص،
488 اخذ رشوة ووعد بان يسلّم الابنَ وثمّن بالاموال ذاك الذي البرية هي معلّقة برمزه،
489 ايها البائع الذي نسي نفسه، ماذا تعمل،؟ لو انت مسلط على البيع فالثمن قليل،
490 لو تقصد ان تبيع، السماء والارض والبحر واليابسة والعالم والهواء هي قليلة لتاخذها كثمنه،
491 بماذا يُبدل لو لم تتاسف على التبديل لان اباه يريد ان يخلص كل العالم بدمه،؟
492 كهنة الشعب اعطوك فقط ثلاثين من الفضة انتبه انها لا تساوي بيعك للممجد الذي لا ثمن له،
493 المراؤون خدعوك خدعا، فها انهم يطالبونك بالثمين (لقاء) شيء زهيد،
494 ليس له اثمان ولا يُباع، لماذا تجنّ،؟ انت تحمل فقط اثمان الحبل الذي يلزمك،
495 خذ الفضة واشتر الحبل واحفظه لك، لان من يقع من الله يلقى الخنق،
496 لا يعطون لك سوى اثمان المشنقة، لانه لا توجد اثمان للمسيح، لا يغرونك،!
497 جنّ الصالبون واعطوا اثمان بن الله، وجنّ يهوذا اكثر منهم لانه استمع اليهم.

المسيح تشبه بالناس ولم يكن يتميز عن تلاميذه (متى 26/45-50)
498 هنا لنتعجب من تواضع ابن الله لانه لم يكن معروفا ولا متميزا عن تلاميذه،
499 ولهذا اولائك الذين قبضوا عليه اعطوا رشوة لذلك التلميذ ليبين لهم ايا هو المعلم،
500 رئيس الفوج لم يكن معروفا لمن ينظر اليه باللباس ولا بالكرامة ولا بالمطية،
501 ليس له مركبة ولا موكب مثل العظماء ولا سير سريع امامه مثل الرؤساء،
502 صار صبيا وعبدا لتلاميذه في العشاء، ولم يكن معروفا الا مثل تلميذ بينما هو المعلم،
503 ولهذا كان ذاك التلميذ قد اخذ رشوة ليبينه لانه لم يكن معروفا اي هو المعلم،
504 عمانوئيل تشبه بنا بتواضعه، بينما هو يشبه كليا اباه في المجد العظيم،
505 اخذ اشباهنا واختلط معنا وتشبه بنا ونزل ليرفعنا الى موضعه السامي عند والده،
506 رايناه في موضعنا وليس له منظر ولا بهاء، وحسبناه احقر الناس بسبب تواضعه،
507 صار ملفانا لينظر اليه جميع المعلمين ولا يستندوا على الكبرياء الذي يدهور المتكبرين،
508 ساوى نفسه مع تلاميذه واحبهم حتى يسمع المعلم ولا يتباهى على تلاميذه،
509 مسلّم معلمه اخذ برطيلا واعطى علامة وصار رفيقا للمتآمرين على الصلب.

المسيح يصلي في نزاعه: اهمية الصلاة (متى 26/34-44)
510 ربنا صمم ان يصلي بالم عظيم وكآبة لا حد لها،
511 الصلاة سلاح به انتصر جميع النشيطين وهي ضرورية للظافرين وقت الخطر،
512 ولهذا نقّاها وصاغها ابن الله ليغلب بها عبيد الملك في حروبهم،
513 سامع الكل وقابل الصلوات دنا ليصلي ومن لا يتزاحم على الطلب،؟
514 لو كان هو غير المحتاج قد صلى بالم وبنشاط، فلو لم يصلّ المحتاج الى اين يصل،؟
515 شجع نفسك ايها المصلي ولا تمل لان كل صلاة ابن الله هي لاجلك،
516 القِ صلاتك على صلاته التي فيها القوة، فيسمع صلاتك بسبب صلاته،
517 انت لا تتوان لانه لا يرذل طلبك، وبما انه قد جُرب فهو يساعد المجربين كثيرا،
518 اراد ان يصلي ليساعدك لما تصلي، صلِّ وثق بانه يعطيك بقدر ما تسأل،
519 لما تصلي لاجلك فهو معك، ولما يقبل الصلوات فهو مع ابيه،
520 هو يقبل كل الطلبات من التائبين، وهو يردّ كل الاسئلة لجميع النائلين،
521 بواسطته تدخل الصلوات عند والده، وبواسطته تصدر كل الخيرات لمن هو محتاج،
522 دنا من الصلاة ليصلي بالم لابيه ليتعلم عبيده ويتشبهوا به لما يصلّون،
523 صار للكاملين كمرآة لينظروا اليه وياخذوا الصلاة سلاحا للخطر كما اخذها هو،
524 عرق في الصلاة ليكون نمطا لمن يصلي حتى يلاقي الخطر بنشاط ولا يرتخي،
525 دعا رسله وايقظهم ليصلوا وتغلبت عليهم الكآبة والسبات لئلا يصلوا،
526 كانوا ثقيلين بسبب الحزن الذي هجم عليهم، ولم تكن توجد فيهم القوة للدنو من الطلب،
527 اضاف ربنا وايقظهم للصلاة، اما هم فقد ثقلوا وغرقوا في النوم بسبب الحزن،
528 جاء ايضا اليهم ثالثة وايقظهم، اما هم فناموا مثل الكسالى ولم يكونوا يصلّون،
529 لم يكونوا يعلمون ماذا يقولون لما يصلون، لان موضوع ذلك الطلب كان اسمى منهم،
530 قولهم للآب: ربي لا يتالم وحيدك هي كلمة سامية، ولم يكن من حقهم ان يصلّوها،
531 وقولهم: سلّم ابنك لاجل الخلاص، من كانوا هم حتى يعطوا للآب المشورة،؟
532 وقولهم للابن: متْ وخلّصْ هو جسارة، ولو قالوا بعدم موته، لما كان يسمعهم،
533 لم يقدروا ان يسكتوا لانه كان يصلي، ولم تكن توجد قوة في افكارهم حتى يصلّوا،
534 لم يكونوا يعرفون ماذا يصلّون كما يجب، ولهذا بطلت الصلاة من افواههم،
535 من كان يقدر ان يقول للآب: ليمت حبيبك،؟ ومن كان يجرؤ ان يتكلم عن عدم موته،؟
536 من كان مسلطا ليعقّب درب الصلب ويقول: كيف يكون او لا يكون الصليب.؟

ابتاه لو امكن لتعبر عني هذه الكاس (متى 26/39)
537 نام التلاميذ واستراحوا من كل هذه الامور الجسيمة وتركوا الابن يصلي للآب وحده،
538 من كان يدخل بين الولد ووالده،؟ او من يجرؤ ان يرشد الآب وحبيبه،؟
539 ثقل الالم على التلاميذ وانامهم، وكان من الافضل ان يناموا من ان يصلّوا،
540 لو صلّوا لكانوا يفسدون الخبر هناك، لان خطر الصلب كان اعظم منهم،
541 جاء السبات ووقاهم من الاذى، فواجه ربنا وحده الخطر لانه كان لائقا به،
542 صلى لابيه: ابتي لو امكن لتعبر الكاس، لكن لا تكن ارادتي ايها الآب بل ارادتك،
543 لماذا صلى لتجتاز الكأس وهو يعرف بانها لن تعبر الا ويذوقها لانه جاء لاجل هذا،؟
544 سمى رئيسَ التلاميذ شيطانا لانه قال حاشا ان تموت، لانه لم يكن يهرب من الموت،
545 لماذا صلى لتعبر الكأس التي جاء ليشربها، ما لم يكن يريد ان تعبر منه الا وذاقها،؟
546 لما كان يصلي لم يكن يضادد نفسه، لكن لو بطل من الخلاص لكان يصير ضد نفسه،
547 لو اجتازت الكأس التي صلى لتعبر عنه، لكان يبطل كل درب الصلب،
548 لم يكن يريد ان يبطل الدرب الذي نهجه، لانه اتى ليخلص ولو بطل لما كان يخلص،
549 صلى ليعرّف بانه تشبه بنا في كل شيء، لانه لو تعطل ولم يصلّ لما كان يشبهنا،
550 لو لم يصلّ فهو يشبه اباه، ونحن لا يشبهنا، وبما انه صلى فقد تشبه كله بنا وبابيه،
551 صلى مثلنا ليعرّف بانه صار منا، وهو كان يقبل الصلاة مع والده،
552 كان مثل ابيه قابل الصلوات، وكان مثلنا لانه صلى بالم وبحزن،
553 ولانه كان موجودا فقد سمع كل من يصلي، ولانه صار منا فقد صلى ليتشبه بنا،
554 ولانه اخذ شبه العبد من البطن، فقد قرّب صلاة العبد لكي يصلي بينما هو الرب.

الموت بغيض
555 ولما راى باننا جميعا نبغض الموت، ابغضه مثلنا بينما الخطر كان يدفعه ليموت،
556 صلى للآب: لو امكن لتعبر الكأس، كيف صلى لانه علم بان (هذا) لم يكن ممكنا،؟
557 قال للآب: ليس ارادتي بل ارادتك، وهو يعلم بان الآب يريد ان يموت حبيبه،
558 لم يكن ممكنا ان يبطل درب الصلب، ولهذا قال: لو امكن دون ان يغصب،
559 اعطى الصلاة لارادة ابيه وهو يعلم بانه ارسله لهذا، والاب لا يتراجع عن كلمته.

المسيح يموت ليكمل النبؤات
560 ارسل الانبياء واخبروا الارض بانه اتى ليموت ولم يكن يشاء ان يكذّب كلمات النبؤة،
561 ولما كان مصمما ليموت لانه جاء لهذا، قال: لو امكن، ولم يكن ممكنا ان يكذب،
562 لما صلى اعطى للصلاة ما يخصها في وقتها، وقبل ان يشرب كأس الموت مسرورا،
563 لم ينقّص من واجب الصلاة شيئا، ولم يهرب من الموت مثل الجبان وقت الخطر الجسيم،
564 لما صلى لم يغصب ارادة الآب، وفي ذاك الطلب لم يكن يقتن ارادة اخرى،
565 لم يتراخ في الصلاة او يملّ ولم يظهر تراجعا عن درب الصلب،
566 حسن لديه ان يصلي في الالم لئلا يقال: انه لم يتالم في الصلب،
567 صلاته وعرقه يشهد لالمه وتواضعه: كم انه تنازل لاجل الاشرار حتى يخلصهم!

الملائكة يعضدون المسيح في جهاده (لوقا 22/43)
568 راى الملائكة كم ان ابن الله تواضع، فخاف الروحيون من طلبه العظيم،
569 ولانهم راوه يقترب من الصلاة مثل الانسان، فقد كمّلوا ما هو خاص بهم كما هم معتادون،
570 جاء ملاك ليقويه في الجهاد، لئلا ينتقص حتى هذا الامر عن المعتاد،
571 للقوات السماوية عادة: انها تاتي بمحبة لمساعدة كل من يصلي.

الملائكة يساعدون: دانيال وزكريا الكاهن وحزقيا
572 دانيال وزكريا الكاهن الاعظم كانا يُعضدان من قبل الملائكة لما كانا يصليان،
573 ابن يوزاداق لما كان قائما في قدس الاقداس، نزل ملاك وساعده خفية ولم يكن يشعر،
574 حزقيا ايضا تفقده الملاك لما كان يصلي، واهلك آلاف الآثوريين وبعدئذ انتقل،
575 عساكر العلى هولاء هم معتادون في كل مكان لمساعدة كل من يصلي،
576 الملائكة راوا الابن يصلي فانحدروا حسب نفس العادة لئلا تنقص عن مخلصنا،
577 لقد قيل تشبه بنا في كل شيء، اذاً من الواضح بانه تشبه بنا ايضا بصلاته،
578 الملاك ايضا شبّهه بنا بينما هو ربه، ولهذا قوّاه لكونه وجد بانه قد صار منا،
579 انه مكتوب: انتقص عن الملائكة بسبب موته، ولهذا كان الملاك يقويه،
580 ذاك الغني افتقر لاجلنا لنغتني نحن لما نلبس فقره.

عرَقُ المسيح يشفي آدم (لوقا 22/44)
581 صلى ربنا وكُتب بانه عرق، فلو انت متميز عليك ان تتعجب بسبب عرق ابن الله،
582 العرق الذي يصير لمن هو مريض هو بشرى سارّة، لان الصحة تاتي في اعقابه وفي نهايته،
583 عرق ربنا لم يكن يلزم لربنا بل لعبده المطروح في عمق الشيول،
584 كان آدم ملقى في داء الموت العظيم، واتى المسيح وعرق واراحه من عذابه،
585 بعرق الرب صارت العافية للعبد المريض: عملٌ جديد لم يصنعه احد ما عدا ربنا،
586 عرق آدم لم يكن بوسعه ان يشفي آدم، لانه كان يوجد في عرقه القصاص وكان عرق التعب،
587 قيل له: ان ياكل الخبز بعرق جبينه: عندما يكون العرق من التعب ليس صحيا،
588 أُعطي عرق آدم من قبل الله بسبب التعب والاوجاع والمرض الموجود فيه الموت،
589 اتى ربنا وعرق بدون خطيئة وبدون اوجاع لاجل آدم فصار معافى لانه كان معذبا،
590 بجسده اخذ عرقه منه وجعله مُلكه، وعرق لاجله لينقذه من الوباء،
591 وجد بانه لو يعرق ربوات المرات ليس بصحة لان الخطيئة كانت ممزوجة في عرق آدم،
592 عرق المخلص مرة واحدة فقط بدون خطيئة، وسقط عرقه على الميت وعاش بعجب عظيم.

المقطع الرابع
المسيح يموت بارادته هذا مبدأ سروجي لا يفارق شفتيه: مخلصنا توجه الى الموت لان الموت لم يكن بوسعه ان يصطاده لو لم يشأ، لم يكن ممكنا ان يدخل الموت في باب غير مفتوح، وبارادته الصالحة فتح له المسيح ليدخل.

يهوذا يسلم بقبلة: بالاسم هي قبلة، ولما تُفحص كانت سكينا، سلام في الظاهر اما في الخفية فسيف مسلول، لا يقبّل احد كما قبّل ذاك القاتل، ولا يخفِ احد المكر في كلمات لطيفة، ولا ينصب احد فخا في الخفية لمن يعرفه، الحية بدأت بهذا العمل، ويهوذا انهاه، لا يقترب احد من تعليمهما والا سيموت، كلمة المكر لا تُرى في النور الجلي لانها تنصب الفخاخ والشراك في الظلمة، كلمة الحق صوتها عال، ووجهها مسفر، ولا تُغطى لانها لابسة النور للسامعين.

يهوذا لم يعد تلميذا ليسوع: السلام يا معلمي وقبّل الابن، في صوت الكلمة وُجد السلام ولكنها لم تكن كلمة السلام، السلام لك يا معلمي بكذب لا حدود له، واجابه ربنا مثل عارف الكل وهو يحتقره، وقال له: لهذا جئتَ يا صديقي وهو يعرّفه بانه يعرفه ولا يخفى عنه عمله البغيض،؟ لماذا دعوتني الآن يا معلمي ولست تلميذي،؟ لو كنتُ معلمك فانا لم اعلمك المكر.

قطع اذن العبد: هذا المالك لهولاء العبيد الذين يطيعونه لم يرد ان يساعده سمعان عند الصالبين، لم يطلب المساعدة، انما سمعان ابان محبته لانه لم يقدر ان يسكت وقت اهانة ابن الله. جابل الجسد حزن لانه وجد بان الجسد الذي جبله ينقصه عضو، اخذ الاذن ووضعها في الجسم الذي سقطت منه فاضحت جميلة وشُفيت وكانها لم تسقط، زجر سمعانَ فاعاد السيفَ الى غمده والذي مسكه شفاه بمحبة عظمى، اذهب يا سمعان واعد السيف ولا تحارب، جئتُ لاتقن لا لافسد، لماذا ترفع السيف على الصورة التي أُتقنت من قبلي وقد ارسلني الآب لاجلها لتكتمل بي.؟

رمزية قطع الاذن: ان تدبير الله حكيم فقد طُعنت الاذن التي سمعت واحتقرت كل ما هو مكتوب، الشعب الاطرش طُعن في اذنه لان كل رعود الانبياء صرخت فيها ولم تسمعها، او لعله قطعها لانه كان يبغض الحرية ليصير الخادم عبدا الى الابد كما امر موسى ان يُحرر العبيد في السنة السابعة، سنة الاسرار والالغاز، لو لم يرد العبد شخصيا ان يتحرر ويبغض الحرية ويختار ان يخدم ويُستعبد، ليقربه سيده وينقب اذنه بدون شفقة، والخادم يصير عبدا الى الابد في بيوت الاسياد.

الشعوب والشعب: آل بيلاطس الذين مسكوا الابن كانوا من الشعوب، ولم يُطعن احد من هولاء الذين كانوا قد حُرروا، تاقت الشعوب الى حرية ابن الله فحررهم وخلصهم وهم فرحون به.

الباري هو مثل امّ ذات المراحم لبنيها: كان يجمل بابن الله ان يتقن الجسم مثل والده ويبرهن بانه بريته، مَن تلد تقتني المراحم لاجل الولد، والباري يهتم ببراياه بدافع محبته، من سحقتها اوجاع الولادة والتربية تعرف ان تحبب وتلاطف ابناءها بمحبة، الطبيعة تغلي ازاء الطفل في صدر امه، وتجري له الحليب ليحيا ويتربى، مراحم بطنها تقوم عليها مثل حكام لتعطي الحليب لذلك الذي ولدته بمحبة، تقبل ان يصير الوجع في جسمها ولا يتاذى، وبمحبة الطفل تحمل ثقله ولا تجده ثقيلا، تتعذب في ولادته وتتعب في تربيته كثيرا، ومحبة بابنها لا تحسب اوجاعها اوجاعا، انها مربوطة بالمراحم كما لو كان بالاكبال حتى تربي وبدون اكراه تحتمل الآلالم وتحبها.

ابن الله هو مثل امّ تداوي اطفالها: الطفل ايضا لو ضمدته امه يولول، ولو كان له جرح يهرب من المضمد، يجرح وجهها ولا تبغضه لانه ابنها، ويهرب منها وهي تمسكه لتشفي جرحه، هلم وانظر الى الابن الذي يشبه الام الحنون، لقد شفى اوجاع المرضى ويُجدف عليه. لم يكن نفس فكر ربنا لسمعان، لان الانسان ليس مثل الله مليئا بالحسنات، العاقر لا تشبه الوالدات بالمراحم، ولو طُلب منها لتعطي الحليب فلا تقدر البتة.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل. د. لليل الخميس
المسيح يموت بارادته (متى 26/45)
593 صلى للآب وتوجه خروف الذبح الى القتل لياتي برِجليه الى السكين،
594 قال بالم: هوذا رئيس العالم ياتي وليس له فيّ اي شيء من سلطانه،
595 ياتي الموت ولن يجد فيّ بابا مفتوحا، لانه لا يفتح (شيء) ليدخل الموت الا الخطيئة،
596 الآن هوذا حكم العدو يُكرر بينه وبين آدم، والآب باستقامته يسمعه،
597 الآن الحكم العادل ينقلب على الاثيم، وبعدالة يلقونه خارجا حتى يدخل آدم،
598 ناموا ايها التلاميذ واستريحوا اذً كما نمتم، لقد صدر الحكم: انا اموت ويحيا آدم،
599 ها قد بلغت الساعة ليدخل ابن الانسان الى المحكمة، قوموا لنذهب هوذا الماكر قد وصل ليسلمني،
600 مخلصنا توجه الى الموت لان الموت لم يكن بوسعه ان يصطاده ما لم يشأ،
601 لم يكن ممكنا ان يدخل الموت في باب غير مفتوح، وبارادته الصالحة فتح له المسيح ليدخل،
602 لو خرج الموت وراءه لما اصطاده، هو التقاه واعطاه نفسه ليستهزيء به،
603 هو اراد ان ياتي الى يهوذا الذي سيسلمه، فلو اراد لما كان الحيال يصطاده،
604 ثعلب حقير ما كان يقبض على شبل الاسد ما لم يرد ان يخفف ذاك القوي من حرارته.

يهوذا يسلّم يسوع (متى 26/45-50)
605 اتى يهوذا رئيس فوج اليسار وهو يقود معه جمعا عديدا متعطشا الى الدم،
606 جوق مؤذ لسانه طلق بالشتائم، اناس اشرار ابغضوا ابن الصالح بينما هو يصنع الخير،
607 آل بيلاطس المراؤون والمحابون وآل هيرودس المتعطشون الى دم جميع الابرار،
608 آل قيافا رفاق كل الكذب، وآل حنان حاملو السيف على مخلصنا،
609 يهوذا في المقدمة مثل قائد المصيبة العظمى ومعه حلقة متعطشة الى الدم بغضب عظيم،
610 المرضى الذين جنّوا حملوا السيوف والعصيّ على الطبيب ليضربوه بعد ان ضمدهم وشفاهم،
611 تهديد وحقد وصخب وكلمات زائدة واهانة وسخرية وصرف الاسنان على المنتصر،
612 جنّ الترابيون وهددوا وخرجوا ضد الموج، الاشواك والهباء لكي تصطاد اللهيب،
613 ركض القش ليحارب مع اللهيب، والتراب والهباء ليصطادا الريح التي تستأصل الجبال،
614 الغيوم والسحب خرجت مهددة النهار، والظلال كانت تجنّ لتربط الشمس،
615 سالهم من تطلبون،؟ اما هم فسقطوا لانه لا توجد قوة في الرمل ليلاقي الريح،
616 منظر الشمس سقط على الظلال بخوف وبددتها ولم تجد موضعا لتهرب اليه،
617 لما قال: انا هو، سقط الاشقياء لان العالم كله لا يقدر ان يقف قدام قوته،
618 كان بحر ناره يلتهب ليحرقهم، وبمراحمه كان يخمد ناره ليحفظهم،
619 قوته كانت تخيف وتسقطهم لما يرونه، وبما انه كان صالحا فقد سندهم ليقيمهم.

يهوذا يسلّم ابن الانسان بقبلة (متى 26/48-50)
620 اقترب الظلام ووضع شفتيه على النيّر، الليل البغيض قبّل النهار بمكره العظيم،
621 اقترب يهوذا ابو كل الكذب واعطى سلاما به يُسكب الدم البريء،
622 بالاسم هي قبلة، ولما تُفحص كانت سكينا، سلام في الظاهر اما في الخفية فسيف مسلول،
623 من الخارج كان يشبه حمامة وديعة، ومن الداخل كان حية تلسع وتتحايل،
624 كان يمد له بجسارة السم في العسل، وكان يعطيه بالاثم السيف في الامان،
625 لا يقبّل احد كما كان قد قبل ذاك القاتل، ولا يخفِ احد المكر في كلمات لطيفة،
626 لا يوجه احد ابدا كلمة ماكرة الى رفيقه، ولا ينصب احد فخا في الخفية لمن يعرفه،
627 يهوذا علّم فعلا بغيضا في كل العالم، لا يتعلّم احد ذلك التعليم المليء موتا،
628 ايها المسرور من رفيقه ويقبله ليكن فكرك ايضا مسرورا وليحبه،
629 لا تلبس المحبة ظاهريا لقريبك وتصوغ سر الشر في الخفية ولا يشعر بك،
630 لا تكن تلميذا للمعلم المليء مكرا لئلا تكون شريكا له في المشنقة ايضا.

يهوذا والحية
631 ايها المتميزون خافوا من القبلات غير الصادقة لان واحدة منها علقت ابن الله على الخشب،
632 خافوا من المكر لانه تعليم الحية العظمى، ومن الضلالة التي طمرت الفخ للمستقيمين،
633 لا يسكب احد على وجهه الامان بالحيلة، وفي قلبه يثير الشر على قريبه،
634 الحية بدأت بهذا العمل، ويهوذا انهاه، لا يقترب احد من تعليمهما والا سيموت،
635 هوذا يهوذا مخنوق، والحية مرضوضة بواسطة ابن الله، اشرق الصليب وطرد المكر من الصادقين،
636 يا من خطب نفسه للمصلوب كن صادقا لانه بجروحه فضح وهتك الكذب،
637 وبما ان يهوذا قد قبّل، لا يقبّل احد ما لم يكن صادقا ولطيفا ومتواضعا لحبيبه،
638 كلمة المكر هي ضد ابن الله، وهي كلمة تسري كل يوم في الظلمة،
639 كلمة المكر لا تُرى في النور الجلي لانها تنصب الفخاخ والشراك في الظلمة،
640 كلمة الحق صوتها عال، ووجهها مسفر، ولا تُغطى لانها لابسة النور للسامعين،
641 المكر مغطى ويوشوش ويلسع وهو مسموم وحلو ويقبّل ويضل وهو محتقر ولابس الكذب.

يهوذا يقول للمسيح السلام يا معلم ويقبّله (متى 26/49)
642 قال يهوذا: السلام يا معلمي وقبّل الابن، في صوت الكلمة وُجد السلام ولكنها لم تكن كلمة السلام،
643 السلام لك يا معلمي بكذب لا حدود له، واجابه ربنا مثل عارف الكل وهو يحتقره،
644 قال له: لهذا جئتَ يا صديقي وهو يعرّفه بانه يعرفه ولا يخفى عنه عمله البغيض،؟
645 لماذا دعوتني الآن يا معلمي ولست تلميذي، لو كنتُ معلمك فانا لم اعلمك المكر،؟
646 /510/ الآن لك معلم آخر، وهو يعلمك ان تمكر وتقبّل وتسلم وتقتل باثم،
647 الآن انت صديق لا تلميذي من الآن وصاعدا، وتشهد السيوف والعصيّ والجموع التي تقودها،
648 الظلمة ليست تلميذ النور لكن صديقه ولا تتفق معه لتتشبه به،
649 لماذا يا يهوذا لماذا تنسى الحسنات وافضالي الصالحة ومحبة الاخوة التي كنت تراها فيّ،؟
650 ايها التلميذ لماذا تنسى كل احساناتي لتجازي الحسنات الكثيرة بالشر،؟
651 لماذا تسلمني بغضب عظيم بينما انا أُكِنّ لك المحبة الصافية،؟
652 من حسدك وطردك وفصلك من تلاميذي،؟ ومن نصب لك الفخ واصطادك من بين الجميلين،؟
653 من برهن لك بان حنّان محبوب اكثر من معلمك،؟ او باي جمال سباك قيافا من عندي،؟
654 إن ابغضتني، من هو صديقك او حبيبك،؟ من هو احسن مني بالنسبة اليك لانني اعلنت واعطيت لك التطويبات،؟
655 كنت تاكل خبزي على مائدتي وكنت تتلذذ، كنت تسير معي وكنت تتامل في مساعداتي،
656 رايت معالجتي وكنت تفتخر بجبروتي، البستك قوتي وباسمي كنت تخرج الابالسة،
657 اعطيتك روحي ووعدتك بكرسي عال، فلاجل اية حسنة من حسناتي تسلمني،؟
658 مبغض الناس حسد الشقي وطرحه وسقط من سمو مصف الرسل الذي كان قائما فيه،
659 ونفخ وملأه روح الزور والكذب، وهربت منه بشارة الابن ومصف رسالته،
660 وخرج الحمل وصار ذئبا بين اللصوص وقادهم وجاء لينبح على صاحب القطيع،
661 دنا الشوك وقبّل اللهيب ولم يحرقه، والحشائش مسكت اللهيب ولم تشتعل به.

سمعان يقطع اذن العبد (يوحنا 18/10)
662 حينئذ سمعان مثل صادق مليء محبة استل السيف ليحارب مع الصالبين،
663 يجمل بالمحبة الصادقة ان تظهر نفسها لحبيبها وقت الخطر والامتحان،
664 ابن الله لم يكن محتاجا الى المعونة لكن ليبين بان الصديق صديق وقت الضيق،
665 غار سمعان واستل السيف مثل نشيط وضرب وقطع اذن العبد الذي تجاسر،
666 رئيس التلاميذ ابان غيرته بالسيف الذي امتشقه ليضرب ويُطعن ويموت معه لو كان يموت.

المسيح لو اراد لجعل الملائكة يحرقون الارض (متى 26/53)
667 يقف آلاف الالوف امامه في موضعه السامي فلو رمز لكانوا يملأون الارض نارا،
668 له ربوات ربوات افواج اللهيب، فلو امر من كان يقدر ان يواجههم،؟
669 صفوف ابناء اللهيب الممدودة بلا عدد التي تستنشق الجمرات، من كان يقدر ان يقابلهم،؟
670 طغمات مسجورة بلا عدد محيطة به لو تركها تنزل الى الارض لكان يفنى كل شيء،
671 سواريف النار الذين يصفقون القدس بجناحهم، وكواريب مخيفة يباركونه برفرفاتهم،
672 جموع واجواق يرتلون له بسعانينهم، ورؤساء قوات وقوات على اختلاف اشكالهم،
673 مخلوقون مصنوعون براهم واقامهم برمزه، من كان يجرؤ على اهانة ربهم لو لم يشأ،؟
674 لو امر عبيد ابيه لاطاعوه ولرشوا الارض بنارهم لتفنى كلها،
675 هذا المالك لهولاء العبيد الذين يطيعونه ما كان يريد ان يساعده سمعان عند الصالبين،
676 لم يطلب (العون)، انما سمعان ابان محبته لانه لم يقدر ان يسكت وقت اهانة ابن الله،
677 المخلص الذي جاء ليموت بسبب اثمنا لم يحارب ضد هولاء القابضين عليه،
678 مسكوه ليموت واتى حتى يموت، وكان من الزائد ان ينازلهم.

غيرة سمعان وكذب يهوذا
679 كان يجمل بسمعان الصفا ان يتعارك، فلم تكن تلزم هناك حرب للمسيح،
680 غار التلميذ لانه راى معلمه يهان وكان يجمل به ان يبين غيرته بشجاعته،
681 يهوذا قبّل وابان مكره بكذبه، وسمعان ابان صدق محبته بالسيف الذي استله،
682 مكر يهوذا لم يؤذِ ابن الله، ولا محبة سمعان ساعدته لما كان يغار،
683 هناك قامت ارادتان الواحدة ضد الاخرى، وكل واحدة منهما ابانت خصوصيتها كما هي،
684 المحبة والمكر تحاربا هذه مع ذلك ليرى العالم من كان يحب ومن كان يبغض،
685 الواحد كان يقبّل ويتحايل ويسلم باثم، والآخر استل السيف وحارب بمحبة،
686 كل ارادة ابانت فعلها كما هي، والرب يدين الارادات حسب اعمالها،
687 غيرة سمعان اعلنت عن ارادته الصالحة لان الخطر لم يكن محدقا به حتى يتعارك،
688 بانت ارادته مع سيفه بجبروت، واصاب اولَ من مسك الابن وادماه،
689 ضرب الاولَ وقطع اذنه مثل غيور لانه لم يكن يقدر ان يسكت عن اهانة ابن الله.

المسيح يشفي اذن عبد رئيس الكهنة (لوقا 22/52)
690 ربنا راى الاذن تقع فزجر سمعان لان العمل الذي صدر من التلميذ لم يعجبه،
691 جابل الجسد حزن لانه وجد بان الجسد الذي جبله ينقصه عضو،
692 شاتل عدن العظيم اشفق على الشجرة لانه رآها مقطوعة واتقنها وضمدها لتصير جميلة،
693 اخذ الاذن ووضعها في الجسم الذي سقطت منه فاضحت جميلة وشُفيت وكانها لم تسقط،
694 لم يترك جرحا على الجسد الذي عالجه مثل الطبيب، انما شفى الجسد الذي عالجه مثل الاله،
695 اي طبيب له ضمادات وعقاقير ليشفي الاعضاء المبتورة ما عدا ربنا،؟
696 الغصن الذي نثر من الشجرة وضعه في موضعه وابان بانه رب الجنة وشاتلها،
697 كلل الجسم بذلك العضو الذي سقط منه، وبرهن للعالم بانه برى الجسم والاعضاء،
698 صنع من الطين عينين للاعمى وراى النور، فتعلمت الارض بانه يبري برية مثل والده،
699 اعطى النطق للاخرس والاطرش الذي لم يكن يتكلم، ليعلموا بان الابن هو الكلمة الذي تجسد،
700 منع نزيف الدم بقوة خرجت منه، وبرهن بانه المسيح قوة وحكمة الآب،
701 قوّى اعضاء كل الجسم المشلول، فمن لا يصدق بانه هو الذي صوّرها في البطن،؟
702 صوته دخل واخرج الموتى من الهلاك ليرى كل واحد بانه يقدر ان يتفقد اعماق الشيول،
703 مسك الاذن التي قطعها السيف وشُفيت في موضعها فاتضح علنا بانه متقن الكل مع والده،
704 هذا هو الصالح الذي لم يحجب المعونات عن الاشرار، ولم يحرم الاعداء والكفرة من المراحم،
705 هم مسكوه لياتي الى القتل والصلب، وهو كان يشفيهم مثل اصدقاء بدون تذمر،
706 مسكه العبد وغار التلميذ وقطع العضو، والشفوق اعطى الشفاء للعبد الذي مسكه،
707 كانوا يهينونه ويجرجرونه لياتي حتى يموت، وهو لم يكن يترك الشفاء مثل الصالح،
708 النقي برهن بانه لا يضطرب وقت الخصام ولم يتخلّ عن خاصته حتى وقت المصيبة العظمى،
709 سحبوه لياتي ويدخل ويشرب الآلام، وبدخوله ضمد وشفى واحدا كان قد طُعن،
710 انه يشبه اباه الذي يشرق شمسه على الكفرة، وينزل مطره على الاشرار الذين لا يعترفون به.

سمعان يعيد السيف الى غمده (متى 26/52)
711 زجر سمعانَ فاعاد السيفَ الى غمده والذي مسكه شفاه بمحبة عظمى،
712 اذهب يا سمعان واعد السيف ولا تحارب، لقد جئتُ لاتقن لا لافسد، فلماذا تحارب،؟
713 لا ترفع السيف على الاعضاء التي صنعتها يداي، لقد صورتُ وركّبت انت لا تفسد جمال بريتي،
714 الجسم هو مُلكي، لماذا افسدته بتهديدك،؟ انا اهتم بالاتقان، انت لماذا تريد ان تفسد،؟
715 بواسطتي ابي صوّر الصورة البهية في بطن امها وكللها باعضاء بهية وجميلة،
716 لماذا ترفع السيف على الصورة التي أُتقنت من قبلي، وقد ارسلني الآب لاجلها لتكتمل بي،؟
717 انا مخلص لا سالب ولا خاطف، ولا يفيدني السيف للمعركة، فاحجب سيفك،
718 ارسلتني المراحم من بيت الآب لاموت واخلص، ولهذا جئت فانت لا تحارب مع صالبيّ.

ابن الباري يعتني بالبرية كما تعتني الام بطفلها والطبيب بمريضه
719 كان يجمل بابن الله ان يتقن الجسم مثل والده ويبرهن بانه بريته،
720 مَن تلد تقتني المراحم لاجل الولد، والباري يهتم ببراياه بدافع محبته،
721 من سحقتها اوجاع الولادة والتربية تعرف ان تحبب وتلاطف ابناءها بمحبة،
722 الطبيعة تغلي ازاء الطفل في صدر امه، وتُجري له الحليب ليحيا ويتربى،
723 مراحم بطنها تقوم عليها مثل الحكام لتعطي الحليب لذلك الذي ولدته بمحبة،
724 تقبل ان يصير الوجع في جسمها ولا يتاذى، وبمحبة الطفل تحمل ثقله ولا تجده ثقيلا،
725 تتعذب في ولادته وتتعب في تربيته كثيرا، ومحبة بابنها لا تحسب اوجاعها اوجاعا،
726 انها مربوطة بالمراحم كما لو كان بالاكبال حتى تربي وبدون اكراه تحتمل الآلالم وتحبها،
727 ابن الباري اتى الى البرية ليحمل اثمها، ولانها بريته فهو يحبها بينما هو يهان،
728 كان يحمل ثقل كل العالم ولم يجده ثقيلا، مَن يبغض مقتناه الذي هو مُلكه،؟
729 شفى امراضه وعالج جروحه وهو يهينه صنع حسنات وكان يُقرف بالشرور،
730 الطفل ايضا لو ضمدته امه يولول، ولو كان له جرح يهرب من المضمد،
731 يجرح وجهها ولا تبغضه لانه ابنها، ويهرب منها وهي تمسكه لتشفي جرحه،
732 هلم وانظر الى الابن الذي يشبه الام الحنون، لقد شفى اوجاع المرضى ويُجدف عليه،
733 اعطى المعونات ونال الشتائم بدون تذمر، وشفى الامراض وسمع التجاديف ولم يتقمقم،
734 قبضوا عليه ليدخل ويدان بدون ذنب، وبعد ان طُعن واحد فقد اهتم به وضمده ثم انتقل،
735 سمعان قطع اذن هذا فحزن الابن ووضعها في محلها لئلا يفسد عمل يديه.

الانسان ليس مليئا بالحسنات مثل الله
736 لم يكن لسمعان نفس فكر ربنا، لان الانسان ليس مثل الله مليئا بالحسنات،
737 العاقر لا تشبه الوالدات بالمراحم، ولو طُلب منها لتعطي الحليب فانها لا تقدر نهائيا،
738 البرية لم يبرها سمعان حتى يحمل ثقلها، ولم يكن يقدر ان ان يقتني المراحم مثل الباري،
739 قطع العضو، وبما انه لم يبره فلم يتاسف، اما ذاك الذي براه فتاسف وشفاه بمحبة،
740 سمعان لم يكن يقتني مراحم القدرة البارية ليبعد السيف عن ذلك الذي مسك ابن الله،
741 كانت فيه محبة التلمذة العظمى حتى انه استعمل السيف ضد الشتامين الذين هجموا على معلمه.

لا يقترب احد من اخبار الابن بدون محبة
742 رئيس التلاميذ قطع اذن ذاك العبراني، والخبر ليس بسيطا لو يوصف بتمييز،
743 لا يقترب احد من التعليم الا بالمحبة لان من يسمع ولا يحب لن يستفيد،
744 كذلك على المتكلم إما ان يحب وإما لا يتكلم، لو لم يحرك كلماته بمحبة يتعب عبثا،
745 يليق بالمحبة ان تصف ميامر الابن ويجمل بها ان تسمع اخبار الوحيد،
746 من احب ابن الله بقلب صالح لا يشبع ابدا من سماع ميمره بدون انقطاع.

قطع الاذن: تحرير العبيد (خروج 21/1-6)
747 حينئذ غلي سمعان الصفا بمحبة معلمه واستل السيف ليحارب مع الصالبين،
748 ولان تدبير الله حكيم فقد طُعنت الاذن التي سمعت واحتقرت كل ما هو مكتوب،
749 الشعب الاطرش طُعن في اذنه لان كل رعود الانبياء صرخت فيها ولم تسمعها،
750 او لعله قطعها لانه كان يبغض الحرية ليصير الخادم عبدا الى الابد كما هو مكتوب،
751 كان موسى قد امر بان يُحرر العبيد في السنة السابعة، سنة الاسرار والالغاز،
752 العبد شخصيا لو لم يرد ان يتحرر ويبغض الحرية ويختار ان يخدم ويُستعبد،
753 ليقربه سيده وينقب اذنه بدون شفقة، والخادم يصير عبدا الى الابد في بيوت الاسياد،
754 لا يُحرر لو ابغض الحرية التي اتت، ويظل شقيا في العبودية المليئة عارا،
755 اتى ابن الله ليحرر عبيد ابيه، ودعا البعيدين والقريبين الى الحرية،
756 والشعب الذي هو عبد شيخ لبيت آدوناي هرب من الحرية لما كان يتحررالعبيد،
757 وابغض الابنَ واحتقره واهانه لانه جسور ولم يرد ان يقبل منه الحرية التي جلبها،
758 وقد طُعن في اذنه بسيف رئيس التلاميذ ليظل عبدا كما شاء ولا يتحرر،
759 ليكن موسى شاهدا للابن الذي لم يجرّمه لانه دانه بناموس ابيه ليكون عبدا،
760 الآن هلم وشاهد كم ان التدبير حكيم لانه وجّه سيف سمعان ليضرب الاذن،
761 طُعنت الاذن وظل الجسم سليما، لانه حسب الناموس يصنعون هكذا باذن العبد الذي لا يتحرر،
762 آل بيلاطس الذين مسكوا الابن كانوا من الشعوب، ولم يُطعن احد من هولاء الذين كانوا قد حُرروا،
763 تاق الشعوب الى حرية ابن الله فحررهم وخلصهم وهم فرحون به،
764 ولهذا لم يؤذ سيف سمعان الا عبد رئيس الكهنة لانه كان عبرانيا،
765 ولم يقترب من عضو آخر باستثناء الاذن لان ناموس الله هكذا يامر،
766 اذاً كان قد طُعن ذاك العبراني، وتناثرت اذنه فوضعها ابن الله في محلها كما سمعتم،
767 وكان هذا اعجوبة لمن كان قريبا لانه راى جسما مقطوعا التصق واتقن وصار جميلا،
768 ولما كان هذا عجبا، لم يتعجب به ابناء اليسار لان قلبهم كان مسيعا من قبل الشيطان لئلا يفهموا،
769 حتى ذاك المجرم الذي شفي لم يتعجب من شفائه واحتقر الآية التي صارت في جسمه واهملها،
770 هم (ثبتوا على خصوصيتهم) والمسيح ايضا ثبت على خصوصيته، له الشفاء، ولهم التجديف والكلام البذيء.

المقطع الخامس

التدبير الالهي غصب سمعان حتى ينكر: سمعان ابن يونا نكر واختلط بجمع البواشق. الاقتراب من المسيح (صعب) فجهاد الدم اعظم منه والابتعاد ايضا عنه (صعب) لان معلمه محبوب، وماذا يعمل.؟ التدبير غصبه ان ينكر وهو يحب لانه لو لم ينكر لكانوا يصلبونه مع المخلص، هرب وهو ينكر قائلا: انه لا يعرفه لئلا يكون لربنا رفيقا في الصلب، الصليب كان لواحد، ولم يكن يطلب آخر معه فهرب سمعان مثل صادق وهو ينكر، لو لم ينكر لكان جسورا اراد ان يخطف مكان ربه ويصعد معه على الصلب، وبما انه كان يعرف بان الصليب كان اعظم منه نكره وحفظه للوحيد ليتمجد به، قبل عليه ان يصير حِرما وغريبا ولا ان يصير رفيقا للابن في الصلب، انه مكتوب بانهم احصوا ابن الله مع الاثمة ولم يكونوا يعلقون معه انسانا بارا على الخشب، ولئلا يُفسد سمعان صورة الصلب نكر معلمه ولم يخطف المكان الذي لم يكن لائقا به، نكر وهرب ليموت ربنا وحده وبكى بالم ليدعو الاشرار الى التوبة.

الرب لا تحدده المواضع: يا رب كل المواضع اين هو موضعك لان الحاكمَين نقلاك وحبساك في ولاياتهما،؟ هل انت من اليهودية،؟ ام من بلد الجليليين،؟ ام من افراتا،؟ ام من الناصرة الشهيرة،؟ هل انت افراتي او ناصري،؟ اكشف لي موضعك، موضع ابيك هو موضعك لا تضلّنا، ابوك في السماء، ماذا تعمل بين الارضيين،؟ موضعك خفي لماذا تُظلم في المواضع،؟ لا تُحدد في اليهودية ولا في الجليل، السماء موضعك، لماذا انت مظلوم في البلدان.؟

لم يصنع آية لهيرودس: كان يعرف بانه لو صدرت منه اعجوبة لكان يندهش لكونه مشتاقا ليرى آية، ولو اندهش لكان من السهل عليه ان يخطفه من اليهود لانه كان مسلطا في الجليل، ولكان يبطل الاستعداد للصلب، ولكان يُغلق درب الابن لئلا يصبح سالكا.

المسيح صالح هيرودس وبيلاطس: ربنا امان وحيثما يذهب يُلقي الامان حتى لما كان يدان القى الامان بين حاكميه.

يسوع الملك: بيلاطس مثل حاكم بدأ يسأل الملكَ الذي منه تصدر تيجان السلاطين، قل لي: من انت،؟ وهل انت ملك كما سُمع،؟ يقول اليهودا انك تتكلم هكذا، قال ربنا: في هذا العالم لستُ ملكا فلو كانت مملكتي من هنا لكانت تظهر، ربنا لم يرد ان يقول له: لستُ ملكا، كان ملكا ولم ينكر اسمه لما سئل، قال له: اذاً انت ملك،؟ اجابه: انتَ قلتَ، لا تطلب مني لكن صدقْ ما قلتَه.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل. هـ. لليل الجمعة
ضُرب الراعي فتبددت الرعية (زكريا 13/7)
771 مسكوا الابن ووقع الرعب في مصف الرسل فخاف وارتجف وفزع وهرب من الصالبين،
772 زكريا النبي صرخ بالتلاميذ وهزّمهم وبكنارة النبؤة بددهم،
773 بلغت اليه القرعة مساء الآلام ليتكلم لانه راى هزيمة مصف الرسل فصرخ،
774 قام وصرخ: اضربِ الراعي وبدد خرافه، وضرب الراعي وادار يده على الرؤساء،
775 كانت كل الخراف التابعة له قد تبددت، والراعي العظيم كانت تنهشه جماعة الذئاب،
776 هرب الرؤساء وظل صاحب القطيع وحده، فاحاطت به الذئاب وجمع الاشرار من كل جهة،
777 جبار العالمين اعطى نفسه للضعفاء فمسكوه: اعني ان الهباء قبض على اللهيب،
778 برّد ناره ومنع شدة لهيبه ووضع سموه وجعل بني الاثم يقبضون على ذاته،
779 فاهانوه وشتموه وجدفوا عليه وبجنونهم قادوه وادخلوه وحبسوه لياتي الى المحكمة والى الصلب.

سمعان ينكر (متى 26/30-35، 69-75)
780 المحبة جذبت سمعان الصفا ليرى محكمته فخلط نفسه مع الصالبين مثل الغريب،
781 ابن يونا كان قد اختلط بسرب البواشق فعرفوه وقبضوا عليه لينهشوه،
782 كانوا يقولون: انه تلميذ الجليلي، وبدأ يحلف ويحرم نفسه (قائلا): انه لا يعرفه،
783 صدق الاشرار بانه ليس تلميذا بفضل الكذب، وظل الرسول بعيدا عن موضع الابن،
784 كان مربوطا بمحبة ابن الله ولم يكن يريد ان يبتعد عنه لو لم يكن يخاف من الموت،
785 الاقتراب منه (صعب)فجهاد الدم اعظم منه، والابتعاد ايضا (صعب) لان معلمه محبوب، وماذا يعمل،؟
786 لو يذهب ربطته المحبة لئلا يهرب، ولو شاء ان يمكث سينكشف وينكر حتى ينجو،
787 ذاك الذي وعد بانه حتى وإن مات لن ينكره حلف وحرّم ثلاث مرات (قائلا): انه لا يعرفه.

التدبير غصب سمعان لينكر المسيح لئلا يُصلب معه
788 التدبير غصبه لينكر وهو يحب لانه لو لم ينكر لكانوا يصلبونه مع المخلص،
789 هرب وهو ينكر قائلا: انه لا يعرفه لئلا يكون لربنا رفيقا في الصلب،
790 الصليب كان لواحد، ولم يكن يطلب آخر معه فهرب سمعان مثل صادق وهو ينكر،
791 لو لم ينكر لكان جسورا اراد ان يخطف مكان ربه ويصعد معه على الصلب،
792 وبما انه كان يعرف بان الصليب كان اعظم منه نكره وحفظه للوحيد ليتمجد به،
793 قبل عليه ان يصير حِرما وغريبا ولا ان يصير رفيقا للابن في الصلب،
794 لم يكن يريد ان يقوم في منزلة اسمى منه لئلا يصير مصفوفا مع المخلص على الجلجلة،
795 انه مكتوب بانهم احصوا ابن الله مع الاثمة ولم يكونوا يعلقون معه انسانا بارا على الخشب،
796 ولئلا يُفسد سمعان صورة الصلب نكر معلمه ولم يخطف المكان الذي لم يكن لائقا به.

نكور سمعان وتوبته
797 لما نكر في المرة الثالثة صاح الديك وتذكر التلميذ كلمة ابن الله وخاف،
798 وعد (قائلا): لن انكر حتى وإن متُّ، فداهمه الخطر وترك الحرب لمن يجابهها،
799 اشرقت كلمة ابن الله على فكره وولول وبكى بمرارة بسببه،
800 بكاء سمعان هو كمرآة لمن يسقط لانه يسهل عليه ان ينهض بالتوبة،
801 نكوره وبكاؤه هما للفائدة فكلاهما حسنان بالنسبة الى المتميزين،
802 نكر وهرب ليموت ربنا وحده وبكى بالم ليدعو الاشرار الى التوبة.

لربنا وحده القوة لتحمل ما تحمله من العذابات
803 في ربنا فقط توجد القوة ليحتمل اهانة الكهنة وهزء الكتبة وثورة الشعب،
804 ونكور سمعان وتذمر وتعيير بيت قيافا وحكم الاثم وكل ما صدر من الصالبين،
805 بصلبه كان يقدر ان يجذب هذا ويحمل ذاك ويسامح هذا مثل الشفوق على الكل،
806 محبوس في بيت حنان وهو يحبس كل الجهات داخل الدائرة ورمزه يدبر تخومها،
807 محبوس في بيت حنان وتهابه العساكر العلوية ليقربوا له رفرفاتهم،
808 محبوس في بيت حنان ويحبس البحار بالرمل لئلا تنسكب على الجهات وتمحوها من الوجود،
809 محبوس في بيت حنان ذاك الذي صنع الابواب والاقفال لمجمع المياه وادخله وحبسه في المستنقع،
810 محبوس في بيت حنان وهو يلجم لجج العلى في الارتفاع العظيم ويحفظها لئلا تنسكب،
811 مسكوه لانه اراد ورغب فقبضوا عليه، وحسن لديه فحبسوه لانه لو لم يشأ لما اصطادته حتى البروق بسرعتها،
812 اراد ان يفتح الباب للمحبوسين ويخرجهم ولهذا دخل ذاك الجبار الى الحبس،
813 النهار محبوس وسط الليل ويسخر منه، ولم يكن يريد ان يظهر نوره بصفته نهارا،
814 هاديء في السجن ويحرسون الابواب بجنون، ويظن الجهال بانهم مسكوه بالقوة دون ان يشاء،
815 ذاك الذي سلّم هو متباه، وذاك الذي مسك هو مسرع، وذاك الذي سجن هو قلق، والحاكم هو متعجرف، ولم يكونوا يعرفون مواقعهم،
816 ضل الاتربة وحبسوا الموج ليحاكموه ولانه هاديء اهانوه وحقروه في تخومهم،
817 كانوا يعذبونه مثل شرير ولص وقادوه حيثما ارادوا وذهب كما ارادوا،
818 سحبوه من جبل الزيتون وادخلوه وبلغ الى صهيون وادخلوه في بيت حنان وبجنونهم حبسوه،
819 ومن هناك قادوه واتوا عند بيلاطس وارسله بيلاطس ليذهب عند هيرودس،
820 رب القصبات والمدن كان قد اعطى نفسه ليذهب معهم مثل فقير من هنا الى هناك،
821 لو كانوا يدعونه الى السجن دخل اليه ساكتا وكانوا يقودونه الى المحكمة ولم يتذمر،
822 ارسلوه من حاكم الى رفيقه وكان يحتمل السخرية والكلام وكل الشتائم الكاذبة.

يسوع امام هيرودس (لوقا 23/5-12)
823 ايها الفهيم أمِل اليّ اذنك بتمييز لتسمع ميمر الوحيد بذكاء،
824 منطقة اليهودية كانت تُدار من قبل بيلاطس ولم يكن مسلطا ليحكم على الجليليين،
825 كان هيرودس وقتئذ رئيس الجليل، وليس حسنا ان يتجاوز المرء على ولاية رفيقه،
826 وبما ان مخلصنا اراد وصار جليليا، فقد اطلقه بيلاطس الى هيرودس رئيس المنطقة،
827 لما مسكوه اعطاه لحاكم اليهودية، ولما كان قد استعلم ارسله الى رئيس الجليليين.

يسوع لا تحدده المواضع
828 يا رب كل المواضع اين هو موضعك لان الحاكمَين نقلاك وحبساك في ولاياتهما،؟
829 هل انت من اليهودية،؟ ام من بلد الجليليين،؟ ام من افراتا،؟ ام من الناصرة الشهيرة،؟
830 هل انت افراتي،؟ او ناصري،؟ اكشف لي موضعك، موضع ابيك هو موضعك لا تضلّنا،
831 ابوك في السماء، ماذا تعمل بين الارضيين،؟ موضعك خفي لماذا تُظلم في المواضع،؟
832 لك موضع فوق الاركان العالية، مُلكك هي الاعالي العالية والاعماق المجوفة،
833 البحر واليبس وكل الجهات في حدودها العوالم الخفية وهذه الظاهرة بتخومها،
834 موضع جموع آل جبرائيل المسجورة النقي، وسمو فوج آل ميخائيل البهي،
835 الدائرة المليئة بالف الوف السماويين والمساحة التي فيها ربوات ربوات بني النور،
836 المسكن العظيم السامي والاعلى من البرايا: مظلة النور التي لا يسكنها الا ابوك،
837 هذه هي مواضعك يا ابن الله، فلماذا يفتش عنك بيلاطس او هيرودس،؟
838 ربي شئتَ وجئت من منازل ابيك العالية، ومحبتك خلطتك باليهود وبالجليليين،
839 لو عرف ذاك الحاكم اين هو موضعك لما ارسلك الا الى سماوات ابيك العالية،
840 وبما انه لم يعرف لكنه ظن بانك جليلي فقد ارسلك عند هيرودس رئيس الجليليين،
841 ربي منك صدرت علة مجيئك الى الصغر وانت تنازلت لتحبس ذاتك في المواضع،
842 لا تُحدد في اليهودية ولا في الجليل، السماء موضعك، لماذا انت مظلوم في البلدان.؟

يسوع لا يجترح آية امام هيرودس
843 ربنا كان هادئا مثل مذنب ولم يكن يتكلم وكان يُرسل من حاكم الى حاكم،
844 لما استقبله هيرودس من بيلاطس فرح جدا لانه كان يشتهي ان (يرى) آياته،
845 كانت ترده اخبار عجيبة بخصوصه وكان يتوق كثيرا حتى يرى منه آية،
846 بدأ يعقّب ويسأله عن امور كثيرة، ولم يشأ ربنا ان يعلن نفسه امام هيرودس،
847 كان يعرف بانه لو صدرت منه اعجوبة لكان يندهش لكونه مشتاقا حتى يرى آية،
848 ولو اندهش لكان من السهل عليه ان يخطفه من اليهود لانه كان مسلطا في الجليل،
849 ولكان يبطل الاستعداد للصلب، ولكانت يُغلق درب الابن لئلا يصبح سالكا،
850 وبما ان ابن الله كان مشتاقا لياتي الى الموت، فلم يصنع آية او اعجوبة قدام هيرودس،
851 قدام الصالبين صنع اعجوبة بشفائه الاذن لانه كان يعلم بانهم لن يتعجبوا ولن يفلتوه،
852 لم يُبين لهيرودس (آية) لئلا يبطّل الصلب لانه لو رآها لتعجب به،
853 سأله كثيرا ولم يرد ربنا ان يظهر له آية ولا كلمات الحكمة،
854 انه ابن داؤد الذي اجرى لعابه لاجل هدف: لئلا يظهر ملكا ولا حكيما،
855 انتظر هيرودس ان يرى آية ولم تُصنع، وطلب كلمة الحكمة ولم تُسمع.

ربنا صالح هيرودس وبيلاطس (لوقا 23/12)
856 واحتقر ربَّنا لانه لم ير شيئا مما سمعه، وعاد وارسله الى بيلاطس ليحاكمه،
857 وفي تلك المناسبة صارت صداقة بين الحاكمين اللذين كانا عدويين هذا مع ذاك مدة طويلة،
858 ربنا امان وحيثما يذهب يُلقي الامان حتى لما كان يدان القى الامان بين حاكمَيه،
859 صار لهم حجة وصالحهما لانهما كانا غاضبين، وتحقق الخير للشريرَين بينما كان يُستهزأ به،
860 الى عهده كانا مليئين غضبا الواحد ضد الآخر، ولما دخل ووقف في الوسط ليحاكم صالحهما،
861 اين وجدتم المحكوم يلقي الامان بين الحكام ماعدا ربنا الذي هو ايضا امان،؟
862 به اطمأنت الاعالي والاعماق وسكانها لانه اتى ليدعو الامان لجميع الغاضبين،
863 به تصالح بيلاطس وهيرودس الغاضبان لما دخل ليُدان امامهما،
864 صنع المحبة بين الحاكمين كما يليق به، وجاء ليدان مثل مذنب قدام بيلاطس،
865 طمأن الرئيسَين العدويين هذا مع ذاك، بينما درب آلامه لم يتوقف عن المسيرة.

محاكمة يسوع امام بيلاطس
866 مضى الليل واتى صباح الحكم العظيم واجتمع الشعب ليصنع صخبا على الحاكم،
867 لم يبطل الكتبة والكهنة طيلة الليل من دعوة شهود الزور على مخلصنا،
868 صار الصباح وجلب جميعهم معداتهم وكوّنوا جبهة ليلقوا البريء في المحكمة،
869 كانوا قد تجمعوا وتذمروا وفكروا وصاغوا المكر ونصبوا فخاخ الكذب،
870 نفخهم روح ماكر مسبب للموت وفتشوا عن اسباب تسمح بقتل العظيم،
871 ادخلوا الابن الى المحكمة مثل مذنب وصرخوا بموته لئلا يُعقب من قبل الحاكم،
872 صعد التراب المجبول والمنفوخ وجلس على المنصة ودخل الجابل ووقف في المحكمة ليُسأل،
873 العبد جالس، ورب الارباب واقف، ويحيط به المراؤون لاماتته،
874 التراب ماسك القلم في المحكمة على جابله والهباء جالس ويسائل اللهيبَ،
875 حاكم جميع الحكام يدان وهو صامت، وتقف الضلالة كحجاب امام الحاكم،
876 الحق متواضع والزور يقف على درجة عالية، والاثم ينتصر والبرارة تُلطم،
877 ابن الله واقف ومنحنٍ امام الحاكم، وكهنة ابيه يشتمونه ويشتكون عليه،
878 اناس العيوب والارجاس الكثيرة ادخلوا الى المحكمة الطبيب الصالح الذي تفقدهم،
879 جمعوا وجلبوا جمعا عظيما ليهتف بموته، ورفعوا الصوت قدام الحاكم: انه يستوجب الموت.

يسوع ملك (متى 27/11-12)
880 بيلاطس مثل حاكم بدأ يسأل الملكَ الذي منه تصدر تيجان السلاطين،
881 قل لي: من انت،؟ وهل انت ملك كما سُمع،؟ يقول اليهودا انك تتكلم هكذا،
882 قال ربنا: في هذا العالم لستُ ملكا لانه لو كانت مملكتي من هنا لكانت تظهر،
883 ولوقف عبيدي وجنودي وخدامي ولما تركوا لأُدان وأُساءل من قبلك،
884 ربنا لم يرد ان يقول له: لستُ ملكا، كان ملكا ولم ينكر اسمه لما سئل،
885 اجاب هكذا: مملكتي ليست من الارضيين، قال له: اذاً انت ملك،؟
886 وبعدئذ اجابه: انتَ قلتَ، لا تطلب مني لكن صدقْ ما قلتَه،
887 تحير الحاكم بتواضعه وبلطفه وبنقائه وبهدوء حكمته،
888 كان ينظر اليه وهولاء مليئون حقدا ضده، بينما هو مطمئن وينظر اليهم بلطف،
889 لم يتغير ولم يحقد ولم يضطرب ولم يغضب، بينما كانوا يتهمونه بامور كثيرة،
890 الجهلة قلقون وهو صاف وواقف وهو يهان ويشبه الشمس التي لا تغضب على الظلال،
891 تحير الحاكم ولولا محبة الرئاسة التي اعمته لما كان يقاضي ذلك البريء،
892 قال لهم: ما هو الشر الذي فعله،؟ وصرخوا جميهم قائلين له: يستوجب الموت،
893 سُئلوا شيئا واحدا وبحقدهم اجابوا بشيء آخر، لانه لم يكن يوجد شر ليلصقوه بربنا.

قوانين قضائية
894 لو يستوجب الموت، كان على الحاكم ان يقول: يستوجبه وليس الكثيرون بدل الحاكم،
895 المشتكي لا يحق له ان يصدر حكما ولا ان يقول ماذا يلزم ان يحل بعدوه،
896 الطرفان يسردان القضية امام الحاكم واستنادا الى اقوالهما يصدر الحكم باستقامة،
897 في محكة الابن كان يُصنع العكس، لقد اصبح المشتكون حكاما بدل الحاكم،
898 كان يسالهم ما الشر الذي صنعه،؟ وهم يعكسون الحكم على ذاك المشتكى عليه،
899 الحاكم اعمى، اخذوا مكانه ولم يكن يغار، وهم جهلة لانهم اصدروا حكما على البريء،
900 كانوا يصرخون: اصلب ايها الحاكم، اصلب ايها الحاكم، ويامرون امرا دون ان يبينوا الذنب.

من نطلق من السجينين يسوع ام برأبا؟ (متى 27/15-26)
901 بيلاطس سألهم حسب الناموس: من تريدون ان نترك في الحياة من المحبوسَين،؟
902 برأبا محبوس، ويسوع محبوس ايا اطلق،؟ صرخوا جميعهم: ايها الحاكم اطلق برأبا.
آدوناي يحسن الى الجماعة الشبيهة بامها صاحبة العجل
903 الجماعة المكلوبة بنت امها مُحِبة الزنى تشبه امها التي لم تكن ترضى على القديسين،
904 كلتاهما احبتا بدل الله وبدل ولده العجلَ في سيناء، وفي صهيون اللص،
905 كان يُكرم العجل المصاغ بدل آدوناي، وبدل ولده كان يُحبب ذاك القاتل،
906 البنت وامها ابغضتا الله وحبيبه وكلتاهما احبتا الصنم واللص،
907 صرخت: هذا العجل اصعدني من مصر، وليعش هذا اللص بدل المخلص،
908 لو لم يُظلم ابن الله مثل والده لما كان يشبه اباه المظلوم من قبل المجنونة،
909 ولو لم تجدف هذه مثل والدتها لما كانت تشبه امها التي احتقرت الآب في حينه،
910 تشبه امها كما يشبه ربنا اباه، هذان مظلومان وهما تظلمان باثم،
911 هلم وشاهد الآب الذي خلص الشعب وشق البحر وثلم الحجر وانزل المنّ في آشيمون،
912 البحر راى العروس وهرب لما اجتازته، ونهر الاردن رجع الى الوراء وفسح لها المجال،
913 والسلوى لحمها، وخبز المستيقظين على مائدتها، وخدرها في القفر، والصوان اعطى الانهار،
914 وقبتها مكونة من الضباب النيّر، والهواء يجلب ويصفّ قدامها الاطعمة،
915 يعطيها النور من العمود اثناء الليل، ويظللها الغيم نهارا لئلا تحترق،
916 البحر يصعد صيدا نقيا ويرسله لها، والعلى ينخل سميذا بهيا لطعامها،
917 صنع لها عرسا ودعا المستيقظين الى وليمتها، ونزل الملائكة بصوت البوق لاكرامها،
918 اكرمها الختن، ولانها كانت مكلوبة بين المصريين احبت الصنم واحتقرت القدوس بزناها،
919 كفرت علنا بذاك الذي اجزل لها هذه الخيرات، وبمحبة تبعت العجل ولو كان فاسدا.

المسيح ابن آدوناي يحسن الى الجماعة التي تنكر افضاله
920 هلم الآن وشاهد ابن آدوناي في ارض اليهودية وكنزه مفتوح ويوزع ثرواته مثل والده،
921 الجماعة غنية به في اسابيعها واعيادها، وهو مليء حنانا وتصدر منه كل المعونات،
922 العميان يبصرون، والصم يسمعون، والبرص يطهرون، والمرضى يشفون، والابالسة يُطردون، والجياع يشبعون،
923 والقيامة للموتى، وللخطأة غفران الذنوب، لان ابن الله يشبه اباه بالغنى الذي يحمله،
924 دعا الجماعة ووزع واعطاها بسخاء كل الخيرات التي حملها وجلبها من بيت ابيه،
925 اتكأ في العرس وبدل الماء الى خمر جيد وشاهد المفلوج وسنده ليقوم من مرضه،
926 فتح عيني طيماي الاعمى وراى النور، ولتلك النازفة اعطى العافية المسروقة واطلقها،
927 شفى الرجل الاخرس والاعمى وفيه ابليس، وشفى وقوّم تلك الشقية المنحنية،
928 وبرر زكى واعطى الغفران للخاطئة، ودعا الميت النتن وسمعه وخرج،
929 وصار مثل جيحون المليء حنانا لكل من صادفه، وافاض وملأ ارض اليهودية من معوناته،
930 وجاء الى الجماعة المريضة والجائعة واعطى الصحة واعطى الشبع ولم تقبله،
931 وبعد كل ما صنعه معها ابن الله، تكالبت وصرخت: ليعش اللص،
932 من تودون ان اترك في الحياة من السجينَين،؟ قالت الجماعة: اطلق برأبا واصلب المسيح،
933 المتعطشة الى الدم ربطت محبتها بذلك القاتل وابغضت باعث الموتى وهو يشفق عليها،
934 صرخت المجنونة بخصوص ابن ربها بعد كل احساناته اليها: اصلبه ايها الحاكم، اصلبه ايها الحاكم.

برأبا صورة لآدم
935 أمِل انت اذنك الآن واسمع بتمييز الاصوات التي تطلقها الجماعة وامها لانهما متساويتان،
936 منذ بدايتهما تحبان العجل والسارق، ولا تحبان الآب ولا حبيبه،
937 الآب حررها من عبودية المصريين، وذلك الخلاص نسبته الى العجل لانه عشيقها،
938 الابن الحقيقي شفى مرضاها واحيا موتاها، وسألت ان يحيا برأبا الذي كان لصا،
939 اصواتها المجنونة كانت تُسمع في النبؤة لان آدم كان مصورا سريا في برأبا،
940 في ذلك العيد كانت تُعطى الحياة لآدم، فأُطلق الصوت من قبل الكثيرين: ليعش آدم،
941 الآب اسلم ابنه على الصليب بدل برأبا الذي كان مصورا بآدم، وصدرت صرخة في النبؤة،
942 آدم ايضا كان ابن الآب قبل ان يذنب، وبعد ان اذنب طردوه وخرج مثل سارق،
943 وجاء ربه ليموت على الصليب لاجله، فصرخ الجمع ليعش ذاك اللص بالمراحم،
944 ولما اقترفت العبرانية اثما بجرمها، التدبير صوّر سرا بحكمته،
945 وصار الصليب لابن الله الذي كان ينتظره وابن الآب الذي هو آدم عاش بالمراحم،
946 كان مربوطا ومحبوسا بسبب ذنبه، وبلغ العيد الذي يحل الاسرى فحلّوه واخرجوه وهم يصرخون،
947 /539/ لم يكن يعرف هذا السر بيلاطس ولا الشعب صالب ربه الذي كان يصرخ،
948 اما ابن الله فكان يعرف ماذا كان يفعل، ولهذا سكت في المحكمة لئلا يتكلم،
949 دخل ليخرج ذاك المحبوس بسبب ذنبه، وكان سيحله سواء صرخوا ام لم يصرخوا،
950 منذ ان اتى توجه نحو الصليب كان سيصعد عليه سواء قالوا ام لم يقولوا (اصلبه)،
951 وما كان مزمعا ومعدا من قبل الله فقد هتف به الكثيرون بصوت عال،
952 كان عيدا لم يكن له شبيه ابدا، وكانت كل اصواته تُسمع في النبؤة.

قيافا يتنبأ: خير ان يموت واحد بدل كل الشعب (يوحنا 11/49-52)
953 قيافا الذي كان رئيس الكهنة قام ليتكلم لان النبؤة هبطت عليه وهو غير مستحق،
954 الرجل الجاهل اعطى للشعب نصيحة حكيمة ليس مما له لكن لانه اضطر ليتنبأ،
955 صرخ في اليهود (قائلا): انكم لا تعلمون ولا شيئا، صحيح لم يكونوا يعلمون لانهم عميان،
956 من الافضل ان يموت رجل واحد بدل الكثيرين، ومن الواضح ان المخلص مات بدل كل انسان،
957 مات بدل كل انسان كما تنبأ قيافا حتى ان بولس لم يتكلم بزيادة لكنه (تكلم) هكذا،
958 بلغت القرعة الى رئيس الكهنة ليتنبأ وتبين بان المخلص مات بدل الشعب،
959 لو لم يمت هذا سيهلك الشعب، ولا يعرف ان يتكلم هكذا غير نبي،
960 ايها الكاهن الاعظم يا قاتل ربه، ماذا تقول يا نبي الساعة اسمع وافهم نبؤتك،؟
961 جاء يسوع ليموت بدل كل الشعب كما تنبأت صدّقْ اذاً ما تقوله،
962 السيف في يدك، والنبؤة على لسانك، والحق في فمك، والكذب في فكرك،
963 تبغض مجانا وقد جُعلت نبيا للابن، انت كاهن ابيه ونبيه ولا تحبه،
964 الشوكة الملعونة اعطت وردة وظلت شوكة غير قريبة من الورد باللون ولا بالرائحة،
965 قيافا ايضا كان قد تنبأ في العيد العظيم وظل خرنوبا وغير قريب من النبؤة،
966 ربنا صادق ووصف الصادقون والكذابون بانه ياتي ليموت على الصليب بدل الكثيرين.

المسيح حمل صامت امام الجزاز (اشعيا 53/7)
967 بنت العبرانيين تصرخ امام الحاكم: اصلبه، وتطلق اصواتا صاخبة، والمسيح ساكت لا يتكلم،
968 من كان يشبه،؟ او من كان يوجد حتى يشبهه،؟ انت يا اشعيا تكلم هنا مثل صادق،
969 الانبياء الآخرون حفظوا الخبر لك لانك رايته واقفا امام الحاكم: ماذا كان يشبه،؟
970 انه يشبه الحمل لما يقودونه ليصير ذبيحة وهو ساكت وهاديء مثل نعجة امام الجزاز،
971 الحمل ايضا لايصير ذبيحة بدل (ذاته)، الآخرون يخطئون ويموت الحمل وهو غير مذنب،
972 يا مقرّب كل الذبائح انظر وتامل: ان الذبيحة لا تستوجب الموت لما تُقرب،
973 الشعب يخطيء ويُمسك الحمل دون ان يذنب ولهذا صوّر النبي ربه بالحمل،
974 الحمل هاديء لما يذبحونه بدون ذنب، والابن كان يشبهه لما قادوه ليصير ذبيحة،
975 هلم وانظر النعجة الصامتة امام الجزاز، وبها تُصور صورة اخرى مليئة عجبا،
976 ياخذون صوفها ليلبسه من هو عريان: مَن كان مشلحا بين الاشجار سوى آدم،؟
977 عورة هذين الختنين اللذين هتكتهما الحية سترها ربنا لما سكت كحمل في المحكمة،
978 ولهذا رآه اشعيا في الحمل والنعجة: الحمل للذبح، والنعجة لتكسو من هو مشلح،
979 ربنا صامت كما تنبأ اشعيا عليه، وكل جمع الاشرار صرخ: انه يستوجب الموت،
980 لم يكن يستوجب لان الذبيحة لا تستوجب الموت فلو استوجبت لما قُربت قربانا،
981 قابل الذبائح لا يقبل من يستوجب الموت ولو استوجبت الذبيحة ان تموت فليست ذبيحة،
982 ولهذا اختار حملا لا يوجد فيه عيب لئلا يتم موته بسبب العيب،
983 الموت يسري وراء الدنس حيثما وُجد، ولو لم يوجد دنس فالموت ليس مصورا على شيء،
984 الخطيئة هي دنس وقد فتحت الباب للموت ليدخل بآدم لانه لو لم يخطيء لما كان يموت،
985 في المسيح لا يوجد عيب لانه لا يوجد فيه اثم ولهذا لم يكن يُقبل عيب في الذبيحة،
986 امر موسى ان يقرب سواء حملا او كبشا او ثورا ليس فيه عيب،
987 الذبائح صورت ابن الله المليء جمالا، ولاجله اختار الجميلين ومن هم بلا عيب،
988 جميلة كانت ومختارة الذبائح التي كان يقبلها، ولم يكن يصور ابنه بشئ فيه عيب،
989 ولهذا اشعيا ايضا في نبؤته شبهه بحمل لا عيب فيه لما يذبحونه،
990 الصالبون نزعوا عنه ثوبه مثل الجزازين وهو ساكت وهاديء مثل النعجة امام الجزاز،
991 ترك لباسه وهو فرح ليُلبسها لهذين اللذين خرجا من الفردوس عريانين،
992 كما تترك النعجة لباسها وهي ساكتة امام الجزازين، ترك ثيابه ويُستهزأ به،
993 واذ كان يعلم بانها تلزم لآدم العاري فقد سكت كنعجة وترك ثيابه ليلبسها آدم.

يسوع يلبس قميصا قرمزيا (1أيام 13-16، متى 27/، 5128)
994 نزعوا ثيابه وجلبوا ثياب القرمز لون الدم ليتزين به الختن المقتول،
995 لون الذبيحة التي تصير في العيد العظيم بسطوه على ربنا لما مسكوه ليصير ذبيحة،
996 شبهوه بالبقرة الحمراء في الناموس التي تُذبح لتصير رشاشا لجميع الشعب،
997 قبل ان يتالم لبس لون الآلام بالرداء المحسود المصبوغ بدم الحلزون،
998 كان قد تشبه بتلك البقرة اللابسة لون الصلب التي كانت تشبهه لما كانت تُذبح،
999 كانوا قد اعطوا قميص القرمز ليلبسه، وبجنونهم جعلوه ملكا كانما بالسخرية،
1000 من ارجوان ملوك الشعب الذي قُرب ليصير لخدمة الرب في بيت الغفران،
1001 امر الناموس: ان من يقترب من الاثاث المقدسة ليمت حالا، لانه لا يقترب منها الا الكاهن،
1002 في كل المناسبات حاولوا ان يموت ربنا، ولهذا اعطوه الثياب المقدسة ليلبسها،
1003 لانه لو اسديت نصيحة اخرى او رأي (يطالب) بحياة يسوع يقول الكهنة: لا يمكن ان يحيا،
1004 اقترب من الاثاث المقدسة، كيف يمكن ان يحيا بعدُ لانه يستوجب الموت حسب الناموس،؟
1005 كانوا قد احتالوا ومكروا وحاولوا وتآمروا لينصبوا الفخ للبريء،
1006 من بيت المقدس القوا على ربنا قميص القرمز العظيم الذي قربه الملوك للمذبح المقدس،
1007 كان الوحيد قد تزين في العيد العظيم بمناديل غيوم ابيه المقدسة،
1008 كان المذبح قد شاهد ربه مشلحا ومهتوكا، فاخرج واعطى لباسا لربه العريان،
1009 ولما اخذوا منه ثيابه خاف تابوت العهد واخذ وارسل له بواسطة الكهنة الثوب المقدس،
1010 قبل المذبح المقدس ان ينكشف ويتعرى ويوشح ربه الذي كان عريانا.

الكهنة يقدمون الثوب للمسيح مجبرين
1011 الثوب الذي خرج من بيت ابيه كان ملائما للابن، اخرجه كهنة ابيه واعطوه له وهم لا يريدون،
1012 كانوا يسخرون منه وهو كان يتصرف بخصوصيته ولم يستنكف من ان يُمجد باثاث ابيه.

الاثمة يركعون مجبرين (متى 27/29)
1013 بجنونهم ركع الاثمة على ركبهم وسجدوا له كما لو كان للملك وهم لا يريدون،
1014 الحقيقة احنتهم واركعتهم واعطوا السجود اللازم بكل الاشكال.

اكليل الشوك (متى 27/29)
1015 ظفروا اكليل الشوك ووضعوه عليه وكان يليق به لانه جاء ليستأصل الاشواك من الاراضي،
1016 بالاكليل الذي وضعوه على راسه اخذ لعنة الارض وحمل ثقل كل العالم مثل الجبار،
1017 اكليل الشوك كان كمال كل الآلام، ولم يقدر احد ان يحصي اشواكه ولا آلامه،
1018 ظفروا في الاكليل الخطايا والذنوب والاوجاع والاهواء والضربات ووضعوه على راسه ليحملها،
1019 بالاشواك اخذ لعنة آدم من الجهات، وصار هو لعنة ليتبارك به الورثة العائدون،
1020 باكليله استأصل الزرع الملعون الذي جلبته الحية، اشواك استنفذت قوة آدم لما كان يفلح،
1021 ادغال سيئة مكومة على دروبه صعدت الى اكليل ابن الله لكي تُستأصل.

تدبير الله يشرق بالاثمة وهم لا يعلمون
1022 ابن الله كان مستمرا في عمله ويسلك دربه وكان تدبيره يشرق بالاثمة،
1023 واذ لم يعرفوا فقد صاروا فعلة في الطريق التي سلكها لينفذوا هذه الامور اللازم فعلها،
1024 لقد فعلوا كلما فعلوه بارادة شريرة، وحسب الديان فان مكافأتهم لسيئة كارادتهم.

اكليل المسيح يزيل لعنة آدم ويُسقط تاج الشيطان ويتوج بنت الآراميين
1025 جمعوا بايديهم الاشواك اللازم استئصالها فصارت اكليلا لابن الله ليزيلها،
1026 باكليل اشواكه زال تعب وعرق آدم ولعنة الارض التي قتلت الاجيال وهي قائمة،
1027 باكليل اشواكه اسقط تاج العدو الذي كان قد استكبر ليصير الها على البرايا،
1028 اكليل اشواكه ظفر تاجا لبنت الآراميين العروس التي خطفها من بين الاصنام وكتبها باسمه.

يسوع يمسك القلم مثل الديان
1029 اعطوه ان يمسك القلم مثل الديان: كان يلزم ان تصير الكتابة بخصوص هذه الامور،
1030 بنت العبرانيين كانت تُحلّ لانها ابغضته وكان يطلّقها امام الشعوب في العيد العظيم،
1031 اعطت القلم ليكتب ويطلّقها لانها راته يحب الحقيقة كثيرا مثل والده،
1032 جعلته يمسك القلم ليطلّقها وتنجو منه وتذهب لتشبع بالبعل والعجل وتموز،
1033 هي اعطت القلم للختن لانها ابغضته ليوقع على (كتاب) الطلاق الذي صنعه لها،
1034 كاون وكاموش كانا ينتظرانها لانها احبتهما وكانت مستعجلة لتتم الكتابة وتغادر،
1035 وتذهب وتصنع الاحتفالات وتهتم بالتجمهر لعشتروت وملكوم وللصنم الرباعي الاوجه،
1036 ولئلا يبطّلها ابن الله بتعليمه فقد اعطته القلم ليطلّقها وتذهب عند عشاقها.

يسوع يُضرب بالقصبة (متى 27/30)
1037 كانوا يغطونه ويضربونه ويلطمونه ويسالونه ليتنبأ: من ضربه،؟
1038 ضربوا الراس الشامخ بالقصبة وانزعج الملائكة من هذه المجازاة السيئة التي جازاه بها الاشرار بجنونهم،
1039 الشعب الذي صار راسا للشعوب عند الله ضرب بالقصبة الراس الذي اعطاه الرئاسة.

العروس تغطي شمس البرارة لئلا يرى العالم افعالها
1040 جنّوا حتى يغطوا وجه شمس البرارة لئلا يشرق ويرى العالم جرائمهم،
1041 العروس الجاهلة غطت الختن لئلا يرى زناها وفجورها بين العاهرين،
1042كانوا يغطون رب موسى الذي غطى موسى بسبب ضيائه لئلا ينظروا اليه لانهم ابغضوه،
1043 اللهيب مغطى وواقف لانه اراد، ويضربون النار بالقصبة وهي ساكتة،
1044 الساروف يغطي وجهه بجناحيه بسبب لهيبه، ويضربونه ويغطونه ولا يغضب،
1045 غطوا الطبيب لئلا يضمدهم ويشفيهم، وبدل شفائه ضربوه بجسارة بالقصبة.

البصاق على يسوع (متى 27/30)
1046 الشعب الذي احب ان تكثر جروحه وامراضه بصق بوجه الطبيب الذي تفقده وهو يضمده،
1047 هلم وانظر الى الشفقة والى الجسارة، لو كنت متميزا تحير وتعجب من كلتيهما،
1048 انظر الى المسيح: كم احتمل من الاثمة، والى ذلك الجاهل الذي تجاسر وتفل بوجهه،
1049 يا طيبا تواضع وهو يهان، ويا جسورا استكبر ولم يخَف،
1050 ايها اللسان الذي تفل كم تجاسرت، او كيف احتملت الارض اهانة الابن،؟
1051 هو اعطى القوة للجاهل الذي تفل بوجهه فلو لم تحمله قوته لكان يسقط،
1052 لو يفكر احد، فالمنظر مخيف ومليء عجبا: يقف الشمع ويبصق بوجه اللهيب،
1053 ايها الجسور الذي تفل بوجهه، من اعطاك القوة والشفتين ما عداه،؟
1054 به ابوه اعطاك الفم واللسان الذي براه لتسبّح وليس لتبصق بوجهه.

يسوع يتحمل البصاق لاجل آدم (اشعيا 50/6)
1055 جرى هذا ايضا لاجل آدم الذي كان يستحق بصاق الوجه لانه كان قد اذنب،
1056 دخل الرب ليقوم ويحمل كل هذه الامور بدل العبد ووجّه محياه لقبول البصاق،
1057 كان قد وعد باشعيا: لم ادِر وجهي من السخرية ومن التفل الذي احتمله،
1058 تجاسر الجاهل وبصق بوجهه ولم يدر وجهه عنه كما وعد،
1059 الخجل والبصاق الذي كان مكتوبا على آدم اخذه منه ابن الله مثل الحبيب،
1060 واحترمه مثل صديقه لانه صورته، فاهين هو لئلا تُهان صورة صديقه.

من ليس مذنبا ويُهان ينال المجد
1061 قدر ان يحتمل الاهانة لكونه محترما، لانه لما يهان من هو مكرم ليست باهانة،
1062 انها اهانة لمن أعماله هي خزي فلو بطلوا من اهانته هو مهان وساكت،
1063 اذاً لو يهان المكرم ويُسخر منه وهو غير مستحق ينتصر بين المتميزين،
1064 لو كانوا قد تفلوا في وجه آدم لكانت اهانة له وخزيا لانه تجاوز على الوصية،
1065 وكان يُسقطه الخزي والبصاق اللذين يستحقهما لئلا ينهض بعدُا لانه خجل واتضع بذنبه،
1066 وبما ان ربه اشفق على الضعيف فقد دخل وقبل عليه الخزي بدله، واذ لم يذنب لم يكن يخجل،
1067 كان يهان ويُسخر منه ولم يكن بتوجع: لما يهان من ليس مذنبا فهذا مجد له،
1068 كان يُشتم ويضرب ويهان وهو هاديء ولطيف ومتواضع ونقي وغير مضطرب.

قيافا يستحلف المسيح (متى 26/63-64)
1069 هبّت رياح الشكوك والانقسامات على الابن ولم تقلقه الاصوات الصاخبة التي كان يتحملها،
1070 حسد قيافا سكوتَ الابن وهدوءه، وكان يتذمر كلما نظر اليه وهو غير منفعل،
1071 بدأ يستحلف ذلك الصادق بحيلته ولما كان يستحلفه قدام الجمع كان يسأله،
1072 استحلفك بالله الذي هو حي، اعلن لنا فيما لو انت المسيح بالحقيقة،
1073 قال ربنا: انت قلتَ، والامر هو كما قلتَ، فصدّق اذاً كما استحلفتني،
1074 ها انكم من الآن ترون ابن الانسان تزيحه الغيوم وياتي بمجد عظيم.

قيافا يمزق ثوبه: اي يتركه الكهنوت (متى 26/65)
1075 سمع قيافا ومزق ثوبه، وكان يقول: ها قد جدف، لماذا تلزم امور عديدة،؟
1076 ايها الكاهن الذي اراد وسقط من الحرية، لماذا استحلفته،؟ ولماذا لا تصدقه،؟
1077 لو هو صادق بالنسبة اليك كما استحلفته فاقبل كلماته، ولو ليس صادقا كما تقول لماذا استحلفته،؟
1078 لماذا سالته لو لم تصدقه كما ينطق،؟ ولماذا استحلفته وانت تعلم بانك لن تقبله،؟
1079 ذاك الكذاب نصب فخا بتلك الايمانات ليصطاد الابن بحيلة امام الكثيرين،
1080 كان يظن بانه يصطاده بالايمانات ليعترف جهرا امام الجموع باحد الامرَين:
1081 لو اعترف بانه ليس المسيح يبطل خبره، ويُقرف حالما يعترف بانه المسيح،
1082 لو قال: انا المسيح، يموت لانه تجاسر وسمى نفسه ابن الله بينما هو انسان،
1083 وبنية محتالة استحلف الابنَ بابيه لتحدث الشكوك على ابن الله بكل الفرص،
1084 المرائي تجاسر وهو لا يصدق واستحلف ليس ليتعلم لكن ليصطاد الابن بكلمة،
1085 ربنا لم يكن يريد ان يكشف نفسه، وبما انه سمع بانه استحلف بابيه لم يُخفِ،
1086 مزق ثوبه ليبرهن بان الجرم عظيم، ويثور الجمع كما لو انه سمع صوت التجديف.

القميص يمزق ذاته بدون ارادة قيافا
1087 مزق قميصه، فيما لو مزقه كما سُمع،، فلو لم يرد ان يمزقه كان سيُمزق،
1088 ثوب الكاهن شاهد رب الاحبار يُهان، فمزق نفسه بواسطة الكاهن وهو لا يريد،
1089 كهنوت لاوي هرب من قيافا، ولما خرج مزق ثيابه لانه كان قد اذنب،
1090 لبس الافود ليكهن في العيد العظيم ولانه كان قد تجاسر مزقه الروح لينتقل،
1091 مع قميصه تمزق ايضا كهنوته وتعرى، والكاهن الذي جنّ وقف عاريا من الحبروية،
1092 تمزقت لو كان يريد او لا يريد، ويشهد لنا الحجاب الذي لم يمزقه احد،
1093 لو لم يكن الروح الذي مزق لباس الكاهن الذي تجاسر، من مزق حجاب بيت المقدس،؟
1094 روح الآب راى الابنَ وهو يهان مزق لباس الكاهن وحجاب الباب،
1095 هارون الكاهن لبس الحبروية على يدي موسى، وتعرى قيافا بيديه،
1096 هارون بدأ وصارت النهاية عند قيافا، فانقطعت المسحة ولن تجري بعد لبني لاوي.

سمعان ويوحنا استلما الكهنوت والرئاسة من قيافا
1097 سمعان اخذ كهنوت بني هارون، وبطلت الذبائح ليحيا العالم بابن الله،
1098 يا قيافا العاري والفارغ من الحبروية اترك الذبائح واعط الخدمة لآل يوحنا،
1099 الشاب البتول الذي لم يرد ان يهرب مع التلاميذ، ولهذا مكث لياخذ منك الرئاسة،
1100 يا ابن اللاويين مزق روح الاحبار لباسك ليذهب ويستقر على سمعان وعلى يوحنا،
1101 حمل اللاهوت البار كان هادئا وواقفا، والكاهن خائف من ان يدنو منه ويصير ذبيحة،
1102 محرقة عظمى انتظرت الذبيحة الطاهرة بدل كل الذبائح التي كانت تُنحر في كل الاعياد،
1103 وبالشتائم والتجاديف وبكل الفرص كان كهنة ابيه يدفعونه الى الموت،
1104 ولما كان يموت سواء ارادوا او لم يريدوا، دفعه حسدُهم الشرير الى الموت.

المقطع السادس

مفهوم الحرية: لما يتحرر العبد في العالم يُضرب كفا، هلم وانظر هنا: ان رب الحرية ضُرب على خده. حمل رب العبيد الحرية وجلبها الى موضعنا وجاء ليحرر عبيد ابيه في الالف السادس، الناموس الالهي يامر هكذا: ليخدم العبد ست سنوات وبعدئذ يُحرر، السبت ايضا هو اليوم السابع وهو ابن الاحرار لان الانسان يعمل كل عمله في اليوم السادس، حسب الناموس يوجد العمل في ستة ايام واليوم السابع خرج ابن الاحرار عن العمل، وهكذا يخدم العبد في ست سنوات، وفي تلك السابعة يتحرر من العبودية، رب الحرية اعطى الحرية بالكف الذي ضُرب به، فصار عبده آدم ابن الاحرار وقاده وخرج.

بيلاطس يغسل يديه، وتحذره زوجته لئلا ينزل العقاب بالمسيح الذي راته في الحلم: حلم الليل صار رسولا لبيت بيلاطس وعلمهم من هو رب الليالي، رسل الابن كانوا هاربين من خوفهم، وبدلهم بشرته الاحلام مثل الصادقين، ومثل حكيم يود ان يتبرأ من اللوم سأل الماء وغسل يديه قائلا: انا بريء من دم الرجل الذي ليس مذنبا وهو بار ومستقيم ومليء جمالا، وماذا افعل،؟ ايها الحاكم الذي غسل يديه وطهر نفسه، ليته غسل كل جسمه وتطهر،؟ سأل الغسل ليديه فقط، والمعموذية لا تُعطى شيئا فشيئا، ايها الحاكم لو تريد حقيقة بان تطهر، لما يرتفع الابن الى السماء اعتمذ وعش بواسطته.

دمه علينا وعلى اولادنا: راى مبغضو الناس بانهم اخطأوا وغرقوا في الدم، فحفظوه ايضا ليصير للاجيال من بعدهم، لم يكن كافيا ان يذنبوا وحدهم، لكنهم جعلوه دَينا عموميا للاجيال الآتية، الآباء الجهلة اكلوا الحصرم وهم يعدون لتضرس اسنانهم (واسنان) اولادهم، ايها الصالب الذي غرق في دم ابن الله، ما هو ذنب ابنك ليلاحقه الدم البريء،؟ لو تقتل نفسك ولا تشفق لا تقتل ايضا نفس الوارث التي ليست مُلكك، لم يُسمع منذ الازل بان من يخطيء يكتب ويحفظ الخطيئة لابنائه باستثناء هولاء.

دعوة اليهودي ليعتمذ: انظر الى الحاكم الذي غسل يديه فاغتسل كلك وها انك قد دمرتَ الدَّين العمومي ولن يقترب منك.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل. و. ليوم الجمعة
العبد يضرب كفّا للمسيح (يوحنا 18/22)
1105 اقترب العبد وضربا كفّا لابن الله، تعجبت السماء والارض من عدم احتراقه،
1106 من لا يتعجب من الشمس الذي صبر حتى تضربه كفا ظلمة حالكة وبغيضة ومليئة عيوبا،؟
1107 لما يتحرر العبد في العالم يُضرب كفا، هلم وانظر هنا: رب الحرية ضُرب على خده.

المسيح يحرر عبيد ابيه في الالف السادس
1108 حمل رب العبيد الحرية وجلبها الى موضعنا وجاء ليحرر عبيد ابيه في الالف السادس،
1109 الناموس الالهي يامر هكذا: ليخدم العبد ست سنوات وبعدئذ يُحرر،
1110 السبت ايضا هو اليوم السابع وهو ابن الاحرار لان الانسان يعمل كل عمله في اليوم السادس،
1111 حسب الناموس يوجد العمل في ستة ايام واليوم السابع خرج ابن الاحرار من العمل،
1112 وهكذا يخدم العبد في ست سنوات، وفي تلك السابعة يتحرر من العبودية،
1113 وهذا العمل يعلن هذا (الواقع) سريا، وكل الالغاز كانت تُرسم لاجل آدم،
1114 خدم العبودية للعدو منذ عهد الحية: اراد ربه واتى ليحرره في الالف السادس،
1115 وتجسد فيه ولبس جسده وصار منه، ودخل بدله ليُضرب كفا لما يتحرر،
1116 في الالف السادس استُعبد وضُرب ربه ليقيم آدم على الحرية في الالف السابع،
1117 ولهذا بلغ اليوم السادس الى الصليب ليتعب بالالم لان السبت راحة وحرية،
1118 ضُرب على خده في الالف السادس وفي اليوم السادس، وحرر الجنس الذي كان مستعبدا للموت في موضعه،
1119 رب الحرية اعطى الحرية بالكف الذي ضُرب به، فصار عبده آدم ابن الاحرار وقاده وخرج،
1120 كل هذه الاشياء التي احتملها الرب في المحكمة كانت تُحتمل لاجل تحرير آدم،
1121 صار عبدا ليتحرر به آدم، ولهذا قبل كفّ العبيد ولم يتضايق.

يسوع امام بيلاطس
1122 تعجب بيلاطس من تواضعه لانه لم يتذمرامام الحاكم لما كان يُضرب،
1123 كان ينظر ولم يكن يتاثر من الشتائم، ولم يكن يضطرب لو صادفته الضربات،
1124 يشرب الاهانة ويحتمل الآلام وتلذ له، ولم يكن يقذف الشتامين بكلمة الاهانة،
1125 نظر الحاكم ليجد شيئا يجعله مذنبا ولم يكن يجد الا صفوف الحسنات،
1126 لما كان يسأل ما هو الشر الذي اقترفه،؟ يقولون: انه فتح العميان نهار السبت،
1127 ولو سأل ثانية كرروا له: انه طهر البرص ومدّ اليد اليابسة في يوم السبت،
1128 لما سألهم الحاكم عن الشر ذكروا له الحسنة، فانزعج من الاستماع اليهم،
1129 كل الشفاءات وكل المعونات التي كانت تتم كانوا يذكرونها ويحسبونها شرورا،
1130 الاصوات صاخبة: اصلبه ايها الحاكم اصلبه، وتاتي من كل الجهات اخبار الحسنات،
1131 كل من اتى يشتكي ذكر اعجوبة، وبعدما ذكرها بدأ يصرخ مثل رفاقه: اصلبه،
1132 كان الحاكم يتاسف ويضطرب وكان يفكر ولم يكن يعلم ماذا يعمل،؟
1133 يسمع الصراخ ويسكب الدم كما يطلبون: الدم بريء ويخاف لئلا يتلطخ به،
1134 ولم يتركوه يعقّب الحكم باستقامة لانهم كانوا مضطربين ويصرخون باثم: اصلبه،
1135 الحاكم ايضا كان راخيا في القضاء ولم يكن يريد ان يهمل الاصوات التي كانت تُسمع من قبل الثائرين،
1136 اشتكى على نفسه لما قال لابن الله: انا مسلط ان اطلقك وان اربطك لو اريد،
1137 اعترف هنا بانه لو اراد لكان يطلقه، وبما انه لم يطلقه فهو ملام ومذموم من قبل العدالة،
1138 صرخ الشعب لو لم تصلب يسوع فلستَ صديقا لقيصر لكن عدوه،
1139 وتراخى ليصبح صديقا لقيصر فاضحى خائفا وفزعا وغير صادق،
1140 كان يخاف من عدالة ابن الله، وكان يفزع ايضا لئلا يشتمه اليهود.

امرأة بيلاطس تتالم في الحلم بسبب يسوع (متى27/19)
1141 ولكي يرى بالحقيقة الابنَ بدون ريب، ارسلت اليه امرأته خفية وهي خائفة،
1142 اياك وذاك البار الموجود في المحكمة لا تدنُ منه لانه اسمى من سلطتك،
1143 في هذه الليلة تالمتُ كثيرا لاجله، خف منه ولا تكن شريكا بموته،
1144 سحقتني احلامه واقلقتني مناظره وضغطت عليّ عجائبه فخفتُ وفزعت وارتجفت وترنحت من ايحاءاته.

الحلم اصبح رسولا في بيت بيلاطس بدل الرسل الهاربين
1145 حلمُ الليل صار رسولا لبيت بيلاطس وعلمهم من هو رب الليالي،
1146 رسل الابن كانوا هاربين من خوفهم، وبدلهم بشرته الاحلام مثل الصادقين،
1147 بدل التلاميذ الذين تبددوا دخلت الاحلام لتصير شهودا لابن الله غير المذنب،
1148 هرب كراريز الايمان من البشائر وقامت مناظر الليل تصرخ للمخلص،
1149 سمعان ينكر بانه لا يعرف ابن الله، والحلم يعرّف بانه يعرفه وهو ربه،
1150 القنوط هزم ابناء النور وتبددوا، واحلام الليل دخلت وصارت سعاة له،
1151 دخل امر ابن الله الى موضع الاحلام وارسل منظر الليل الى بيلاطس،
1152 لو ارسل الى هناك رسولا لما كان يذهب لان جميع الاثني عشر هربوا من الصالبين،
1153 ربنا امر خفية رئيس الاحلام ليدخل الى المحكمة ويصير شاهدا للحكم عليه في المحكمة،
1154 ذاك المنظر صار رسولا ليبشر وهو لا يخاف من قيافا ولا من بيلاطس،
1155 كان قد دخل ليلا وربط الذكية بالسبات وجلس ليسائلها مثل الحاكم،
1156 الحلم قصد الذهاب الى بيلاطس واذ كان يقظا فقد استولى على امرأته النائمة،
1157 وبما ان الرجل وامرأته هما واحد، فقد جلس الحلم ليحكم على هذه ويعلمها بدل زوجها،
1158 عاد الحلم وابان لها وجهه بقوة، وكان يعذبها في نومها بمخاوف مرعبة،
1159 نقلها وقادها الى موضع الاحلام والمناظر وهناك قاضاها بسلطته مثل العزيز،
1160 كان يُسكتها بسبات هاديء وعميق، وينوّمها لئلا تستيقظ وتنجو منه،
1161 كان يبين لها كل المخاوف المرعبة في موضعه، ويعرّفها لماذا كانت تتعذب،
1162 كان يقول لها: انا عبد ذلك الذي حبستموه والذي يُساءل امام زوجك باثم.

امرأة بيلاطس تبلغ زوجها بفحوى حلمها
1163 ولما انجز الحلم مهمته فتح بابا للسبات وخرج لتقوم المرأة بمهمتها،
1164 كانت قد استيقظت، وكان الحلم محفوظا في ذاكرتها وهي خائفة ومرتجفة منه،
1165 حالا ارسلت الى بيلاطس (قائلة): انتبه لا تقترب من ذلك البار والمستقيم المحبوس،
1166 سمع الحاكم وكان يتعجب من ابن الله لانه كان مسلطا ليامر حتى احلام الليل،
1167 صار له شاهدان صادقان جدا من داخل بيته: هما الحلم وامرأته التي هي من جسمه والتي يصدقها،
1168 خاف الحاكم وقام في وسط الثائرين، وتعثر ولم يكن يعرف كيف يبتّ في الحكم،
1169 لم يكن يكذّب اهل بيته الذين يصدقهم، ولم يكن يعرف كيف يطلق اليهود،
1170 يخاف من الوحي لو يرذل كلمات امراته، ولو يسمع اليهود يخجل من القضية،
1171 اصوات الشعب ثائرة وتصرخ: اصلب يسوع، ووحي امراته الذي طرق اذنيه هو صادق.

بيلاطس يغسل يديه (متى 27/24)
1172 ومثل حكيم يود ان يتبرأ من اللوم سأل الماء وغسل يديه قائلا:
1173 انا بريء من دم الرجل الذي ليس مذنبا وهو بار ومستقيم ومليء جمالا، وماذا افعل،؟
1174 ايها الحاكم الذي غسل يديه وطهر نفسه، ليته غسل كل جسمه وتطهر،!
1175 سأل الغسل ليديه فقط، والمعموذية لا تُعطى شيئا فشيئا،
1176 ايها الحاكم لو تريد حقيقة ان تطهر، لما يرتفع الابن الى السماء اعتمذ وعش به،
1177 الحق اشرق في المحكمة بواسطة الحاكم: يموت ابن الله دون ان يستوجب الموت،
1178 قام الحاكم وغسل يديه وتاكد كل واحد بان ابناء اليسار صلبوه اثما دون ان يذنب.

دمه علينا وعلى اولادنا (متى 27/25)
1179 لما غسل الحاكم يديه صرخ الصالبون: ليكن دم هذا عليهم وعلى اولادهم،
1180 راى مبغضو الناس بانهم اخطأوا وغرقوا في الدم، فحفظوه ايضا ليصير للاجيال من بعدهم،
1181 لم يكن كافيا ان يذنبوا وحدهم، لكنهم جعلوه دَينا عموميا للاجيال الآتية،
1182 الآباء الجهلة اكلوا الحصرم وهم يعدون لتضرس اسنانهم (واسنان) اولادهم،
1183 ايها الصالب الذي غرق في دم ابن الله، ما هو ذنب ابنك ليلاحقه الدم البريء،؟
1184 لو تقتل نفسك ولا تشفق لا تقتل ايضا نفس الوارث التي ليست مُلكك،
1185 لم يُسمع منذ الازل بان من يخطيء يكتب ويحفظ الخطيئة لابنائه باستثناء هولاء،
1186 ولانهم اخطأوا خطيئة عظمى لا تُغفر فقد حسدوا ابناءهم لئلا يطهروا من جرمها،
1187 الكهنة والرؤساء صمموا ان يقتلوا وهم يعدون بان الامة كلها تغرق في الدم ولا يُغفر لها،
1188 ايها الوارث الذي يلاحقه الدم البريء، هلم وخلص نفسك من صك ابيك الجاهل،
1189 انت لم تصلب ابن الله فلا تتفق مع ذلك الوعد الذي حبسك في الدم دون ان تشعر.

دعوة اليهودي الى العماذ
1190 انظر الى الحاكم الذي غسل يديه فاغتسل كلك وها قد دمرتَ الدَّين العمومي ولن يقترب منك،
1191 انه دم بريء ويزمجر كصك عظيم ضد قبيلتكم ما لم تحررك المعموذية،
1192 ما لم تسبق وترى نفسك، عليك ان تطلب وتغتسل بالمياه الالهية وستتحرر،
1193 الشيوخ المكلوبون كتبوا وجعلوك مذنبا وانت بعيد، وربهم مسلط ليخزيهم بغفرانه لك،
1194 ها انه ينتظرك داخل باب المعموذية، فلو دخلتَ سيثريك بغفرانه،
1195 صرخ الصالبون وقبلوا دم ابن الله من الحاكم ليكون عليهم وعلى اولادهم،
1196 جاءت اليسار وقامت بقوة ضد اليمين وربطها لانها ارادت ان تسكت وهي تُربط،
1197 رؤساء هذا العالم حسدوا المسيح ونفخوا الزور في الصالبين حتى يميتوه،
1198 الابالسة المتكبرون المسلطون على الظلمة وقفوا في المحكمة، ومع الصالبين ربطوا النور،
1199 اطلق الحاكم ذلك اللصَ كما سالوا، واسلم الى الموت رئيس كل الحياة.

جلْد يسوع (متى 27/26)
1200 الآن انه لخوف ان يتكلم من يتكلم لانهم ربطوا حاكم الكل على عمود الحكم،
1201 النار ممدودة ويجلدونها بالسياط، والنور واقف ويحتضن العمود امام الحاكم،
1202 الابالسة جلبوا منديلا من الظلمة ودخلوا وبسطوه على الحاكم وعلى الصالبين،
1203 عمي المراؤون وصاروا ظلمة، ولما كانوا ينظرون لم يكونوا يرون من يضربون،
1204 ايها الاثمة بيّنوا لنرى لماذ يُضرب،؟ ولو لم تكن اذهانكم عمياء فليُضرب بعدئذ،
1205 هذا هو يسوع الذي صنع خمرا وشربتموه وكثّر الخبز في القفر للجموع واكلتموه،
1206 هذا هو الذي شفى وطبب امراض مرضاكم واخرج الابالسة وطرد الشياطين من اولادكم،
1207 الضلالة تغلغلت في اليهود وفي الحاكم بروح الزور الذي هبّ هناك بشدة،
1208 رب عدن كان يُجلد بالسياط، وتضحك الحية لانها لم تكن تعرف لماذا يُجلد،
1209 تقف الضلالة وتمسك ابناء الاثم، ولم تكن تشعر ماذا يصنع بها ابن الله،
1210 هناك يرفس الابالسة والارواح الكاذبة كانما غلبوا، بينما لا يعرفون بانهم قُهروا،
1211 لم يعرفه سلاطين العالم من هو، فلو عرفوه لما كانوا يصلبون كما صلبوه،
1212 دخل وهو ساكت ومكر بهم واحتقرهم، ولما صلبوه فضحهم واخزاهم،
1213 فرحوا لما كان يُضرب في المحكمة وصاروا اضحوكة لما صعد من القتل منتصرا.

يسوع يعمل الخير في البرية: مدينة ابيه
1214 دخل الوحيد الى البرية مدينة ابيه ليزور اسواقها ويوزع فيها كل الحسنات،
1215 حسده حراس الليل ومسكوه لانهم وجدوا بانه يريد ان يفضح اللصوص ويبين بانهم لصوص،
1216 وبما انه كان قد اخذ صورة العبد فلم يعرفوه، ولكونه مليئا برارة لم يحبوه،
1217 كانوا يبغضونه لانه اراد ان يطردهم ويحرر مدينة ابيه من السراق،
1218 قام الحراس وتجمهروا وتآمروا وتزاحموا وادخلوه وحبسوه واخرجوه وصلبوه،
1219 صرخ ابناء الظلمة وقدمت الظلال على الوحيد في ليل الحكم من كل الجهات،
1220 حراس البلد الذين خربوا البلد راوا بان المسيح جاء ليصلح بلد ابيه فتذمروا،
1221 مسكوه ونهشوه وعذبوه وادخلوه وحبسوه وحاكموه وربطوه ومددوه واهانوه وجلدوه لانهم حسدوه،
1222 جمعوا حواليه كل الفرقة المتعطشة الى الدم: جماعة الاشرار التي تقترف الشرور كل يوم،
1223 المخلص العظيم جُلد بالسياط وكان من نصيبه الصليب حسب حكم القاضي،
1224 قادوا واخرجوا ذلك البريء من المحكمة، وتشهد السماء والارض بانه غير مذنب،
1225 صاحب الكرم جاء ليطلب الاثمار في كرمه، وبجنونهم قام الفعلة وطردوه واخرجوه،
1226 اتى الى خاصته، وخاصته هولاء لم يقبلوه لكن اخرجوه مهانا من قبلهم.

رب ابراهيم وابناء ابراهيم
1227 اتى رب ابراهيم الى بيت اصدقائه ليزورهم ولما خرج ابناء ابراهيم اعطوه الصليب،
1228 كان يحمل صليبه ويخرج من عند صالبة ربها لانها لم تعطه بدل حسناته سوى هذا (الصليب)،
1229 صار لها طبيبا وشفى كل جروحها، ولما كان يخرج لم يتزود الا بالصليب،
1230 أُصدر حكم ابن الله بالاثم، وخرج ليموت مع الاثمة بدون ذنب.

يهوذا سراج انطفأ بخنق نفسه (متى 27/3-10)
1231 حينئذ يهوذا السراج الذي انطفأ من بين رفاقه ندم وخجل من الفعل المنكر الذي اقترفه،
1232 محبة المال كانت قد هربت من فكره، فاعاده واعطاه ليتمجد الابن ايضا بهذا،
1233 كانت تشرق كل انتصارات ابن الله من كل الجهات على الصالبين حتى يُحتقروا،
1234 الحاكم الذي حكم عليه صار شاهدا له، وحلم الليل كان يقرفه بانه كان بريئا،
1235 ذاك الذي اسلم ايضا اعاد الفضة لهولاء الذين مسكوه وهو يحتقر نفسه ويعترف بان تسليمه سيء،
1236 الجسور نظر الى نفسه والى ما فعله واعترف جهرا بذنبه امام الصالبين،
1237 جرّم نفسه واحتقر بني الاثم لما سمى دم الابن بالدم البريء،
1238 هرب الصالبون ايضا كانهم ليسوا قريبين وقالوا له: ما لنا ولك انت تعلم،
1239 الدم البريء القى الرعب على ساكبيه وبدأوا يخافون ويرتجفون منه قبل سكبه،
1240 لما قصد ان ياتي الى القتل ارتجف الصالبون وهم يلومون بعضهم بعضا بسبب جرمهم،
1241 الشيطان الذي جعل يهوذا يسلّم جعله ايضا يقطع رجاءه بسبب جرمه،
1242 قتّال الناس يخاف من التوبة ويبغضها كما يبغض البرارة،
1243 علّمه ان يسلم ثم علّمه ان يخنق نفسه ليرث في كلتا الحالتين الفخ الذي استحقه،
1244 وضع فيه المكر ليقتل معلمه وهو يحبه، وبعد هذا اعطاه المشنقة،
1245 خاف الشيطان لئلا ينهض الرسول الذي سقط ويلتجيء الى التوبة التي تحل العقد،
1246 اجرم كثيرا ولم يكن يطلب ان يجرم اكثر، فاسرع وخنقه لئلا ياتي الى التوبة،
1247 عمل له كثيرا وكان مدينا له باجر كثير ومثل صديق اعطاه مكافأة: المشنقة،
1248 هذا هو اجره وهكذا يكافيء من يخدمه، انه يكافيء ويقود احباءه الى جهنم،
1249 بدل ترك يهوذا لمعلمه ومجيئه عنده، انقلب واعطاه الحبل واطلقه باجر جيد،
1250 اعطاه الحبل وحفظ له ايضا جهنم لانه عمل مع اليسار مثل ذكي وضاعف مجازاته.

يهوذا لم يبك ولم تنطفيء ناره
1251 ليس مكتوبا بانه بكى لان الشرير لم يتركه يبكي فلو بكى لكانت ناره تنطفيء بالدموع.

سمعان يتندم بنظر يسوع اليه
1252 جمل البكاء بسمعان الصفا لانه كان صادقا، ولو صار وسخ في نفسه فقد نظفه بدموعه،
1253 انه مكتوب بان ربنا لما خرج نظر الى سمعان، لماذا نظر اليه الا لكي تستنير نفسه منه،؟
1254 صنع طلبا وكتبه بالدموع واعطاه للمسيح، ولما خرج نظر اليه فقط وصار جميلا،
1255 نظر اليه هكذا: كما تشرق الشمس وتنظر الى البرد والثلج والجليد وتذوبه،
1256 نظر الى سمعان كالمصباح الى الظلمة ليستنير كله من تجلي ابن الله،
1257 ادار نظره الى التلميذ الذي كان قد نكره ونزع ضلالة النكور وقام الصادق،
1258 نظر الى سمعان لينظر اليه مثل العبراني الذي عضته الحية ليشفى به لما ينظر اليه،
1259 نظر اليه واخذه كله لما تطلع اليه لئلا يخاف ويهرب منه مثل ناكر،
1260 ولهذا نظر الى سمعان رئيس التلاميذ ليبرهن له بانه لا ينساه لانه قد نكره،
1261 نظر اليه وخلطه بمحبة لئلا يتشكك ويظن بانه ضعيف من (ان يعطي) لما يصلبونه،
1262 نظر اليه ليذكره كما قال له قبل ايام: انهم يمسكونه ويحكمون عليه ويقودونه الى الصلب،
1263 نظر اليه ليصدق بان ما قاله عن الالم قد تحقق لينتظر ايضا القيامة كما قال له،
1264 ربنا لم يكن ينظر الى تلميذه عبثا لكن ليفيد كما افاد لما كان ينظر اليه،
1265 نظر الى سمعان وخرج وانتقل الى الجلجلة ليذهب ويصير ذبيحة للعالم حتى يطهر به.

بكاء بنات اورشليم على يسوع (لوقا 23/27-32)
1266 بكت النسوة وهم يقودونه الى الجلجلة، وصار بكاء للنبؤة من فمهن،
1267 بنات اورشليم بكين على اورشليم قرية الملوك لما خرج المخلص منها لانها ستُستأصل،
1268 بكين على اسوار المحصنة لانها ستُستأصل وعلى قصورها العامرة لانها ستُهدم،
1269 الشقيات بكين على اولادهن وعلى ازواجهن لانهم سيخرجون من المرذولة بين الشعوب بسبب السبي،
1270 تكالبت صهيون وعلقت على الخشب ابن ربها الذي جاء عندها لانه قال: انه ابن ربها،
1271 حمل اللاهوت وصل الى الذبيحة وقام الصالبون وصاروا له احبارا لينحروه،
1272 الفعلة الاشرار ثبّتوا خشب الصلب على الجلجلة وجذبوا الحجر الى قمة البناء،
1273 صعد الحجر الذي قُطع بغير اياد ليكون لبناء العالم الذي كان مهدوما،
1274 الاثمة كدنواالمسيح الحجر المختبر وجروه واصعدوه على خشب الصلب المستقيم،
1275 مدوه كعمود بين العلى والعمق وقام ليحمل ثقل العالم بجبروت،
1276 مدوا يديه ليحتضن الجهات واقاصي الارض، وحمل كل البرية على ذراعيه الى والده،
1277 بسط يديه كما هو مكتوب: بسطتُ يديّ اليوم كله الى المخاصمين لاتوسل اليهم.

يسوع يكمل النبؤات
1278 اولاد الثعابين الذين يعرفون ماذا يلزم للصلب هيأوه ورتبوه على الجلجلة:
1279 المسامير ليديه، والاسفين لرجليه، والرمح لجنبه، والمرارة لاكله، والخل لشربه كما هو مكتوب،
1280 ثقبوا يديه، وسمروا رجليه، واعطوه الخل، وقسّموا ثيابه، واقترعوا على لباسه،
1281 هلم يا داؤد الى هنا وانظر هل هو هذا الملك ربك،؟ وتوسل معنا الى ابن شعبك لو يسمعك،
1282 اقترب ايها اليهودي وانظر الى الابن الذي صلبته واقرأ خبره في مزامير النبؤة،
1283 لو لم تُثقب يداه ورجلاه كما هو مكتوب، فليس اذاً ذاك الذي زمر خبره داؤد الملك،
1284 ولو لم يعطوه ليشرب الخل اثناء عطشه سيأتي آخر، ولكن لو اعطوه فهو الذي قد اتى،
1285 ولو القوا القرعة على لباسه لماذا تفتري،؟ اخجل من كل هذه الامور التي كُتبت.

المسيح لم يشرب الخمر لانه ليس مكتوبا: انه يشرب الخمر
1286 اعطوه ليشرب الخمر وهو يخرج ولم يرد ان يشرب لانه ليس مكتوبا: انه يشرب الخمر،
1287 سلك وخرج في طريق النبؤة المستقيمة لكي لا تتم سوى الامور المكتوبة،
1288 لما اعطوه الخمر لو اخذه وشربه لكان يحيد عن وحي النبؤة،
1289 لم يكن قد كرز احد الانبياء: انه يشرب الخمر ولهذا لم يشربه لما خرج.

المسيح يتمم ما كان مكتوبا
1290 كان ينتظر ان يشرب الخل اثناء عطشه كما هو مكتوب وكما كُرز في النبؤة،
1291 من هو هذا الذي تمت فيه كل الامور المكتوبة وأُفرغت فيه كل كنوز النبؤة،؟
1292 ها قد اقتادوه الى الذبح كحمل وهذا كان مكتوبا، وسكت كنعجة امام الجزاز وهذا كان مرسوما،
1293 ثُقبت يداه ورجلاه وهذا كان مزمّرا، واعطوه الخل في عطشه وهذا كان مسموعا،
1294 ها قد وزعوا ثيابهم بينهم وهذا كان مدروسا، والقوا القرعة على لباسه وهذا كان معروفا،
1295 انه المسيح وهذه الامور كلها خاصة به، يا ابن العبرانيين اخجل من كل هذه الامور وعُدْ اليه.

القرعة على قميص المسيح: ايمان الروماني وكفر العبراني
1296 لنرَ الآن لماذا اقترعوا على لباسه،؟ لم يكن يوجد شيء بسيط في الصلب،
1297 كان يوجد هناك من الشعب ومن الشعوب، وكان العبرانيون والرومانيون قريبين،
1298 لما وُزعت كل ثيابه بين الصالبين، اتى القميص الذي كان الايمان مصورا به،
1299 حقيقةُ الابن لم تسمح بان يمزقوه لانه لم يكن يريد ان يقسّم احدٌ الايمان،
1300 كان سيتعلق به الرومانيون والعبرانيون وكل واحد منهم كان يخطفه ليصير مُلكه،
1301 واقترع عليه الشعب والشعوب اللذان كانا قريبين وبلغت القرعة الى الشعوب ليحصلوا على الايمان،
1302 القرعة التي صارت على القميص عند الجلجلة اعطاها للشعوب الذين صاروا ورثة الايمان،
1303 غلب الروماني الذي اقترع مع العبراني، ومن هناك الشعوب اخذوا الايمان،
1304 هذا واضح ولا يحتاج احد الى برهان ليفهمه: ايمان ابن الله امسى للشعوب،
1305 لما صلبوه اقترعوا هناك على الجلجلة، فغلب الشعوب واخذوا قميص الايمان،
1306 اخذه الشعوب غير ممزق وغير مجزأ، وها انهم محترسون (بالايمان) الكامل والجميل.

المسيح-شجرة الحياة يصلب الخطيئة ويقتل الحية لئلا تملك بعد
1307 ربنا كان مصلوبا وهو حامل ذنوب كل المسكونة، وقد سمر الخطيئة بالمسامير لئلا تملك بعدُ،
1308 لما صلبوه صلبها معه على الجلجلة لئلا تقتل ايضا اجيالا اخرى من بعده،
1309 من المحكمة قاد الخطيئة الى الصلب واصعدها معه، فقتل بنت الهلاك بالخشبة،
1310 منذ البداية الخطيئة قتلت آدم بالخشب، ولهذا ابن الله قتلها بالخشب،
1311 لما مات ربنا مات للخطيئة ومات بسببها وقتلها بصلبه،
1312 شجرة الحياة ازال شجرةَ المعرفة لانه انثر الثمرات على المائتين وبعثهم، 1313 مخلصنا استأصل شجرة الموت بموته لئلا يعطي اثمارا الخشبُ الذي قتل آدمَ،
1314 شجرة المعرفة المسمومة خُربت بشجرة الحياة الذي اراد ان ينبت من الجلجلة،
1315 مد ذراعيه اثناء الصلب كالاغصان وتناثرت اثماره في ارض الموتى وحملت الحياة،
1316 اضل واصعد الحية العظمى على الجلجلة، وعاد اليها ورضها بالم صلبه،
1317 بمسامير يديه بعج سمّ ذلك الثعبان لئلا يملأ الارض خرابا بمكره البغيض،
1318 جلب ذاته الى الصلب ليفعل هذه الامور ومدّ يديه وقبل المسامير من الجسورين.

يسوع ملك اليهود (يوحنا 19/19-22)
1319 صلبوا الابن ونقشوا علّة موته عنده وكان مكتوبا فيها: هذا هو ملك اليهود،
1320 بيلاطس كتب بموجب قرار القصاص ما يلي: هذا يسوع هو ملك اليهود،
1321 كتب عبرانيا ويونانيا وروميا ليتاكد ثلاثيا بان الابن كان ملكا،
1322 اعني وقف ثلاثة شهود على الجلجلة ليبرهنوا بان الابن ملك بدون جدال،
1323 من المحكمة المليئة اثما صدرت كتابة عادلة بخصوص ربنا بتوقيع رئيس البلد،
1324 الشعوب الثلاثة هم شهود ثلاثة صرخوا بالكتابة في لغاتهم بان هذا: هو الملك،
1325 الحقيقة الواضحة قطّت القلمَ وبرته لذلك الحاكم وعلمته بان يكتب بخصوص مخلصنا كما كتب،
1326 كتب الحاكم كما لو كان من فم رئيس الملائكة الذي اعلن لمريم بانه لن يكون انقضاء لمملكته،
1327 لم يكن احد يعرف السر الذي كان موجودا بين مريم والملاك، وها انه مكتوب ومعلق على الجلجلة،
1328 اراد اليهود ان يجلبوا شهودا الى المحكمة على مخلصنا ولم يقدروا ان يشتموه،
1329 واذ لم يطلب سبقته الكتابة على الجلجلة: هذا ملك لتشعر الارض بانه غير مذنب،
1330 كان قد ثُبت العنوان على قمة الصلب ليُكلل به الملك المصلوب بدل التاج،
1331 صار معلما لكل من ياتي الى الجلجلة ليسمي ابن الله ملكا دون ان يريد،
1332 اسم المملكة لم يهرب منه حتى على الصليب لان الحاكم الذي جلس وقاضاه سجله ملكا،
1333 راى اليهود الكتابة التي صدرت من الحاكم وتذمروا لانهم قرأوا فيها: هذا هو ملك،
1334 ولو كان ذاك الحاكم يريد ان يستمع اليهم لكانوا يبدلونها كي لا يسمي احد الابنَ ملكا،
1335 العدالة ضغطت والزمت الحاكم لئلا يضع تسمية اخرى للملك المصلوب.

التدبير يغصب بيلاطس ليكتب ويسجل يسوع ملكا
1336 خطيبة الابن التي خطبها ابوه في سيناء كانت مهتمة لتاخذ منه اسم المملكة،
1337 الجماعة التي تكالبت وافسدت وصلبت بالاثم قامت لتفتري (قائلة): ليس ملكا، لانها صلبته،
1338 الحاكم الذي سجله ملكا بعدالة لم يكن يريد ان يبدل اسمه وهي تغصبه،
1339 لم يكتب الابنَ ملكا بارادة صالحة، انما غصْبُ الملكِ لم يتخل عن تسميته،
1340 التدبير مسك قلمَ ذلك الحاكم ليكتب ملكا سواء اراد ام لم يرد.

بنت العبرانيين تبغض الآب وابنه
1341 بنت العبرانيين ابغضت الملك ربها لانها تكالبت وجنّت لان المُلك كُتب باسمه،
1342 خطيبها العادل جاء عند خطيبته ولم تقبله لكنها صلبته بالاثم،
1343 من سيناء احتقرت اباه وابغضته، وبذلك الحقد الموجود في نفسها صلبت ابنه،
1344 لو كان سهلا ان يتجسد الآب في حوريب لكانت عشيقة العجول منذ ذلك الحين تصلبه، 1345 وبما ان الآب خفي عنها ولم تلمسه فقد صنعت بابنه كلما كانت قد صممته،
1346 واذ لم تقدر ان تمسك الآب وتسخر منه فقد كافأت وحيده بكل ما كانت تشتهيه،
1347 اين توجد زانية او عاهرة فيها الحب وتحب رجلا عادلا بالحقيقة،؟
1348 كيف تقدر مُحِبة الاصنام وعشيقة العجول ان تحب الله او وحيده،؟
1349 صلبت الابن لانه تجسد ولمسته يداها ليهان بدل ابيه وبدل نفسه،
1350 علقته على الخشب ورفست وضحكت واحتقرت واهانت وحركت شفتها وغمزت بعينيها وهزّت راسها،
1351 تُظهر عنقها وتفتخر بزناها وتهين رَجلها وصلبت الختن وتعيره بسبب الآلام التي يحتملها.

دعوة موسى ليرى ما فعلته بنت العبرانيين بيسوع
1352 يا موسى هلم وانظر العروس التي خرجت من مصر ماذا عملت بالختن الذي زيحها بين الامواج،؟
1353 هلم وانظر وذق طعم محبتها من وليمتها التي صفّتها امام الختن على الجلجلة،
1354 اعطت المرارة ومزجت الخل وثبّتت المسامير وطعنت بالرمح، ماذا يعوزها بعدُ من الشرور،؟
1355 انظر الى المائدة التي وضعتها امامي بنت العبرانيين وقارنها هل تشبه تلك المصفوفة في آشيمون،؟
1356 بدل المنّ الحلو ها قد اعطتني المرارة، وبدل المياه من الصوان صبّت الخل،
1357 الجفنة المختارة التي خرجت معنا من مصر اعطت العنب، فهلم وذق وتامل كم انها مُرة،؟
1358 هلم ايها الفلاح الذي ربّى كرما باسفرار الوجه، وانظر اليه لانه خرب وبدل العنب اعطى الخرنوب،
1359 هلم ايها النشيط وابكِ على الكرم المحبوب الذي خرب لانه منذ ان تركته لم يفلحه احد بنشاط،
1360 هوذا قيافا وحنان صارا فلاحين واستأصلا الكرم، يا موسى ابكِ على شكارتك،
1361 زرع الفاعلان الحيالان فيه اشواكا ودغلا رديئا ولم يعط ابدا الثمرات باستثناء المرارة والخل،
1362 تبدلت شتلة آل ابراهيم المنتخبة ولا يوجد طعم في عنب عناقيد اسحق،
1363 يعقوب نائم وانت لست مستيقظا للعمل، لقد خرب الكرم من قبل الورثة الاشرار القابضين عليه،
1364 هلم واذهب يا موسى الى ارض الشعوب وهناك ربِّ كرما جديدا يشتله سمعان بعد ان ترسله،
1365 هانذا ارسل اصدقائي مثل الشاتلين اجلب لك فوج الانبياء واخرج وراءهم،
1366 انا فرع نبتَ وصعدَ من بيت داؤد، وبي يتجدد الكرم ليعطي الثمرات للآب،
1367 انا الكرمة ومني يعصر الانسان خمرا جيدا ينعش الشفاه والاسنان بحلاوته،
1368 هانذا ابعث رسلي-اغصاني الى ارض الشعوب وهناك يعطون الثمار الحلوة بدل المرة،
1369 يا ابن اللاويين خذ من هنا اثمار جفنتك، واتركها خربة وهلم وتسلّ بين الآراميين،
1370 تخرج الى العالم شتلة جديدة من الجلجلة، وخمرها حلو وبها يتلذذ شعوب الارض،
1371 يا موسى هلم واذهب الى هناك وافرح مع كراريزي، وبدل الشعب خذ لك شعوبا ليتهجّوا فيك.

المقطع السابع

ثلاثة صلبان أي لص اليمين ولص الشمال، ومصلوب واحد اي المسيح: حُسب مذنبان مع بريء واحد، ثلاثة صلبان ومصلوب واحد على جبل الابن، واحد هو المصلوب ولم يكن يوجد الا واحد وكان له يمين ويسار. ربنا مثل حاكم مستقيم اعطى الملكوت لذلك الذي اعترف به لكي يندفع كل واحد على الاعتراف به، كل واحد وجد الابن كما آمن به، وبما ان ابن اليسار لم يشأ ان ياخذ فلم يعطه، لم يصده هو لكن الجاهل لم يشأ ان ياخذ. لص اليمين اراد ان يذكره وبرهن له بانه لا ينساه، وقال له: ستكون معي حيث اذهب، انا لا انسى فهلم وكن معي حيث انا موجود، منذ المساء اعطى اجرا جيدا للعامل الجيد، ولم يبِت عنده لان الناموس ايضا يامر بذلك.

مات يسوع بالحقيقة: صرخ صراخا وترك روحه في يد ابيه، وارتعبت البرايا لتبكي على الوحيد، ارتجفت الارض واهتزت المسكونة وولولت الصخور وتفطرت الحجارة ودمدمت الجبال وارتجت الآكام، ومالت اعمدة العالم لتقع على سكانه، وسندها المسيح الذي هو قوة الآب.

يسوع عريان: الظلمة صارت حجابا للملك العريان لئلا ينظر اليه الدنسون الذين صلبوه عاريا، ووقف الليل في النهار وسمح ليغطي الملكَ الذي خطفت الحية لباسه منه، الشمس العبد الذي راى ربه عاريا اغمض عينيه لئلا ينظر الى اهانة الابن، الشمس والقمر تغطيا مثل سام ويافت لئلا ينظرا الى رب نوح العريان.

هرب الروح: صوته شق حجاب باب الهيكل المقدس لتعرف مدينة الاحبار بان رئيس الاحبار قد مات، صرخ الوحيد على الخشب وفزع تابوت العهد وخرجت قوته ومزقت الحجاب بغضب، لان رب البيت كان مصلوبا واذ خرب لم يرد ان يسكن فيه الروح، ولما كان الروح يخرج مزق الحجاب ليكون خرابا البيت الذي اهين فيه ربه.

جنون العروس اليهودية: العروس جنّت وصلبت الختن وغضب ابوه ودخل ومزق ثيابها وطردها من ميراثه، كشف راسها لانها احتقرت رئيس البيت وجعلها سخرية بين الجماعات لانها اذنبت كثيرا، جعلها محتشمة بالحجاب كما لو كان ببرقع المخطوبات لتكون عفيفة في خدرها، ولما اذنبت مزق غطاءها وتفل في وجهها وكشفت الراس لتكون اضحوكة في العالم كله.

عرس الجلجلة: ابن الملك صنع على الجلجلة عرسا عظيما وخطب هناك بنت النهار لتصير خاصته، خاتم الملك كان يصاغ بمسامير يديه، وكانت تُعطى الخطوبة بدمه الغافر، قادها ليُدخلها الى الجنة: الخدر الذي اتقنه ابوه، والتقاه راس الرمح الموجود هناك، الحارس سمع ضجة تدخل الى الفردوس وجلب الرمح لانه كان يقظا وقائما على حراسته، لما كانت عروس النور تدخل طُعن الختن وهولاء الذين طعنوا لم يكونوا يعرفون من طُعن، قام الصالبون ورموا الرمح على الجميل وثلموا جنبه وجرى منه ماء ودم، فُتح بئر جديد على الجلجلة وهذا هو ينبوع عدن المبارك.

ولادة المعموذية وخروج حواء الجديدة المؤمنة من جنب المسيح: اتى آدم الثاني السماوي من بيت الآب ونام على الصليب وخرجت منه المعموذية، كان قد ثُلم جنب الختن الغارق في النوم فولد العروس مثل حواء على نمط آدم، رب آدم اثمر في نومه حواء الجديدة لتصير امّا لبني آدم بدل حواء.

عدم الجدال ودعوة اليهودي ليعترف بالمسيح: اخجل ايها اليهودي واعلم بانه اله وابن الله، ولا تفتر بعد على النهار (قائلا): انه ليس نهارا، الابالسة ايضا لم يكونوا يعرفونه قبل الجلجلة، وهناك عرفوه لما ارتجفت العناصر من صوته، اليهودي لا يريد ان ينظر الى الابالسة الذين عرفوا الابن ولا يطيع ليعرف من هو.

مقارنة بين حوادث الفردوس وحوادث جمعة الآلام: يا جمعة الآلام ويا سيدة الانماط ويا مليئة بالاسرار، ان فمي اصغر من وصف هذه الامور التي حدثت فيك،ِ اليوم السادس يهدم ويبني ويسقط ويقيم ويطرد ويخرج ويفتح ويُدخل، فمن يصفكِ،؟ في اليوم السادس طردوا آدم من الفردوس، وفيه ادخل الصليبُ ابن اليمين، في منتصف النهار اكل آدم من الشجرة، وقام خجلا وفزعا ومرتجفا بسبب جهالته، في منتصف النهار كان الابن قد تعرى على الصليب وصرخ بصوت، وخاف الثعبان الذي قتل آدم، صارت ظلمة من الساعة السادسة حتى التاسعة، هذه هي المدة التي كان آدم فيها مشلحا، في الساعة التاسعة خرج آدم من الفردوس وفي الساعة التاسعة دخل اللص ليرث الحياة، في مغيب النهار قيل: آدم اين انتَ،؟ وفي نفس المغيب عاد اللص وورث عدن، في الساعة التاسعة وقف الحارس ورمح النار تتقلب ليحرس درب شجرة الحياة، وفي تلك الساعة نفسها طُعن رب عدن بالرمح وكسره بجنبه وفتح عدن التي كانت مغلقة، مغيب الآلام اعاد آدم الى ميراثه، وعاد الطريد الى الفردوس بعودة الابن، عودة آدم اعطته الموت بالقصاص، وبعودة ابن الله اشرق انبعاثه.

يوسف الرامي رمز لآدم. شبل الاسد زأر في الشيول وسمعه الموت وارتجف الشقي وسقط تاجه في الظلمة، سمع آدم صوت الابن في حضن الشيول وارتقص ازاءه كما رقص يوحنا في البطن.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل. ز. لليل السبت
ثلاثة صلبان ومصلوب واحد (لوقا 23/39-43)
1372 بنت العبرانيين ابغضت كرامتها وصلبت الابن، وبارادتها صارت مرذولة وها انها خربة،
1373 ربطته على الخشب مع اللصَين على الجلجلة واحصت رب البرارة مع الاثمة،
1374 على الجلجلة صُفّ اناس اشرار مع ابن الصالح بامر الحاكم من قبل الشقية،
1375 حُسب مذنبان مع بريء واحد، ثلاثة صلبان ومصلوب واحد على جبل الابن،
1376 واحد هو المصلوب ولم يكن يوجد الا واحد وكان له يمين ويسار،
1377 كان حاكما فاراد ان يبين على الجلجلة بانه يفصل ويقيم الخراف عن يمينه،
1378 لما اعترف به اللص اليميني عرف العالم بان من يعترف به هو ابن اليمين،
1379 ولما كان يكفر الشقي ابن اليسار ، خاف (ابن اليمين) ان يكفر به لئلا يُطرح في اليسار.

اذكرني يا رب في ملكوتك
1380 ابن اليمين كان يقول: ربي اذكرني في ملكوتك، لانه كان قد تاكد من انه ملك،
1381 انه ممدود على الصليب وعريان ومليء آلاما وكان يعترف به ربّا وملكا،
1382 كنارة الايمان كان يعلمك بالا تعتبره صغيرا لما تشاهده في امور صغيرة،
1383 ربنا مثل حاكم مستقيم اعطى الملكوت لذلك الذي اعترف به ليندفع كل واحد الى الاعتراف به،
1384 كان العنوان معلقا وكان مكتوبا فيه: هذا هو ملك، ولص اليمين سماه ملكا،
1385 لقد اعتُرف به ربا وملكا وبان جنة عدن هي مُلكه بكتابة وبدون كتابة،
1386 لما كان قائما بين التجاديف والاهانات الدنيئة لم تُنكر ربوبيته ولا ملوكيته،
1387 لماكانت يمينه مربوطة بالمسامير حل اللص وادخله الى الجنة لانه يُدخِل من يستحقونها،
1388 لما نظروا اليه محكوما ومحتملا الآلام، راته البرايا حاكما وواهب الحياة،
1389 كل واحد وجد الابن كما آمن به، وكل من طلب نال مطاليبه كما طلب،
1390 وبما ان ابن اليسار لم يشأ ان ياخذ فانه لم يعطه، هو لم يصده لكن الجاهل لم يشأ ان ياخذ،
1391 ابن اليمين الذي صدق بانه ملك وسأل الحياة اخذ جنة التطويبات كانما من يد الملك،
1392 اراد ان يذكره لما يجيء ولئلا يتاخر اخذه معه لما ذهب ليكون معه،
1393 اراد ان يذكره وبرهن له بانه لا ينساه، وقال له: ستكون معي حيث اذهب،
1394 لو اذكرك اذاً قد انساك نسيا، انا لا انسى فهلم وكن معي حيث انا موجود،
1395 ستتاخر لو اذكرك لما اجيء، هلم اليوم معي وخذ اجر ايمانك،
1396 منذ المساء اعطى اجرا جيدا للعامل الجيد، ولم يبِت عنده لان الناموس ايضا يامر بذلك،
1397 وعده بانه سيكون معه والاجر الذي اخذه اي الايمان هو عظيم ليفرح معه،
1398 مثل ملك اعطى لذلك اللص بيد سخية شيئا عظيما لانه اقترب منه بالايمان،
1399 تدفق الحنان عليه من بحر المراحم وجرفه واصعده من الجلجلة الى الفردوس.

اللص يرث الجنة بايمانه بدون اعمال البرارة
1400 انه لقول عجيب: عرش الحكم وقت الصلب، ومن بين الآلام القدرة الآمرة تبين نفسها،
1401 معلق على الخشب ويعطي الجنة للايمان ولانه صدق بانه يقدر ان يعطي اعطاه حالا،
1402 ذاك اللص كان قد اعطى كلمة الايمان فاخذ الجنة بدون عمل البرارة،
1403 الاعمال الشريرة اصعدته وصلبته على الجلجلة، وخلصه الايمان بدون الاعمال الصالحة.

المسيح حاكم يعطي الجنة للص
1404 الحاكم والملك العادل مصلوب على الجلجلة ويبتّ بعدالة في القضايا المعروضة امامه،
1405 كان مسلطا وقد اعطى الملكوت لمن شاء، والكافر الذي لم يؤمن به القاه في اليسار،
1406 في محكمة الابن، الايمان يرث الحياة ويكون معه كما وعد لابن اليمين،
1407 لما كان قائما في وسط آلام الصلب كان يامر السماويين ربّانيا،
1408 لما كان يُسخر منه من قبل الصالبين ابناء اليسار، كان يرهب العساكر لخدمته،
1409 لما اعطوه ليشرب الخل في عطشه اعطى الجنة لذلك المصلوب عن يمينه،
1410 لما توسط مثل لص بين الاثيمَين اعطى الملكوت غير الفاني لذلك المعترف به، 1411 لما قالوا له: انزل من الصليب ونؤمن بك، ازداد وانتصر ايمانه عندما لم ينزل،
1412 لما تعرى وانطفأ ليموت كما حسن لديه، نفخ في سراج العالم وانطفأ في موضعه.

يسوع يسلّم روحه وترتج البرايا عليه (متى 27/50)
1413 صرخ صراخا وترك روحه في يد ابيه، وارتعبت البرايا لتبكي على الوحيد،
1414 ارتجفت الارض واهتزت المسكونة وولولت الصخور وتفطرت الحجارة ودمدمت الجبال وارتجت الآكام،
1415 ومالت اعمدة العالم لتقع على سكانه، وسندها المسيح الذي هو قوة الآب،
1416 وارهب الارض لتضحي لاشيئا، ومسكها لتثبت وسندتها قوته لئلا تهوى.

الشمس والقمر مثل سام ويافت
1417 اظلمت الشمس وهرب نورها وفنيت اشعتها ولبس الهواء لونا اسود اثناء قتل الابن،
1418 هرب النهار ودخل ووقف الليل وسط الظهر ليحل محله وهو ياتي الى موضعه بشجاعة،
1419 الظلمة صارت حجابا للملك العريان لئلا ينظر اليه الدنسون الذين صلبوه عاريا،
1420 دخل ووقف الليل في النهار وسمح ليغطي الملكَ الذي خطفت منه الحية لباسه،
1421 الشمس العبد الذي راى ربه عاريا اغمض عينيه لئلا ينظر الى اهانة الابن،
1422 الشمس والقمر تغطيا مثل سام ويافت لئلا ينظرا الى رب نوح العريان،
1423 عمي النهار وصار كليلا ولم يكن يرى لانه لم يرد ان يرى اهانة ابن الله،
1424 ايها النهار لماذا تهرب؟ ولماذا تختبيء؟ ولماذا تخاف؟ ولماذا انت مظلم؟ واين هو نورك،؟
1425 ايتها الشمس يا بحر الاضواء والاشعة من اعماكِ واسقطك ودهورك بين الظلمات،؟
1426 يا كرة النور العظيم لماذا انت منطفئة،؟ هوذا المسكونة مقبورة في الظلمة وحزينة بسببك،
1427 ايتها المجرة يا عجلة النور اين جمالك،؟ فهذا المنظر المسكوب عليك ليس اعتياديا،
1428 ايتها السماء التي اظلمت والارض التي اهتزت من ارعبكما ليتحول جمال اتقانتكما الى "توه وبوه"،؟
1429 هوذا البرايا قد قامت لتتكلم حسب طبائعها وتبين للعالم مَن ارهبها،
1430 تقول الشمس: كيف اشرق على البرايا وشمس البرارة الاعظم على الصليب،؟
1431 والنهار باي وجه يظهر نوره لانه راى ربه مشلحا وقائما بين لصين،؟
1432 /586/ اظلمت وقامت المجرة المليئة بصفوف كل النيرات لانها رات قائدها على الخشب،
1433 اهتزت الارض لانها سمعت صوت ذلك الجبار الذي تحملها قوته، ولو تركها تصير غير موجودة،
1434 الصخور والحجارة شعرت بمكوّن العالم فتصرخ ليخجل الشعب الذي لم يؤمن به،
1435 ارتجت البرايا التي كانت تندب مثل الجاريات لان الرب كان يهان من قبل الاثمة.

الموتى يقومون
1436 خربت القبور بصوته الذي ارعبها، فخرج الموتى ليرتلوا له بسعانينهم،
1437 مدينة الموت سمعت صوته وارتجفت اسسها وسقطت اسوارها وعضدت جبروته،
1438 ارتعبت ذات الاسوار العريضة والابواب العالية لان صوت الابن فطرها فسقطت على سكانها،
1439 صوته ارتفع الى العلى واطفأ كل النيرات ونزل الى الشيول واصعد الموتى من الهلاك.

شق حجاب الهيكل
1440 صوته شق حجاب باب الهيكل المقدس لتعرف مدينة الاحبار بان رئيس الاحبار قد مات،
1441 رب القدس الذي طرده الاحبار من بيت المقدس اطلق صوتا وخاف البيت المقدس وفضح نفسه،
1442 حجاب باب الهيكل شق نفسه لانه سمع صوت رب الذبائح على الجلجلة،
1443 صرخ الوحيد على الخشب وفزع تابوت العهد وخرجت قوته ومزقت الحجاب بغضب،
1444 خرب البيت لان رب البيت كان مصلوبا، واذ خرب لم يرد الروح ان يسكن فيه،
1445 ولما كان الروح يخرج مزق الحجاب ليكون خرابا البيت الذي اهين فيه ربه.

شق حجاب الهيكل يعني تمزيق برقع بنت العبرانيين
1446 العروس جنّت وصلبت الختن، فغضب ابوه ودخل ومزق ثيابها وطردها من ميراثه،
1447 كشف راسها لانها احتقرت رئيس البيت وجعلها سخرية بين الجماعات لانها اذنبت كثيرا،
1448جعلها محتشمة بالحجاب كما لو كان ببرقع المخطوبات لتكون عفيفة في خدرها،
1449 ولما اذنبت مزق غطاءها وتفل في وجهها وكشفت الرأس لتكون اضحوكة في العالم كله،
1450 ايها اللاويون، من الآن وصاعدا، هوذا بيتكم متروك لكم خرابا بلا حبروية وبلا ذبائح.

طعن جنب المسيح بالرمح (يوحنا 19/31-37)
1451 ابن الملك صنع على الجلجلة عرسا عظيما وخطب هناك بنت النهار لتصير خاصته،
1452 خاتم الملك كان يصاغ بمسامير يديه، وكانت تُعطى الخطوبة بدمه الغافر،
1453 خطبها هناك لانها احبته وقت اهانته، وعبر ووضعها على يمينه لتكون معه،
1454 قادها ليُدخلها الى الجنة: الخدر الذي اتقنه ابوه، والتقاه رأس الرمح الموجود هناك،
1455 الحارس سمع ضجة تدخل الى الفردوس وجلب الرمح لانه كان يقظا وقائما على حراسته،
1456 لما كانت عروس النور تدخل طُعن الختن وهولاء الذين طعنوا لم يكونوا يعرفون من طُعن،
1457 قبِل الرمح في جنبه واخذها من الحارس واطلقه ليخرج وفتح الباب لجميع الداخلين،
1458 رب الجنة طُعن بالرمح لما فتحها لانها كانت تُحرس بحذر منذ عهد آدم،
1459 بدل السارق الذي خرج منها دخل اللص، وطُعن ربه وهو يُدخله وفتحها امامه،
1460 عقب آدم عاد ورجع ليدخل الى الجنة، وطُعن ربه لئلا يتضرراثناء دخوله،
1461 قام الصالبون ورموا الرمح على الجميل وثلموا جنبه وجرى منه ماء ودم،
1462 فُتحت بئر جديدة على الجلجلة وهذا هو ينبوع عدن المبارك،
1463 النهر العظيم وزع نفسه الى الجهات الاربع لتشرب منه كل البرية المتضايقة،
1464 موسى ضرب الصخرة بالعصا في آشيمون واعطت شرابا للعساكر بسر عظيم،
1465 المسيح ذاته صار ينبوع متدفقا حياة لانهم ثلموه كما لو كان بالعصا وروى الارض.

المسيح آدم الثاني ولد المعموذية، كما ولد آدم حواء
1466 اتى آدم الثاني السماوي من بيت الآب ونام على الصليب وخرجت منه المعموذية،
1467 كان قد ثُلم جنب الختن الغارق في النوم فولد العروس مثل حواء على نمط آدم،
1468 هبط عليه نوم الموت على الصليب، وخرجت منه الام التي تلد جميع الروحيين،
1469 رب آدم اثمر في نومه حواء الجديدة لتصير امّا لبني آدم بدل حواء،
1470 من جنب ذاك الحي الذي مات ليُحيي آدم جرى ماء ودم لصورة الاجنة الروحيين،
1471 الميت-الحي ابان عجبا بعد موته: لقد جرى منه الدم ليبرهن بانه حي،
1472 وجرى منه الماء ليعرّف بانه كان ايضا ميتا، وجرى دم ليعلّم ايضا بانه حي وهو ميت.

على المجادل ان يصمت
1473 من شاهد ميتا حيا الا ربنا،؟ ايها المجادل الجم لسانك عن تعقيبه،
1474 اين وجدت جثة تنبع منها الحياة او انسانا مصلوبا يهز الارض على سكانها،؟
1475 اي ميت قبض منذ الازل على لجام العالم وقاد البرية كالمركبة الى حيث شاء،؟
1476 باي ميت تحرك وقام الموتى من القبور وسقطت امامه اسوار الشيول وهو يدخل اليها،؟
1477 من هو هذا الذي بعج الشيول وتقيأت الموتى والقى خرابا في ارض الموت المخصبة،؟
1478 من هو هذا المربوط والمصلوب بين لصين ويحل الاسرى من الظلمات ليخرجهم،؟
1479 من هو هذا الذي يعطي الحياة الجديدة وهو ميت،؟ وهوذا قرية الموتى فزعة منه لانه توجه ليدخل اليها،
1480 من هو هذا الذي سمعه تراب الموتى وتحرك،؟ وهوذا العظام مسرعة لتفتش عن اندادها،
1481 من هو هذا الذي احنى في ولاياتهما الجبارَين اللذين خربا الارض: الشرير والموت،؟
1482 من هو هذا الموضوع عليه اكليل الاشواك والمصلوب، فها انه يُسقط تاج الموت لئلا يملك بعدُ.؟

ليخجل اليهودي الذي ينكر لاهوت المسيح
1483 اخجل ايها اليهودي واعلم بانه اله وابن الله، ولا تفتر بعد على النهار (قائلا): انه ليس نهارا،
1484 الابالسة ايضا لم يكونوا يعرفونه قبل الجلجلة، وهناك عرفوه لما ارتجفت العناصر من صوته،
1485 بتعري جسده فضح الاركان والسلاطين واخزاهم لانهم عرفوه بالصلب،
1486 لم يبين من هو الابنَ غيرُ الصليب، وبالصليب تمجد وعرفه كل انسان،
1487 اليهودي لا يريد ان ينظر الى الابالسة الذين عرفوا الابن ولا يطيع ليعرف من هو،
1488 بمرضه اظهر قوة جبروته، وبصلبه اخذ السجود من الآلهة،
1489 حيث يسقط جميع الاقوياء وقف وتمجد، وانتصر بالموت الذي يُخجل جميع الجبابرة،
1490 الطبائع الصماء صارت له شهودا وكراريز ومنها تعلمت الارض من هو في موته،
1491 في منتصف النهار انحدرت الظلمة وكست الارض، ومنها تعلمت من هو المتسلط على النيرات،
1492 غرب النور نهار الجمعة ليكرز من هو النور، واحست العوالم بان ابن الله هو شعاع.

احداث جمعة الآلام واحداث الفردوس
1493 يا جمعة الآلام ويا سيدة الانماط ويا مليئة بالاسرار، ان فمي اصغر من وصف هذه الامور التي حدثت فيك،ِ
1494 اليوم السادس يهدم ويبني ويُسقط ويقيم ويطرد ويُخرج ويفتح ويُدخل، فمن يصفكِ،؟
1495 في اليوم السادس طردوا آدم من الفردوس، وفيه ادخل الصليبُ ابن اليمين،
1496 في منتصف النهار اكل آدم من الشجرة، ووقف خجلا وفزعا ومرتجفا بجهالته،
1497 في منتصف النهار تعرى الابن على الصليب وصرخ بصوت وخاف الثعبان الذي قتل آدم،
1498 صارت ظلمة من الساعة السادسة حتى التاسعة، هذه هي المدة التي كان آدم فيها مشلحا،
1499 في الساعة التاسعة خرج آدم من الفروس وفي الساعة التاسعة دخل اللص ليرث الحياة،
1500 في مغيب النهار قيل: آدم اين انتَ،؟ وفي نفس المغيب عاد اللص وورث عدن،
1501 في الساعة التاسعة وقف الحارس ورمح النار يتقلب ليحرس درب شجرة الحياة،
1502 في تلك الساعة نفسها طُعن رب عدن بالرمح وكسره بجنبه وفتح عدن المغلقة،
1503 مغيب الآلام اعاد آدم الى ميراثه، وعاد الطريد الى الفردوس بعودة الابن،
1504 عودة آدم اعطته الموت بالقصاص، وبعودة ابن الله اشرق انبعاثه.

يوسف الرامي وآدم (متى 27/57-60)
1505 يوسف الذي سأل جسد ابن الله فرح ايضا لان الحياة أُضيفت لآدم وعاد الى موضعه،
1506 راى ثمرة الحياة على الصليب واشتهاه وسأله واخذه وقطفه وانزله ليتلذذ به،
1507 لفّ الجسد ووضعه في قبر جديد، قبر بتولي لولد البتولية المجيد،
1508 باسم يوسف كان يُبشر آدم الذي خرج لان ربه اضاف وادخله الى عدن التي تركها،
1509 اما يوسف فكان من الرامة كما هو مكتوب، ومن العلى اضيفت الحياة لآدم،
1510 القبر في الجنة ونزل ربه ليفتش هناك عن ذلك الضائع منه في الجنة بين الاشجار،
1511 ضاع في الجنة وفي الجنة كان يفتش عليه وهو يعلم بانه يحتمل الآلام وبعدئذ يجده،
1512 ليوسف جنة عند الجلجلة وقبر جديد ليصير التفتيش عن ذلك المفقود في الجنة،
1513 نزل الى الجنة شاتل عدن العظيم وراء عبده وراى بانه غيرموجود بين الاشجار،
1514 وبما ان آدم نزل الى القبر فقد نزل وراءه وقلب تراب الموتى وفتش عليه في الهلاك،
1515 قادته الطريق الى موضع الموتى ولم يستنكف ان يصير ميتا لاجل عبده الذي كان يحبه.

مات المسيح ليدخل الى الشيول ويخلص آدم والموتى
1516 كان ربه قد اخذ شبه العبد لما فتش عليه ومات ودخل وفتش عليه وحله وخرج من الظلمة،
1517 لم يرسل وراءه المستيقظين ولا الملائكة لان المطلب كان عظيما ولم يكن المستيقظ كفؤا له،
1518 صورة الله ضاعت في الشيول ونزل الابن ليفتش ويجد صورة ابيه المفقودة،
1519 واحد من العبيد لم يكن بوسعه سلوك درب الملك لان الدرب لا يقبل ان يسير عليه عبد،
1520 ملكَ الموتُ وتتوج على القبائل ولم يكن يقدر العبد ان يُسقط تاج الموت،<
1521 ولهذا دخل ربنا الى موضع الموت ليميت الموت ويحله من سلطانه.

المسيح يتشبه بسكان الموضع الذي يزوره
1522 لما دخل اخذ لباس ولون الموتى ليسير في بلد الموتى حسب ناموسه،
1523 لما كان يدخل تشبه بسكان البلد ليزور البلد فخاف سكان البلد لما راوه،
1524 نوره اشرق على المظلمين وابهجهم، والافواه المسدودة التي فتحها رتلت التسبيح.

آدم الميت يرتقص امام المسيح مثل يوحنا المعمذان
1525 شبل الاسد زأر في الشيول وسمعه الموت وارتجف الشقي وسقط تاجه في الظلمة،
1526 سمع آدم صوت الابن في حضن الشيول وارتقص ازاءه مثل يوحنا في البطن،
1527 في موضع الاجنة تفقد الجنين في بطن امه، وفي ارض الموتى (تفقد) الموتى المطروحين في حضن الشيول،
1528 لما اصبح جنينا ارتقص الجنين لانه اتى عنده ولما صار ميتا تاق اليه الموتى من الهلاك،
1529 لما يُفقد الموتى (في الشيول) والاجنة في البطن لايشعرون باحد لو يدخل ويزورهم،
1530 اما المسيح فقد شعر به الاجنة والموتى لان قوته الخفية حركتهم ليرهبوه.

المسيح مطر الحياة وينبت الموتى
1531 سمعه الصوان والصخور والحجارة والقبور والاجنة والموتى والفاهمون وغير الفاهمين،
1532 كل الزروع في الارض تشعر بالمطر ومن التراب تتوق للقائه باشكالها،
1533 نزل ربنا مطر الحياة الى ارض الشيول وايقظهم كالزروع ليبتهجوا به.

المسيح يخلص السبي
1534 نزل عند الموتى مثل المخلص عند الجلاء، فخاف السالب وحل السبي وهو يرتجف،
1535 تحطمت كل اكبال وسلاسل جميع الاسرى وكان هتاف المجد يُسمع عند المخلص.

آدم وبقية الموتى يسجدون للمسيح
1536 دخل امامه صفوف وصفوف واجيال واجيال وقبائل وقبائل وشعوب وشعوب باشكالهم،
1537 قُربت له اكاليل المجد والسجود من قبل المفقودين الذين وجدهم بصلبه،
1538 دنا اولا آدم الصورة العظمى وشيت الجميل وجيل آل نوح مع ابراهيم،
1539 دخل الابرار والآباء ورؤساء الشعوب والاحبار والملوك الذين سباهم باغي الشيول بقوسه،
1540 سجد له موسى وكل فوج الانبياء وهارون الكاهن وجميع الاحبار بني لاوي،
1541 سجد له هابيل الذي صوّر له صورة بذبيحته، وملكيصاداق الذي تشبه بحبرويته،
1542 يقوم العادلون افواجا افواجا ورتبا رتبا، ومن قبورهم يرتلون التسبيح بكناراتهم،
1543 ربي تشكرك الافواه المسدودة التي فتحتها والالسن التي ربطها الموت واطلقتها،
1544 والساقطون يشكرون لانك اقمتهم من السقوط، ويسبح الفاسدون الذين زرتهم في منازلهم،
1545 وكل جنس الموتى يسبحك كثيرا، وهوذا فراشك بين الموتى وانت الحي.

تسلية آدم وحواء
1546 يا ابن الله يا ابن البتول من سمح لحواء الساقطة ان تراك هنا وتتعزى بك،؟
1547 هوذا الصل مرضوض والجرح مضمد بالابن المصلوب، هلم يا آدم الى عدن مسكنك الفارغ منك،
1548 هلمي يا حواء لانني تعذبت كثيرا لاجلكِ، فها قد حررتكِ من الصك الذي كان يقتلكِ،
1549 ظلمني العبيد ولاجلكما تحملت الآلام وفتحت الجنة لتاتيا وتدخلا وتمكثا فيها،
1550 كان قد حسن لابن الله ان يعزي آل آدم من ضيقاتهما الأُوَل،
1551 كانا قد خرجا من الجنة واتى عندهما رب الجنة وقادهما من الظلمة الى نور عدن.

ابن الاحرار بين الموتى (مزمور 88/5)
1552 داؤد الملك عازف القيثارة الالهي كان يغني له في مزاميره وهو في الشيول،
1553 الملك النبي شد اوتاره ورفع صوته وشرع يزمر: هوذا ابن الاحرار بين الاموات،
1554 لو مات آدم العبد الذي اذنب لانه اخطأ، انت يا ابن الاحرار ماذا تفعل في موضع الموتى،؟
1555 عزف كثيرا ابن يسى في مزموره وكان يقول: سبّحوا الرب يا كل الارض،
1556 سبحوا الرب لانه صنع اعجوبة عظمى، انها لاعجوبة ان يحل ابن الاحرار بين الموتى.

المقطع الثامن

يونان آية للمسيح يوم مكث ثلاثة ايام في الشيول.

شمشون نمط للمسيح يوم خرج من المر حلو.

المسيح غطاس اخرج اللؤلؤة من الشيول: غطس في الهوة وجس الشيول وانقذ آدم الذي غلق البئر فاه عليه وخنقه، مسّ حمأة الموتى وفتش على اللؤلؤة التي سقطت منه واخذها وصعد عند والده.

حيثما يمر المسيح يستقبله سكان الموضع: لما نزل الى ارض الاموات صعد الموتى واستقبلوه هناك مثل ملك دخل عندهم، كان رمزه يحرك سكان الموضع الذي كان يذهب اليه ليخرجوا ويستقبلوه في حدودهم، وهكذا لما لزم ان يصير جنينا ارتقص الجنين امامه في موضع الاجنة، ولما توجه ليدخل بالموت الى بيت الاموات تحرك الموضع والموتى سكان الموضع خرجوا لاكرامه، ولما توجه ليصعد الى سماواته العالية نزل الملائكة واستقبلوه هناك حالا بعد عودته ورجوعه الى موضعه، لما توجه ليصعد الى موضع والده، نزلت القوات الخفية العلوية واستقبلته.

قيامة المسيح: كان ربنا قد خرج من القبر وختمه سليم ولما خرج راى الحراس واضطربوا، واذ تعجبوا لانهم راوه يخرج من القبر، نظروا الى القبر وختمه موجود ولم يتلف، راوا الانبعاث وراوا القبر وقاموا بين امرين وبدأت ريح الشكوك تهبّ في افكارهم، هل هو منظر؟ هل هو نمط؟ هل هو حلم؟ او هل اننا نرى ظلا،؟ رايناه يخرج وها اننا نرى قبره مختوما، وايا منهما نصدق لان كلا الامرين حقيقيان.؟

لم يكن بحاجة ليفتح الباب لما خرج لانه يسهل عليه ان يجتاز في طبائع صماء، دخل الى العلية والابواب مغلقة، كما خرج وختم القبر موجود، لما خرج فتح المستيقظ باب القبر ليبين القيامة للحراس باسفرار الوجه.

لم يبين لصديقاته القبر مختوما لانهن كن يعلمن بانه لم يفضّ البكارة لما خرج، للحراس كان يلزم ان تصير آية، فشاهدوا الاختام بعد ان خرج ابن الله، رأوا بانه خرج ورأوا الاختام سليمة، وبعدئذ فتح القبر ليصدقوا بانه قد انبعث.

احترام الملائكة لقبر المسيح: دخل الملاكان الى القبر ليريا العجب هناك ولم يتجاسرا ليدوسا على فراشه، جلس المستيقظان واحد عند راسه وواحد عند رِجليه واكرما المحل الذي كان متكئا فيه لئلا يدوسا عليه.

مريم تفتش عن المسيح: المستيقظ امامها، فلماذا التفتت الى ورائها،؟ لتتضح الكلمة للسامعين بدون خصام، لعله كان يُسمِعها صوت رجليه في الجنينة فاستدارت لترى ما هو ذلك الصوت،؟ وإما سمعت صوت رِجلي الابن كما قلنا، وإما سجد الملاك لربنا لانه رآه ياتي، هكذا اسمع ابوه صوته بين الاشجار لآدم الذي كان مختبئا تحت الاشجار، ربنا الذي يعمل مثل ابيه اراد ان يُسمِع صوته في الجنينة لمريم وتلتفت اليه.

المخطوطات: اوكسفورد 135 ورقة 236؛ روما 118 ورقة 262؛ باريس 196 ورقة 355؛ لندن 12165 ورقة 204؛ لندن 14585 ورقة 1

يرد في النهاية اسم القديس مار يعقوب. الميمر روعة ادبية وقمة تفسيرية وسمو روحي. هذا الميمر هو اطول ميامره وقد وزعته المخطوطات الى ثمانية فصول او مقاطع كانت تقرأ او ترتل في اسبوع الآلام ونهار احد القيامة. لغته قمة البلاغة. فيه النظريات اللاهوتية مثل: الرب لا يفضح احدا ولو انه عارف كل شيء. فيه تقريع لاذع للمعلمين المتكبرين ولعله بقصد بهم معلمي مدرسة الرها خاصة الديوفيسيتيين كما يذكر في رسالته الرابعة. فيه نقد مرير لليهود لانهم لا يعترفون بالابن. نظم ملفاننا هذا الميمر الطويل في فترات زمنية أي لم ينظمه في نهار واحد او اسبوع واحد. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الرائع الى فترة شباب ملفاننا اي الى سنة 485-490م.

الدراسات:
الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

الفصل. ح. لليل احد القيامة
يونان النبي والمسيح
1557 امسى ابن الله بين الاموات ثلاثة ايام وسلك دربه وعاد قوسه لياتي بقوة،
1558 في نينوى كرز يونان ثلاثة ايام ليصير آية لابن الله في الدرب الذي سلكه،
1559 ربنا مشى في اسواق الشيول ثلاثة ايام كما مشى يونان في نينوى لما كرز فيها،
1560 نادى يونان بقلب نينوى ولم تنقلب، اما ربنا فدخل واستاصل الشيول لما مشى فيها،
1561 في اليوم الثالث كان قد اشرق كالانبعاث لسكان نينوى الذين خلصهم سر الابن،
1562 ربنا ايضا كمّل كرازته في الشيول، وفي (اليوم) الثالث ابان القيامة بقوة عظمى.

غطس المسيح واخرج آدم-اللؤلؤة من الشيول
1563 بخطواته قاس الشيول ووضع فيها اميال الامان العظيم لئلا يخاف احد لما يمشي فيها،
1564 غطس في الهوة وجس الشيول وانقذ آدم الذي غلقت البئر فاها عليه وخنقته،
1565 مسّ حمأة الموتى وفتش على اللؤلؤة التي سقطت منه، واخذها وصعد عند والده،
1566 ابتلعه الموت كما (بلعت) سمكة كبيرة يونانَ واصعده واعطاه بدون فساد في (اليوم) الثالث،
1567 الحي مكث في جوف الموت ثلاثة ايام، وبانبعاثه بعجه وخرج بقوة.

شمشون والمسيح (قضاة 14/5-18)
1568 من الآكل كان قد خرج اكل غير فاسد، وخرج حلو من المر كما هو مكتوب،
1569 لقد فُسر مثل شمشون ابن العبرانيين: فالموت مرّ، والمسيح حلو لمن يذوقه،
1570 الآكل هو الموت الذي اكل الاجيال، فصار ربنا اكلا للشعوب واشبعهم.

حراسة قبر المسيح (متى 27/62-66)
1571 جنّ اليهود ليحرسوا قبره فاحتقرهم لان الهباء لا يقدر ان يحرس الريح بضعفه،
1572 قوته الخفية ارهبتهم وارجفتهم وافزعتهم ليحرسوه بجنونهم،
1573 الجبار مقتول واعداؤه يرتجفون من خوفهم ويحرسون قبره خائفين من انبعاثه،
1574 كان قد قال: انبعث في (اليوم) الثالث، فجلسوا مثل الاغبياء ليحرسوه لئلا ينبعث،
1575 لو صدقوه، انه لمن الزيادة ان يحرسوا قبره، ولو لم يصدقوه لماذا خافوا لما قال (سانبعث)،؟
1576 الجبناء سكبوا على الارض دما بريئا وخافوا منه فجلسوا ليحرسوه من خوفهم،
1577 طلبوا الحراس كهبة من الحاكم ليكونوا بالحقيقة شهودا على انبعاثه،
1578 صلبه الشعب وتوجه الى الشعوب، ولهذا شاهده الشعوب لما انبعث،
1579 اتى الحراس ليحرسوا قبره وكانوا من الشعوب لانهم استحقوا ان يشركهم في انبعاثه،
1580 الفلاحون اخذوا وطمروا زرعا مباركا في الارض، وكانوا يحرسونه لئلا ينبت ويثريهم،
1581 اي ميت جلسوا وحرسوه منذ الازل باستثناء ربنا الذي بموته غلب جميع الاقوياء،؟
1582 اي قتيل القى الرعب في قاتليه، وبخوفهم كانوا يحرسونه لئلا يقوم،؟
1583 وضعوا حجرا عظيما في وجهه وختموه وطبعوه وهذا ايضا لم يُصنع لاحد غيره،
1584 وضعوا كنزا عظيما في القبر ولهذا طبعوه، وحرسه الحراس ايضا مثل كنز كامل.

لماذا لم ينزل الملائكة اثناء آلام المسيح ودفنه؟
1585 لما زار ربنا ارض الموتى بموته وعاد لياتي، نزل الملائكة في بياضهم،
1586 ارسل الآب جمع المستيقظين للقاء ابنه، وخرج لياتي من بين الاموات الى موضع ابيه،
1587 عند الجلجلة اثناء كل آلام الوحيد لم ينزل المستيقظون ولا الملائكة، ولماذا يا ترى،؟
1588 لم يدخل الملائكة الى المحكمة حيث حاكموه ولم يقترب خدامه الى الجلجلة حيث صلبوه،
1589 لم يتفقده المستيقظون لما كان يهان على الصليب، ولم يدخلوا الى القبر معه لما دخل اليه.

المسيح يستقبله الاجنة والموتى والملائكة في مواضعهم
1590 لما توجه ليصعد الى موضع والده، نزلت القوات الخفية العلوية واستقبلته،
1591 لما نزل الى ارض الاموات صعد الموتى واستقبلوه هناك مثل ملك دخل عندهم،
1592 كان رمزه يحرك سكان الموضع الذي كان يذهب اليه ليخرجوا ويستقبلوه في حدودهم،
1593 وهكذا لما لزم ان يصير جنينا ارتقص الجنين امام قدومه في موضع الاجنة،
1594 ولما توجه ليدخل بالموت الى بيت الاموات تحرك الموضع وسكان الموضع خرجوا لاكرامه،
1595 ولما توجه ليصعد الى سماواته العالية نزل الملائكة واستقبلوه هناك حالا بعد عودته ورجوعه الى موضعه.

لو نزل الملائكة لما سمحوا بموته
1596 لم يسمح للمستيقظين ان ينزلوا عنده لما كان يهان فلو نزلوا لما سمحوا باهانته،
1597 غيرة المستيقظين لم تكن باردة لو لم يصدّهم رمزه بالا يتطلعوا الى الجلجلة،
1598 لم يكن يقدر احد عبيده الناريين ان يرى ويهمل وهم يعطونه ليشرب الخل،
1599 لم يكن يهدأ احد عبيد اللهيب إلا وحرق مهيني الملك ربه،
1600 لوط البار اهين فغار الملاكان ونفضا ريشهما ونثرا الجمرات واحترق البلد،
1601 لو شاهدا رب ابراهيم يهان ماذا كانا يفعلان سوى احراق العالم باسره،؟
1602 ولهذا اخفاهم لما كان يتالم ليسلك دربه وبعدئذ يرونه لما يرتفع،
1603 طيلة نهار الصلب حبسهم في الموضع العلوي حتى لا ينظروا الى السفليين،
1604 لما اكتمل الفعل الذي جاء من اجله وعاد ليصعد استقبله عبيده كما قلنا.

القيامة
1605 القيامة اشرقت والرمز ترك القوات فسلكوا الدرب لينزلوا الى الارض في بياضهم،
1606 الختن المقتول دعا خدامه من مساكنه ونزلوا عنده ليروا القبر جنة جديدة،
1607 اشرق النور حول القبر فخاف الحراس وتعجبوا وتحيروا ومن خوفهم قلقوا،
1608 في منتصف الليل صار النهار كما صار ليل جديد في منتصف النهار اثناء الصلب،
1609 هذه الساعات التي قرضها الليل من النهار ردّها له واشرق في منتصفه واوفاه،
1610 في منتصف النهار لما كان يموت ملك الليل، ولما انبعث اشرق النهار في منتصف الليل،
1611 اظلم نهار الصلب ولم يكن يضيء، واستنار ليل القيامة بعجب عظيم.

يعقوب يتكلم
1612 من يتكلم ليتكلم هنا بالنزاهة، (وليتحرك انطلاقا) من فكر البساطة المليء حقيقة،
1613 ليزود السامع نفسه بالايمان وبعدئذ يسمع ميمر الابن بمحبة،
1614 يا من يسمعني اعطني المحبة بدون جدال وخذ التعليم المليء حقيقة بدون تعقيب.

خرج المسيح والقبر مختوم (متى 27/66)
1615 كان ربنا قد خرج من القبر وختمه سليم، ولما خرج راى الحراس واضطربوا،
1616 واذ تعجبوا لانهم راوه يخرج من القبر، نظروا الى القبر وختمه موجود ولم يتلف،
1617 راوا الانبعاث وراوا القبر وقاموا بين امرين وبدأت ريح الشكوك تهبّ في افكارهم،
1618 هل هو منظر،؟ وهل هو نمط،؟ وهل هو حلم،؟ او هل اننا نرى ظلا،؟
1619 رايناه يخرج وها اننا نرى قبره مختوما، وايا منهما نصدق لان كلا الامرين حقيقيان،؟
1620 خرج بالحقيقة، والحجر مختوم بالحقيقة، والخبر صعب وليس فيه كذب.

الملاك يدحرج الحجر
1621 ولما كان الحراس يتحيرون بهذه المخاوف اقترب ملاك ودحرج الحجر ليثبتهم،
1622 رمز ابن الله سمح للخادم واخذ الحجر ليبرهن بانه ليس موجودا هناك.

المسيح يجتاز ويعبر في الطبائع الصماء
1623 لم يكن بحاجة ليفتح الباب لما خرج لانه يسهل عليه ان يجتاز في الطبائع الصماء،
1624 هكذا دخل الى العلية وكانت مغلقة، كما خرج وختم القبر موجود،
1625 لما خرج فتح المستيقظ باب القبر ليبين القيامة للحراس باسفرار الوجه،
1626 لما قام الجبار الذي رقد في الشيول كما حسن لديه لم يكن بحاجة الى آخر ليفتح له،
1627 لما كان يتالم شق الصخور وتكلمت الحجارة ولما انبعث لم يكن الحجر يمنعه من ان يخرج
1628 لما خرج لم يفضّ بكارة البتول، ولما قام لم يفسد ختم القبر،
1629 لما دخل لم يحرك ابواب العلية لان دربه سام ولا ينحط الى مستوى العادة،
1630 لما خرج لم يتلف باب القبر وبعد ان خرج فتحه المستيقظ لاجل هدف،
1631 لما خرج لم يكن ضروريا ان يفتح الباب ولما لزم ان يروا قبره فتحه هو.

النسوة في القبر
1632 اقترب ملاك ودحرج الحجر وجلس عليه ليثبّت التلميذات لما ياتين،
1633 كان يحدث استفسار لو رات القبر مختوما، ولو فتحوه لكان يُظن بانه هناك،
1634 ولكي يصير فرج لمحبة التلميذات فتح القبرَ قبل ان ياتين لينظرن اليه،
1635 ابان لهن اين كان موضوعا، وشجعهن: لقد انبعث لا تكتئبن بسبب موته،
1636 انتظر الملاك نديمات الختن المقتول ليبين لهن محل الختن ويبهجهن،
1637 لم يبين لصديقاته القبر مختوما لانهن كن يعلمن بانه لم يفضّ البكارة لما خرج،
1638 للحراس كان يلزم ان تصير آية، فشاهدوا الاختام بعد ان خرج ابن الله،
1639 رأوا بانه خرج ورأوا الاختام سليمة، وبعدئذ فتح القبر ليصدقوا بانه قد انبعث،
1640 قبل ان تاتي التلميذات الصادقات سبق وفتحه ليبين لهن مكانه هناك،
1641 لما جاءت التلميذات بعطورهن دعاهن الملاك وشجعهن لانهن كن حزينات،
1642 ابان لهن اين كان جسد الابن موضوعا وقال: لقد قام ربنا لا تكتئبن،
1643 الحي ليس موجودا بين الاموات، لقد انبعث وقام بالمجد كما قال قبل ان يموت.

جلس الملاكان الواحد عند راسه والآخر عند قدميه (يوحنا 20/12)
1644 الملاكان دخلا الى القبر ليريا العجب هناك ولم يتجاسرا ان يدوسا على فراشه،
1645 جلس المستيقظان الواحد عند راسه والواحد عند رِجليه واكرما المحل الذي كان متكئا فيه لئلا يدوسا عليه،
1646 وكانت تقال مثل هذه الامور من قبل الملاكين بينما كان الواحد جالسا من هنا والآخر من هناك:
1647 هوذا فراش ذاك الذي السماء مليئة من مجده، واراد ان يصير ضيفا على الموتى ويزورهم،
1648 ذاك العزيز الذي يلفّه اللهيب كان موضوعا في هذا المحل الصغير على التراب،
1649 رب الجهات الذي لا يحدد بالاقاصي فرش ونام في هذه المسافة ذات ثلاثة اذرع،
1650 رب الموتى حسن لديه فاراد ان يتكيء هنا بين الموتى ليبهجهم،
1651 المستيقظ الذي يوقظ السماويين على خدمته سند راسه على هذا التراب ونام في الشيول،
1652 ذاك الناري الذي لو اقتربت النار منه في العلى احترقت، هوذا الكتان الذي كان ملفوفا فيه،
1653 رب السماء الذي كل السماء هي اصغر منه مكث ثلاثة ايام في هذا العش المجوف،
1654 استحوذت حيرة عظمى على السماويين وهم ينظرون الى القبر الصغير، والى من دخل اليه.

الآب ينادي آدم في عدن والمسيح ينادي مريم في الجنينة
(تكوين 3/8-10، يوحنا 20/14-18)
1655 قام من القبر ومكث رب عدن في الجنة لانه فتش ووجد الشيء الذي ضاع وعاد الى موضعه،
1656 مريم واقفة والمستيقظ يتكلم معها ويبشرها بالانبعاث بصوت عال،
1657 واذ كان الملاك يتكلم معها التفتت: وهذا عجب، لماذا يا ترى التفتت،؟
1658 لماذا تركت صُحبة ذلك الملاك وقطعت حديثها والتفتت كما هو مكتوب،؟
1659 المستيقظ امامها، لماذا التفتت الى ورائها،؟ لتتضح الكلمة للسامعين بدون خصام،
1660 لعله كان يُسمِعها صوت رجليه في الجنينة فاستدارت لترى ما هو ذلك الصوت،
1661 هكذا اسمع ابوه صوته بين الاشجار لآدم الذي كان مختبئا تحت الاشجار،
1662 ربنا الذي يعمل مثل ابيه اراد ان يُسمِع صوته في الجنينة لمريم وتلتفت اليه،
1663 انه مكتوب بان مريم التفت الى ورائها، ولماذا يا ترى التفتت بينما الملاك كان يتحدث معها،؟
1664 إما سمعت صوت رِجلي الابن كما قلنا، وإما سجد الملاك لربنا لانه رآه ياتي،
1665 رات المستيقظ خائفا وساجدا فالتفتت لترى لمن سجد الملاك الذي تكلم معها،
1666 ولما التفتت إما لهذا السبب او لذلك فقد رات ربنا واقفا مثل البستاني،
1667 ربنا نفسه اراد ان يظهر مثل البستاني وحسن لديه ان يتشبه بالبستاني،
1668 بواسطته شتل ابوه عدن لما شتله، وغرس وملأه كل اشجار بهية الاثمار،
1669 بواسطته دخل آدم ليصير في الفردوس، ولما تجاوز على الوصية طرده فخرج،
1670 هو فتح الجنة امام اللص الذي اعترف به، وراته مريم مثل البستاني لما انبعث،
1671 كانت تسأله عن ربنا تلك الثمرة الحلوة ليقول لها لو اخذه اين وضعه،؟
1672 شجرة الحياة الموجود في الفردوس ابان نفسه للطوباوية في جنينة يوسف،
1673 اخفوا الثمرة الحلوة ثلاثة ايام في الارض، واذ لم يفسد ابان نفسه وهو يصعد،
1674 انه الشجرة وهو الثمرة وهو البستاني وهو كان يُسأل عن نفسه من قبل مشاهديه،
1675 هو اخذ نفسه وهو وضع نفسه في حضن الشيول، ولم توجد قوة اخرى لتاخذه،
1676 هو وضع نفسه بين يدي ابيه لما وضعها، وهو اخذها من والده لما اخذها،
1677 الآب لم يسمح ان يرى بارّه فساد الشيول واعطاه للعالم ليتجدد به دون ان يفسد،
1678 هرب الحراس، وخجل الصالبون، وفرح الملائكة، ورتل المستيقظون، وتجمع التلاميذ، وارتقص الاصدقاء،
1679السماء تفرح، والارض تبتهج، والقبرمنتصر،والاصدقاء مسرورون، والاعداء حزانى، ويهوذا مخنوق،
1680 وحنان خجل، وقيافا مطأطأ راسه، ومصف الرسل يرتل التسبيح بصوت عال،
1681 اشرق نهار البرارة ووجهه مسفر، وهرب ليل الكفر واختبأ،
1682 اتت اليمين وهي قائمة ومتعلقة بالغلبة، واليسار مطروحة وساقطة تحت الاندحار،
1683 صعد النيّر ووقف على درجة عالية في موضعه، والارض بلعت الظلمة بالاشراق العظيم،
1684 كثرت اشعة النور العظيم من كل الجهات واضمحلت الظلال رفيقات الليل لئلا توجد بعدُ.

الخاتمة
1685 قام ابن الله من القبر بمجد عظيم، واستنارت المسكونة بانبعاثه، مبارك مرسِله.

كمل ميمر القديس مار يعقوب على صلب ربنا في الجسد