الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثامن والخمسون

 

 
ربنا افتح لي باب كنزك بمحبة لاحمل وأُخرِج كل الفوائد بتمييز، اعطني كلمة وبها اتكلم عن عظمتك وصوتا عاليا يكرزكل يوم تسبيحك، ربي ليتحرك فيّ ميمر عجيب من موهبتك، وفي السامعين العجب والمحبة لقصتك، ربنا بكلمتك تسرع كلمتي بين الاسطر لتجمع من قراءتك كل الفوائد، انفخ فيّ روحك فالفظ الحان تراتيلك، واعطني كلمة فاصير ساعيا لحقائقك.

الابن يعطي الكلمة للبشر: كانت المراحم قد فاضت من العلي على البابليين فاغناهم بالالسنة كما لو كان بالذهب، بتلك الموهبة التي اعطاها للرسل تعلمت الارض بانه كان قد اعطى الكلمة للانسان منذ البداية، مُلكه هي الكلمة والصوت واللسان والفم والقلب مع المعرفة وكل العقل.

بلبلة بابل لم تتم بغضب بل لتعمير الارض: لو كان غاضبا كما هدد ببلبلتهم، لماذا لم يفصل الرجال عن نسائهم،؟ من هنا تعرف بانه كان مليئا مراحم لما اعطى للرجل ولزوجته وبنيه لسانا واحدا، لكل واحد معارفه وبلده عزيز عليه، وهناك كانوا يُخنقون بمحبة بابل، ولما اشفق الرب ليوفر لهم البلدان، مزق اللسان واعتمرت بابل التي كانت مزدحمة.

السروجي يعتبر بابل رمزا لبيعة اورشليم (او لبيعة روما؟). لو اقدر ساخلط في الميمر اذاً: بابلَين اثنتين، واكرز غنى السنتهما، الآن اتكلم عن العلية التي في ارض اليهودية، فهي ايضا في خبرها بابل كما قلنا.

الابن يرسل الروح القدس: صعد ابن الملك عند والده ليرسل سلاح الروح لعبيده من عند ابيه، قبل صعوده واثناء ارتفاعه جمعهم ونفخ فيهم ليقبلوا منه الروح، ولما كان يذهب اكد لهم بانه يرسل الروح القدس ليعلمهم الحقائق، البسهم قوة الروح قبل ان يصعد وبعد صعوده ارسل لهم كل السلاح. اقتنوا ألسنة النار والروح في العلية، فتكلم جميعهم بكل الألسنة كما في بابل.

معموذية المسيح ومعموذية يوحنا: نهر الاردن لا يشبه معموذيتك، (فمعموذيتك) نار (ومعموذية) ذلك ماء، فكيف اسميك.؟

ظن اليهود بان الرسل هم سكارى: اليهود ناكرو الحقيقة بافعالهم نكروا ايضا هذا العجب الذي تمّ بوضوح، بجنونهم (قالوا): شربوا مسكرا وسكروا، ايها الناكرون مَن يسكر يفقد عقله، لو شربوا الخمر وسكروا كما تفترون لكان يتلعثم لسانهم الاول، اي خمر يقدر ان يعلّم السِفر هكذا.؟ الصليب غلاهم بخمره حتى يتكلموا ومنه استلموا سِفرا جديدا بدون تعليم، ذاك المسكر الذي عصره الشعب على الجلجلة غلي فيهم وعلّمهم كل الالسنة.

نقد لليهودي الاعمى الذي لا يتطلع الى المسيح-الشمس: هلم ايها اليهودي يا مبغض الحق والثمل بالجدال، يا ناكر الآب، وصالب الابن، والخالي من الروح، هلم وتامل وانظر الى الابن الذي يشبه اباه، غير ان الشمس بالرغم من كونها منيرة ونورها واضح، فالاعمى هو غريب جدا عنها لانه لا يراها.

التفسير الحرفي لفعل "هلموا ننزل" الموجه من قبل الآب الى الابن: هلموا ننزل ونوزع هناك كل الألسن، هو كان قد بلبل ألسنة بني الاثم، وهو ايضا وزع ألسنة بني النور: بشارة الابن كانت تُرتل بكل الألسنة، ليعرف العالم بان شعوب الارض هم خاصته، وبما انه كتب ذلك الهجاء الاول للارض، فقد اتضح بانه معلم (الكتابات) الاولى.

نبتت البيع كالزنابق وجعلت الارض جنة عدن: اضاءوا كمصابيح، جرى التعليم كامواج بكل الألسن، ونبتت البيع كزنابق بالسيل العظيم، كان قد توزع اثنا عشر جدولا من العلية وجعلوا الارض عدن الاشجار الروحية.

حوادث بابل هي رمز لمجيء المسيح الثاني: يُرسل في نهاية الازمنة المعلم العظيم الذي علّمكن ويتحدث معكن عن الحقائق، يا شعوب الارض انتظروا الابن الآتي في الآخرة وسيبين لكم طريق الحياة المليئة نورا.

المخطوطات: اوكسفورد 135 ورقة 277؛ روما 117 ورقة 520؛ باريس 196 ورقة 402؛ لندن 12165 ورقة 329

يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب وفي النهاية اسم مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية رائعة لغويا وتفسيريا. لا يمل المرء من قراءته. فيه يبرهن بان الابن هو مع الآب وقت بلبلة الألسن في بابل ووقت توزيع الألسن في العلية. يناهض اليهود الذين لا يعترفون بلاهوت الابن. خصص يعقوب معظم اوقاته للتعليم وللتفسير في منطقته (حورا؟ او بطنان؟) لان ملفاننا يذكر عبارة وطنية نابعة من طبيعة كل انسان: كل واحد يحب وطنه ولغته. وهذه الروح الوطنية وردت في رسائله: 18، 20، 33. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة الشباب اي الى سنة 480-485م.

الدراسات:
الميمر السادس والخمسون، على موهبة تقسيم الالسن، قبطي، 645-653
نشيد احد العنصرة، في الشحيمة (الزمن العادي)، اعداد ونشر جامعة الروح القدس، الكسليك، (1982) 158-192
المطران مار ملاطيوس برنابا، كتاب مختارات من قصائد مار يعقوب اسقف سروج 521، دار الرها-حلب 1993، ص 257-265
الاب جورج رحمة الانطوني، قصيدة مار يعقوب السروجي في احد العنصرة وفي تقسيم الالسنة وفي مواهب الرسل، حياتنا الليتورجية، السنة السادسة حزيران-تموز (1996) 443-452
Kollamparampil Thomas, Jacob of Serugh, Select festal homilies, Bangalore-India,
pp. 353-369

للقديس مار يعقوب
على احد العنصرة المقدس وعلى توزيع الألسنة وعلى مواهب الرسل

المقدمة
1 ربنا افتح لي باب كنزك بمحبة لاحمل وأُخرِج كل الفوائد بتمييز،
2 اعطني كلمة وبها اتكلم عن عظمتك وصوتا عاليا يكرزكل يوم تسبيحك،
3 ربي ليتحرك فيّ ميمر عجيب من موهبتك، وفي السامعين العجب والمحبة لقصتك،
4 ربنا بكلمتك تسرع كلمتي بين الاسطر لتجمع من قراءتك كل الفوائد،
5 انفخ فيّ روحك فالفظ الحان تراتيلك، واعطني كلمة لاصير ساع لحقائقك،
6 يا من بلبل في ارض بابل كل الألسنة، اعطنى لسان الحق لارتل به لك،
7 ايها المؤدب المليء قضيبه كل الحكم، بك اتحكّم لاتكلم عن اعجوبتك،
8 ايها المعلم الخفي الذي منه تجري كل التعاليم، املأني من تعليمك لاوزع كل يوم من كنوزك،
9 بتاديب هولاء الذين تمردوا يعرف المرء بانك كلك مراحم لمن يتزاحم ليستتر بك،
10 كيف اسمي قصاص بني بابل، هل يا ترى هو تاديب او اعجوبة مليئة ثروة،؟
11 ايها السامعون اظفروا اكليل المدائح لذلك الحنّان الذي هو كله مراحم في كل الفرص لمن يطلبونه،
12 تمرد البابليون ورفع قضيبه ليضربهم، ومن القضيب صدر الحنان واغناهم،
13 وزعهم قبائل قبائل وألسنة ألسنة، وهوذا الموهبة تُعطى كتأديب،
14 بلبلهم من الوئام المليء اضرارا واصلحهم بالتاديب المليء مراحم،
15 اذنبوا ضده وعلّمهم الاسفار مجانا، فلو لم يذنبوا ضده ماذا كان سيصنع،؟
16 واذ تمردوا عليه اسكنهم شعوبا شعوبا، فلو لم يتمردوا اية تطويبات كان يوفرها لهم،؟
17 بلبل هناك ألسنتهم كما لو كان بغضب، ومن هناك انتشر التعليم في العالم باسره،
18 المعلم الحاذق جعلهم يتهجون في كل الألسنة، ووزع واعطى لكل شعب لغة واحدة،
19 انحدر تعليمه كالمطر على اسباطهم، فنبتت اصوات اللغات المتنوعة من افواههم،
20 كان قد سكب غناه الوفير على المعوزين، فاغناهم بتعليم غير محدود،
21 تاديبه صار زينة للعالم كله حتى يتكلم بطلاقة بألسنة جديدة.

توزيع الألسنة بدافع المراحم
22 كانت المراحم قد فاضت من العلي على البابليين فاغناهم بألسنة كما لو كان بالذهب،
23 لو كان غاضبا كما هدد ببلبلتهم، لماذا لم يفصل الرجال عن نسائهم،؟
24 من هنا تعرف بانه كان مليئا مراحم لما اعطى للرجل ولزوجته وبنيه لسانا واحدا،
25 منذ ذلك الحين وزعهم قبائل قبائل وسلّم لهم البلدان لينتقلوا اليها،
26 بألسنتهم ميزهم شعوبا شعوبا كما لو كان بعلامة، حتى يستولوا على الارض التي كانت خربة،
27 كانوا مختلطين، فلماذا وزعهم حتى لا يسمع الرجل لسان رفيقه،؟
28 صنع نوعا من الخصام بينهم ووزعهم لئلا يتضايقوا لما يُرسلون الى البلدان،
29 كانوا متمسكين هذا بهذا بتمرد، فبلبلهم ونسوا المحبة المليئة خسارات،
30 الحكيم اعطى لقبيلة واحدة لغة واحدة، (وللقبيلة) الاخرى (لغة) واحدة، وجعلها غريبة لانها كات مختلطة،
31 لو لم يبعد الواحد عن رفيقه بغضب لما كانوا يتركون وينتقلون من البلد الذي احبوه،
32 لو لم تُبلبل لغاتهم بالمراحم، لما تركوا الارض التي احبوها حتى (ساعة) الموت،
33 لكل واحد معارفه وبلده عزيز عليه، وهناك كانوا يُخنقون بمحبة بابل،
34 ولما اشفق الرب ليوفر لهم البلدان، مزق اللسان واعتمرت بابل التي كانت مزدحمة،
35 يا لها من موهبة اتت مجانا الى الناكرين، ويا له من غنى عظيم أُرسل بالقصاص،!
36 على من يفهم ان يعرف بوضوح بان توزيع ألسنتهم كان موهبة،
37 لقد أُعطي للرسل بمحبة عظمى ان يتكلموا بطلاقة بلغات متنوعة،
38 ان هذا الغنى قد أُرسل الى التلاميذ ليتكلموا بألسنة جديدة دون ان يتعلموها.

يعقوب يتكلم
39 اتكلم اذاً عن البابليين وعن التلاميذ وعن بلبلة وعن توزيع ألسنتهم،
40 وأُلحِقُ خبر برج بابل بخبر العلية، فيصير ميمرا مليئا حقيقة لمن يصغي اليه.

بابل رمز لبابل-البيعة المختارة
41 بطرس ايضا كان يسمي جوق مصف الرسل المحبوب بيعة بابل المختارة،
42 سمع الألسنة التي تتكلم فيها بطلاقة فسجّلها: بابل التي فيها توزعت كل الألسنة،
43 البيعة المختارة الموجودة في بابل تهديكم السلام، اعني هذه التي ترتل بكل الألسنة،
44 هذه التي تعلمت السِفر الجديد بدون قراءة وهي مليئة سعاة كثيرين بدون معلمين،
45 هذه التي تعرف ان تتكلم بكل الألسنة وتشبه بابل بالاصوات والكلمات والألسنة،
46 هذا فوج التلمذة الذي يرتل التسبيح كل يوم بألسنة جديدة دون ان يتعلم،
47 بطرس رأى التلاميذ وبلاغة ألسنتهم، وكان قد سمى جمعهم: بابل.

بابل والعلية
48 لو اقدر ساخلط في الميمر اذاً: بابلَين اثنتين، واكرز غنى ألسنتهما،
49 الآن اتكلم عن العلية التي في ارض اليهودية، فهي ايضا في خبرها بابل كما قلنا،
50 كان ربنا قد صعد الى موضعه العالي، وظل التلاميذ وتجمعوا في علية وهم خائفون،
51 نبح الصالبون-الذئاب الخاطفة على قطيع الابن، ومن فزعهم احتمى الخراف-الرسل بعضهم ببعض،
52 كان النسر قد ارتفع الى العلى وظل فراريجه وتجمعوا كلهم في عش واحد منتظرين اياه،
53 كانوا ينتظرون تلك الهبة التي وعد بارسالها بعدما يصعد الى مرسِله،
54 كانوا ينتظرون ان ياتي الروح من عند الآب ويعلمهم خبر الابن بوضوح،
55 صليب الآلام بددهم قبل ايام، وصعود الابن جمعهم الى العلى،
56 كانوا فزعين من القتلة الذين كانوا يهددون، وكانوا مجتمعين الى ان يتم الوعد،
57 آل قيافا الافاعي الملعونة نبحوا بتهديد، فتجمع الرسل-الحمائم الى العلية،
58 كانوا محتشدين في العش المبارك وهم خائفون ومنتظرون تجلي الحقائق،
59 مسكوا بعضهم بعضا لئلا يتبددوا في البلدان الى ان يروا مَن يُرسل والى اين (يُرسل)،؟
60 كانوا قد أُمروا بالا ينتقلوا من اورشليم وينتظروا وعد الآب كما سمعوا،
61 رافقوا الابن وهو يرتفع الى موضعه العالي، وظلوا مثل اليتامى الذين فقدوا اباهم،
62 راوا بالحقيقة قيامة الابن وتعزوا بها، ولما كانوا يفرحون صعد وتركهم،
63 فرح التلاميذ لانهم راوا ربنا يغلب الموت، وحزنوا لانه ارتفع عنهم،
64 على جبل الزيتون راوا الغيمة التي تحمله، والهواء كله مبتهج ومسرع للاحتفاء به،
65 والملائكة الذين خرجوا للقائه في ثيابهم البيضاء ليستقبلوه مثل الختن باحتفال عظيم،
66 عاد الرسل الندماء الى العلية وجلسوا ينتظرون لكي يتفقدهم كما وعد،
67 تجمع قادة الجيوش الذين قصدوا ليخرجوا الى البلدان الى ان ياتيهم سلاح الابن.

حلول الروح القدس (اعمال 2/1-13)
68 صعد ابن الملك عند والده ليرسل سلاح الروح لعبيده من عند ابيه،
69 قبل صعوده واثناء ارتفاعه جمعهم ونفخ فيهم ليقبلوا منه الروح،
70 ولما كان يذهب اكد لهم بانه يرسل الروح القدس ليعلمهم الحقائق،
71 البسهم قوة الروح قبل ان يصعد وبعد صعوده ارسل لهم كل السلاح،
72 من هنا اعطى برهانا بانه يملك لكي يعطي، فاعطى لما صعد وعلّم بان الآب متفق معه،
73 اجتمع التلاميذ في تلك العلية منتظرين تلك الموهبة كما كان قد وعد بارسالها.

الروح القدس معلم الرسل
74 وفجأة صوت الريح القوي كان قد رعد هناك على جمع مصف الرسل،
75 امتزجت الريح بالصوت، والنار بالمنظر فصاغا سلاحا للتلاميذ والبسهما لهم،
76 خرجت ألسِنة النار الحية من عند الآب، وشبّت في الرسل فاستنار جميعهم ليتكلموا،
77 كانت تُسمع بغتة ريح مختبرة فصارت معلمة وعلمتهم كل الألسنة،
78 بنار الآب التي أُرسلت بحرارة استنارت انفسهم فبدأوا ينطقون بكل الألسنة،
79 جميعهم استمروا يتكلمون بألسنة متنوعة كما كان الروح يعينهم على الكلام،
80 انه لقول عجيب لما كانت ألسنتهم تُوزع في علية-بابل الابن كما (وُزعت) في بابل،
81 الروح القدس صار لهم معلما وعلّمهم سفرا جديدا بدون قراءة الكتابات،
82 كان يُسمع صوت الريح فجأة، وكان يُعطى منظر النار كألسنة،
83 اغتنى الرسل البسطاء بالحكَم واستنار الصيادون بكل الألسنة،
84 كلام جديد كان ينطقه التلاميذ، وكانت تُسمع من العلية اصوات مختلطة،
85 نار الاعالي مضطرمة في بني النور، ولم يكونوا يحترقون لكن يستنيرون من اللهيب،
86 النار التي انحدرت كالألسنة اضطرمت فيهم، فاعطت لهم كلاما جديدا بكل الألسنة،
87 اقتنوا ألسنة النار والروح في العلية، فتكلم جميعهم بكل الألسنة كما في بابل.

العلية هي: مدرسة وبابل روحية وبيعة مختارة
88 ايتها العلية ان خبرك اسمى من بابل ففيك توزعت كل الألسنة بدون سِفر،
89 جعلك الروح كمدرسة لبني النور، وفيك تعلموا كلام الشعوب وألسنتهم،
90 من العلية خرج فوج الاخوة اللابس السلاح ليجمعوا كل العالم،
91 فيك رتل الروح القدس الحانا جديدة بكل الألسنة التي توزعت بسخاء،
92 صرتِ للرسل كمنجب سلاح، ومنكِ لبسوا قوة الروح لاخضاع الهمجيين،
93 منك استنارت كل المسكونة التي كانت مظلمة لان الرسل ملأوا الارض كاشعة النور،
94 انت ايتها العلية صرت صاحبة الكنوز للشعوب، ومنك اغتنت البلدان المحتاجة،
95 فيك توزع غنى الآب للعالم باسره، ومنك سدّ جميع المعوزين احتياجاتهم،
96 بك كمل وعد المعموذية لان جميع التلاميذ اعتمذوا فيك بالروح القدس والنار،
97 هل اسميك بابل،؟ ان ما حدث فيك ليس بلبلة، لقد غلبتِ بابل بنغم كل الألسنة المحبوب،
98 هناك تبلبلت ألسنتهم بالقصاص، اما فيك فقد وزع الروح كل الألسنة بمحبة،
99 اذاً اسميك بابل الروحية، والبيعة المختارة التي ترتل التسبيح بكل الألسنة.

العلية ومعموذية نهر الاردن
100 نهر الاردن لا يشبه معموذيتك، (فمعموذيتك) نار (ومعموذية) ذلك ماء، فكيف اسميك،؟
101 كان يقال: يوحنا عمذ بالماء، وانتم تعتمذون بالحقيقة بالروح القدس،
102 وعد المعموذية تمّ فيك، لان النار والروح أُعطيا فيك لبني النور.

التلاميذ يتكلمون بلغات مختلفة (اعمال 2/1-13)
103 في العيد العظيم الذي تجمع اليه جميع الشعوب رعدت الألسن من العلية باصوات عالية،
104 سمع اليونانيون والآلانيون لغاتهم من التلاميذ الذين ترعرعوا بوداعة في اليهودية،
105 اتى البرابرة من بين الشعوب البعيدة، ومن العلية سمعوا الكلام الذي وُلدوا فيه.

اليهود يعتبرون التلاميذ سكارى (اعمال 2/13، 15)
106 اليهود ناكرو الحقيقة بافعالهم نكروا ايضا هذا العجب الذي تمّ بوضوح،
107 بجنونهم (قالوا): شربوا مسكرا وسكروا، ايها الناكرون مَن يسكر يفقد عقله،
108 شربُ الخمر لا يعطي ألسنة جديدة، ومن المسكر لم يكن يصدر كلام بليغ،
109 لو شربوا الخمر وسكروا كما تفترون لكان يتلعثم لسانهم الاول،
110 ها انهم مستنيرون ليتكلموا بكل الألسنة، فاي خمر يقدر ان يعلّم السِفر هكذا.؟

الصليب اسكرهم ليتكلموا بالألسنة
111 الصليب غلاهم بخمره حتى يتكلموا ومنه استلموا سِفرا جديدا بدون تعليم،
112 ذاك المسكر الذي عصره الشعب على الجلجلة غلي فيهم وعلّمهم كل الألسنة،
113 الخمر الجديد الذي اجراه جنب ابن الله صار لهم معلما واثراهم بالتعليم،
114 اين وجدتم اناسا سكارى كما قلتم يتكلمون بألسنة جديدة كما سمعتم،؟
115 من يشرب الخمر ويسكر يفقد كلمته، فكيف وجد الآن هولاء كل الألسنة.؟

دعوة اليهودي الى الاعتراف بمساواة الابن مع الآب
116 هلم ايها اليهودي يا مبغض الحق والمرتاب على الحقيقة، والمضطرب بالحسد، والثمل بالجدال، والقلق بالغيرة،
117 والمفتري، والمنطقي، والناكر، والمتباهي، وعدو النور، وصديق الظلمة، ورفيق الظِل، والغاضب من الحياة،
118 والحاقد على النهار، والمرتاب على الشمس، ورفيق الليل، وابن الظلام، والتائه في الضلالة، والراغب في العثرات،
119 ويا ناكر الآب، وصالب الابن، والخالي من الروح، هلم وتامل وانظر الى الابن الذي يشبه اباه،
120 هلم وتامل فيه: انه ليس غريبا عن والده، وافهم من أعماله ابن من هو،؟
121 من فعالياته تعرف بنفسك: من هو ابوه، وأعماله تشهد بانه ابن الله بالحقيقة،
122 غير ان الشمس بالرغم من كونها منيرة ونورها واضح، فالاعمى هو غريب جدا عنها لانه لا يراها،
123 من العلية ومن بابل يفهم المرء كم ان ربنا يشبه اباه باعماله.

هلموا ننزل لنبلبل الألسن: الابن يعمل مع ابيه (تكوين 11/7)
124 ايها المتميز انظر الى تلك العلية والى صهيون، ومدّ عقلك ايضا الى برج بنت الكلدانيين،
125 موضعان صُور بهما فعل واحد، ايها الحكيم احكم: فالقوة واحدة هنا وهناك،
126 الرسل في اليهودية والبابليون في تلك القلعة تعلموا السِفر من معلم واحد مليء حكما،
127 هذا الموجود هنا اعطى رسله كل الألسن وهو ذاته وزعها هناك مع والده،
128 لو كان بعيدا عما حدث في ارض بابل، لما كان يقدر ان يعطي هذه (الألسن) في ارض اليهودية،
129 اتضح بان ما كُتب رمز اليه: هلموا ننزل ونوزع هناك كل الألسن،
130 هو كان قد بلبل ألسنة بني الاثم، وهو ايضا وزع ألسنة بني النور،
131 هنا وهناك تمّ تعليم واحد حتى تعرّف الحقيقة بان ربنا متساو مع والده،
132 مُلكه هي الامور الاولى والاخيرة: هو كان قد بلبل وهو وزع كل الألسن،
133 في يديه هي موضوعة المواضع وولاياتها، ومُلكه هي بابل واليهودية باشكالهما،
134 هو عمّذ بالنار والروح في العلية، وهو الذي كان قد فصل شعوبا شعوبا في بابل،
135 لو كان بعيدا عن بلبلة بنت الكلدانيين، لما كان يقترب من توزيع بنت العبرانيين،
136 وبما ان الشعوب الذين خرجوا من بابل هم خاصته، فقد ارسل لهم بشارة جديدة بألسنتهم،
137 لو كان قد اعطى لهجات اخرى في العلية، لما كانت تخصه بلبلة كل الألسن،
138 وبما انها كانت مُلكه فقد ابان بوضوح لمن يفهم بانه اعطى نفس الكلام للرسل وارسلهم،
139 كتب رسائل بألسنة البلدان ليعرّفهم بانه المعلم الذي تلمذهم،
140 اعطى الرسل ان يتكلموا بألسنة مختلفة، ليعرف الشعوب بانه كان قد بلبل ألسنتهم.

بشارة الابن تُعلن وتُكرز بكل لألسنة
141 بشارة الابن كانت تُرتل بكل الألسنة، ليعرف العالم بان شعوب الارض هم خاصته،
142 تكلم معهم بألسنتهم ليقبلوه مثل تلاميذ (يتكلمون مع) معلم ماهر ومليء حكما،
143 لو كان قد اعطى بشارته للعالم بلسان واحد، لكان يقبلها شعب واحد ليتتلمذ لها،
144 والآن بعد ان اعطاها بغزارة بكل الألسن، فقد تاق اليها جميع شعوب الارض بمحبة،
145 لو تكلم كلاما آخر مع السامعين لكان تعليما آخر غريبا كما قلنا،
146 لقد اتضح بان الألسنة هي نفسها التي وزعها في بابل منذ البداية،
147 تكلم معهم بكلام البلد ليبرهن لهم بانه المعلم واستاذ البلد وربه،
148 لو استنبط كلاما جديدا، لكان غريبا ولَما كان قريبا لِما جرى في بابل.

اللغات هي آية لاشراق الابن الوحيد
149 وبما انه كتب ذلك الهجاء الاول للارض، فقد اتضح بانه معلم (الكتابات) الاولى،
150 ولهذا بلبل هناك كل الألسنة لتكون آية لبشارته لما تُرسل الى الارض،
151 الآب اعطى الألسنة للشعوب وفرّقهم، ليصيروا آية لتجلي الوحيد،
152 كان قد الّف احجية بين الشعوب بحيث من ياتي ويفسرها هو ابن المعلم المليء حكما،
153 هوذا الألسنة معطاة للآية كما هو مكتوب، هذه هي الآية: لتصير كشهادة للابن،
154 اعطى الرسل ان يتكلموا بألسنة مختلفة حتى تشهد الموهبة له: ابن مَن هو،
155 لما كان قد وزع كل الألسن في بابل حفظ السر الذي به يكرز بشارة ابنه.

ألسنة بابل تشهد على مجيء المسيح الثاني
156 وكانت تقال مثل هذه الامور في ارض بابل لما توزعت الألسنة لجميع الشعوب:
157 ايتها القبائل التي خرجت لتستوطن البلدان حافظي على عطية ألسنتكن كما تعلمتن اياها،
158 يُرسل في نهاية الازمنة المعلم العظيم الذي علّمكن ويتحدث معكن عن الحقائق،
159 يا شعوب الارض انتظروا الابن الآتي في الآخرة وسيبين لكم طريق الحياة المليئة نورا،
160 هوذا لكم آية منها تعرفون مجيئه: كلام جديد به تُكرز بشارته في الارض،
161 يتكلم معكم بألسنتكم ليبين لكم بانه بددكم من بابل لتستوطنوا الارض،
162 لما تسمعون منه كلام كل الألسنة، اقبلوا منه الحق الذي يعلمه بوضوح،
163 منذ ذلك الحين كرز الحق لاجل ربنا، واعطى الألسنة لتكون آية لكرازته،
164 في بابل اشرق تعليمه مع والده لان كل الألسنة كانت قد توزعت بواسطته،
165 والآن ابان حقيقته بوضوح في اليهودية بكلام آخر اعطاه لرسله في العلية.

الابن اعطى الكلمة للانسان منذ البداية
166 ذاك التعليم الذي كان قد نُطق في بابل، هو اشرق من العلية على التلاميذ،
167 بشارة الابن كانت تُرسل بكل الألسنة الى شعوب الارض الذين خرجوا من بابل،
168 ابان حقيقته بكلام جديد اعطاه لرسله لانه كان مع ابيه لما تبلبلت كل الألسنة،
169 بتلك الموهبة التي اعطاها للرسل تعلمت الارض بانه كان قد اعطى الكلمة للانسان منذ البداية،
170 مُلكه هي الكلمة والصوت واللسان والفم والقلب مع المعرفة وكل العقل،
171 صادف بانه يبلبل كل الألسنة حيثما شاء، وهنا وزع الروح بانواع مختلفة لانه اراد.

الابن لكونه باريا وابن الباري يقدر ان يغير براياه
172 بتوزيع الروح القدس تعلمت الارض بان البلبلة الاولى هي مُلكه،
173 هو بلبل وهو وزع لانه من السهل عليه ان يغير كل البرايا مثل الباري،
174 هو الذي فصل الشعوب في بابل وبددها، وهو الذي اعطى الألسنة لرسله وارسلهم.

جئت لالقي النار على الارض (لوقا 12/49)
175 الروح القدس بمنظر النار عند التلاميذ، وصوت الروح الذي يعلّم الاصوات بكل الألسنة،
176 المعلم الحاذق الذي اعطى التعليم لتلاميذه وكملهم بالنار والروح لكونهم ناقصين،
177 البسهم سلاح النار بالروح الذي انحدر، وعلّمهم سِفرا جديدا بعجب عظيم،
178 شبّت فيهم نار العلى صاحبة الكنوز، وسمحت لهم ان يتكلموا بكل الألسنة،
179 كان يقول لهم: جئت لالقي النار على الارض، والقاها فيهم كما وعد واستنارت الارض.

من العلية جرى اثنا عشر جدولا وسقوا البيع وجعلوا الارض جنة عدن
180 كانوا مصابيح قد هُيات للانارة، ولم يكونوا قد قبلوا بعدُ النور من العلى،
181 لما اجتمعوا في العلية اضطرمت النار واشتعلت فيهم، فاستنار العالم باشعتهم،
182 بلغت ألسنة اللهيب الى كل واحد منهم وبنور منه اضاءوا كالمصابيح،
183 اضطرمت النار كما لو كان في سراج من ذهب مختار والتهب واستنار الشعوب باشعتهم،
184 جرى التعليم كامواج بكل الألسنة، ونبتت البيع كزنابق بالسيل العظيم،
185 كان قد توزع اثنا عشر جدولا من العلية وجعلوا الارض عدن الاشجار الروحية،
186 من عند الآب كان قد انحدر نبع غير محدود، واخذوا منه وخرجوا ليسقوا العالم كله،
187 صارت العلية معينا يفجر الانهار، وفتحت السيول بغزارة الى كل الجهات،
188 صارت العلية كمنجب السلاح للملك العظيم ومنه لبس جميع جنوده العراة،
189 صارت العلية بابل كل الألسنة العظمى، ومنها سمع جميع الشعوب ألسنتهم،
190 صارت العلية لجة تفجر كل الينابيع وصنعت مستنقعات في بلدان العطاش،
191 صارت العلية بحر الملح السماوي، وارسلت طعما لكل الارض التي كانت تافهة،
192 ايتها العلية لقد غلبت بابل الشهيرة: خبرك اعظم من فعل بنت الكلدانيين،
193 منك خرج التعليم المليء حياة الى شعوب الارض الذين كانوا مظلمين في افكارهم،
194 من الألسنة التي وُزعت فيك تعلم كل واحد ان ربنا بلبل كل الألسنة في بابل.

الخاتمة
195 انه كما هو هنا وهناك مع والده، مبارك الاول الذي صار الاخير ولا يتغير.

كمل (ميمر) مار يعقوب (على) العنصرة