الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الرابع والسبعون

 

 
التعليم محبوب لما يوصف بتمييز، لكنه محبوب اكثر لو يصغون اليه بمحبة، للمحبة فقط اذن تفحص الاصوات، وحيثما تصغي لتسمع شيئا لا تُعاكس، يلزم ان نسمع اخبار العادلين بمحبة، لانهم ايضا اقتربوا عند الله بمحبة.

السر يطارد يعقوب ليسير على درب الابن ويصير مثالا للشعوب. كل ما فعله يعقوب فعله بنمط الصليب: بحمله العصا رمز الى الصليب. برؤيته السلّم رمز الى صليب الابن. يعقوب يصبح "كاهنا" ويمسح الحجر رمزا للبيعة فيسميها بيت ايل. ويصلي فيها الصلاة الربية يوم طلب الخبز والكسوة.

المخطوطة: روما 117 ورقة 21

يرد في البداية اسم مار يعقوب وفي النهاية اسم مار يعقوب الملفان اسقف بطنان سروج. الميمر قطعة شعرية بديعة. لا يمل القاريء من مطالعته. فيه الرموز العديدة. ينبه السروجي الى اهمية التفسير الروحي لرؤيا يعقوب ويناهض اليهود والديوفيسيتيين وكل من يسمعون كلمة السلّم ويفهمنها "حرفيا" ولا شيء آخر ويقول: لا تسمع كلمة السلّم فقط بل اسمع ما سيشرح لك. قد يرقى تاليف هذا الميمر التفسيري الى فترة شباب ملفاننا اي بعد غلق مدرسة الرها مباشرة اي سنة 490م يوم كان يفسر ويعلّم في حورا او في بطنان سروج.

الدراسات:

De visione Jacob in Bethel, in Mösinger I, pp. 21-32

Bickell, Gedichte, pp. 247-258

Landesdorfer Simon, Ausgewälte Schriften der Syrischen Dichter Cyrillonas, Baläus, Isaak von Antiochien und Jacob Sarug, Kempten, 1912, pp.332-342

Graffin Francois, Mimro de Jacques de Sarug sur la vision de Béthel, in OrSyr 5(1960) 225-246

على تجلي يعقوب في بيت ايل الذي قاله مار يعقوب

المقدمة
1 التعليم محبوب لما يوصف بتمييز، لكنه محبوب اكثر لو يصغون اليه بمحبة،
2 للمحبة فقط اذن تفحص الاصوات، وحيثما تصغي لتسمع شيئا لا تُعاكس،
3 يلزم ان نسمع اخبار العادلين بمحبة، لانهم ايضا اقتربوا عند الله بمحبة،
4 كان العالم بغيضا من قبل اولائك الذين احبوا البرارة، وكانت تُغلب كل محبة بمحبة الله،
5 لم يكن يصعب عليهم تغيير المواضع، لان الرب هو موضع جميع العادلين وفيه يسيرون،
6 كانوا اثرياء كثيرا باسرار الابن، وباشباهه كانوا يُعرفون في المواضع،
7 بافعالهم كانت ايحاءاتهم تشرق، وبرؤاهم كانت اعمالهم تكمل،
8 خرجوا وساروا في درب ابن الله العظيم، والبعض منهم هيأ فيه مكانا ليصبح ممهدا.

الاسرار تطرد يعقوب ليسير على درب الابن (تكوين 28)
9 هذه الاسرار طردت يعقوب العادل من موضعه لينزل ويمشي على طريق الابن: المسافة التي بلغته،
10 ارسله اسحق بعد ان حمل البركات من عنده، لينزل وينفذ درب الاسرار وياتي الى ارضه،
11 وصل الى المبيت واوقفه السرّ حتى يمشي معه، وهو لا يدري ماذا كان يرسم في الطريق التي سلكها،
12 خلا موضع الجبل عليه فخاف بسبب وحدانيته حتى انه ظن بان الرب ليس موجودا هناك،
13 اضطرب فكره من الخوف في الجبل، ونام نوما رُسم به سرّ موت ابن الله،
14 خاف هناك من دخول الالم بذرائع، لان هذا الدرب لا يكتمل الا بالالم،
15 العادل اخذ حجرا ووضعه كمخدة ونام، لان سرّ الابن لم يكن يسير بدون البيعة،
16 بدأ يعقوب بهذا العمل في الطريق التي سلكها لئلا يبيت ويسير في دربه بدون انماط،
17 حالما خرج من بيت ابيه تبعته الاسرار ونزلت معه في الطريق وصعدت مثل التجار،
18لما نزل اخذ معه عصا ليُصور بها بالحقيقة صليب الابن،
19 من خطب امرأة بالعصا ما عدا يعقوب الذي لم ياخذ معه شيئا آخر سوى عصا،؟
20 العصا حلت محل كل مهر المخطوبات، وبها كان يحرس القطيع من المضرات،
21 بها كان يطرد الحيوان المفترس عن قطيعه، وبها وجد رفيقا في الطريق وغنى في الامان،
22 ابن الله وحده ابان الصليبَ في العالم، ومنه افاض كل الثروات على البرايا،
23 به خُطبت بيعة الشعوب التي كانت مطلّقة، وبها طُرد الشيطان والموت مثل اللصين،
24 يعقوب اخذ سرّه لما كان ينزل الى حران، ولهذا فان دربه اسمى من الدروب،
25 نام على عصاه ووضع حجرا مخدة له ونام، وهذا يعني بان الابن خطب البيعة ومات على الصليب.

رؤيا سلّم يعقوب (تكوين 28/10-22)
26 لما استقر سبات الاسرار على البار، فتح الحلمُ السماء ونزل ليتكلم معه،
27 كانت العساكر قد احاطت به باجواقها ليرافقوه في ذلك الانحدار المليء عجبا،
28 لما كان ينزل اخذ صورة الابن ليحتفل بها، وتبعه المستيقظون ليرافقوه بكثرتهم،
29 خرجت الافواج للقاء الملك لما كان يعبر، لئلا يُحتقر في الموضع المقفر لما حلّ هناك،
30 سمى يعقوبَ بالتواضع مثل فقير، ولكونه ملكا فقد تجمع الملائكة وقت نزوله،
31 راوا انه احتضن عصاه ونام على قمة الجبل، فاحاطت به الجموع لترى صورة الصلب،
32 في حلمه راى سلّما قائما على الارض، وراسه يصل الى السماء بعجب عظيم،
33 منظر جديد لم يشاهده احد ما عدا يعقوب: مشهد محير ومليء انماط الحقائق،
34 من راى منذ الازل سلّما مثل هذا موضوعا على الارض، ويصل الى السماء ما عدا يعقوب،؟
35 راى الملائكة يصعدون عليه ليرتفعوا، وصفوفا اخرى تنزل نحو الارضيين،
36 هوذا الصعود المليء عجبا لمن ينظر اليه، به اقتربت السماء والارض الواحدة من رفيقتها،
37 هنا تمتليء النفس حيرة بعجب عظيم لما تنفتح لتصف التجلي.

يعقوب يتكلم
38 الكلمة مجدبة ما لم تصدر من حواس النفس، وقوتها ضعيفة عندما لا تُلفظ بمحبة،
39 لما تُطالب النفس فتتكلم عما تراه، ولا تتكلم عن الاخبار استنادا الى السمع فقط،
40 تملأ بصرها من التجليات لما تشرق ثم تشاء ان تتكلم عن واقعها،
41 لا نكرر تجلي يعقوب كقصة، لنوجه نفسنا الى الرؤيا حتى نتامل فيها،
42 لا تسمع السلّم وحسبُ من القراءة، اصغِ الى شيء آخر وسيُفسر لك.

السلّم هو صليب الابن
43 لو كان الملائكة يصعدون عليه لماذا السلّم،؟ لماذا كان يُصفّ درج للروحيين،؟
44 هنا فُسر الصليب من تلقاء ذاته، لان درب الابن كان يُرى في ذلك السلّم،
45 الصليب وُضع كسلّم مليء عجبا، وبه صعد الناس بالحقيقة الى العلى،
46 في ولادة الابن نزل الملائكة عند الارضيين، وصعد الناس من العمق عند العلويين،
47 به اختلطت السماء والارض اللتان كانتا غاضبتين، وملك الامانُ على الجهتين اللتين كانتا منقسمتين،
48 هو قام في الارض كالسلّم المليء درجات، وبسط نفسه ليصعد به جميع السفليين،
49 الصليب ثلم بقوته سياجَ الغضب، ولما ارتفع خلط الارضيين والسماويين،
50 هو الذي جلب واصعد الناس ليرتفعوا الى العلى، وسحب واتى بالمستيقظين ليسبّحوا في العمق،
51 به اندفع لينزل العساكر السماويون ليروا العجب الذي كان خفيا عن صفوفهم،
52 به نظر الشعوب والعوالم ليصعدوا الى العلى العالي، لانه سهل وبسيط للصعود وللنزول،
53 انظر الى الصليب واملأ عينك من عظمته، لانه درب عظيم لا يتوقف عن المسيرة،
54 انه كمرتفع بين الارضيين والسماويين، ولولاه لما كانت تقترب الجهة من الجهة رفيقتها،
55 يسهل السير فيه بحيث يسير فيه الموتى، لقد افرغ الشيول وهوذا الموتى يصعدون به،
56 بدون الصليب من كان يصعد الى السماء، ولولاه من كان يصنع الامان في الجهتين،؟
57 من كان يبلغ الى العلى الموجود في الوسط حتى تختلط الجبهة في رفيقتها ما عداه،؟
58 من يا ترى كان يُصعد اللص الى الملكوت لو لم ينحن الصليب اليه ليسير فيه،؟
59 من كان يُنقذ موتى الشيول من القبور، لو لم ينزل هو وراءهم ليحملهم،؟
60 هذه هي اذاً رؤيا يعقوب وتجليه، وقد راى الصليبَ بالحقيقة بفضل السلّم.

الحلم صار معلما ليعقوب
61 صار الحلم معلما جليا ليعقوب، واعطاه مشهدا ليقرأه اثناء النوم وبه يستنير،
62 في سكوت الليل صمت عن حركات العالم وراى ربَّ العوالم يعلمه الخفايا،
63 دخل في السبات ووصل الى موضع الخفايا، وهناك تعلّم الاسرار وتفاسيرها،
64 نام على الارض وصار يقظا في الايحاءات، لانه راى عجبا بدون اضطراب الافعال،
65 السبات اغمض عينيه الخارجية عن الامور الظاهرة، واتى المنظر وفتح نفسه للخفايا،
66 راى الصليب قائما على الارض كالسلّم، وقد جُعل دربا عليه يسير العساكر،
67 راى فوقها الرب قائما مثل آمر الكل، ويشجعه ليسير على دربه بثقة،
68 انا الرب، واله ابرام ابيك، وانا اله اسحق وساكون معك،
69 اعطيك هذه الارض لتصير صاحبها، وزرعك يرث المواضع وسكانها،
70 يتبارك بك وبنسلك جميع الشعوب، وستكثر في العالم، وتستولي على الجهات في الشعوب،
71 انا معك، وممن تخاف حيثما ذهبت، انا حارسك ومن يقدر ان يؤذيك،؟
72 الرب اعطى يعقوب هناك زوادا، لئلا يعوزه شيء في موضع ليس موضعه،
73 رؤيا السرّ اخذت الغنى لتوزعه عليه اذ استحق ان يراه لئلا يتعذب بالفاقة،
74 دخل قدام الملك واخذ البركات كموهبة، ليذهب ويصور صورة الجمال في المواضع.

الشعوب تباركت بالصليب فلا يتباه الشعب اليهودي على الشعوب
75 يعقوب الصغير كان قد تبارك بالصلب، ليشرق منه المخلص العظيم للعالم كله،
76 باركْ بزرعك شعوبَ الارض ولا (يُبارك) هو من قبل الشعوب، يتبارك بك وبزرعك شعوب الارض،
77 الشعوب اخذوا هذه البركة منذ ذلك الحين، ولما كان يعقوب يُبارك فقد استقرت عليهم،
78 به وبزرعه تباركت شعوب الارض، ليسكت اذاً الشعب المتباهي على الخارجيين،
79 جميع الشعوب كانوا قد تباركوا من قبل الله بذلك التجلي الذي هو نمط الصلب،
80 سرّ الابن سكب البركات بغزارة، وبمحبة اعطى الرجاء لجميع الشعوب،
81 لم يكن اسحق يبارك لكن الرب الذي ساوى بكلمته الصغار والكبار،
82 بارك جميعَ الشعوب سوية منذ ذلك الحين، لان سرّ الابن كان كافيا ليتبارك به الكل،
83 لو لم يكن يشرق سرّه هناك، لماذا كان يظهر الرب على السلّم،؟
84 راى البار الصليبَ على الجبل وعليه الرب، وبالصليب اخذ شعوب الارض البركات،
85 ثبّت على الجبل صليب الاسرار كالسلّم، ووقف على راسه وبه كان يبارك جميع الشعوب،
86 لو لم يكن الامر كما اقول بالحقيقة، لماذا لزم ان يظهر نفسه على السلّم،؟
87 لقد اتضح جليا بانه كان الصليب وعليه الرب وبه تبارك جميع الشعوب،
88 بسط كلمته لئلا يتبارك بها شعب واحد لكن جميعهم وكان قادرا ان يبارك الكل،
89 وُضع الصليب هناك بالسرّ كالسلّم، وصار للشعوب كمصعد نحو الله.

يعقوب العادل يطلب ان يُضم اسمه الى اسم ابراهيم واسحق
90 تحير البار بالرؤيا الجديدة التي ظهرت له، واستيقظ العادل وهو يلتهب بتجليه،
91 اشرق في نفسه نور عظيم بالرؤيا الجديدة وكان يلتهب بالايحاءات كما لو كان بالنار،
92 سمع من الرب اسم ابراهيم واسم اسحق، فاشتهى ان يدخل خبره في ذلك النظام،
93 ولعله طلب متوسلا بتمييز (وقال): رجاءً ايها الرب ضمّ اسمي هنا الى هذَين (الاسمين)،
94 قال: اعطنى محلا في هذا النظام بعد اسحق وبعد يعقوب، لاصير مختلطا مع آبائي،
95 اتوق لتضع اسمي ليس فقط بعد ابراهيم واسحق ولكن بعد يعقوب ايضا،
96 انضمّ الى سلسلة هذين لما تحصيهما، رتبني معهما عدديا وبالاسم الحسن.

يعقوب يمسح حجرا رمزا للبيعة
97 يعقوب استنار بالتجلي الذي تكلم معه، لان مشهدا عظيما سجره بحرارة اثناء النوم،
98 حقيقة يوجد الرب في هذا الموضع، ولم اكن اعرف الا حاليا بفضل العجب الذي رايته،
99 هذا هو بيت الله بالحقيقة، وهذا هو باب السماء بوضوح،
100 نام فقيرا ونهض غنيا بواسطة التجلي، في المساء مضطهَدا، واثناء الليل سيد الارض،!
101 نهض صباحا وشرع يبني البيعة، ليُكرم موضع الرؤيا بجمال الاسرار،
102 رفع الحجر واتى بالزيت وسكب على راسه، ليكمل كل نمط البيعة بوضوح،
103 يا يعقوب ماذا تصنع في الطريق التي سلكتها؟، لماذا الزيت للحجر ولاية غاية،؟
104 من بيّن لك لتصنع هذا العمل العجيب،؟ وما الداعي لانك اكرمته باحتفال،؟
105 من علّمك ان تدهن الحجر هناك على الجبل،؟ لانه لم يصنع احد هذا (العمل) منذ الازل ما عداك،
106 يعقوب صنع فعلا جديدا على ذلك الجبل لم يُنفذ مثله الى يومه،
107 ابراهيم لم يعلمه ان يدهن الحجر بالدهن، ولم يقبل من اسحق هذا الامر الجديد الذي قام به،
108 نفسه استنارت بالتجلي العجيب الذي رآه: من بعده ابتدأ عمل جديد في العالم.

مسح الحجر جعل يعقوب كاهنا
109 الرؤيا العظيمة جعلت يعقوب العادل كاهنا، وبعد ان صار (كاهنا) قام بعمل المسحة،
110 رؤيا السرّ سكبت النور على افكاره ليصنع هناك ما يلزم باشكاله،
111 اسمياً لقد بنى لله بيتا لانه وضع حجرا اعني بصورة خاصة البيعة في العالم،
112 المتميز سمى كل الموضع بيت الله، ووضع فيه حجرا ومسحه كما لو كان بالسرّ.

يعقوب يخطب البيعة للابن
113 الصليب نزل ليبرم شرط الخطوبة، ولم يكن ممكنا تصديق كلمته بدون المسحة،
114 نمط الابن اشرق في الحلم على المتميز، ولما نهض صوّر له صورة كما يليق به،
115 نزل التجلي واوقفه في الطريق لما كان يمشي لئلا يمر قبل ان يخطب البيعة للابن،
116 كمّلْ ما هو خاصتي ثم تمضي لتقوم بعملك، ارسم لي انماطا وبعدئذ تذهب لتفتش عما هو خاصتك،
117 اصنع لي هنا عرس السرّ بالرؤيا الجديدة، ثم تاخذ لك امرأة وهي ايضا سرّ،
118 اخطب لي البيعة وبعدئذ تُخطب بنت الحرانيين، شيد لي بيتا وبعدئذ تتابع مهامك،
119 لو لم تُخطب سريا بنت الملك، لن يستقيم دربك بالحسنات،
120 اصنع لي شرط وليمة البيعة، ثم اعبر وامش في طريق تُصور بها الاسرار،
121 ضع ذكرى الرؤيا في الجبل، ثم تذهب لئلا تغيب رؤيا السرّ عن ذهنك،
122 هاتِ المسحة واسكب على الحجر الذي هو البيعة وارسمها لي لانها ستعود بعد مدة،
123 ضع اساسا لبيت عروس الملك العظيم ليبني عليه جميع العادلين كل زروعهم،
124 اعقد لي خدرا ليدخل السرّ ويُخدم فيه الى ان اصنع عرسا عظيما في العالم كله.

بيت ايل رمز لتجسد الابن
125 يعقوب راى هذا الجمال في التجلي، واقام الحجر وسمى الموضع بيت الله،
126 يوجد الرب في هذا الموضع ولم اكن اعرف، الباب مفتوح بين السماء والعمق ولم اكن افهم،
127 شاهد الربَ مصمما لينزل على الارض، وبنى له بيتا ليصنع راحة لنزوله،
128 أُتقن له انحدار عند الارضيين، واطمأنت الجهة الغاضبة الواحدة مع رفيقتها،
129 الدرجات الموجودة في الوسط بلغت الى العلى العالي، والموضع الصعب اطمأن بفوج المستيقظين،
130 الرب القائم على السلّم يريد ان ينزل، فاهيء له بيتا لائقا ليُكرم فيه،
131 اتضح اذاً بان الرب سينزل الى الارض، ويُظهر نفسه مثل انسان عند الارضيين،
132 لو لم يكن يرمز بالحقيقة على النزول، لماذا كان يقوم على السلّم المليء درجات،؟
133 لقد صمم ان ينزل ويصير منا، وبنى بيتا ليكون معدّا كما لو كان لاكرامه،
134 يريد ان يصنع شيئا في الارض لما ينزل اليها، حتى يكون المحل مهيأ لراحته منذ الآن،
135 سينزل نزولا عاجلا ام آجلا، ليتعلم العالم مني ولو انا لم اكن اعرف.

نذر يعقوب يرمز الى حياة الكمال
136 مع التجلي الذي قبله يعقوب من الله، بدأ بعمل حقيقي في العالم مثل نشيط،
137 رسم صور البيت العظيم بالحجر الذي اقامه، وختم السرّ بالمسحة ليضيء بوضوح،
138 كمّل فعلَه وبدأ بنذور البرارة، صوّر البيعة ودخل ليثبتها بالصلوات،
139 لو يكون الله معي الى حيث اذهب، ويعطيني اللبس للبس والخبز للاكل،
140 هنا ايضا انتصر تعليم الابن لانه بدأ يسير على دربه بفكر متجرد،
141 كان قد طلب من الله اللباس والخبز فقط، ليُصور به درب مصف الرسل الكامل،
142 من الغنى الذي صادف ذلك المتميز، لم يكن يطلب سوى اللباس والخبز،
143 لو كان يفتش على الغنى، لما كان يهرب ولما كان يترك مقتنى بيت ابراهيم،
144 اخذ البركات وسعى وراء البرارة وكان يكفيه الخبز اليومي ليتنعم به.

يعقوب يصلي الصلاة الربية في البيعة التي شيدها
145 في البيعة التي بناها يعقوب لما كان يهرب صلى منذ ذلك الحين الصلاة التي علمها ربنا،
146 كان يتوسل (قائلا): اعطني الخبز الدائم اليومي، وقد امر الرسلَ ايضا ان يصلوا هذه (الصلاة)،
147 كانت تليق ايضا هذه الصلاة بهذه الطريق لتُذكر فيها كل عبارات مصف الرسل،
148 الخبز اليومي مع الله هو غنى عظيم، ولو وُجد شيء خارجا عنه فهو زائد،
149 في الطريق التي سلكها لم يهتم يعقوب بالغد لانه كان يكفي لليوم شره بهمّه،
150 استنار درب الصلب امام البار ونظر اليه وفهم بان الخبز اليومي فقط ينفعه،
151 لم يكن يعرف قوة هذه الصلاة الى ان اقتبلت نفسه النور من التجلي،
152 لم يصلّ هكذا لما خرج من بيت ابيه، وكل نهاره لم يتعلم في الطريق هذه (الصلاة)،
153 نام مساء ولم يكن يصلي هذه الصلاة، ولما اشرق التجلي عليه ليلا استنارت نفسه،
154 شرع يكرر ما كان الرسل قد أُمروا ان يطلبوه: الخبز الدائم اليومي فقط،
155 وجد كم ان فقر الابن هو غنى، فسعى اليه ليغتني به كثيرا،
156 رؤيا السرّ صارت ليعقوب مثل المعلم، وافهمته ماذا عليه ان يقول لما يصلي،
157 لم يسأل الثروة لانها ليست بشيء للمتميزين، بل اكتفى بطلب اللباس والخبز فقط حسب الحاجة،
158 فكرُ العادلين لا يشتهي الزوائد، ولا يُتعبون النفس بهمّ الامور الباطلة،
159 ياخذون ما يلزم فقط من المقتنيات: اللباس والخبز ولا يتقيدون بالشهوات،
160 الحياة البسيطة هي راحة مليئة تطويبات وبمنادمتها تكثر الحكمة،
161 الطماع يُقتل يوميا بهمّ طلب الكثير، بينما لا يقدر ان يحيا في يوم واحد (حياة) يومَين،
162 خبز الغد زائد عليك في هذا اليوم، كما ان (خبز) اليوم لا ينفع ليوم امس،
163 لو كان كل يوم يطلب ان توفر له ما يلزمه، فلا تجمع على راسك همّ الايام في يوم واحد،
164 يكفي لليوم شره اي التفكير فيه، وهذا يكفي بدون ريب لجميع الاحياء،
165 ولهذا طلب يعقوب اللباس والخبز، ليصير شاهدا جديدا لتعليم ربنا الجديد،
166 كل ما تعطيني ساعشّره لك عشورا، لانه لم يكن يشتهي ان يقتني بل ان يعشّر،
167 يعقوب العادل بنى هناك بيت الاسرار، وسنده جيدا بالعشور وبالنذور.

الخاتمة
168 الارادة الصالحة ذاتها تزاحمت على القربان، مبارك من ساعده ليوفي نذر تمييزه.

كمل الميمر على تجلي يعقوب في بيت ايل الذي الفه مار يعقوب الملفان اسقف بطنان سروج