الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الخامس والسبعون

 

 
طريق الابن كانت تُرسم بكل الاسرار وقد قاست الارض بخطواتها لما كانت تسير، ها انه ياتي باحتفال الى الارض منذ الازل، وبافعالهم كان الناس العادلون يخبرون به، كان قد صمم لياتي ويخطب بيعة الشعوب، وكان يظهر بين فينة واخرى بالالغاز.

الابن مصور في كل سطر من اسطر الكتب المقدسة: انظر الى الكتاب وها انك تجد دربه هناك، لانه لا يوجد سطر بين القراءات الا ويكرز عليه، خذ العلم كالمصباح وادخل الى الكتاب، وفيه تقدر ان ترى جمال الخفايا، اين ليس مصورا ابن الله في كل الاسفار،؟ فتش عن هذا لو امكن لانه غير ممكن نهائيا، لا توجد صحيفة الا وفيها تقوم صورة الابن، ولا قراءة لا يتكلم فيها بوضوح، كل حرف موجود في الكتب (هو) باسم الرب، وفي كل الاصوات هو يُترجم باسهاب.

المسيح مصور في يعقوب الذي يخطب ويحب راحيل التي تمثل البيعة الجميلة ويتزوجها كما تزوج لية التي تمثل الجماعة اليهودية والتي حلت محل راحيل بعد ان خدعه لابان. لية قبيحة ولكن قبحها غير ارادي بينما قبح الجماعة اليهودية هو قبح ارادي.

المخطوطة: روما 117 ورقة 17

يرد في البداية اسم مار يعقوب. طريق يعقوب-اسرائيل تصور درب الابن واسراره. الميمر قطعة شعرية رائعة. فيه مباديء تفسيرية كتابية رائعة. يستعمل ملفاننا عبارة يا ابني لعل هذه العبارة تشير الى فترة نضوجه الفكري. قد يرقى تاريخ تاليفه الى سنة 500م.

الدراسات:

De Domino nostro et Jacob et de Ecclesia et Rachel, et de Lia et Synagoga, in Mösinger I, pp. 33-44

Traduction anglaise, in, HTM, TV 44 (1993), pp. 51-64

الذي الفه مار يعقوب على ربنا ويعقوب وعلى البيعة وراحيل وعلى لية والجماعة

المقدمة
1 طريق الابن كانت تُرسم بكل الاسرار وقاست الارض بخطواتها لما كانت تسير،
2 ها انه ياتي باحتفال الى الارض منذ الازل، وكان الناس العادلون يخبرون به بافعالهم،
3 كان قد صمم لياتي ويخطب بيعة الشعوب، وكان يظهر بين فينة واخرى بالالغاز.

الابن موجود في كل سطر من اسطر الكتاب المقدس
4 انظر الى الكتاب وها انك تجد دربه هناك، لانه لا يوجد سطر بين القراءات الا ويكرزه،
5 خذ العلم كالمصباح وادخل الى الكتاب، وفيه تقدر ان ترى جمال الخفايا،
6 ابن الله اين ليس مصورا في كل الاسفار، فتش عن هذا لو امكن لانه غير ممكن نهائيا،؟
7 لا توجد صحيفة الا وفيها تقوم صورة الابن، ولا قراءة لا يتكلم فيها بوضوح،
8 كل حرف موجود في الكتب (هو) باسم الرب، وفي كل الاصوات يُترجم باسهاب،
9 /209/ في كل الازمنة يوصف بانه سياتي الى الارض الى ان اتى ثم استراح كراريزه من البشائر،
10 من بداية العالم توجه الجبار ليسلك طريقه، وكان يُرى ظله في كل الاجيال،
11 ثبت شبهه بواسطة العادلين والملوك والابرار والآباء لتراه العوالم وتنتظره.

يعقوب خطب بنت الحرانيين رمز للمسيح الذي خطب البيعة
12 خبر دربه جعل يعقوبَ ينزل عند الحرانيين ليخطب العادل العظيم بنت الوثنيين،
13 (خطب) تلك التي تربت بين اصنام الوثنية لهذا الغني بالبركات وبالايحاءات،
14 تتقدس المرأة غير المؤمنة بالرجل القديس كما كتب بولس هذه (الحقيقة)،
15 واذا كانت راحيل قديسة بسبب يعقوب، كم تتبرر بيعة الشعوب برب يعقوب،!
16 بنتا الوثني تقدستا بالرجل العادل، وهذا (يعني) ان الابن قدس جماعات الشعوب،
17 لو لم يحمل يعقوب صورة الابن، لما كان يشتهر هكذا بافعاله،
18 كم ان خبر لية بغيضة العينين هو مهمل، ولماذا يا ترى الا لاجل السر الذي تمّ فيها،؟
19 كم ان راحيل اختها تنتصر بين القراءات، لان جمال البيعة اختبأ فيها ولهذا نصرها عظيم،!
20 كم ان خبر يعقوب مليء عجبا، لانه يشبه ربه ولهذا فهو عظيم في الكتب،
21 انظر الى طريقه كم انها تشبه (درب) المسيح، واعلم من هنا بانه لم يكن يسير الا فيها،
22 بافعاله صار ظِلا لربنا الذي نزل وخطب واغتنى وصعد عند والده،
23 انظر الى يعقوب وهو يمشي بالفقر، كم كان يشبه الابن الذي اخلى نفسه وتنازل.

مسيرة درب يعقوب ترمز الى درب المسيح
24 لنذكر اذاً سبيل يعقوب بمفردها، لانها كلها مصورة بالحقيقة بدرب ربنا،
25 خرج من بلده لياتي الى حران بالفقر، فتبعته الاسرار لتكمل فيه تجلياتها،
26 وصل الى البئر ليس (بئر) الماء لكن (بئر) الاسرار، فلو نظرتَ: انه ملئ اسرارا اكثر من الماء،
27 وجده مغلقا ولا يصعد منه السقي ويحيط به قطعان الغنم والرعاة،
28 وجد هناك حجرا عظيما موضوعا على فمه، والقطيع عطشان وينتظر ان يُزاح الحجر،
29 كان ثقل عظيم موضوعا على الينبوع، وبالكد كان الكثيرون يزحزحونه،
30 القوة المتجمعة من رعاة كثيرين كانت تزيح حجر الاسرار وبعدئذ كان يُرفع،
31 وقف يعقوب ونظر الى القطعان التي احرقها العطش، ولا توجد قوة لرفع الحجر واروائها،
32 ولما كان واقفا اتت راحيل عند القطيع، وحالما رآها قلَبَ الحجرَ ليشرب القطيع،
33 جمال راحيل حث يعقوبَ بعد ان رآها ليدحرج الحجر الثقيل على الكثيرين،
34 منظرها البهي اضاف طاقة اليه ليرفع جِرم الجبروت ويسقي القطيع،
35 كان سر البيعة موضوعا في وجهها كالبلور، وتاق يعقوب خطيبها العادل الى محياها،
36 جماعة الشعوب رشّت جمالا على بنت الوثنيين حتى يراها يعقوب ويستيقظ على الانتصار،
37 دحرج عن البئر حجرا عظيما وسقى القطيع، ووجد خطيبة الاسرار ابهى من رفيقاتها،
38 كل القطعان شربت بسبب راحيل، وبجمالها ومحبتها وبهائها صارت سببا (للشرب).

يعقوب يقبّل راحيل باكيا ليرمز الى آلام الابن
39 يا ابني لا تظن بان يعقوب اشتهاها جسديا، لانه لما قبّلها كان يبكي بكاء بالم عظيم،
40 لو كانت شهوة لما كان يسكب الدموع هناك، لان البهجة تلد الشهوة بحرارتها،
41 الالم يلد الحزن والكآبة، وحيثما يوجد البكاء لا توجد الشهوة مطلقا،
42 اذاً يعقوب لم يكن يلتهب بالشهوة، لكنه كان يضطرم بالم اسرار الابن،
43 من قبّل خطيبته باكيا سوى يعقوب لانه وجد في راحيل سر البيعة وهي تُخطب،؟
44 كان يلزم ان يبكي ويتالم لما كان يقبّلها ليرسم آلام الابن بخطوبتها،
45 بدموعه صوّر صورة لالم ابن الله، لانه تالم لما كان يخطب البيعة وبعدئذ خُطبت،
46 كم ان درب الابن اعظم من كراريزه، وخطوبة الختن الملك (اعظم) من رسله،!
47 يعقوب اجرى الدموع لما كان يخطب راحيل، وربنا غرّق بيعته بدمه لما كان يخلصها،
48 الدموع ايضا هي ظِل الدم لانها لا تُنجب من البآبيء الا بالالم،
49 اذاً بكاء يعقوب العادل كان ظِل الالم العظيم الذي به خُلصت بيعة الشعوب،
50 هلم وانظر الى ربنا الذي جاء الى العالم من عند ابيه، واخلى نفسه ليسلك دربه بتواضع،
51 وجد بان الخطيئة موضوعة على ينبوع العالم، ولا يوجد شراب الحياة للناس ليسعدهم،
52 راى الشعوبَ في عطش عظيم كالقطعان، وينبوع الحياة مغلق بالخطيئة كما لو كان بحجر،
53 راى البيعةَ مثل راحيل وتاق الى لقائها، فقلَبَ الخطيئةَ التي كانت ثقيلة كالحجر،
54 فتح لخطيبته المعموذية لتسبَح هناك وادلى بدلوه وسقى شعوب الارض كالقطعان،
55 رفع ثقل الخطايا بقوته العظمى، وكشف عن المعين لارواء العالم كله،
56 قدّم الشراب لجميع الشعوب بسبب البيعة، كما شربت كل القطعان بسبب راحيل.

سرّ الابن ساعد يعقوب ليزيح الحجر الكبير
57 لو لم ينزل هذا السر مع يعقوب لما كان الرجل العادي يقلب هذا الحجر العظيم،
58 من يريد ان يقبل هذه الامور بالرؤيا، فليذهب ويرَ الحجر الثقيل على الجبابرة،
59 بالكد كان جمعُ الناس يقلبه ويدحرجه، فكيف قلبه واحد وحده بسرعة،؟
60 لو لم يساعده السرّ هناك، لما كان يعقوب يحرك الحجر لانه كان صغيرا،
61 ظِل الراعي العظيم استقر عليه وخافت من (قوته) قوة جميع الرعاة.

لابان يستقبل يعقوب ويتفقا على الاجرة: الزواج من راحيل
62 ادلى (بدلوه) وسقى قطيع راحيل كما لو كان بالسرّ، وسمع لابان خبر يعقوب وفرح بلقائه،
63 الوثني استقبل الرجلَ العادل بقلب صالح، وبدأ يتشارط معه على عمله،
64 قال لابان: ما هي اجرتك لتكن معروفة، لانه لا يحسن ان تعمل مجانا ما دمتَ عندي،؟
65 قال يعقوب: اشتغلُ معك لاجل راحيل، زوّجني بنتك الصغرى وهذه اجرة صالحة،
66 اشتغلُ معك سبع سنين لاجل راحيل، ولا تعطني شيئا آخر سواها،
67 هذه هي الاجرة التي اطلب ان تردها لي: بنتك راحيل، بعد خدمتك بنشاط،
68 هنا تحقق كل نمط ربنا لانه اعطى نفسه للتعب العظيم بدل البيعة،
69 استسلم ابن الله للآلام بمحبته ليخطب بضرباته البيعة التي كانت مطلّقة،
70 تالم على الصليب لاجل هذه الساجدة للاصنام لتصير بعد اتعابه خاصته بقداسة،
71 قبل ان يرعى كل اغنام البشر بعصا الصلب العظيم وهو يتالم،
72 قبل ان يرعى الشعوب والعوالم والطغمات والجموع والمواضع ولتُردّ اليه البيعة فقط،
73 بالتعب والجهد والضربات حرس الرعية وقد صادفته الآلام والعذابات لاجلها،
74 لما كان يعثر حتى يجمع (الخراف) المفقودة، ويحني كتفه للضالّ حتى يحمله،
75 لما كان واقفا وسط الجموع بدل الرعية، ولاجلها نخسوه بالمسامير بدل الاشواك،
76 لما كان يحتمل ليس الجليد بل الجلد، وبدل الحر راس الرمح بدل الرعية،
77 لما كان الذئبان: الشيطان والموت غاضبَين عليه، وهو مصلوب ويقاوم الآلام ولا يتراخ،
78 يعقوب تشارط مع لابان على راحيل ليرعى القطيع وياخذ امرأة كما طلب،
79 اشتغل سبع سنين مع لابان لاجل بنته، والتعب الطويل استهونه بالمحبة العظمى،
80 سنوات وشهور ذلك الشغل كانت قصيرة بالنسبة له، لاجل الاجرة المخصصة والعظيمة في عينيه،
81 جمال راحيل كان موضوعا امامه كدينار، وكان يحثه لئلا يتهاون قبل اخذه،
82 كان قد عدّ السنوات التي اشتغل فيها كايام قصيرة، لكون الشرط محبوبا منذ البداية،
83 تمكّن من ازالة برد الليل بالمحبة، وحر النهار بالاجرة المحبوبة المخصصة له.

يعقوب يتزوج من لية بدل راحيل
84 انتهى الوقت لتُدفع الاجرة للراعي، فتحايل لابان الخداع ليكذب عليه،
85 صار عرس ليفرح الختن بالعروس التي خطب، وبدل راحيل دخلت لية بمكر ابيها،
86 علّموا كثيرا بغيضة العينين حتى تتحجب الى ان يضاجعها الختن العادل وبعدئذ تُعرف،
87 صاغ معها سرا بالخفية قبل ان تدخل، وعلّمها اية كلمات (يلزم) ان تقول لو سُئلت،
88 (عليها ان) تخفي فضيحتها وكان يُظن بانها عفاف وتخفي قبحها ويظن يعقوب بانها حشمة،
89 اخفوا راحيلَ لئلا تُفضح الخدعة، والغاية من اخفائها هي لئلا تظهر بانها لية،
90 لية محجبة، واختها مختبئة بين الشابات، ومن كان يعرف هذا السر ما عدا لابان،؟
91 راحيل متروكة، ولية محجبة، كان لابان قد خدع يعقوبَ العادل بخصوص خطيبته،
92 البهية متروكة، وتدخل بغيضة المنظر لتصير (زوجة)، وهنا ايضا كانت تتم الاسرار المستورة،
93 العروس خدعت الختنَ ونسي بانها ليست راحيل، وضاجعها دون ان يدري بالخدع ضده،
94 دخلت البغيضة بدل الجميلة بالحيلة، لانها لم تكن تدخل لو لم تكن تُحسب راحيلَ،
95 لما اصبحت انفضحت حيلة لابان، واتضح المنظر البغيض الذي كان مغطى،
96 يعقوب ضل بسبب الليل ولية كما لو كان بالحلم، واشرق الصباح فانفضح العمل البغيض،
97 المساء اخفى العروسَ واعطاها بحيلة، وكشفها الفجر ليراها الختن ويحتقرها،
98 الاسم الذي لا يعود اليها اعطاها للرجل اذ كانت متروكة لان اسمها الخاص كان كمنظرها ولم يكن مقبولا،
99 راحيل تدخل مبرقعة بالاسم وليست راحيل: اعطى لابان الحيال اثنتين بجمال واحد،
100 وضع جمالَ راحيل على لية واخرجها واعطاها، لانها لو ظلت لما كانت تخرج بسبب منظرها،
101 بحيلته وضع اسمَ الجميلة على القبيحة، فتزينت العروسان بجمال واحد.

يعقوب يكتشف حيلة لابان ويطالب براحيل
102 لما اصبحت وراى الختن العروسَ تحير، لان تلك التي لم يطلبها أُعطيت له ليسعد معها،
103 اشتغل في القطيع بنشاط لاجل الجميلة ولما حان الزفاف ليفرح بها دخلت القبيحة،
104 بدأ العادل يلوم الوثني بسبب حيله، (وقال): ماذا فعلتَ بي بعد اتعابي،؟
105 اشتغلتُ لاجل راحيل، ولماذا أُعطيت لي لية، خطبتُ البهية فلماذا تعطيني قبيحة المنظر،؟
106 لماذا خدعتني لتبدّل اجرتي بعد عملي، ليبطل الشرط الذي ابرمناه منذ البداية،؟
107 اين هي راحيل التي خدمتك لاجلها، انا لم اطلب لية ودخلت عندي دون ان ادري.؟

جواب لابان: لا تتزوج الصغيرة قبل اختها الكبيرة
108 قال لابان: هذه عادة كل بلدنا: لا تُعطى الصغيرة قبل الكبيرة،
109 لا امنع عنك راحيل ايضا لو شئتَ فخذْ كلتيهما دون ان يتغير ناموسنا،
110 لابان كان يستخدم الحيلة لغايته وتذرع بحجة: هذ هي عادة البلد،
111 قبل يعقوب ان ياخذ الاثنتين من بيت لابان، ولم يكن يريد ان ياخذ الا الواحدة الجميلة.

راحيل ولية ترمزان الى الشعب والشعوب
112 هنا تحقق سرّ الجماعتين بالاختين اللتين كانتا قد أُعطيتا لرجل واحد،
113 يعقوب كان قد صوّر كل طريق ابن الله، ولم يكن يقدر ان يسير بدون انماطه،
114 واذ كان لابان قد صاغ المكر على البار، فالتدبير فعل ما يخصه في ذلك العرس،
115 واذ كان يعقوب قد تضايق كثيرا بالشيء الذي حصل، ظهر سرّ عظيم بالاختين اللتين أُخذتا،
116 هذا الفعل كان ظِل الجسم العظيم، لانه لم يكن ممكنا ان يتحقق الا هكذا،
117 لم يكن جميلا ان يحدث هذا من قبل يعقوب، ولابان لم يجد هذا الحل العظيم (بذاته)،
118 السرّ دخل الى بيت الوثني مع البار وخطب اثنتين ليبين نفسه بالظواهر،
119 كان يُرسم الشعب والشعوب بلية وبراحيل، والجماعة والبيعة وُصفتا بالاختين،
120 دعا الله جميعَ الشعوب الى الزيجة معه، اذ لا يوجد شعب على الارض ليس خاصته،
121 دعوة الشعوب كانت محبوبة على الباري لياتي جمعهم ويصيروا خاصته بالتوبة،
122 احب البيعة وكان يريد ان تصير خاصته، لانها العروس وهي اجمل اكثر من راحيل،
123 لما خُطبت بنت الشعوب من قبل الله، سبقتها جماعة الشعب ودخلت عند آدوناي.

لية رمز للشعب العبراني
124 بذلك البرقع الذي بسطه موسى على وجهه صُور غطاء لية الكبرى،
125 بنت العبرانيين تقوم مغطاة قدام آدوناي، وقبحها مستور بضياء موسى ولا تُعرف،
126 ظنّ المشاهدون بانها البيعة الكبرى ولهذا طلبت الغطاء لئلا تنفضح،
127 منظرها اقبح من لية بنت الحرانيين، ونورها كان ماخوذا ولم تكن عيناها ضعيفتين،
128 نظرت الى العجل ودعته ربّا لانها كانت عمياء ولم يكن لها بصر ليميز الحقائق،
129 هذه المحرومة من البصر دخلت اولا، وكانت البيعة البهية قد تُركت مثل راحيل،
130 مغطاة بموسى ولم يعرف احد بانها عمياء وكانت تُرى كانها جميلة بفضل الغطاء،
131 صاحبة البصر مستترة في الشعوب وليست معروفة، والقبيحة كلها مغطاة وتدخل الى بيت الله.

راحيل رمز البيعة ويعقوب رمز المسيح
132 لاجل البيعة عمل الله مع الانسانية بالايحاءات وبالاعمال الجبارة،
133 وبما ان بنت الشعب كانت الكبرى فاعطوها للرب ولو انها كانت قبيحة مثل لية الكبرى،
134 هذا الشعب كان البكر عند الله، واذ كانت بنت الشعوب جميلة فانها قد تُركت،
135 لم يكن يليق ان تدخل الصغيرة قبل الكبيرة، ويشهد لابان الذي اعطى لية بدل راحيل،
136 موسى اخرجها من مصر في منتصف الليل، لئلا يرى احد كم ان العروس التي جلبها هي قبيحة،
137 خرجت في الليل كما ان لية دخلت في الليل، ففضح الصباح كلتيهما لانهما كانتا قبيحتين،
138 راحيل الصغيرة والبيعة الشابة اللتان كانتا جميلتين دخلتا في النهاية لان النور بيّن جمالهما،
139 يعقوب خطب صاحبة المنظر، وبهية الجمال، ومحبوبة المحيا، وحسنة الوجه، والمجيدة في كل شيء،
140 لقد اعطوه قبيحة العينين، وكليلة البصر، ومجعدة المنظر، وكئيبة الوجه، والمليئة عيوبا،
141 ربنا ايضا خطب البيعة الكبرى بنت الملوك، وعارفة الآب، والساجدة للابن، والقابلة للروح،
142 واعطوا له ايضا جماعة الشعب الساجدة للاصنام، وصائغة العجل، وناكرة الآب، وصالبة الابن،
143 العريسان كانا قد احبا الصغيرتين لكونهما جميلتين: البيعة، وراحيل اللتين احبتا زوجيهما بدون مكر،
144 راحيل لم تدخل عند البار بالمكر، والبيعة لا تقوم عند القدوس بحجاب،
145 وجه البيعة مسفر بجمالها اكثر من راحيل، ودخلت صباحا ليرى كل واحد كم انها بهية،
146 الجماعة ولية لم تكونا تدخلان بدون غطاء اذ لم يكن عليهما جمال ليحبهما،
147 كانتا قد استعملتا الحيل والخدع والغش مع الله ومع يعقوب الذي تشبّه به،
148 وبما ان الخدع لا يثبت عند الصادق، فالصليب والصباح فضحاهما لانهما احتالتا،
149 نظر يعقوب الى لية القبيحة في الصباح، واشراق الابن كشف الجماعة المرتابة،
150 وجه البيعة مسفر وهي قائمة قدام الصادق، ولا تحتجب لان جمالها يعلن انتصارها،
151 منظرها يقوم مقام زينة الجميلات، ولا تدخل بشكل آخر لتغطي عيوبها،
152 لا يوجد خدش في جمالها لتتغطى، انها مصورة براحيل ذات المنظر الجميل والمحيا اللائق.

لية لا تُلام لان قبحها طبيعي بينما الجماعة تُلام لان قبحها ارادي
153 في بيت لابان تحققت هذه الاسرار، لان درب الابن كله كان يُرسم بيعقوب،
154 خطب راحيل ودخلت لية اعني دخلت الجماعة القبيحة بدل بنت الشعوب،
155 صوّرها سريا بتلك الضعيفة العينين، وبافعالها كانت اقبح منها،
156 غلظ قلب الشعب وثقلت اذناه وسيع عينيه لئلا يسمع ولئلا يرى،
157 لم تكن عينا هذه ضعيفتين.. لكنها سيعت عينيها واذنيها لئلا تفهم،
158 لية القبيحة والسيئة العينين لم تكن مذمومة، لانها قبحت بدون ارادتها كما لو كان بالسرّ،
159 الجماعة مذمومة لانها اغمضت عينيها بارادتها، والعيب الصادر من الحرية بغيض جدا،
160 الشكر للية التي احبت رجلها ولو كانت قبيحة، والويل للجماعة البغيضة والتي تبغض من يحبها،
161 بنت العبرانيين سيعت عينيها واذنيها: كم يزيد قبحها على قبح بنت الحرانيين،
162 البيعة محبوبة ولو هي مرذولة بسبب جمالها، انها تشبه راحيل المتروكة ولو كانت بهية،
163 اخذ يعقوب القبيحة والجميلة، وتشبّه بربنا الذي خطب لبشارته الشعب والشعوب،
164 هذه الاسرار كانت تُرسم بهولاء العادلين، ولهذا خبرهم منتصر في البلدان.

الخاتمة
165 ربنا (مصور) بيعقوب، والبيعة مصورة ببنت لابان، مبارك من باسراره انتصر الابرار بافعالهم.

كمل