الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
زيارة تاريخية لكنيسة السريان الملنكار الكاثوليكية، ولاية كيرالا الهندية ـ القسم الثاني

 
 
 

       ننشر فيما يلي القسم الثاني من التقرير الكامل للزيارة التاريخية التي قام بها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان إلى كيرالا ـ الهند من 22 حتى 29 كانون الثاني 2012، ولم نتمكّن من نشره في حينه.

 

اليوم الثالث: الأربعاء 25 كانون الثاني:

        صباح هذا اليوم، كانت لنا فرصة للتوجّه إلى الميناء القديم لمدينة كوشين، حيث زرنا الكنيسة الأثرية التي حوت لفترة رفات الرحّالة البرتغالي فاسكو دي غاما قبل نقلها إلى موطنه. واستمتعنا بمنظر الشاطئ حيث الباعة يعرضون مبيعاتهم للسيّاح، وحيث يزاول الصيادون مهنتهم القديمة لاقتناص ثمار البحر على الطريقة الصينية. كما قمنا بزيارة المتحف التاريخي لمهراجات كيرالا.

 

        وبعد الظهر، انطلق الوفد لزيارة مدينة "مواتوبورا"، حيث المناسبة التي قَدِمنا من أجلها، ألا وهي تكريس الكاتدرائية الجديدة على اسم مار يوسف. كان كل شيء قد أُعدّ بتنظيم رائع، حيث الاستقبال الشعبي والكنسي للوفد الزائر على أصوات الطبول وأنغام الأبواق الهندية التقليدية. جرى احتفال مهيب للجزء الأول من رتبة التكريس، وسط حضور كبير من إكليروس ومؤمنين، إلى جانب الوفد الزائر المرافق لغبطة البطريرك السرياني الأنطاكي الذي ترأس الاحتفال إلى جانب كاثوليكوس السريان الكاثوليك الملنكار مار باسيليوس اقليميس،يحيط بهما أساقفة كنيستنا السريانية الأنطاكية الستّة وأساقفة الكنيسة الملنكارية الإثنا عشر، مع لفيف من كهنة الولاية والرهبان والراهبات والشمامسة والطلاب الإكليريكيين، وحشود من المؤمنين الذين لمسنا فيهم الإيمان وطيبة القلب والبساطة والانشراح لهذه الزيارة التضامنية من قبل إخوتهم في الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية والمشاركة في هذا الحدث المهم.

        وفي كلمة لغبطة أبينا البطريرك، أكّد غبطته افتخار الكنيسة الأنطاكية للسريان الكاثوليك بالشركة الكنسية التي تجمع الكنيستين الكاثوليكيتين ذات التراث السرياني. كما نوّه غبطته بالشركة التي تجمع الكنائس الكاثوليكية الثلاث ذات التراث السرياني مجتمعةً، أي الكنيسة السريانية الأنطاكية، والكنيسة السريانية المارونية، والكنيسة السريانية الملنكارية.

        وتضمّن الاحتفال تراتيل بالسريانية والمليالم لغة ولاية كيرالا والعربية، تعاقب عليها إكليروس الكنيستين. ومن الجدير ذكره، أنه جرى ضمن هذا الاحتفال، تكريس الكابيلا في الطبقة السفلية من الكاتدرائية على اسم مار شربل، الذي جلب ذخائره المكرّمة الأب عبدو بدوي عميد كلية الفنون في جامعة الروح القدس في الكسليك ـ لبنان. وهذه الذخائر مع الزجاجيات حول المذبح، قدّمتها الرهبنة اللبنانية المارونية، بهمّة الأب المذكور الصديق الوفي للسريان الملنكار.

 

اليوم الرابع: الخميس 26 كانون الثاني:       

        صباحاً، انطلق الوفد مجدّداً إلى مدينة مواتبورا، حيث ترأس غبطة أبينا البطريرك الرتبة الثانية لتكريس الكاتدرائيةالجديدة، وأقام الذبيحة الإلهية على مذبحها الرئيسي بمشاركة جميع الأساقفة وعدد كبير من الإكليروس وجمع غفير من المؤمنين. وقد تقاطروا ليشهدوا هذا الحدث ويعبّروا عن محبتهم وتقديرهم للوفد الزائر المتضامن مع كنيستهم الفتية. وبعد القداس ألقيت الكلمات لعدد من المشاركين من كنسيين ورسميين من ولاية كيرالا، وعلى رأسهم وزير الأديان المسيحي. وخُتم هذا الاحتفال المؤثّر بتوزيع صكوكٍ لمساكن مجانية على 15 عائلة فقيرة، ممّا أعطى للاحتفال نكهته الفريدة والمميّزة، وسط تصفيق حار ابتهاجاً بهذه المبادرة الإنسانية التي جسّدت الإيمان الحيّ بكنيسة المسيح: الأمّ والمعلّمة.

        وفي نهاية الاحتفال، تبادل غبطة أبينا البطريرك ومار يوليوس أبراهام أسقف الكاتدرائية الجديدة، الهدايا التذكارية، بينها ايقونة ثلاثية الرسوم أنجزها الراهب الأفرامي يوحنا عجم، نالت تصفيق الحضور. وعلّق غبطة أبينا البطريرك بالسريانية بقوله "ܡܐܦܐܶܐܘܫܰܦܝܪܠܰܐܚ̈ܐܟܰܕܥܰܡܚܕܳܕ̈ܐܡܶܬܟܰܢܫܝܢ..."،وترجمته: "ما أجمل وما أحلى أن يجتمع الإخوة معاً...".

        وبعد تناول طعام المحبة في المركز الراعوي لأبرشية مواتبورا، توجّه الوفد لزيارة مقرّ كرسي المفريان للكنيسة السريانية الملنكارية الأرثوذكسية المتحدة مع الكرسي الأنطاكي للسريان الأرثوذكس برئاسة قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص. فاستقبلهم غبطة مار باسيليوس توماس الأول مفريان الهند وأسقفان معاونان. وكان لهذا اللقاء طابع مسكوني مميّز، إذ أكّد غبطة المقريان عن تعلّقه وكنيسته بكرسي أنطاكية، مرحّباً بغبطة أبينا البطريرك والوفود المرافقة له بقوله: "أنتم قَدِمتم من أرض الإيمان..." والكنيسة السريانية الملنكارية الأرثوذكسية التي تعتزّ بطقسها السرياني تعدّ اليوم، بفرعيها، ما يقرب من مليونين ونصف من المؤمنين.

        وفي المساء زار غبطة أبينا البطربرك يرافقه الأحبار الأساقفة، رئيس الأساقفة الأعلى السريان الملبار جورج الانشاري، الذي سيتّشح بالقبّعة الكاردينالية في منتصف شهر شباط في روما. وقد استبقاهم على مائدته للعشاء. والكنيسة الملبارية التي تعدّ أربعة ملايين، تتبع الطقس السرياني الشرقي، وهي متحدة مباشرةً مع الكرسي الرسولي الروماني، كالكنيسة السريانية الملنكارية الكاثوليكية. كما يخدمها خمسة وأربعون أسقفاً و7000 كاهن، مع ما يزيد على  40000  راهبة.

 

اليوم الخامس: الجمعة 27 كانون الثاني:

        صباحاً، ارتأى غبطة أبينا البطريرك أن يقسم أعضاء الوفد حسب الاختيار الشخصي لكلٍّ منهم إلى مجموعتين. فتوجّهت الأولى إلى معهد "سيري"، والثانية لقضاء وقت حرّ في كوشين، وفي مركز تدريب الفيلة وحديقة حيوانات على ضفاف بحيرة جميلة.

وصل غبطته والأساقفة مع كهنة وراهبات قبيل الظهر إلى مدينة كوتايام، حيث استقبلهم الملفان الأب جاكوب المؤسس والرئيس الحالي لـ "معهد مار أفرام المسكوني للبحوث ـ  سيري  SEERI. وعلى الفور توجّهوا إلى كنيسة المعهد حيث احتفل غبطته، يعاونه المطرانان أنطوان بيلوني وجرجس القس موسى، بالذبيحة الإلهية بالطقس السرياني. وخدم القداس شمامسة، ورتّل أناشيده السريانية طلاب المعهد وطالباته مع أصدقائه وزواره من هنود وأجانب.

        وبعد طعام الظهر، توزّع الزوار متنقلين بين اقسام المعهد، لا سيّما مكتبته الشهيرة. ثمّ غادروا قاصدين الكنيسة التي تحتوي على ضريح مار باسيليوس يلدا المفريان السرياني الأرثوذكسي الأنطاكي، وهو المولود في بخديده (قره قوش ـ العراق) والمتوفي في كيرالا عام 1685، وأضحى ضريحه مزاراً للسريان الملنكار حتى اليوم. وهناك، استقبل نيافة المطران مار ثيوفيلوس قرياقس البطريرك والوفد المرافق إلى حيث ضريح الملفان المكرّم. وبعد ترّؤس غبطته تشمشت العذراء والصدّيقين بالسريانية، ألقيت كلمة الترحيب بغبطته، الذي أجاب شاكراً ومقدّراً الحفاوة التي خصّصت له وللوفد المرافق، ومؤكّداً على الروابط الكنسية المتينة التي تجمع ما بين الكنيستين الأنطاكية والملنكارية.

        وبعد تقديم الضيافات في جوّ من المحبة الأخوية، توجّه أعضاء الوفد عائدين إلى مكان إقامتهم في مدينة كوشين.

 

اليوم السادس: السبت 28 كانون الثاني:

        خُصِّص هذا اليوم للاستراحة والتعرّف على طبيعة كيرالا الجميلة والتي يقصدها السيّاح للاستجمام. نقلتنا الحافلة إلى مدينة اليبي، حيث استقلّينا سفينة سياحية خُصّصت للوفد، وقضينا ما يقرب من أربع ساعات، مبحرين وسط تجمّعات مائية شاسعة وهادئة يكسوها الخضار والزهور وتحلّق في سمائها مختلف أنواع الطيور. وكانت لنا فرصة للانشراح في هدوء الطبيعة والمناظر الخلابة. وعلى متن السفينة تناولنا طعام الغداء من سمك ووجبات محلية.

        وقبيل العودة إلى الفندق في كوشين، ودّعنا الفريق القادم من أبرشية الموصل الذي كان عليه أن يستقلّ طائرة العودة من مدينة تريفاندروم.

        وبعد استراحة في الفندق، قمنا بزيارة الدليلين الأمينين شاكو وجورج، كلٍّ في منزله مع عائلته. فبارك غبطته المنازل، وقضى فترة من الوقت مع العائلات، ولم يرضوا أن نغادرهم قبل تناول العشاء في منزل شاكو. وعدنا ليلاً إلى الفندق كي نستعدّ لرحلة العودة.

        وفجر اليوم التالي، الأحد 29 كانون الثاني، غادر غبطته والوفد المرافق كيرالا من مطار كوشين عائدين، مروراً بمطار أبو ظبي، حيث افترق قسمٌ من الوفد عائداً إلى بغداد.

        وظهر الأحد، وصل صاحب الغبطة يرافقه وفدا لبنان وسوريا إلى مطار بيروت. وبعد استراحة قصيرة، عاد غبطته إلى مقر كرسيه البطريركي في المتحف ـ بيروت.

       

 

 

إضغط للطباعة