الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الدمار والأضرار في مطرانية حمص وحماة والنبك وتوابعها والدعوة الملحّة لتقديم المساعدات

 
 
 

    بتوجيه من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، ننشر فيما يلي نص الكلمة التأمّلية لسيادة المطران مار ثيوفيلوس جورج كسّاب رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها، حول الأحداث التي ألمّت بسوريا عامةً وبمدينة حمص خاصةً، سيّما بدار مطرانيتنا وكاتدرائية الروح القدس في منطقة الحميدية ـ حمص، مع بعض الصور عن الأضرار.

    هذا وإنّ غبطة أبينا البطريرك هو على تواصل يومي واتصال دائم مع أصحاب السيادة مطارنة كنيستنا السريانية ورؤساء أبرشياتنا في سوريا، للاطمئنان على أحوالهم وأوضاعهم.

    ومن هنا نحثّ أبناء كنيستنا السريانية المنتشرين في كل أنحاء العالم، سيّما من تسمح لهم إمكانياتهم المادية أن يقدّموا المساعدات على أنواعها لمساندة إخوتنا في سوريا وبخاصة في حمص.

 

    وفيما يلي تجدون كلمة سيادة المطران جورج كسّاب، وفي نهايتها أرقام الهواتف التي يمكن مراجعتها لتقديم المساعدات:

 

وقفة تأمّلية أمام الخراب الذي حلّ

بمطرانية السريان الكاثوليك بحمص

    كثيرٌ الحديث اليوم عن كنيسة الحجر وعن كنيسة البشر، ولامعنى للحجر بدون البشر فالإنسان هو الذي يعطي قيمة للحجر وهو المخلوق الوحيد الذي يروحن الوجود بفكرِهِ وحبِّهِ، وهو الأيقونة الحيّة لوجه الله على الأرض، ومن هنا فمَن يمارس عليه الظلم والذل والقهر والطغيان إنّما هو يشوّه صورة الله، وكلُ ديانات الأرض تحترم الشخص البشري وتعترف بقيمتهِ مهما كان هناك إختلاف بالأراء والمواقف، ولا عجب إذا قال يوحنا الرسول "إذا قال أحدٌ: إني أُحب الله وهو يبغض أخاه كان كاذبًا"  لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه. وأما في الاسلام فيصرّح رسول العرب في الحديث الشريف: "إنّ هدم الكعبة حجرًا حجرًا اسهل عند الله من إراقةِ دمِ رجُلٍ مؤمن".

    أمام هذه التأملات الوجدانية الصادقة لم تذرف عينيّ دمعةً واحدة أمام ما حلَّ من خراب في المطرانية.... فمَن شاركَ في تشييع كوكبة من الشهداء..... ومَن عاينَ شوارع حمص الكئيبة، الحزينة، الصامتة، المزينة والمزخرفة بجبالٍ من الأوساخ والقمامة وقد أصبحت مسرحًا وملعبًا للقطط والجرذان والفئران والذباب بكلِّ أنواعه....... ومَن شاهدَ  الوجوه الحائرة المتألمة التي تنظر إلى الأفق البعيد متمتمة ، مصلّية، داعية، معاتبة، لماذا يارب؟  وإلى متى يا رب؟ وإلى أين يارب؟

    أمام هذا الأسى ... أمام هذه الشدّة... أمام دموع الأمهات وحسرة الآباء... وتهجير الأهل والأصدقاء والخلان... أمام كلِّ هذا لم نعد نرى في خراب المطرانية أمرًا عظيمًا، علمًا أن الخراب الذي طال الكنيسة والمطرانية كان عظيمًا وعظيمًا جدًا. إنما أُقسم وأنا صادقٌ بقَسَمي أن شعرةً من رأسِ شهيد تُعادل أكثر من سقوط أكبر كاتدرائية، ودمعةً من أمِّ شهيد تُعادل ضياع أبجدية أوغاريت، وغصةَ أبٍ يستقبل رُفاة ابنه تُعادل أكثر من لو ان العالم فقد سمفونيات باخ وبيتهوفن وموزارت . ما قيمة الحجر عندما نفقد البشر وما جدوى المعابد إذا فرغَت البيوت من اصحابِها....

    ما يُعَزينا، ويُفَرِّج عن كَربِنا إنَّ رغم كلِّ ما حلَّ في المطرانية فالحياة مازالت تنبض وتُبَشّر بمستقبلٍ جميل، وما زال كاهن الرعية حضرة الخور أسقف ميشيل نعمان يُقيم الصلوات وسطَ الرُكام، وما زال عطر البخور يفوح عطرًا، وصلاةً ودعاءً وأملاً ورجاءً وحُبًّا وعتابًا، لماذا ؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟

    أنت وحدَكَ يا رب تعلم كم عانينا وكم تَعبنا في ترميم المطرانية والكنيسة من الخارج والداخل... عشرة سنوات قضيناها من الصباح حتى المساء بين الرمل والبحص والحديد والحجر والخَشَب والدهان وجيش عرمرم من العمال، وأما الموسيقى الكنسية التي كانت ترافقنا كلَّ يوم فكانت تُعزَف على أوتار مناشير الحجر والخَشَب والمطارق، في هذا الجوّ الصاخب كان على جميع ساكني المطرانية، مطرانًا وكهنةً وعاملين، أن يتناولوا جرعات من الصبر ليتحمَّلوا بعضهم بعضًا، ولن ننسى الأموال الطائلة التي صُرِفَت، ولن أذكر الأرقام ولكن سأرفع آيات الشكر إلى المُحسنين الذين احَبوا المطرانية وتابعوا معنا ترميمها خطوة خطوة، ولن أنسى مَن عَمِلوا بقلوبٍ تنبض بالحب والفرح، ولن أنسى التبرعات السّخية من أبناء رعية حمص رغم وضعهم المادي الصعب....

    رغم كل ما ذكرت كان العمل يسير بحب وفرح ورضى، وعندما أنتهت الأعمال في 25/12/2011في قداس عيد الميلاد، أنتابنا شعور بأننا قدّمنا للوطن ولحمص الغالية هديةً معمارية قلَّ نظيرها وتحفةً فنيّة أدهَشَت القاصي والداني، فلفتت انتباه الكبار والصغار وأصبحت أشبه بمزارٍ للمارّة، وأما من الداخل فقد حاولنا أن نُخاوي الحديث بالقديم في المطرانية والكنيسة، وأضفنا أربع غرف نوم "سويت" مع فسحة سماوية تطلُّ على شارع الحميدية، وأضفنا أيضًا طابقين جديدين، طابق يضم أربع غرف نوم "سويت" وطابق (150)متر مربع، هو مركز المطران، لفت انتباه كل من دخلهُ بوسعهِ وديكوراته البسيطة وفرشه الأنيس ومتحفه الصغير الذي يحمل تاريخ وتراث المطرانية، فكان أشبه بواحة للراحة، وقد اصبح أثرًا بعدَ عين.

    ما أصعب البناء وما أسهل الخراب، برمشةِ عين طال الخراب ما رممناه وبنيناه خلال عشرة سنوات .

    ودعونا نضعكم بصورةِ ما تهدّم من الكنيسة والمطرانية:

أولاً:قبّة الكنيسة الرائعة الجمال بقرميدها الأحمر، وقد كنّا قد عالجناها من "النشيش"، ودَعَمناها لتبقى صامدة أمام عوامل الطبيعة، أتت يد الأنسان وخرَّبَتها.

ثانيًا:تصدّع نوافذ الكنيسة، مع سقوط كل الزجاج القديم الملون الرائع الجمال.

ثالثًا: خراب قسم من الواجهة الجنوبية للمطرانية، مع تحطيم غرفة النوم بجدرانها وفرشها وحمّامها.

رابعًا:تصدّع أربع غرف نوم مطلّة على شارع الحميدية، وإعادة النظر في بنائها من جديد.

خامسًا:سقوط كلّ زجاج المطرانية، مع تصدّع النوافذ والأبواب.

سادسًا:تصدّع بعض الجدران الحجرية .             

سابعًا:تصدّع مصعد المطرانية الجديد.

ثامنًا:خراب الطابق الجديد الذي تبلغ مساحته (150) متر مربع "مقرّ المطران"، السقف والنوافذ والأبواب، فطال الخراب كل ما فيه، وبعد ان كان واحةً للراحة أصبح تلّةً من الركام.

تاسعًا:تصدّع السقف الواصل بين المطرانية و الغرفة المخصّصة لراحة الكهنة والشمامسة .

عاشرًا: لقد طال الخراب أيضًا بناء الوقف المكوّن من ستة شقق في حي "الكَتيب"، وكنّا قد أنهينا بنائها منذ سَنَتين، لقد سُرِقَت أبوابها مع نوافذها، ولا ندري ما تَبَقى منها، لخطورة الوصول اليها وهي اليوم مشرّعة الأبواب.

احدى عشر:الخراب طال ايضًا بناءً سكنيًا تابعًا للوقف في حي وادي السايح.

اثنى عشر:الخراب طال أيضًا بناية بيت الأمل للمعاقين وبيت الطالبات.

ملاحظة:لقد حسّنا أوقاف المطرانية في حمص، وأصبحنا نعتمد عليها في رواتب الكهنة والعاملين، وتحَسَّنَ أيضًا مدخول الكاتدرائية.

    خسرنا كل شيء في هذه الأحداث الأليمة التي لايسَعُنا إلاّ أن نتضرّع إلى الآب السماوي ليرفع البلى عن بلدنا ومدينتنا بهمّة ذوي الإرادة الطيّبة، الذين يعملون للخير والمحبة ويسعون إلى السلام الحقيقي لجميع أبناء سورية الغالية. ولن نفقد هذا الرجاء مهما تفاقمت الأحداث......

    أمام كلِّ ما ذكرت عن خسارات الأبرشية، اجتمعنا مع الآباء الكهنة ودرَسنا أوضاعنا الصّعبة وصمّمنا أن نتوجّه إلى أبنائنا وأصدقائنا في سورية وبلاد الاغتراب، لنشكوا لهم أمرَنا وهمَّنا ومعاناتنا، ونفسَح المجال لمَن يرغب بأن يساهم في مساعدة الأبرشية، "والحصوة تسند خابية" كما يقول المثل.

    نحن نتفهم بأنَّ هذا الموضوع لايشدُّ اهتمام الجميع،وهذا أمرٌ طبيعي، كما نتفهم أن هناك أزمة اقتصادية في العالم، ولهذا فرسالتنا موجّهة شخصيًّا إلى مَن يعنيهم الأمر. ومن هنا فلا نطلب أن تُقام إحتفالات للتبرعات، لكي لا نحرج أحدًا ولا يحرجنا أحدٌ. فمَن يعنيه هذا الأمر ويريد أن يساعد ويساهم، فليرسل تبرعهُ إلى صندوق المطرانية، بواسطة المطران أو أحد الكهنة المدرجة أسماؤهم أدناه:

المطران مار ثيوفيلوس جورج كساب (راعي الأبرشية)      

رقم هاتفه (00963933333758)

الخور اسقف فيليب بركات (النائب الأسقفي العام)        

رقم هاتفه (00963944566167)

الخور اسقف ميشيل نعمان (النائب القضائي)              

رقم هاتفه (00963933421684)

الخور اسقف يوسف فاعور (القيّم العام)                   

رقم هاتفه (00963955891806)

                                                                                                                                                                                                   مار ثيوفيلوس جورج كسّاب

                                                                                                                                                                                   رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك

                                                                                                                                                                                                                                                

 

 

إضغط للطباعة