وألقى غبطة أبينا البطريرك كلمة شدّد فيها على أهمية الشهادة للرب يسوع ونشر تعاليمه الخلاصية بالكلمة حتى شهادة الدم، مذكّراً بقولٍ لترتليانوس أحد آباء الكنيسة من القرن الثالث "دم الشهداء بذار المسيحيين".
وأشار غبطته إلى أنّ الشهادة هي "الدرب الذي سلكه الشهيد المطران ميخائيل ملكي الذي بذل دمه في سبيل الإيمان المسيحي"، سائلاً الله "أن يمنّ على الكنيسة السريانية ببركة إعلانه طوباوياً ورفعه على المذابح".
وختم بشكر رئيس وأعضاء الهيئة الحاكمة في الدعوى الذين "دأبوا بفرح وثبات على العمل الجادّ والمضني في الإعداد، والاستماع إلى الشهود، وتوثيق ما يلزم، حسب توجيهات الكرسي الرسولي".
ثم قام غبطته بتوقيع الوثائق الخاصة بالدعوى لرفعها إلى الكرسي الرسولي، تشاركه في التوقيع هيئة المحكمة الخاصة بدعوى التطويب، والمؤلّفة من:
الأب جليل هدايا رئيساً، الأب مخّول فرحا محامياً عن العدل، الآنسة ضياء نعساني كاتبة ومسجّلة، والمرافع (Le Postulateur) الأب سليم رزق الله.
بعد ذلك، قام المونسنيور باولو بورجا القائم بأعمال السفارة البابوية بختم ملفّ الدعوى بالشمع الأحمر، لرفعه إلى مجمع دعاوى القديسين في روما، بينما كان الجوق المؤلّف من الطلاب الإكليريكيين بأداء الترانيم المنتقاة من صلوات أعياد الشهداء بحسب الطقس السرياني.
وقبل ختام الحفل، أدّى الإكليروس تشمشت (خدمة) الكهنة، والصلاة الربانية باللغة السريانية. ثم منح غبطته البركة الختامية. ودعي الجميع إلى حفل كوكتيل بالمناسبة في باحة الدير.
والجدير بالذكر أنّ الشهيد المطران ميخائيل ملكي هو من مواليد قلعتمرا من ولاية ماردين (تركيا) عام 1858، سيم كاهناً في حلب عام 1883، ورُقّي إلى الدرجة الأسقفية ليصبح مطراناً على جزيرة ابن عمر في تركيا، بوضع يد البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، في كاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق ـ بيروت، عام 1913، ورُقّي معه أيضاً إلى الأسقفية المطران جبرائيل تبّوني الذي أصبح فيما بعد البطريرك والكاردينال.
اعتُقل المطران الشهيد إبّان المذابح التي لحقت بالمسيحيين في تركيا، وعُذِّب واستُشهِد رمياً بالرصاص من أجل الإيمان في 29/8/1915، وألقي جثمانه في نهر دجلة. ومن أبرز أقواله "طالما أنا في قيد الحياة أروم نجاح هذه الرسالة حتى سفك الدم".
فلنصلِّ إلى الرب الإله أن يمنّ على كنيستنا السريانية ببركة إعلان تطويب المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي ورفعه على المذابح.
|