الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
قداسة البابا يفتتح أعمال جمعية سينودس الأساقفة في الفاتيكان

 
 
    

    افتتح قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، صباح يوم الإثنين 8 تشرين الأول 2012، أعمال جمعية سينودس الأساقفة العادية الثالثة عشرة حول "البشارة الجديدة ونقل الإيمان المسيحي"، في حاضرة الفاتيكان، حيث وجّه كلمة مقتضبة للمشاركين الـ 170 الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم، ومن بينهم غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي.

    فدعا قداسته المسيحيين وحثّهم على ألا يكونوا غير مبالين، وإنما أن يكونوا شعلة محبة، مشيراً إلى أنّ "اللامبالاة تشوّه المسيحية". "ونار الشغف بإمكانه التحويل والإبتكار". وعرض لسؤالين هامين: الأول هو أنّ الله سواء كان مجرد فرضيّة أم حقيقة أم لا، لم يُطرح موضوعه أبداً كما هو مطروح اليوم. ومع الإنجيل كسر الله جدار الصمت وخاطبنا ودخل في التاريخ. يسوع كلمته، هو الذي أظهر لنا أنه يحبنا ويتعذّب معنا حتى الموت لتكون القيامة في ما بعد. هذه إجابة الكنيسة على هذا السؤال الهام.

 

    أما السؤال الثاني فهو كيف يمكننا إيصال هذه الحقيقة للإنسانية اليوم لكي تصبح خلاصاً لها؟ الكنيسة لا تصنع نفسها بنفسها، وإنما بإمكانها فقط أن تعلّم ما فعله الله. والكنيسة لا تبدأ بما فعلناه، وإنما بما فعله وقاله الله. وبعد التذكير بأنّ الروح القدس قد حلّ على التلاميذ وهم مجتمعون في العليّة يصلّون في العنصرة، أوضح قداسة البابا أنّ عملية بدء كل جمعية سينودس بتلاوة الصلاة ليست من الأمور الشكلية فقط، وإنما هي لإظهار اليقين بأنّ المبادرة تأتي دائماً من عند الله والتي بإمكاننا التماسها، وإنّ الكنيسة تتعاون فقط مع الله.

    وبعد هذا الوعي والادراك، تبقى الخطوة الثانية وهي الشهادة والإعتراف حتى في الظروف التي يتهدّدها الخطر الكبير. وهذه الشهادة في الأوقات الصعبة هي بالتحديد ضمانة مصداقيتها، بما أنها توفّر طواعية إعطاء الحياة في سبيل من نؤمن به. كذلك الإعتراف، فهو بحاجة لأن يكون مرئياً. وهنا نتحدّث عن المحبة، هذه القوة العظيمة التي يجب أن تكون متّقدة في قلب كل مسيحي. وختم قداسة البابا قائلاً: "أما الإيمان، فعليه أن يتحوّل إلى شعلة حب تضيء كياننا وتنتشر إلى القريب. هذا هو جوهر الأنجلة الجديدة.

    ثم كانت كلمات لكل من الرئيس المنتدب، كاردينال هون كونغ جون تونغ هون، أمين عام السينودس المونسنيور نيكولا ايتيروفيتش، والمقرّر العام الكاردينال دونالد ويرل.

    والجدير بالذكر أنّ أعمال السينودس تستمر في جلسات مغلقة على مدى ثلاثة أسابيع، ويشارك فيها، إضافةً إلى البطاركة والكرادلة والأساقفة والمندوبين، خبراء ومستمعين أتوا من مختلف أنحاء العالم. والملفت اليوم هو الحضور الكثيف الذي شهدته صالة السينودس، وهو خير دليل على أهمية الموضوع الذي ستتناوله هذه الجمعية. "إنه موضوع طارئ جداً"، هكذا وصفه الرئيس المنتدب الكاردينال جون تونغ هون، لافتاً إلى أنّ "الكثير من الأشخاص لم يتعرّفوا بعد إلى يسوع المسيح، وأنّ الكثير منهم نالوا سر العماد وتوقّفوا عن ممارسة إيمانهم".

    من جهته، عرض أمين عام السينودس المطران إيتيروفيتش للخطوط العريضة للأعمال التحضيرية، شارحاً بعض التفاصيل التقنية والتنظيمية. ثم عرض المقرّر العام للسينودس الكاردينال دونالد ويرل باللغة اللاتينية أعمال وتوجيهات السينودس والإطار الذي يعمل من خلاله.

    وأكّد ويرل أنه "لإعلان الإنجيل، لم تعد هناك مسافات جغرافية، وإنما عقائدية، ولكنّ الإشارات الإيجابية مشجّعة في هذا الإطار، "وخصوصاً وسط العائلات التي تبقى المكان الأمثل للأنجلة الجديدة".

    وخلال مشاركتهم في السينودس، تلقّى غبطة أبينا البطريرك والبطاركة المشاركون من لبنان، الكثير من التهاني حول نجاح زيارة قداسة البابا إلى لبنان، وحول الإرادة القوية للشعب اللبناني الذي أظهر وحدة وشهامة وسخاء وحضارة عالية في الاستقبال الذي خصّ به قداسته، فيما وُصفت الزيارة بالتاريخية وبأكثر الزيارات تنظيماً وحرارة ورمزية.

 

 

إضغط للطباعة