الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الزيارات البطريركية في الولايات المتحدة وكندا: في بلتيمور: كلمة غبطته أمام الجمعية العامة للأساقفة الكاثوليك

 
   

    في بلتيمور: كلمة غبطته أمام الجمعية العامة للأساقفة الكاثوليك

    يوم الإثنين 12 تشرين الثاني 2012، استقلّ غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، يرافقه راعي أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا المطران مار برنابا يوسف حبش، الطائرة متوجّهين إلى مدينة بلتيمور من ولاية ميريلاند، والتي تقع شمال العاصمة الأميركية واشنطن، على بعد ما يقرب الساعة بالسيارة. وهناك، في المطار، انضمّ إليهما المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي القادم من ديترويت، ميشيغن.

 

    ويوم الأربعاء في 14 تشرين الثاني، بعد القداس المشترك صباحاً، التقى غبطته بلجنة الشؤون الدولية لمجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، وذلك حول طاولة عمل أثناء الفطور الصباحي. وفي ذلك اللقاء الذي استمر ساعة، شرح غبطته الأوضاع المأساوية التي تجتازها سوريا منذ أكثر من 20 شهراً. كما شدّد على خطورة تلك الأوضاع إذا ما استمرّت بالشكل العنيف الذي اتّخذه أعداء الحرية الحقيقية في ذلك البلد.

    ثم دُعي غبطته إلى القاء كلمته على الجمعية العمومية لمجلس الأساقفة التي تجاوز عددها الـ 350، من كردينال ورئيس أساقفة ومطران، يرعون ما يزيد على 70 مليون من الكاثوليك في الولايات المتحدة. وقد نقل غبطته لهم صورة عن المآسي التي يتخبّط بها المسيحيون في الشرق عامةً وعلى الأخص في سوريا. وشدّد على أنّ هذه المرحلة هي من أخطر المراحل التي عرفتها المسيحية في تلك المنطقة. فبسبب الزيف الذي تعاني منه سوريا، كما عانت منه العراق، أضحت ظاهرة الهجرة القسرية للمسيحيين واقعاً فرض نفسه، لأنّ الصراعات الطائفية باسم الدين، تزداد متنقّلةً من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى. وليس من بصيص أمل في حلول ومصالحات تعيد الأمان إلى النفوس، أفراداً وجماعات.

    كما نقل غبطته إلى مجلس الأساقفة المنعقد في دورته السنوية خيبة المسيحيين كما سائر الأقلّيات في بلدان الشرق الأوسط، من النهج الذي اتّخذه ويصرّ على اتّخاذه المسؤولون السياسيون في العالم الغربي. فهم يغذّون العنف بكلّ الوسائل، وذلك باسم الحرية والديمقراطية والتعدّدية، بينما يغمضون أعينهم على أنظمة لا تزال تجمع بين الدين والدولة وتحرم أقلّيات دينية من حقوقها الانسانية الأساسية باسم دين الأغلبية. فالحلول المنشودة للأزمات الراهنة في الشرق الأوسط لن تتحقّق بالتصاريح الرنّانة والشعائر البرّاقة، بل بالعمل الجدّي لفرض احترام شرعة حقوق الانسان المدنية لجميع المواطنين دون تمييز. وعلى الدول المُحِبَّة للسلام والعدل أن تتنادى لتحقيق المبادئ التي عليها قامت الديمقراطيات الحديثة، ومن أجلها بذلت شعوبها التضحيات الجمّة، لا لكي تتجاهل هذه المبادئ على مذبح المادة والابتزاز المالي.  

    ودعا غبطته الأساقفة المستمعين كي يعرّفوا جماعاتهم الكنسية من إكليروس ومؤمنين على المآسي التي يتعرّض لها المسيحيون المشرقيون. فمن واجب المسيحيين في الولايات المتحدة الأميركية وسائر دول الغرب، أن يطالبوا ممثّليهم من المسؤولين السياسيين، كي يعملوا بصدق ونزاهة ويطلعوهم على حقائق الأمور التي تجري في بلدان ما يسمّى بـ "الربيع العربي"، لا سيّما في سوريا، كي يتوصّلوا، مع ذوي النيات الصالحة، إلى إحلال الأمن والسلام، وتطبيق شرعة حقوق الانسان للجميع دون تمييز. وفي ختام الكلمة، عبّر الجميع عن رضاهم عن كلام غبطته بالتصفيق الحار، متوجّهين إليه بالتهنئة.

    وفي مساء ذلك اليوم الأربعاء، ليلة ذكرى ميلاد غبطته، دعا سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش، راعي أبرشية سيّدة النجاة، عشرين من إخوته الأساقفة من لاتين وشرقيين، وبينهم السفير البابوي، لتناول طعام العشاء في مطعم لبناني، تكريماً لغبطته وتهنئةً له بعيد ميلاده.

 

إضغط للطباعة