وبعد أناشيد الاستقبال، رفع غبطته الستار عن نصبين من الصخر على مدخل الكنيسة، كتبت عليهما شهادتان بالعربية والانكليزية تعرّفان بالكنيسة وبزمن إنشائها كرعية للسريان الكاثوليك.
بعدها توجّه موكب غبطته إلى الكنيسة على نشيد "تو بشلوم"، حيث ألقى غبطته كلمة مؤثّرة، شاكراً ومهنّئاً الرعية بالإنجاز الرائع الذي حقّقته بجهود كاهنها والمؤمنين الملتزمين من نساء ورجال وشباب. وبعد منح البركة الرسولية، قصد غبطته والوفد منزل المونسنيور عماد، حيث شاركوه في وليمة الطعام إلى جانب عدد من المدعويين فاقوا الثمانين شخصاً.
وبعد ظهر اليوم نفسه، عاد غبطته إلى الكنيسة لإقامة ذبيحة القداس شكراً لله تعالى على نعمه وبركاته، سيّما وأنّ يوم الجمعة في 23 من تشرين الثاني هو ثاني يوم للشكر الذي يُحيي ذكراه في كل عام شعب الولايات المتحدة كافةً.
ثم شارك غبطته في صلوات أخوية أمّ المعونة الدائمة للسيدات، واستمع إلى بعض الأناشيد قدّمتها جوقة الكنيسة المؤلّفة على الأخص من الشبان والفتيات. ثم تناول الجميع، صغاراً وشباباً وكباراً طعام العشاء الذي أعدّته أخوية السيدات في قاعة الرعية، وذلك على أنغام الأناشيد الشعبية التي حمّست الشبيبة لتقدّم رقصات الدبكة.
ويوم السبت 24 تشرين الثاني، قصد غبطته مجدّداً دار الرعية، حيث تناول طعام الفطور، وزار صفوف التربية المسيحية وصف اللغة العربية، متفقّداً ومباركاً أطفال الرعية، وقد تجاوز عددهم 80 طفلاً وطفلةً، يهتمّ بتربيتهم فريقٌ من المتطوّعات.
وليلاً، أقيم على شرف غبطته، حفل عشاء ساهر في إحدى قاعات المدينة، وقد حضره عددٌ من أعضاء الاكليروس، والمسؤولين المدنيين، وأعداد غفيرة من المؤمنين وأصدقاء الرعية.
وجاءت قمّة الاحتفالات في رعية أمّ المعونة الدائمة حين احتفل غبطته بالذبيحة الالهية ظهر يوم الأحد الموافق لأحد بشارة العذراء مريم، في 25 تشرين الثاني. وقد حضرالقداس مطران أبرشية سان دياغو اللاتينية روبيرت بروم الذي أعلن الإنجيل المقدس بالانكليزية، ومعه أحد كهنته، والمطران مار اقليميس أوكين قبلان النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في غربي الولايات المتحدة، وكاهنان من أبرشيته، وثلاثة كهنة من الكنيسة الكلدانية. وقد تجاوز عدد المؤمنين المشاركين الـ 600 شخصاً، ملأوا الكنيسة وقاعتها وبعض الأروقة.
وفي الموعظة بالعربية والانكليزية، هنّأ غبطته المونسنيور عماد ورعيته بالنجاح الذي حقّقوه باقتناء الكنيسة الجديدة وأعمال الترميم والنشاطات التربوية والاجتماعية التي تقام فيها. وتطرّق غبطته إلى معنى أحد بشارة العذراء، حيث جاءت كلمتها "ليكن لي حسب قولك"، انطلاقةً لسرّ تأنّس كلمة الله في أحشاء بتولٍ اختارها الله وملأها نعمةً. فالمولود منها بقوة الروح هو قدوس. وبيّن غبطته أنّ إيماننا بسرّ التجسّد، هو الذي يجعلنا نشهد لأعجوبة المحبة الإلهية، كما شهد لها أجدادنا وجدّاتنا، وقدّموا جلّ التضحيات طوال وجودنا المسيحي بين أكثرية في المشرق لا تشاركنا هذا الإيمان.
ثم تكلّم غبطته عن الأوضاع المأساوية التي تشهدها أكثر من منطقة في شرقنا المتوسّط، لا سيّما المعاناة الخطيرة التي تعرفها سوريا بسبب أعمال العنف من اشتباكات دموية بين أطراف متنازعة وخطف وتهجير. وذكّر الحاضرين بواجب المحبة والتضامن مع إخوتهم المسيحيين الذين يجابهون المجهول، وهم يجتازون أقسى وأخطر مراحل وجودهم في الشرق.
وفي ختام الذبيحة الإلهية التي خدمها الشمامسة وأنشدت ترانيمها الجوقة الشبابية، ألقى راعي الأبرشية مار برنابا يوسف حبش كلمة معبّرة شاكراً غبطته والمرافقين والحضور. كما تكلّم المونسنيور عماد حنا الشيخ عن تاريخ تأسيس رعيته، مذكّراً بأنها تأسست على يد غبطته عندما كان يخدم في لوس أنجلوس، وقدم ليلتقي به لأوّل مرة في شهر تشرين الثاني عام 1993. ثم أقام القداس في شهر نيسان من عام 1994 في كنيسة سانتا صوفيا. واستمر بخدمة الإرسالية مرّة في كل شهر إلى حين تعيينه مطراناً على الأبرشية.
وتكلّم المونسنيور عماد حنا الشيخ عن خدمته لهذه الإرسالية، شمّاساً وكاهناً في كنيسة اللاتين، إلى يوم أنعم الرب عليهم بشراء هذه الكنيسة التي أضحت بيتاً روحياً ورعوياً لجميع أعضائها الفخورين بما أنجزوه.
وقبيل البركة الختامية، قدّم راعي الأبرشية لوحات تذكارية باسم الرعية لغبطته والمطارنة، وباقات من الزهور للكهنة الضيوف. ثم خرج المشاركون لتناول طعام الغداء في باحات الكنيسة تحت سماءٍ صافيةٍ، مستمتعين بطقسٍ لطيفٍ تشتهر به ولاية كاليفورنيا.
ومكث غبطته وراعي الأبرشية والمطران جرجس القس موسى في سان دييغو حتى مساء يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، واستقبلوا وزاروا عدداً من المؤمنين. ثم غادر غبطة أبينا البطريرك إلى لوس أنجلوس، ومن هناك استقلّ الطائرة يرافقه المطران جرجس القس موسى، مودَّعَين من قبل المطران يوسف حبش، إذ شكره غبطته وشكر أبرشية سيدة النجاة كهنةً ومجالس رعوية ومؤمنين لحفاوة الاستقبال.
وغادر غبطته والمطران جرجس إلى لندن، ومنها إلى روما، فبيروت التي وصلا إلى مطارها فجر يوم الجمعة 30 تشرين الثاني، حيث كان باستقبالهما في صالون الشرف في المطار، الأب أفرام سمعان والشماس حبيب مراد أمينا سر البطريركية.
|