الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
اليوم الثاني من الزيارة البطريركية الراعوية إلى أبرشية الموصل وتوابعها

 
 
   

اليوم الثاني: الجمعة 7 كانون الأول 2012: الاحتفال بذكرى مرور 150 عاماً على تشييد كاتدرائية الطاهرة في الموصل

    صباح يوم الجمعة 7 كانون الأول، وبعد تناول طعام الفطور على مائدة خورنة كهنة قره قوش، توجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، يرافقه المطارنة: مار يوحنا بطرس موشي، مار باسيليوس جرجس القس موسى، ومار أفرام يوسف عبّا، والآباء الكهنة، والشماس حبيب مراد أمين سر البطريركية، إلى مدينة الموصل. وتوجّهوا إلى دار المطرانية في الموصل، للاحتفال بذكرى مرور 150 عاماً على تشييد كاتدرائية الطاهرة بالموصل (1862 ـ 2012). فاستقبلهم الأب عمانوئيل كلو كاهن رعية الطاهرة، وأعضاء لجنة الرعية، والشمامسة والشماسات، وعدد من المؤمنين.

 

    وفي تمام العاشرة والنصف صباحاً، دخل غبطته بموكب حبري مهيب إلى داخل كاتدرائية الطاهرة، يحيط به المطارنة والكهنة والشمامسة، على أنغام ترنيمة استقبال الأحبار "تو بشلوم روعيو شاريرو" (هلمَّ بالسلام أيها الراعي الحقيقي)، وسط زغاريد النساء وتصفيق المؤمنين الذين ملأوا الكاتدرائية الكبيرة، ممّا أثلج القلوب بهذا الحضور العابق بالإيمان والفرح والرجاء أن تعود هذه الرعية إلى ما كانت عليه في السنوات الغابرة.

    تقدّم الحضور سيادة المطران إميل نونة رئيس أساقفة الموصل للكلدان، وممثّل عن محافظة نينوى، وعدد من الكهنة الكلدان واللاتين والأرمن الأرثوذكس، والرهبان والشمامسة والراهبات، إضافةً إلى الجموع الغفيرة من المؤمنين.

    بدايةً، ألقى الأب عمانوئيل كلو كلمة ترحيبية بغبطة أبينا البطريرك والمطارنة، متمنّياً أن تعود هذه الرعية إلى سابق عهدها من حيث حضور المؤمنين والنشاط الرعوي.

    وبعد أن طاف غبطته والمطارنة والكهنة والشمامسة داخل الكاتدرائية، منشدين نشيد الابتداء "إرمرموخ مور ملكو" (أعظّمك ربي الملك)، وتلاوة الرسالة والانجيل، ألقى راعي الأبرشية المطران مار يوحنا بطرس موشي كلمة بليغة سرد فيها بشكل مسهب تاريخ كاتدرائية الطاهرة منذ تشييدها عام 1862 حتى اليوم، مشيراً إلى أهم الأحداث التاريخية التي جرت فيها، والبطاركة والأساقفة والكهنة الذين تعاقبوا على رعاية مؤمنيها.

    وشكر سيادته غبطة أبينا البطريرك لتجشّمه عناء السفر لرعاية هذه المناسبة وترؤّس هذا الاحتفال الروحي المهيب بمحبته الأبوية المعهودة، شاكراً أيضاً حضور المطارنة المرافقين لغبطته.     

    ثم ارتجل غبطة أبينا البطريرك الموعظة، فتحدّث عن العذراء مريم القديسة الطاهرة في عيد الحبل بها بلا دنس الذي يصادف في اليوم التالي، شارحاً أنشودتها الرائعة التي تهلّلت بها "تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي".

    وهنّأ غبطته أبرشية الموصل بشخص رئيس أساقفتها، وكاتدرائية الطاهرة بشخص كاهنها ومؤمنيها، بمناسبة مرور 150 سنة على تشييدها، مثمّناً عالياً حضور عدد كبير منهم هذا الاحتفال الروحي، ممّا يشكّل مصدر فرح واعتزاز لنا جميعاً.

    ومن موقعه كأبٍ ورأسٍ وراعٍ لكنيستنا السريانية، أكّد غبطته أنه يرافق أبناءه وبناته في العراق عامةً، وفي هذه الرعية المباركة خاصةً، بالصلاة، كي يهبهم الرب الإله نعمة الصبر على كل الصعاب التي يمرّون فيها، فيثبتون في هذه الأرض الطيّبة، ويحيون الشهادة للرب يسوع ولإنجيل المحبة والسلام، وإله الرجاء والتعزية يمنحهم التعزيات السماوية.

    وفي ختام موعظته، سأل غبطته الله أن يفيض أمنه وسلامه على العالم بأسره، وبخاصة بلاد الشرق التي تعاني المحن والاضطرابات، سيّما العراق وسوريا، بشفاعة والدته القديسة مريم الطاهرة وجميع القديسين والشهداء.

    وتتابعت مراحل القداس، وفي نهايته منح غبطته البركة الرسولية لجميع الحاضرين إكليروساً ومؤمنين.

    وبعد القداس، استقبل صاحب الغبطة المؤمنين في باحة الكاتدرائية، فنالوا بركته، والتقطوا معه ومع المطارنة المرافقين الصور التذكارية.

    ثم بارك غبطته مأدبة الغداء التي أعدّتها لجنة رعية الطاهرة في صالون الاستقبال بالمطرانية، وشارك فيها المطارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وعدد من أبناء الرعية وبناتها.

    وبعد الغداء، زار غبطته والمطارنة والكهنة والشمامسة وبعض المؤمنين كنيسة الطاهرة القديمة القائمة خلف الكاتدرائية. وهناك صلّى غبطته والمطارنة أمام مدافن الآباء البطاركة والأساقفة الراقدين، والذين كان آخرهم المثلّث الرحمات المطران عمانوئيل بني.

    وبعد أن جال غبطته على أقسام الكنيسة الموغلة في القدم مئات السنين، غادر مع الوفد المرافق عائداً إلى مقرّ إقامته في دار كهنة خورنة قره قوش.

    وبعد نيل قسطٍ من الراحة، استقبل غبطته بعض المؤمنين في مكتبه بمقرّ الإقامة، وعقد اجتماعات مع المطارنة والكهنة، سيّما فيما يتعلّق بالترتيبات والتحضيرات لجناز ودفن المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل، الذي سيصل جثمانه إلى مطار إربيل فجر يوم الأحد 9/12، فيُنقل إلى دار الكهنة في قره قوش، ومنه إلى كنيسة الطاهرة بقره قوش ليتبارك منه المؤمنون، على أن تتمّ مراسيم رتبة الجناز والدفن في الكنيسة نفسها عند العاشرة من صباح يوم الإثنين 10/12 بحسب التوقيت المحلّي.

    ومساء يوم الجمعة عينه، تناول غبطته والوفد المرافق طعام العشاء على مائدة دار كهنة خورنة قره قوش، ثم بارك الأجنحة والغرف الجديدة التي أعدّها سيادة المطران بطرس موشي وأشرف على تنفيذها الأب أفرام موشي المسؤول عن دار الكهنة، وذلك لحاجة الدار إلى المزيد من الغرف خدمةً لكهنة الخورنة. فجاءت الأجنحة الجديدة بشكلٍ أنيق وحلّةٍ جميلة.

    بعدها خلد الجميع للراحة استعداداً للاحتفال صباح اليوم التالي السبت بذكرى مرور 150 عاماً على تشييد كنيسة مار توما في مدينة الموصل.

 

 

إضغط للطباعة