الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
اليوم الثالث من الزيارة البطريركية الراعوية إلى أبرشية الموصل وتوابعها

 
 
   

اليوم الثالث: السبت 8 كانون الأول 2012: الاحتفال بذكرى مرور 150 عاماً على تشييد كنيسة مار توما الرسول في الموصل

    يوم السبت 8 كانون الأول صباحاً، وبعد الفطور على مائدة دار الكهنة في خورنة قره قوش، توجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، يرافقه أصحاب السيادة: مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، والآباء الكهنة، والشماس حبيب مراد أمين سر البطريركية، إلى مدينة الموصل لليوم الثاني على التوالي، وهذه المرة إلى كنيسة مار توما الرسول، للاحتفال بذكرى مرور 150 عاماً على تشييدها.

 

    ولدى وصولهم إلى أمام مدخل الكنيسة، استقبلهم الأب بيوس عفّاص كاهن الكنيسة، محاطاً بلجنة الرعية والشمامسة والمرتّلات.

    وبعد جولة على أبرز مطبوعات دار بيبليا للنشر، دخل غبطته والمطارنة والكهنة والشمامسة بموكب حبري مهيب إلى الكنيسة، فيما الجوق ينشد ترنيمة استقبال الأحبار "تو بشلوم روعيو شاريرو" (هلمّ بالسلام أيها الراعي الصالح). وكان المؤمنون المتلهّفون لرؤية غبطته قد جاءوا بأعدادٍ مشجّعة رغم الظروف، يرحّبون به وبالوفد المرافق بالتصفيق الحادّ، والنساء يزغردن ويهلّلنَ للأب الروحي الذي طالما تاقوا إليه.

    وقبل بدء القداس، الذي حضره عدد من الآباء الكهنة من عدة رعايا في أبرشية الموصل، والشمامسة، والراهبات، وجموع المؤمنين، ألقى الأب بيوس عفّاص كلمة رحّب خلالها بغبطته الذي شرّف هذه الرعية بحضوره الشخصي ورعايته الاحتفال بذكرى مرور 150 سنة على تشييد هذه الكنيسة. واستعرض أبرز الأعمال والنشاطات والندوات التي أقيمت فيها منذ تأسيسها حتى اليوم، غير ناسٍ ذكر جميع البطاركة والأساقفة والكهنة والشمامسة الذين تعاقبوا على رعاية هذه الكنيسة وخدمتها أو زيارتها كلاً باسمه، مترحّماً على أرواح الراقدين منهم، وطالباً العمر الطويل للأحياء.

    وبعد كلمة الأب بيوس، تقدّم عددٌ من أبناء الرعية وبناتها حاملين التقادم التي عبّرت عن تراث هذه الرعية وهذه المدينة وتاريخها العريق.

    وبعد الانجيل المقدس، ألقى سيادة المطران بطرس موشي كلمة كرّر فيها الترحيب بغبطته باسم الأبرشية الموصلية لليوم الثاني على التوالي، متطرّقاً إلى أهمّ المراحل التي مرت بها هذه الكنيسة منذ تشييدها، سائلاً الله أن يعود إليها أبناؤها وبناتها الذين هُجِّروا منها قسراً، لتزهو من جديد كما كانت في سابق عهدها.

    ثم ارتجل غبطة أبينا البطريرك الموعظة، فتحدّث عن أهمية الكنيسة في حياة المؤمنين الجماعية، إذ فيها ترتفع قلوبهم وذواتهم بالصلاة والابتهال إلى الله من أجلهم من أجل إخوتهم وأخواتهم، هذه الكنيسة التي وعدها الله أنه سيبقى في وسطها فلن تتزعزع أبداً.

    ثم هنّأ غبطته كاهن الرعية الأب بيوس عفّاص على جهوده وأتعابه مع لجنة الكنيسة في الاعداد لهذا الاحتفال الروحي، مهنّئاً جميع أبناء الرعية وبناتها بمناسبة مرور 150 سنة على تشييد هذه الكنيسة الرائعة والعريقة.

    وفي وقفة تشجيعية لأبنائه وبناته الروحيين، حثّ غبطة أبينا البطريرك جميع المؤمنين من أعضاء هذه الرعية على الاستمرار بأداء الشهادة الحية بالكلام والعمل للرب يسوع وللكنيسة المقدسة، فيعيشوا في شركة روحية معاً، ويتكاتفوا متحلّين بالإيمان المتين الذي لا تستطيع المحن والصعوبات والآلام أن تنال منه مهما قويت واشتدّت، وما علينا إلا تسليم أمرنا بيد الرب، وعيش المحبة والرجاء.

    وختم غبطته ضارعاً إلى الرب أن يحلّ أمنه وسلامه في بلاد الشرق بأسره وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان.

    وفي نهاية القداس، قدّم الأب بيوس لوحة تذكارية بالمناسبة إلى غبطته وإلى كلٍّ من المطارنة المرافقين له. ثم شاهد الجميع فيلماً وثائقياً عن تاريخ تأسيس هذه الكنيسة.

    بعد ذلك انتقل غبطته إلى صالون الكنيسة حيث استقبل المؤمنين الذيت قدموا لنيل بركته، وقد حضر سيادة المطران إميل نونة راعي أبرشية الموصل للكلدان ليشارك الرعية فرحتها بهذه المناسبة.

    وقبل الغداء، قام غبطته، يرافقه المطارنة والكهنة، بجولة على متحف مار توما بأجنحته: الكنسي والتاريخي والتراثي والثقافي، وأُعجِبوا بما شاهدوه، سيّما التوثيق التاريخي الذي جاء في غاية المهارة والاتقان.

    وبعد تناول طعام الغداء على مائدة الرعية العامرة، عاد غبطته والوفد المرافق من مطارنة وكهنة وشمامسة إلى قره قوش، حيث توجّهوا إلى منزل عائلة الجميل، وقدّموا التعازي بالمثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل، إلى إخوته وأهله وأقربائه.

    ثم عاد غبطته ومرافقوه إلى مقر الإقامة في دار كهنة خورنة قره قوش، حيث تناولوا طعام العشاء، ليستريحوا بعده استعداداً لليوم التالي الذي سيكون حافلاً بالنشاطات والزيارات، بين برطلّة وقره قوش والموصل، وبخاصة استقبال جثمان المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل.

 

 

إضغط للطباعة