الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
احتفال مسكوني غير عادي: بطريركا السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك يحتفلان معاً برتبة السجدة للصليب يوم الجمعة العظيمة

 
 
   

    في خطوة تاريخية فريدة على درب العلاقات المسكونية المميّزة التي تجمع الكنيستين الشقيقتين السريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية، ترأس قداسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، يشاركه غبطة بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رتبة السجدة للصليب يوم الجمعة العظيمة، بدعوة من نيافة المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس، عند الخامسة من مساء الجمعة 3 أيار 2013، في كاتدرائية مار يعقوب السروجي ـ البوشرية ـ جبل لبنان.

 

    شارك في الرتبة أصحاب النيافة والسيادة المطارنة من الكنيستين الشقيقتين، وهم: مار ثيوفيلوس جورج صليبا، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار فيلكسينوس متى شمعون، ومار خريسوستوموس ميخائيل شمعون مدير المؤسسات البطريركية للسريان الأرثوذكس في العطشانة، إضافةً إلى كهنة ورهبان وراهبات، وشمامسة منهم بعض شمامسة إكليريكية دير الشرفة للسريان الكاثوليك.

    وخلال الرتبة، أنشد الأساقفة والكهنة والشمامسة الترانيم والأناشيد والمراثي الخاصة بلحن الآلام، بالتناوب مع جوقة الكاتدرائية. وأدّى الجميع السجود للصليب على أنغام الترنيمة السريانية الشهيرة "سوغدينان لصليبوخ" (فلنسجد للصليب الذي به تمّ لنا الخلاص، ومع لص اليمين نهتف: أذكرنا في ملكوتك).

    وألقى غبطة البطريرك يونان موعظة الآلام، استهلّها بالتأمّل بصلوات هذا الأسبوع بحسب الطقس السرياني، مشيراً إلى "أننا لسنا عشّاق الألم، ولكنّنا نقدّس آلام المسيح الخلاصية التي جسّدت أعجوبة الحب الإلهي".

    ثم انتقل إلى الحديث عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط، فقال: "نعيش اليوم وقلوبنا يعصرها الحزن والأسى لما جرى ويجري لإخوة وأخوات لنا في سوريا والعراق يعانون من الأحداث المريعة التي حلّت بهم منذ سنوات، ومنهم العديدون الذين أُرغِموا على التهجير، فنزحوا إلى لبنان وسكنوا فيما بيننا. سماتُ الخوف ما زالت ترتسم على وجوههم، والقلق حول المستقبل المجهول يلاحقهم ويقضّ مضاجعهم...".

    واعتبر البطريرك يونان أنه لا يجوز الاكتفاء "بالتنديد والتشكّي والندب، يكفينا فخراً وعزاءً أننا، نحن المسيحيين، نحن السريان، قد جُبلت حياتنا بالألم على ممرّ القرون وفي أرضنا بالذات، ولكننا لم نستسلم لليأس ولا لجأنا إلى الانتقام".

    ودعا غبطته إلى تذكُّر قول المعلّم الإلهي "كما اضطهدوني، سيضطهدونكم... طوبى للمضطهَدين من أجل البرّ.."، منوّهاً إلى أننا "جميعنا مدعوون اليوم لتفهّم أوضاع أهلنا المأسوية، فنفتح لهم قلوبنا كما بيوتنا، لنخفّف عنهم هول المأساة التي ألمّت بهم. كما وعلينا أن نشاركهم في التضرّع إلى الرب مخلّصنا لكي يساعدهم على حمل صليبهم لأجل اسمه القدوس، ولكي ينتهي درب آلامهم النفسية والجسدية، فلا يتحوّل إيمانهم إلى شك ولا تتزعزع ثقتهم بعنايته تعالى".

    وحثّ البطريرك يونان المؤمنين على ضرورة "أن نجدّد إيماننا بالعناية الالهية رغم كل ما يسبّب لنا شكوكاً في قدرة الله على قهر الشرور في عالمنا. وعلينا أن نستلهم من هذا الإيمان منبعاً للرجاء، فوق كل رجاء، وأن نفعّل هذا الايمان عينه بأعمال الرحمة والمحبة التي هي وحدها تميّزنا عن الآخرين الذين أرادوا أن يُقنعوا أنفسهم بأنّ اقتناء هذه الأرض الفانية هو هدفهم الوحيد وسعادتهم الخادعة... ولنتذكّر بأنّ خشبة الصليب التي رأى فيها الآخرون عاراً وشكّاً، ستبقى لنا رمز فخرٍ وخلاص!".

    وختم البطريرك يونان موعظته بالدعوة إلى الصلاة "بخشوع وإيمان من أجل إطلاق سراح المطرانين المخطوفين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس، وبولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس، فيعودا إلى خدمة أبرشيتيهما، إنّ الرب هو السميع المجيب".

    وبعد أن بارك البطريركان عيواص ويونان النعش حيث وُضع المصلوب، عُلِّق النعش على باب الكاتدرائية، وتقدّم المؤمنون من البطريركين لنيل بركتهما في جوّ عابق بالإيمان. وقد طابت نفوس المشاركين بالرتبة من إكليروس ومؤمنين، إذ رأوا بأمّ العين روح الوحدة والمحبة الأخوية التي تجمع الكنيستين. فشكراً لله على عطيّته التي لا يُعَبَّر عنها.  

 

 

إضغط للطباعة