الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الأب الشهيد فرنسوا مراد يعلن، قبل استشهاده في 3 رسائل، استعداده للموت بفرح: سأقدّم حياتي بطيب خاطر من أجل السلام

 
   

    "سيّدنا، نحن في خطر... ومهما فعلوا، فلن يتمكّنوا من إيماننا المبني على صخرة المسيح... وتأكّد إنني سأقدّم حياتي بكلّ طيب خاطر من أجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصاً من أجل بلدنا الحبيب سوريا". قبل أربعة أشهر فقط من استشهاده، كتب الراهب الفرنسيسكاني الأب فرنسوا مراد هذه الكلمات، موجّهاً إيّاها إلى رئيسه الكنسي المباشر راعي أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك سيادة المطران مار يعقوب بهنان هندو.

 

    من أخطار كبيرة حذّر، كاشفاً عن اعتداءات على الكنائس والرموز الدينية، عن مضايقات واختفاءات، "ولا أدري متى يأتي دوري"، "كلّ يوم أحلك من الذي قبله"... في ثلاث رسائل حصلت عليها محطّة "تيلي لوميار"، أعلم الأب الشهيد فرانسوا مراد المطران هندو بما يعيشه ويواجهه، بما في قلبه من رجاء وإيمان قويّين، من استعداد "لأن أقدّم حياتي بفرح"، وذلك قبل أن يستشهد في ديره، دير مار سمعان العامودي في قرية الغسانية في سوريا، فجر الأحد 23 حزيران 2013، في ظروف وحشيّة وغامضة، على يد مجموعة من الإسلاميين المتطرّفين.
    الرسالة الأولى مؤرَّخة في 18 كانون الأوّل 2012، وكتب فيها: "سيّدنا بارخمور، نحن في خطر، لا يمكننا الخروج من القرية، ولا يمكن لأحد الدخول. قاموا بالاعتداء على الكنائس والرموز الدينية. كلّ يوم يختفي واحد منّا، ولا أدري متى يأتي دوري. في كلّ الاحوال، أنا مستعدٌّ للموت، ولتتذكَّر كنيستي إنّني قدَّمتُ حياتي بفرح من أجل كلّ مسيحي في هذا البلد الحبيب. صلّوا من أجلنا".
    الرسالة الثانية مؤرَّخة في 25 شباط 2013، وفيها: "سيّدنا بارخمور، الأحداث تتسارع، وأظنّ أنّنا دخلنا المرحلة المهمّة من جهادنا. بعدما أحرقوا كنيسة الروم، وخرّبوا مزار العذراء للاتين، ونهبوا وخرّبوا الدير عندي وعند البروتستانت، وكسروا وأحرقوا كلّ الرموز الدينية في القرية، وكتبوا عبارات فيها إهانات لديننا، يحاولون الآن مضايقتنا. ولكن مهما فعلوا، فلن يتمكّنوا من إيماننا المبني على صخرة المسيح. وإن شاء الله أن يمنحنا النعمة لنبرهن عن صدقية حبّنا له وللآخرين. تأكّد إنّني سأقدّم حياتي بكلّ طيب خاطر من أجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصاً من أجل بلدنا الحبيب سوريا".
    الرسالة الثالثة مؤرَّخة في 17 آذار 2013: "سيّدنا بارخمور، تمضي الأيّام ببطء، وكلّ يوم أحلك من الذي قبله. فما إن يطلّ النهار، حتى نبدأ بالبحث عن مكان آخر يحمينا من القصف. وفي الليل نحاول أن نكون يقظين، خوفاً من الذين حلّلوا لأنفسهم المسيحي وماله. ولكن، مع كلّ هذا الظلم، أتلمّس حضور الشمس السري. وكلّ ما أرجوه من الله أن يهزم حضوره العتمة التي هي سبب ما وصلنا إليه. صلّوا من أجلنا".

    رحمه الله وأسكنه في ملكوته السماوي مع الأبرار والصالحين، وليكن ذكره مؤبّداً.

 

إضغط للطباعة