الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
كنيستنا السريانية الكاثوليكية تشارك في صلاة مشتركة بين كنيستي السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في دير سيّدة البلمند على نية إطلاق سراح المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي

 
 
   

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 22 حزيران 2013، وبدعوة من بطريركيتي أنطاكية للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، أقيمت صلاة مشتركة ترأسها قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكّا الأوّل عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية للروم الارثوذكس، وذلك على نية سلامة المطرانين المخطوفين في حلب: مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، وبولس يازجي، وإطلاق سراحهما مع سائر المخطوفين الآخرين من كهنة ومؤمنين، في دير سيّدة البلمند البطريركي للروم الأرثوذكس ـ شمال لبنان.

    مثّل غبطةَ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، صاحبا السيادة المطرانان مار رابولا أنطوان بيلوني، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي.

 

    شارك في الصلاة عدد من مطارنة كنيستي السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، والآباء الكهنة والرهبان والراهبات من الكنيستين.

    وقد توافد المؤمنون للمشاركة في الصلاة، معبّرين عن تضامنهم مع المخطوفين، ومجدّدين استنكارهم هذه الأعمال.

    تخلّلت الصلاة فترات ترانيم وتراتيل أدّاها على التوالي، مجموعة من رهبان دير سيّدة البلمند للروم الأرثوذكس، وراهبات مار يعقوب البرادعي للسريان الأرثوذكس.

    وبعد الصلاة في كنيسة الدير، خرج الجميع في زياح بالشموع، انتهى في الساحة الداخلية للدير، حيث اختتم البطريرك يوحنا العاشر الصلاة بكلمة، جاءت كبيان مشترك، نورد أبرز ما جاء فيها:

    "حياة المطرانين هي علامة بذل مستمرة بيننا، ننحني أمامها بإجلال وامتنان. فما برحا يدعوان ويعملان من أجل الحق والحياة والمحبة الأخوية. وعلّما روح التفاني وخدمة كلّ إنسان، وأخلصا في الإيمان والالتزام مع أبناء رعيتهما وبلدهما. لقد كسر صمتهما المطلق جدار السموات، واستمطرت صلاتهما بركات كثيرة علينا. فعلى رغم الألم الذي يعتمل قلوبنا جميعاً في هذا الانتظار الذي دام شهرين، نشعر في قرارة القلب أنّ ثباتهما عظيم، وهذا ما يشدّ أزرنا ويجتذب الكثيرين من العالم أجمع لكي ينضمّوا إلينا في هذا الجهاد الروحي الكبير، إلى حين يأتي الفرج، الذي نرجوه قريباً جداً.

    يا أبناء حلب الأحباء، لقد أذهلنا ثباتكم اليومي وصلاتكم القلبية ورجاؤكم المنقطع النظير في هذا الظرف الدقيق. لقد تبنّانا الراعي الصالح، الذي بذل نفسه عن أحبّائه في كلّ مكان وزمان، وهو لا يتركنا يتامى وثكالى، بل يعطينا قوة اليقين أنه هو مدرّبنا في جهادنا، ومدبّر خلاصنا، هو من يرعى شؤوننا، ويقود حياتنا في هذا الزمن الصعب إلى الملاذ الأمين والرجاء الوطيد واليقين الحقيقي.

    أنتم يا إخوتنا في المواطنة، أبناء سوريا، يحزّ في نفوسنا ما آل إليه الوطن، وما تتجنّى به عليه هذه الظروف الساحقة المدمّرة. ندعو أن يكون الإيمان بالإله الواحد مدعاةً وأساساً وركيزةً للوحدة وليس للتفرقة، للحلّ وليس لاستمرار الأزمة، للسلام وليس للمواجهة، للحياة وليس للموت. لنعلي بيننا صوت العدل والحق على صوت الظلم والباطل. أنستهين بصوت الضمير الذي هو صوت الله؟ هل بات الوجدان محفوظاً للعرض في متحف التاريخ؟ ألم يعد للإنسان من قيمة يستأهل من أجلها أن نضحّي بالغالي والنفيس من أجل إنقاذه؟ لماذا هذا الإمعان في تجاهل حق الإنسان في الحياة؟ هل من الضروري أن نحطّم حياة الإنسان من أجل حق الحياة نفسه؟

    نحن أيضاً ممتنّون لتضامن إخوتنا المسيحيين والمسلمين، والذي تجلّى في سعيهم معنا إلى إطلاق سراح صاحبي السيادة، وفي القلق العظيم الذي أبدوه ويبدونه لاستمرار الصمت في شأن مصيرهما.

    يا إخوتنا في الإنسانية، نريد أن نصافح أيديكم البيضاء التي ترسل المساعدات الإنسانية، وتضمّد الجروح، وتنشر الخير، وتجمع الهمم في سبيل إحقاق السلام. نقدّر أيضاً جهود الدول والأجهزة الأمنية التي تعمل من أجل الوصول إلى الخبر اليقين في شأن المطرانين بولس ويوحنا، ولكنّنا على رغم ذلك نسجّل استغرابنا وتساؤلنا: أهي عاجزة إلى هذه الدرجة في شأنهما؟ نحن مؤمنون بأنّ مصيرهما، أوّلاً وأخيراً، هو في يد الله سبحانه وتعالى. ولكن هذا لا يعفي أيَّ أحدٍ من مسؤولية العمل للوصول إلى الحقيقة وإطلاقهما في أسرع وقت".

    وختاماً، وجّه البطريرك يوحنّا الخطاب إلى خاطفي المطرانين، كالآتي: "إنها بركة أن تكونوا بمعيّتهما (أي المطرانين)، ولكن لا تحتفظوا بهذه البركة لأنفسكم، بل جودوا بهما علينا من جديد، فهما أنفع للجميع، والرب سميح غفور".

    وفي الختام، منح قداسة البطريرك زكا الأول البركة لجميع المشاركين، ضارعاً إلى الله من أجل إطلاق سراح المطرانين وسائر المخطوفين في أقرب وقت.

 

إضغط للطباعة