الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأس رتبة جنّاز ودفن المطران جورج كسّاب في زيدل ـ حمص

 
 
   

    فجر يوم الإثنين 28 تشرين الأوّل 2013، غادر غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلّي الطوبى، مقرّ كرسيه الرسولي في بيروت، متوجّهاً برّاً إلى حمص ـ سوريا، ليترأس رتبة جنّاز ودفن المثلّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس جورج كسّاب رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها، الذي رقد بالرب بتاريخ 22/10/2013.

    رافق غبطته أمينا سرّ البطريركية الأب أفرام سمعان والشمّاس حبيب مراد، إضافةً إلى الراهبة الأفرامية الأخت جاندارك قزني.

 

    عند العاشرة صباحاً، احتفل غبطته بالذبيحة الإلهية راحةً لنفس المطران جورج كسّاب في كنيسة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك ـ زيدل ـ حمص. وفي تمام الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، ترأس غبطته رتبة الجنّاز والدفن في الكنيسة ذاتها، يعاونه أصحاب السيادة الأحبار الأجلاء: مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، ومار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار إيوانيس لويس عوّاد، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب البطريركي العام لأبرشية بيروت البطريركية، ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات من أبرشية حمص ومن سوريا عامّةً.

    حضر الرتبة سيادة السفير البابوي في سوريا المطران ماريو زيناري، وأصحاب السيادة والنيافة مطارنة حمص من كلّ الكنائس، ومسؤولو وممثّلو الدولة والحزب والجيش والمحافظة، وأصحاب الفضيلة المشايخ المسلمون، وجماهير غفيرة من المؤمنين أمّوا الكنيسة وملأوا ساحاتها بأعداد كبيرة، يتقدّمهم أهل المثلّث الرحمات وذووه، وأبناء رعية زيدل.

    وخلال الرتبة، تُليت الأناشيد والصلوات والترانيم بأنغام الحزن، تلتها القراءات المقدّسة. ثمّ ألقى صاحب الغبطة موعظة تأبينية بليغة، تحدّث فيها عن الأمانة في الخدمة، والصفات التي يتحلّى بها الراعي الصالح، مطبّقاً إيّاها على حياة المثلّث الرحمات، متناولاً بإسهاب أبرز أعماله الجليلة في خدمة الأبرشية والكنيسة والوطن (تجدون نص الموعظة كاملةً في خبر آخر على موقع البطريركية هذا).

    وألقيت رسائل تعزية من سيادة سكرتير دولة حاضرة الفاتيكان المطران بييترو بارولين، باسم قداسة البابا فرنسيس، ثمّ رسالة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية. وألقيت كلمات لعدد من المشايخ وممثّلي الجيش والمحافظة، أشادت وتغنّت بفضائل الراحل الكبير وأعماله على الصعيدين الكنسي والوطني.

    كما ألقى مطران حمص للسريان الأرثوذكس مار سلوانس بطرس النعمة كلمة طيّبة باسم رؤساء الطوائف المسيحية في حمص، تحدّث فيها عن الروح المسكونية العالية التي كان يتمتّع بها المثلّث الرحمات، مشيداً بمحبّته للقريب والغريب، وبقدوته كمثال للراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الرعية.

    ثمّ وبحركة ليتورجية مؤثّرة ينفرد بها الطقس السرياني، حمل الآباء الكهنة في الأبرشية الحمصية جثمان المثلّث الرحمات، وطافوا به مزيّحين إيّاه لوداع المذبح من جهاته الأربع، وسط جوٍّ من التأثّر ودموع الحزن لغياب هذا الوجه المشرق عن الكنيسة المجاهدة على الأرض.

    وبمحبّة أبوية كبيرة، أعلن غبطة أبينا البطريرك عن تعيينه حضرة الخوراسقف فيليب بركات النائب الأسقفي العام في الأبرشية، مدبّراً بطريركياً على أبرشية حمص وحماه والنبك، متمنّياً له النجاح والتوفيق في مهمّته لما فيه من خير الأبرشية إكليروساً ومؤمنين.

    بعد ذلك، تقبّل غبطته، يحيط به الأساقفة والإكليروس، التعازي من الحضور جميعاً في بهو الكنيسة.

    ثمّ غادر غبطته ومرافقوه إلى بيروت مودَّعين من الأساقفة وإكليروس الأبرشية ومؤمنيها، الذين أثنوا كثيراً وثمّنوا عالياً حضور غبطته من لبنان في هذه الظروف الصعبة، إذ كان لقدومه الأثر الأبلغ في بلسمة ألم فراق راعي الأبرشية.

    رحم الله المطران جورج كسّاب، وأسكنه في ملكوته السماوي مع الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وليكن ذكره مؤبّداً.

 

 

 

إضغط للطباعة