الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
النص الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها الشمّاس حبيب مراد خلال قداس رسامته شمّاساً بوضع يد غبطة أبينا البطريرك

 
 
   

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها الشمّاس حبيب كبريال مراد، خلال قداس رسامته شمّاساً، بوضع يد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلّي الطوبى، مساء يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2013، في كنيسة مار اغناطيوس النوراني في الكرسي البطريركي ـ المتحف ـ بيروت:

 

«ܡܰܘܕܶܐ ܐ̱ܢܳܐ ܠܶܗ ܕܚܰܝܠܰܢܝ ܠܡܳܪܰܢ ܝܶܫܽܘܥ ܡܫܺܝܚܳܐ܆ܕܚܰܫܒܰܢܝ ܡܗܰܝܡܢܳܐ܆ ܘܤܳܡܰܢܝ ܠܬܶܫܡܶܫܬܶܗ»

    ܛܳܒ ܚܳܕܶܐܐ̱ܢܳܐ ܒܗܳܢܳܐ ܝܰܘܡܳܐ ܩܰܪܝܳܐ ܘܩܰܕܺܝܫܳܐ܆ ܕܒܶܗ ܐܶܢܳܐ ܥܰܦܪܳܐ ܫܺܝܛܳܐ ܘܕܰܚܺܝܚܳܐ܆ ܠܕܰܪܓܳܐ ܕܰܡܫܰܡܫܳܢܽܘܬܳܐ ܒܰܩܪܳܝܬܳܐ ܕܪܽܘܚܳܐ ܩܰܕܺܝܫܳܐ܆ ܘܰܒܡܶܨܥܳܝܽܘܬܳܐ ܕܰܐܒܳܐ ܕܰܐܒܳܗ̈ܳܬܳܐ ܡܶܬܪܰܡܪܰܡ ܐ̱ܢܳܐ ܘܡܶܬܥܰܠܶܐ. ܠܳܐ ܣܳܦܩܳܐ ܛܰܝܒܽܘܬܳܟ ܡܳܪܝ܆ ܘܠܳܐ ܡܦܳܣ ܐ̱ܢܳܐ ܕܶܐܠܥܰܙ ܬܰܘܕܺܝܬܳܐ ܐܰܟܡܳܐ ܕܫܳܘܶܐ ܘܰܕܙܳܕܶܩ ܠܰܐܠܳܗܽܘܬܳܟ.

    ܐܺܝܽܘ ܠܶܟܝ ܐܳܘ ܢܰܦܫܝ ܨܳܕܺܝܬܳܐ ܕܰܓܒܳܟܝ ܡܳܪܶܟܝ ܕܰܬܫܰܡܫܺܝܢ ܒܗܰܝܟܠܶܗ ܩܰܕܺܝܫܳܐ. ܠܶܗ ܠܰܐܠܳܗܳܐ ܡܳܪܶܐ ܟܽܠ ܪܺܝܫ ܟܽܘܡܪ̈ܰܝܢ ܥܳܠܡܺܝܢܳܝܳܐ܆ ܥܰܠ ܗܳܕܶܐ ܡܰܘܗܰܒܬܳܐ ܠܳܐ ܡܶܬܡܰܠܠܳܢܺܝܬܳܐ܆ ܡܰܘܕܶܐ ܐ̱ܢܳܐ ܘܰܡܩܰܠܶܣ܆ ܘܰܨܠܰܘ̈ܳܬܟܽܘܢ ܬܟܺܝܒ̈ܳܬܳܐ ܘܰܡܩܰܒܠ̈ܳܬܳܐ ܐܳܘ ܐܰܒܽܘܢ ܛܽܘܒܬܳܢܳܐ ܘܕܰܐܒܳܗ̈ܳܬܳܐ ܡܥܰܠܰܝ̈ܳܐ ܘܟܳܗܢ̈ܶܐ ܡܝܰܩܪ̈ܶܐ ܘܰܩܠܺܝܪܳܘܣ ܢܰܟܼܦܳܐ ܘܟܶܢܫܳܐ ܪܚܺܝܡܳܐ܆ ܡܦܺܝܣ ܐ̱ܢܳܐ ܘܒܳܥܶܐ܆ ܕܰܢܫܰܡܠܶܐ ܡܳܪܝܳܐ ܥܰܡܝ ܒܝܰܡܺܝܢܳܝ̈ܳܬܳܐ ܒܰܐܡܺܝܢܽܘ.

"أشكر المسيح يسوع ربّنا الذي قوّاني واعتبرني أميناً، فدعاني إلى خدمته" (1تيم 1: 12)

    غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، أصحاب السيادة والنيافة الأحبار الأجلاّء،الآباء الخوارنة والكهنة الأفاضل، الإخوة الشمامسة، الإكليريكيين الأعزّاء، الرهبان والراهبات الأفاضل، أيّها الأحبّاء،

    نعم، يطيب لي أن ألهج بالشكر ملء القلب والروح، بادئ ذي بدء، في هذا المساء المبارك، للربّ الإله، الثالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، الذي بمحبّةٍ منه وكرم أغدق عليّ، من فيض نعمه ومن بحر مراحمه، ووهبني وزنةً ثمينةً، داعياً إيّاي أن أتاجر بها لأكون من بني الملكوت.

    يا لها من لحظةٍ مهيبةٍ تخشع أمام جلالها طغمات الملائكة، إنّها اللحظة التي وضع فيها غبطة أبي الآباء يمينه على هامتي، ناقلاً إليّ موهبة الروح القدس، لأكون خادماً أميناً لمذبح الربّ المقدّس وكنيسته. فما الخدمة؟ ولمَ تحظى بهذا القدر من السموّ في إيماننا وحياتنا المسيحية؟ يقول الربّ يسوع: "لم آتِ لأُخدَم بل لأخدُم وأبذل نفسي فداءً عن كثيرين" (مت 20: 28). فالخدمة هي البذل والعطاء دون حدود، وتقديم الذات على مذبح الشهادة للربّ بالقول والفعل حتّى شهادة الدم. وخير مثالٍ لنا هم الرسل والآباء الميامين الذين روت دماؤهم الزكية الكنيسة المجاهدة على الأرض، ومن بين هؤلاء الشهداء، شفيعي الشخصي، القدّيس حبيب، شمّاس الرها، الذي نحيي ذكره اليوم. هذا الذي كان مبشّراً واعظاً، اجتهد في طريق الصليب العظيم وتحمّل الآلام بفرح وشجاعة فائقة، فرضي أن يسير في طريق الموت، إذ كان قد سكر بخمر الصليب حتّى الثمالة، على حدّ قول مار يعقوب السروجي في مدحه. فكافأه الرب بإكليل المجد، وها هي الكنيسة تترنّم بعيده ثلاث مرّات في السنة.

    وإذا كانت الخدمة هي البذل والعطاء، فإنّها لا تقوم فقط على العمل المضني والدؤوب، إنّما تترسّخ وتثبت حينما يبغي الخادم من عمله مرضاة سيّده، منفّذاً إرادته، سالكاً في نهجه، مقتفياً إثر ذاك المعلّم الصالح الذي وعد خادمه بقوله: "حيث أكون أنا هناك يكون خادمي أيضاً" (يو 12: 26). وحتّى ينال الخادم رضى السيّد ومسرّته، فما عليه إلاّ بالإقتراب منه وملازمته، بل الهذيذ به ليلاً ونهاراً.

    في حياتنا المسيحية، وفي خدمتنا الكنسية، نسعى إلى إرضاء سيّدنا الرب يسوع، بالإقتراب منه والعيش معه. وهذا لا يتحقّق إلاّ بصلاةٍ شخصيةٍ قلبيةٍ عميقةٍ تُدخِلنا بعلاقة خاصّة حميمة معه، نناجيه بها، شاكرينه على نِعَمِه وطالبين بركته، ثمّ نجعله سيّد حياتنا.

    كلّ هذا يتطلّب مزايا خاصّة ونِعَماً مميّزة يسبغها الباري على الإنسان الضعيف الذي يفتح باب قلبه للربّ، فيقوّيه ويشدّده ويشجّعه، ليستطيع أن يكمّل كلّ عمل خدمة بيت الرب. ولا سبيل إلى ذلك إلاّ بالإتّحاد الكلّي بمخلّصنا وفادينا ومبعث رجائنا في هذه الحياة.

    هذه الموهبة والعطية، أي عطية الخدمة، يمنحها الرب لكلِّ واحدٍ بطريقةٍ يمتاز بها عن الآخر، على قدر طاقته، وهي أمانةٌ في عنقه سيؤدّي عنها حساباً. لذا أحني ركبة قلبي أمام عزّته تعالى، طالباً الأيَد والمؤازرة، كي أكون عند حسن ظنّه، فأحافظ عليها كبؤبؤ العين، ونظير لؤلؤة غالية الثمن حازها تاجرٌ واقتناها فرحاً، بعد أن باع كلّ ما يملك للحصول عليها.

    أبي وسيّدي صاحب الغبطة،

    منذ نعومة أظفاري، وأنا أتوق إلى التكرّس لخدمة بيت الرب، وقد رتّب الله أمامي فرصاً طيّبةً سنحت لي أن أغرف من مَعين الكنيسة والتراث واللغة السريانية المقدّسة، ما لم يُهيِّئه أمام الكثيرين لاكتسابه. وكنتُ أظنّ أنّ هذا يكفي، وهو بحدّ ذاته فعل تكريس للربّ، إن استخدمناه ووظّفناه بالطريقة الصحيحة، عملاً بقول معلّمنا مار أفرام السرياني: "ܘܰܠܪܰܒܳܐ ܕܡܰܠܶܦ ܫܰܦܺܝܪ܆ ܥܒܶܕܳܝܗܝ ܪܰܒܳܐ ܒܡܰܠܟܽܘܬܳܟ"، "والكبير الذي يعلّم جيّداً، اجعله عظيماً في ملكوتك". إلاّ أنّ نداءً من غبطتكم منذ نيّفٍ وأربع سنوات غيّر هذا المسار، ففتح عين قلبي وحرّك أعماقي لدعوةٍ تتطلّب المزيد. وبمتابعةٍ يوميةٍ حثيثةٍ منكم شخصياً، وبإلهامٍ ربّاني، ها هو الرب يشرّع أمامي درب التكرّس في الكهنوت الخدميّ، ويدعوني للسير بها بدعائكم وهدي كلماتكم.

    فلكم الشكر يا سيّدنا لكلّ ما قدّمتم ولا تزالون تقدّمون لي شخصياً، بل لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في العالم أجمع، أساقفةً وكهنةً وإكليروساً وعلمانيين. ممّا جعل القاصي والداني يلمس ما أحدثه تبوّؤكم الكرسي الأنطاكي من نهضةٍ كنسيةٍ على كلّ الصعد.

    وإن أنسى، لا أنسى روحكم الأبوية العطوفة ورهافة حسّكم وتضامنكم الكلّي مع القريب والغريب وتواضعكم الجمّ، ما شكّل مثالاً بل نبراساً لنا جميعاً. وقد نلتُ حظوةً أن أكون من المقرَّبين الذين سمحتم لهم أن يخدموكم، ومن خلالكم أن يخدموا الكنيسة، كأمينٍ للسرّ في البطريركية. ومن هذا المنبر المقدّس، أتعهّد بالطاعة التامّة والولاء الكامل لكم في كلّ ما تأمروني وتوجّهوني، لما فيه خلاص نفسي وخير الكنيسة المقدّسة. أدامكم الله وسدّد خطواتكم بكلّ ما هو صالح، وأغتنم هذه الفرصة لأهنّئكم بعيد ميلادكم الذي يصادف في مثل هذا اليوم المبارك، 15 تشرين الثاني، وهذه بركة فوق بركة، وإلى سنين عديدة يا سيّدنا.

    واسمحوا لي يا صاحب الغبطة أن أتوجّه بكلماتٍ من الشكر الواجب والإمتنان:

    أشكر أصحاب السيادة الأحبار الأجلاء أساقفة الدائرة البطريركية الذين غمروني بمحبّتهم وحنانهم واحتضانهم، ولم يوفّروا فرصةً لتقديم النصح والتوجيه لي: مار ربولا أنطوان بيلوني رجل الله والكنيسة، ومار فلابيانوس يوسف ملكي الفطن والنشيط والداعم، ومار باسيليوس جرجس القسّ موسى المعاون البطريركي الحكيم والعالِم الذي منه تعلّمتُ الكثير من الإلتزام والعمل الدؤوب، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب البطريركي العام لأبرشية بيروت البطريركية المملوء بالحماس والإندفاع للخدمة. وأشكر الآباء الكهنة في أبرشية بيروت البطريركية، كلاًّ باسمه، فكلٌّ منهم سند أخوي كبير، ولهم محبّتي وإكرامي.

    أشكر بشكلٍ خاص، نيافة الحبر الجليل مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدّس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الذي كان ولا يزال لي مثالاً وأباً روحياً غمرني بمحبّته وتشجيعه، ومنه تعلّمتُ الكثير، وله فضلٌ عميمٌ في وصولي إلى هذه الساعة، وهو الراعي الهمام والمعطاء، والمَعين الفيّاض تواضعاً. ومعه أشكر المتقدّم بين كهنة أبرشيته الخوري الياس جرجس، الغائب عنّا بداعي السفر، والذي له الفضل الأوّل في تعليمي اللغة السريانية ومحبّة الكنيسة المقدّسة وتشجيعي على خدمتها أينما كنت وحيثما حللت، وأشكر جميع كهنة أبرشية جبل لبنان كلاًّ باسمه. ومعهم أشكر كلّ الآباء الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الذين شرّفوني بحضورهم اليوم، فلهم جميعاً المحبّة والإحترام والإكرام. وأنا أتوق كما الكثيرين إلى اليوم الذي فيه تسرّع الكنيستان السريانيتان الشقيقتان الخطى نحو الوحدة الكاملة الشاملة والجامعة بينهما.

    أشكر صاحب النيافة المطران مار يوليوس حنّا أيدين النائب البطريركي لشؤون العلاقات المسكونية للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في ألمانيا، الذي شرّفني بحضوره معنا هذه المناسبة المباركة.

    أشكر إكليريكية دير الشرفة البطريركية، بشخص رئيسها ومعاونه وطلابها، طلابي الأحبّاء، لمحبّتهم الأخوية وسندهم الدائم، ولِما قدّموه من تعبٍ معي في التحضير لهذه المناسبة وتنظيمها وخدمتها.

    أشكر الرهبانية المارونية المريمية الحبيبة، التي أتشرّف بكوني معلّماً للغة السريانية للمبتدئين فيها، ولي بين آبائها ورهبانها آباءٌ وإخوةٌ وأصدقاء، بهم أعتزّ وأفتخر، وقد شرّفونا بحضورهم معنا اليوم، ذاكراً بالخير من أحبّ مشاركتنا، إلاّ أنّ بُعد المسافة حال دون ذلك، إنّه سيادة المطران مار يوحنّا حبيب شاميّه راعي أبرشية الأرجنتين المارونية.

    أشكر إخوتي في مركز التربية الدينية لمحبّتهم وأخوّتهم، فهم موضع افتخاري على الدوام. وأشكر الجوق البطريركي الذي شنّف آذاننا بالألحان والترانيم البهيّة. وأشكر حركة مار بهنام وسارة.

    كما أتوجّه بالشكر والإمتنان من جميع الذين ساعدوني في التحضير للرسامة، وأخصّ المقيمين والعاملين في هذا الكرسي البطريركي، من كهنةٍ وراهباتٍ وموظّفين، سيّما أخي الأب فراس دردر الطيّب والمحبّ، والراهبات الأفراميات ـ بيت مار اغناطيوس، مع العمّال ومسؤولي الأمن والحماية.

    كما أشكر تلفزيون تيلي لوميار ـ نورسات، الذي ينقل وقائع القدّاس والرسامة عبر شاشته إلى لبنان والعالم، داعياً له بالنجاح والتوفيق في نشر بشرى إنجيل المحبّة والسلام تحت كلّ سماء.

    أشكر جميع الحضور من أهل وأقارب وأصدقاء أحبّاء، أرادوا أن يشاركونا هذه الفرحة الروحية، طالباً لهم التوفيق الدائم والنجاح في كلّ ما تقلّبه يمينهم، خاصّاً الأب بول قس داود الذي تحمّل مخاطر ومشقّة الطريق قادماً من حلب ليشاركنا هذه المناسبة، وهو الأخ العزيز والصديق الصدوق. ولا يسعني في هذا المقام إلاّ أن أضرع إلى الرب كي يبسط أمنه وسلامه في لبناننا الحبيب وفي بلاد الشرق والعالم، وبخاصة في سوريا الحبيبة والعراق الغالي، حيث الآلام والمعانيات والحرب والدمار، سائلاً الله أن يقصّر هذه الأيّام الصعبة، ويعيد الطمأنينة والإستقرار.

    كما أشكر جميع الذين هنّأوني بهذه الرسامة من خارج لبنان، أساقفةً وكهنةً وأهلاً وأصدقاءً أحبّاء، داعياً لهم بدوام النجاح والتوفيق، وكلّ خير وبركة.

    لا بدّ لي قبل الختام من شكرٍ مثلّثٍ، أوجّهه عابقاً بالإمتنان لمن لهم الفضل بوصولي لهذه الساعة:

    أوّلاً، أشكر قدس الأباتي سمعان أبو عبدو السامي الإحترام، الذي رافقني في السنوات الأربع الأخيرة، وأعطاني من وقته الثمين ومن إرشاده السديد وتوجيهه الحكيم، ولي شرفٌ أن يكون عرّابي اليوم وعرّاب دعوتي في طريق خدمة بيت الرب. ويطيب لي أن أهنّئه بتعيينه منذ بضعة أيّام مدبّراً بطريركياً على أبرشية حلب المارونية، سائلاً الله أن يوفّقه في خدمته الجديدة، وإن شاء الرب نفرح معه بمنية قلبه وقلبنا.

    ثانياً، أشكر الأب والأخ الحبيب أفرام سمعان، الذي كان لدعمه اللامتناهي ومحبّته الأخوية المنقطعة النظير، الأثر الأبلغ والأعمق في نفسي ودعوتي، بل في حياتي برمّتها، فربّ أخٍ لم تلده لك أمّك.

    ثالثاً، أختم شكري بالمسك، أشكر عائلتي الصغيرة: أشكر والدتي عفاف وشقيقي جاد وشقيقتي ميرا، وكم كنت أودّ أن أشكر ربّ هذه العائلة الوالد الحبيب كبريال، الذي ولئن فارقنا بالجسد منذ نيّفٍ وخمسة أشهر، إلا أنّ روحه حاضرةٌ معنا، ولي ملء الثقة بأنّه يشاركنا الفرح اليوم وهو في الملأ الأعلى. أمّا أنتم يا أفراد عائلتي، فلكم ولائي وحبّي وإكرامي ما حييت، إذ بحضوركم معي وبوقوفكم إلى جانبي، ها كلّ عقبة تذلَّل وكلّ محنة تخفّ وطأتها. وأعتذر منكم عن كلّ تقصيرٍ في الوجود بقربكم، راجياً أن تسامحوني، وأعدكم بأنّي سأذكركم دائماً في صلواتي، سائلاً الله أن يقدّرني على مكافأتكم، فأنا بدون دعمكم لم أكن لأكون ما أنا عليه الآن. أحبّكم حبّاً جمّاً، أدامكم الله.

    وخير ما أنهي به، ونحن نختم أسبوع تجديد البيعة، قولٌ من الطقس الكنسي في أحد التجديد هذا:

    ܥܺܕܰܬ ܩܽܘܕܫܳܐ ܡܗܰܝܡܰܢܬܳܐ ܡܟ̣ܺܝܪܬܶܗ ܕܰܒܪܳܐ܆ ܙܡܰܪܝ ܠܶܗ ܫܽܘܒܚܳܐ ܠܰܡܟ̣ܺܝܪܶܟ̣ܝ. ܕܰܒܝܰܕ ܪܽܘܚܶܗ ܩܰܕܺܝܫܳܐ ܨܰܒܶܬ ܘܗܰܕܪܶܟ̣ܝ܆ ܒܪ̈ܺܝܫܰܝ ܟܳܗܢ̈ܶܐ ܘܰܒܟܳܗܢ̈ܶܐ ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ ܘܒܰܡܫܰܡܫܳܢ̈ܶܐ.وترجمتها: "أيّتها الكنيسة المقدّسة المؤمنة خطيبة الإبن، رنّمي المجد لخطيبك، الذي بواسطة روحه القدّوس، زيّنكِ وعظّمكِ برؤساء كهنة وبكهنة هللويا وبشمامسة".

    أرجو أن تصلّوا من أجلي لأكون خادماً أميناً وعاملاً صالحاً في كرم الرب. ܬܰܘܕܺܝ ܣܰܓܺܝ ܘܒܰܪܶܟܡܳܪܝ.

 

إضغط للطباعة