الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الدورة الحادية عشرة للجنة المسكونية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية

 
 
   

    وسط غابة كثيفة من النخيل، وأشجار جوز الهند الباسقة، والمطاط وحقول الأناناس المتناسقة بفنّ، وأنواع الأشجار الإستوائية ذات الأثمار والأشكال الغريبة في ولاية كيرالا بالهند، في جوار بلدة بامباكودا الريفية، يقع مركز الدراسات المسكونية التابع للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الملنكارية الهندية. في هذا الجو الفردوسي، استضافت هذه الكنيسة، التي تفتخر بارتقائها إلى تقليد القديس توما الرسول منذ عهد الرسل، استضافت أعضاء اللجنة المسكونية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية (اللا خلقيدونية) في دورتها الحادية عشرة، برئاسة الكردينال كورت كوخ رئيس المجلس الحبري لوحدة المسيحيين، وذلك من 28 كانون الثاني حتى 3 شباط 2014. وكان موضوع هذه الدورة تتمّة دراسة الثوابت المشتركة في ما يخص تكوين نافورا القداس، وظاهرة أماكن الحجّ والزيارة الدينية، كعلامات شركة وتواصل بين الكنائس، شرقاً وغرباً، في القرون الخمسة الأولى.

 

    وفي محور ليتورجيا القداس (الأنافورا)، قُدِّمت دراسات من قبل الأب كولومبا ستيوارت الراهب البندكتي (كاثوليكي ـ الولايات المتّحدة) بعنوان: "تطوّر رتبة الأوخارستيا (الأنافورا): دراسة في الشركة والتواصل بين الكنائس"؛ والأنبا بيشوي متروبوليت دمياط من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (مصر) بعنوان: "الأنافورا والليتورجيا"؛ والأب الدكتور بابي فاركيس من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الملنكارية (الهند) بعنوان: " الليتورجيا كعنصر شركة وتواصل بين الكنائس حتى أواسط القرن السادس".

    أمّا في محور الحجّ والزيارات الدينية، فقد قُدِّمت دراسات من قبل الأب شاهيه آنانيان من الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية الرسولية (أتشميازين ـ أرمينيا) بعنوان: "القدس بين الليتورجيا والحجّ: دراسة في التقليد الأرمني"؛ والمطران بوغوص ليفون زكيان (المعهد الحبري للدراسات الشرقية ـ روما والبندقية) بعنوان: "الحجّ كعلامة شركة، مع نظرة خاصة إلى أوائل التقليد في الكنيسة الأرمنية"؛ والأب شنودة ماهر اسحق من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (مصر) بعنوان: "الحجّ في الكنيسة الأولى"؛ والأب دانيال سيفميخائيل فليكي من الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية (الحبشة) بعنوان: "دور ودلالات الحجّ في تقليد الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية التواحيدو"؛ والمطران ثيوفيلوس جورج صليبا من الكنيسة السريانية الأنطاكية الأرثوذكسية (لبنان) بعنوان: "مفهوم الحجّ المسيحي"؛ والمتروبوليت يوحانون مار ديميتريوس من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الملنكارية (دلهي ـ الهند) بعنوان: "زيارات الأحبار كتعبير عن الشركة بين الكنائس حتى أواخر القرن الخامس". وقد قُرئت بعض الأوراق بالنيابة لتعذُّر حضور أصحابها، مثل ورقة الأنبا بيشوي، الرئيس المشارك للجنة الحوار اللاهوتي (أقباط أرثوذكس ـ مصر)، وورقة المطران جورج صليبا (سريان أرثوذكس ـ لبنان).

    أمّا آلية العمل في هذا اللقاء المسكوني الأخوي، فقد كانت تتضمّن نوعين من الإجتماعات: اجتماعات خاصة للتنسيق على مستوى العائلات الكنسية: العائلة الكاثوليكية، وتتكوّن من ممثّلين عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنائس الكاثوليكية الشرقية: سريان أنطاكيون، سريان ملنكار، موارنة، أقباط، أثيوبيين، أرمن؛ والعائلة الأرثوذكسية الشرقية (غير البيزنطية): سريان أنطاكيون، سريان أرثوذكس ملنكار، أقباط، أثيوبيين، أرمن؛ واجتماعات عامّة على طاولة مستديرة تُقدَّم فيها المداخلات، وتدور فيها المناقشات والدراسات. وكانت تلي المداخلات مداولات مستفيضة واستيضاحات ومقارنات في جوٍّ من الإنفتاح والألفة والإحترام المتبادل، وصولاً إلى اكتشاف الخبرات المتنوِّعة التي عاشتها الكنائس في تنوُّع التقاليد وصيغ التعبير مع وحدة الإيمان.

    وفي مثل هذه الإجتماعات، لا تخرج اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بتوصيات أو قرارات، وإنّما يتضمّن بيانها الختامي بنوداً تضع التصوُّر اللاهوتي للنقاط موضوع البحث في صياغة تحاول بناء قواعد مشتركة وتعريفات مقبولة من الجميع، تساعد على الفهم المتبادل للتنوُّع التعبيري في الصيغ الفكرية واللاهوتية، لمتابعة واكتشاف عناصر الشركة والتواصل بين الكنائس في عصورها الأولى. وقد تكون هذه الدراسات أحياناً ـ وكانت كذلك فعلاً ـ قاعدة لاتفاقات أو بيانات مشتركة بين رؤساء الكنائس، كما تمّ بين الكرسي الرسولي الروماني وعدد من البطاركة الأرثوذكس الشرقيين، حول الإعتراف المتبادل بالمنظور اللاهوتي لبعض العقائد والمسلكيات الكنسية والراعوية. وهذا هو الأسلوب الصحيح لبناء الثقة وتعبيد الطريق إلى الوحدة الإيمانية، من دون التوقُّف لدى السلطة الإدارية.

    وقد أقام قداسة موران مار باسيليوس مار توما بولس الثاني كاثوليكوس المشرق والمتروبوليت الملنكاري، مأدبة عشاء في ثودوبوزا على شرف الوفود، وتبادل الهدايا مع نيافة الكردينال كورت كوخ. واختتمت جلسات الدورة بمشاركة الوفود في الإحتفالات المهيبة التي أقامتها كلية اللاهوت في كوتايام للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الملنكارية، بمناسبة الذكرى المئتين لتأسيسها. وقد ترأس جلسة افتتاح سنة اليوبيل قداسة الكاثوليكوس مور باسيليوس مار توما بولس الثاني، وإلى جانبه الكردينال كوخ رئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين.

    وقد تقرّر أن يكون اللقاء القادم للجنة الحوار اللاهوتي في روما في الأسبوع الأخير من كانون الثاني 2015، حول موضوع "أسرار التنشئة: العماد والميرون" من منظور كونها قواعد الوحدة والتواصل بين الكنائس.

    هذا، ومن الكنائس الشرقية الكاثوليكية، فقد مثّل كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في اجتماع لجنة الحوار اللاهوتي في الهند سيادةُ المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، والزائر الرسولي على أوروبا، والكنيسة المارونية مثّلها المطران بولس روحانا النائب البطريركي في صربا، ومثّل الكنيسة القبطية الكاثوليكية المطران يوحنّا قلتا المعاون البطريركي، والمطران كبريكوركيس النائب الرسولي في هرار مثّل الكنيسة الحبشية الكاثوليكية. 

 

 

إضغط للطباعة