الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في لقاءٍ عام لبطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية لبحث أوضاع المسيحيين في الشرق ـ الديمان ـ لبنان

 
 
   

    قبل ظهر يوم الخميس 7 آب 2014، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، في لقاءٍ عام لبطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية لبحث أوضاع المسيحيين في الشرق، عُقِدَ بضيافة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في المقر البطريركي الماروني الصيفي في الديمان ـ شمال لبنان.

 

    شارك في هذا اللقاء، إلى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أصحابُ الغبطة البطاركة: غريغوريوس الثالث لحّام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، آرام الأوّل كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، نرسيس بيدروس التاسع عشر كاثوليكوس بطريرك الأرمن الكاثوليك، المعاون البطريركي للكلدان المطران شليمون وردوني ممثّلاً بطريرك بابل على الكلدان لويس روفائيل الأوّل ساكو.

    كما شارك أيضاً سيادة السفير البابوي في لبنان المطران كبريالي كاتشا، ولفيف من المطارنة من مختلف الكنائس، ومن بينهم سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا.

    استهلّ الأباء البطاركة لقاءهم بالصلاة والتضرّع إلى الرب الإله من أجل إحلال السلام والأمان في بلاد الشرق جميعها، وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان والأراضي المقدسة ومصر.

    ثمّ عقد الآباء جلسة مطوّلة تضمّنت مناقشاتٍ مستفيضةً حول الأوضاع في بلاد الشرق وما يعانيه المسيحيون من ظروف صعبة وأيّام عصيبة.

    وفي ختام اللقاء أصدر الآباء البطاركة بياناً جاء بمثابة نداء، عرضوا فيه الأوضاع عامةً وبشكل مسهب، وضمّنوه مطالب وتوصيات، تلاه أمام وسائل الإعلام سيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام.

    في مقدّمة البيان، أعرب البطاركة أنّه "هالَهُم ما يجري في المنطقة من أحداث خطيرة لا سابق لها، ومن صراعاتٍ وحروبٍ بين الأخوة في العراق وسوريا، ومن تنامٍ للتطرّف الديني الذي يستهدف النسيج المجتمعي ووحدته في بلداننا، ومن بروز تنظيمات أصولية تكفيرية تهدم وتقتل وتهجّر وتنتهك حرمة الكنائس وتحرق تراثها والمخطوطات".

    وأسهب الآباء في بيانهم بشرح ظروف المسيحيين وخصوصاً في العراق، معتبرين أنّ "طرد كلّ المسيحيين من مدينة الموصل وكلّ البلدات في سهل نينوى ليس مجرَّد حادث طارئ يُدَوَّن في مجريات الحروب والنزاعات، وليس نزوحاً طوعيّاً، بل هو ناجمٌ عن قرارٍ اتّخذه بحقِّهم تنظيم "داعش" وفصائل جهادية أخرى، أرغمهم على الرحيل عن ديارهم بسبب انتمائهم الديني".

    وأضاف البيان: "حِيالَ هذه النكسة الخطيرة، نُعرِبُ عن الإدانة والرفض الشديدين لِطرد أبنائنا المسيحيين من مدينة الموصل العزيزة، ومن بلدات سهل نينوى وقراه. وإنَّنا ندقُّ ناقوس الخطر مطالبين بأن يكون هذا الشجب عامّاً، بحيث يأتي من جميع المُسلمينَ شركائنا في المصير ويُؤدِّي إلى اتِّخاذِ مبادراتٍ من شأنها تصحيح هذا المسار المنحرف (...). وممّا زاد الأمرَ خطورةً تشجيعُ بعض الدول الأوروبية على هجرة المسيحيين من أرضهم تحت شعار حمايتهم من القتل والإرهاب، الأمر الذي نستنكره ونرفضه".

    وأكّد الآباء أنّ "المطلوب من الأسرة الدولية من خلال مجلس الأمن الدولي أن تتّخذ قراراً حاسماً يلزم إعادة الأهالي إلى أرضهم، بكلّ الوسائل الممكنة وفي أسرع وقت ممكن.

    أمّا عن الأحداث الدامية في سوريا، فأكّد الآباء في بيانهم أنّ ما يجري في سوريا بات "حرباً عبثية، وهذا ما يرفضه الآباء، ويطالبون المعنيين والدول التي تقف وراءهم وتمدّهم بالمال والسلاح، بإيقاف هذه الحرب، وإيجاد الحلول السياسية من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم" (...).

    وناشد الآباء في بيانهم "المرجعيات الإسلامية إصدار فتاوى رسمية واضحة تحرّم الإعتداء على المسيحيين".

    ولم يغب عن البيان موضوع المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنّا ابراهيم، فنوّه الآباء إلى أنّه "منذ سنةٍ وثلاثة أشهرٍ ونيّف، ونحن ننتظر بروح رجاءٍ مسيحي عودة أخوينا المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم منذ تاريخ 22 نيسان 2013، ونستغرب اللامبالاة في التعامل مع هذه القضية. ونهيب بالجميع في بلداننا المشرقية كما في الغرب، ترجمة أقوالهم إلى عملٍ نجني منه الإفراج الفوري عنهما".

    وطالب الآباء في بيانهم "الضمير العالمي بالتحرّك للدفاع عن البقية الباقية من المسيحيين، فالأغلبية اضطرّوا إلى الخروج من بيوتهم وأرضهم". وناشدوا "دول العالم وقداسة بابا الفاتيكان بالإهتمام بالنواحي الإنسانية للمسيحيين المهجَّرين". وأدانوا "كلّ تطرُّفٍ والطرد الحاصل من الموصل حتى فرغت بالكامل من مسيحييها".

    وأكّد الآباء أنهم أصحاب حقّ، مطالبين "المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البتّ الفوري بالملفّ وإعادة الأهالي إلى أراضيهم". وأسفوا "للموقف الإسلامي والعربي الضعيف والخجول وغير الكافي والذي لا يعكس خطورة الوضع، فطالبوا الأسرة الدولية باتّخاذ قرارٍ حاسمٍ يلزم إعادة أصحاب الأرض إليها وعدم التشجيع على الهجرة إلى الغرب".

    وتناولوا في بيانهم اشتباكات عرسال والأحداث الأخيرة فيها، معربين عن "التضامن الكامل مع الجيش اللبناني، ورافضين المساس بأمن الدولة وهيبتها أو هيبة المؤسّسة العسكرية".

    ووجّه الآباء "نداءً إلى المؤسّسات الدولية والجمعيات الخيرية والكنائس المسيحية في الغرب لدعم المسيحيين بالمساعدات المباشرة الإنسانية والتضامن الحقيقي بكلّ ما يصلح لإخوتهم المهجَّرين والمشرَّدين من بيوتهم"، مشدّدين "على أهميّة توحيد موقف المرجعيات الدينية بشكلٍ واضحٍ وقوي تجاه الإضطهاد الذي نراه اليوم".

    (وسننشر النص الكامل للبيان الذي أصدره الآباء البطاركة في خبرٍ لاحق على موقع البطريركية الرسمي هذا)

 

إضغط للطباعة