الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس في كنيسة سلطانة السلام في عينكاوا - العراق

 
 

     في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء الأحد 27 تشرين الثاني 2016، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي بالقداس الإلهي في كنيسة سلطانة السلام في عنكاوا - اربيل - العراق.
    
عاون غبطتَه في القداس صاحبا السيادة مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكردستان، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، بمشاركة عدد من الآباء الخوارنة والكهنة والراهبات، وجموع غفيرة من المؤمنين غصّت بهم الكنيسة.
وبعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية عن أحد زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات، أكّد فيها غبطته "في هذا الأحد جئنا نزوركم ونتفقّد أوضاعكم ونعيش معكم معاناتكم أنتم الذين اقتُلِعتم من أرضكم وهُدِمت كنائسكم وبيوتكم، ورغم كل هذه الأهوال لا نزال نعيش الأمل والرجاء"، منوّهاً إلى أنّ "البطريرك هو أبو الكنيسة، وهو يشعر مع أبنائه وبناته الروحيين، ويسعى دائماً كي يبقوا متّحدين بإيمان آبائهم وأجدادهم".
    وأشار غبطته: "في القراءة الأولى يذكّر النبي أشعيا شعبه بأنّ الله قد يمتحن شعبه، لكنّه يبقى شعب الرجاء بغدٍ أفضل. وفي الرسالة إلى العبرانيين، سمعنا عن الإيمان وعلاقة الشعب بإيمان العهد الجديد. في هذا الأحد، نرى تلك الزيارة المليئة بالنِّعم للعذراء المتواضعة التي تذهب إلى نسيبتها أليصابات التي تستقبلها بهذا الترحيب الرائع: من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليَّ؟. مريم تكشف سرّ اختيار الله لها لتكون أمّاً له، فتنشد هذا النشيد الرائع عن التواضع: تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي لأنه نظر إلى تواضع أمته...."
   
وذكّر غبطته المؤمنين بما كان يقوله لهم في كلماته ولقاءاته ومواعظه في زياراته الأبوية والراعوية السابقة "أنّ لكم الحرية بعدما امتُحِنتم هذا الإمتحان المخيف، أن تختاروا مستقبلكم بحرّية تامّة. اليوم ليس هناك عائلة إلا وفيها أفراد رحلوا عن الشرق، سواء في العراق أو في سوريا وحتى في لبنان، رحلوا لأنهم يبحثون عن الكرامة الإنسانية والعيش اللائق. هناك من قطع البحار والمحيطات، وواجبنا أن نتابع أولادنا ونسعى لتأمين الخدمة الروحية لهم أينما كانوا. ولكن اليوم نقول لكم: تذكّروا ما حلّ بالشعب العبراني، كذلك ما حلّ بأجدادنا منذ مئة عام حيث هُجِّروا وشُرِّدوا من أنحاء عديدة إبّان الإضطهاد (السيفو - السوقيات)، ولا بدّ أنّ هناك منكم من عاشوا تلك الأهوال. رغم تلك الآلام وكل ما يحيط بنا من ضغوطات، علينا أن نبقى ونصمد متجذّرين في أرض الآباء والأجداد، محافظين على تلك الوديعة والأمانة الغالية والثمينة".
    وشدّد غبطته على الثبات في الأرض "رغم أنكم تقولون إنّ لا أمل بالمستقبل، والتحدّيات كبيرة. هنا اسمحوا لنا أن نعود ونقول إنّ علينا الإصغاء لنداء الرب يسوع، فنكون واحداً بالمسعى والمسلك. هنا في العراق لا يستطيع السياسيون التمييز بين كاثوليك وأرثوذكس وكلدان وآشوريين، فنحن جميعاً مسيحيون، وعلينا أن نربّي أولادنا على ذلك. في أنطاكية دعي المؤمنون بمسيحيين، واليوم نحتاج هنا في العراق أن نُسمّى مسيحيين".
    ونوّه غبطته إلى أنه "بالرغم من أنّ بإمكان الذين هاجروا إلى أوروبا وأميركا وأستراليا أن يعيشوا بطريقة أفضل، لكنّنا هنا في أرضنا الأمّ التي أعطتنا الحياة، وعلينا أن نبقى أوفياء لهذه الأرض، بالوحدة والتضامن والمحبّة. هناك تضحيات جمّة، لكن عندما نصلّي من أجل بعضنا ونساعد بعضنا، لا بدّ لنا أن ننهض في بناء مستقبلنا".
وختم غبطته موعظته بالتضرّع "مع جميع الرعاة الروحيين إلى الرب الإله كي يقوّي فينا نعمة الإيمان والرجاء، ويوحّدنا بالمحبّة الحقيقية على مثال الرسل والآباء الأوّلين".
وفي نهاية القداس، منح غبطته الحضور بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية

 

إضغط للطباعة