في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من ظهر يوم الخميس 2 آذار 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة الدير الأمّ لجمعية الراهبات الأفراميات – بنات أمّ الرحمة، في بطحا – حريصا.

    شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة، والرهبان الأفراميون يتقدّمهم الأباتي حنّا ياكو رئيس دير الشرفة، والراهبات الأفراميات تتقدّمهنَّ الرئيسة العامّة الأمّ هدى الحلو، والشمامسة، وجمع من المؤمنين.

    بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية قدّم فيها التهاني الأبوية للراهبات الأفراميات والرهبان الأفراميين بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني شفيع الرهبانية الأفرامية وكنيستنا السريانية وملفان الكنيسة الجامعة الذي يصادف بعد يومين في السبت الأوّل من الصوم الكبير، متطرّقاً إلى أهمّية الصوم وضرورة اقترانه بالصلاة والأعمال الصالحة وعبادة الله بالروح والحق وبساطة القلب.

    وتكلّم غبطته عن الحادثة المؤثّرة حول لقاء الرب يسوع بزكّا العشّار التي تُليت في قراءة الإنجيل المقدس، فقد كان محكوماً على زكّا أنه رجل خاطئ، وإذ هو من جباة الضرائب، كان يفرض على الناس ضرائب ظالمة مستغلاً وظيفته. لكنّ يسوع عرف نيّة قلبه وتوبته الصادقة ورغبته بالتعويض عن كلّ من ظلمه، فطلب منه النزول عن الجمّيزة، وحلّ في بيته. وأشار غبطته إلى أنّ هذه الحادثة تذكّرنا برحمة الرب، وبأنّه يفتّش عن الضالّ، ويطلب منّا ألا ندين الآخرين بحسب المظاهر الخارجية، لأنّ الرب هو الذي يدين.

    ولم يغب عن غبطته التنويه بالمحن والنكبات والمصاعب التي تجتازها كنيستنا إسوةً بسائر الكنائس في الشرق، سواء مصاعب خارجية ناجمة عن الأوضاع في الشرق، وبخاصة في سوريا والعراق حيث محنة الإقتلاع والنزوح والهجرة، ومصاعب وأخطار داخلية كالتمسّك بروح العالم والمطالبة بالعيش بروح الفردية.

    وتوجّه غبطته إلى المكرَّسين والمكرَّسات حاثّاً إيّاهم على "مراجعة ذواتنا لندرك حقيقة تكرّسنا، حتى نكون قدوةً لشعبنا الذي يحتاج الى مثالنا، بالتواضع والمحبّة والتضحية والتجرّد ونكران الذات".

    وختم غبطته: "فلنراجع سيرة القديسين والقديسات الذين تقدّسوا بالحياة الوديعة والمتواضعة التي وضعوها بين يدَي الرب، فصاروا مثالاً لإخوتهم وأخواتهم بالقداسة، هذا ما نطلبه من الرب بشفاعة والدته مريم ومار أفرام وجميع القديسين والقديسات. فلنسلك دائماً على خطى المسيح بشجاعة وثقة ساعين لخلاص نفوسنا والنفوس الموكَلة إلينا".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته الجميع بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.