الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل برتبة درب الصليب في زيدل - حمص

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة ٧ نيسان ٢٠١٧، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، برتبة درب الصليب، في كنيسة سيّدة النجاة في زيدل – حمص.

    شارك في الرتبة صاحبا السيادة المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، والمطران مار إيوانيس لويس عوّاد، والآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجوق الرعية، وجموع غفيرة جداً من المؤمنين غصّت بهم الكنيسة على رحبها.

    في البداية، استُقبِل غبطته استقبالاً رسمياً من قِبَل فرقة الكشّاف، ثمّ دخل إلى الكنيسة على وقع نشيد استقبال الأحبار "تو بشلوم" مباركاً جماهير المؤمنين.

    تلا غبطة أبينا البطريرك تأمّلات مراحل درب الصليب التي تخلّلتها الترانيم والأناشيد الروحية بلحن الآلام.

    ثمّ رحّب المطران فيليب بركات بغبطته بكلمات ملؤها المحبّة والفرح بزيارته الأبوية، ومتمنّياً لغبطته زيارة مباركة إلى أبرشية حلب في الأيّام القادمة.

    وارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية شكر في مستهلّها سيادةَ المطران فيليب بركات على كلمات الترحيب، مؤكّداً أنّ كنيستنا السريانية هي كنيسة شاهدة وشهيدة، فالذي يشهد ليسوع لا يخاف أن يستشهد من أجله، لأنّ يسوع بالنسبة للمؤمن الحقيقي هو هدف حياتنا، إذ نلتقي به ونعيش حبّه على الأرض وفي سعادة السماء.

    وتابع غبطته منوّهاً إلى أنه على هذه الفانية يجب أن نعرف أن نعيش دعوتنا المسيحية بكلّ أبعادها، حتى في ساعات المعاناة والفراغ الروحي والصحراء الروحية التي نمرّ بها كلّنا بطريقةٍ ما، على الأخص في أوقات الألم الجسدي والمعنوي، كما نحزن للمصائب التي تحلّ بنا في عائلتنا ومجتمعنا ووطننا، مشيراً إلى أنّ هذا هو معنى درب الصليب، فيسوع حمل صليبه طوعاً وسار في طريق الجلجلة حتى الموت على الصليب، وقد أراد أن يعطي للألم معنى، وهو أنّ من صليبه ينبع مَعين النعم والبركات، فسواء عدم الفهم أو عدم الإكتراث أو وحتى الإساءة، كلّ ذلك نحتمله من أجل المحبوب.

    ونوّه عبطته إلى أنّ كنيستنا على مرّ العصور عانت الآلام والإضطهادات في سبيل الشهادة للرب ولإنجيل المحبّة والسلام. نحن السريان حتى اليوم كنّا غرباء عن غرب العاصي، ومنذ مئة عام عانينا آلام السيفو - السوقيات في ماردين ودياربكر وطورعبدين، ونحن من أولاد هؤلاء الشهداء واللاجئين والنازحي، تعرّضنا لآلام الإبادة والإقتلاع من الجذور والتشتيت في كلّ أنحاء العالم.

    وتطرّق غبطته إلى ما يجري اليوم في العراق وقد اقتُلِع أبناء شعبنا من الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، ولئن حصل التحرير، فللأسف العودة الكاملة لا تزال صعبة حتى الآن، ومنذ أيّام عاد مطران أبرشيتنا إلى مقرّه في قره قوش ليعطي المثل للمؤمنين بالعودة، مشدّداً على عدم إلزام أحد بالعودة، إنّما تشجيعهم وحثّهم على ذلك.

    وختم غبطته موعظته بالقول: "نحن فخورون أننا كنيسة شاهدة وشهيدة، نشهد لإنجيل المحبّة والسلام، ونحن مستعدّون أن نضحّي بذواتنا من أجل المسيح. نصلّي كي ينهي الرب هذه الكارثة التي حلّت بسوريا، وكي يحمي المسؤولين فيها وجيشها، ويردّ عنها كلّ اعتداء. فالشعب السوري له الحق أن يعيش بكرامته وبحريته واستقلاله. سنتابع المشوار مع يسوع ونحن ندخل أسبوع الآلام بعد أحد الشعانين، مؤكّدين استعدادنا أن نتألّم مع يسوع حتى نفرح معه بقيامته المجيدة".

    وفي نهاية الرتبة، بارك غبطته المؤمنين بالصليب المقدس.ثمّ نالوا بركته الأبوية في صالون المطرانية.

 

إضغط للطباعة