الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل برتبة النهيرة (الوصول إلى الميناء) في حلب

 
 

    في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 9 نيسان 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، برتبة النهيرة (الوصول إلى الميناء)، للمرّة الأولى في تاريخ أبرشية حلب السريانية الكاثوليكية، في كنيسة مار أفرام السرياني، في حيّ السريان القديم – حلب.

    عاون غبطتَه سيادةُ المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، والآباء الكهنة والشمامسة، وجوق الرعية، وكشّاف مار أفرام الذي أشرف على التنظيم، وبحضور جماهير غفيرة من المؤمنين الذذين ملأوا الكنسة وباحتها ومحيطها.

    بدايةً، وصل غبطة أبينا البطريرك إلى أمام الشارع المؤدّي إلى الكنيسة، فاستقبلته فرقة كشّاف مار أفرام بالمعزوفات الكنسية، وسار بموكب يحيط به الإكليروس وجموع المؤمنين إلى داخل الكنيسة. فاستهلّ غبطته الرتبة بلحن الحاش (الآلام)، وتتابعت الصلوات والإبتهالات والأناشيد حتّى قبل قراءة الإنجيل، حيث أقيمت دورة داخل الكنيسة بالإنجيل. ثمّ تلا غبطته الإنجيل المقدس، ليحين وقت زيّاح الرتبة حيث خرج غبطته بموكب حبري مهيب إلى الباحة ليطوف فيها، ثمّ يعود إلى أمام الباب الخارجي للكنيسة، حيث رنّم الإكليروس والجوق ترنيمة "عال هاو ترعو بارويو (أمام الباب الخارجي)". فجثا غبطته على الأرض وقرع الباب بالصليب ثلاثاً قائلاً "ترعو درحميك (باب رحمتك)"، ليدخل الجميع بزيّاح إلى الكنيسة.

    ثمّ ارتجل غبطته موعظة روحية بالمناسبة، أبرز ما قال فيها:

    "نشكر الأب جورج صابونجي كاهن الرعية المقدام على تنظيم هذا الإحتفال الرائع، فقد جئنا بعد سبع سنوات من زيارتنا السابقة لهذه الرعية.

    نحن نعرف أنّ حياتنا كلّها هي مشوار نحو الملكوت السماوي والسعادة الحقيقية. هذا المثل الذي أعطانا أيّاه يسوع من الإنجيل المقدس بهذا المشهد الرائع، خمس عذارى حكيمات وخمس جاهلات، يذكّرنا بأهمّية المرأة في الكنيسة. هذا المثل بسيط في الفهم، العذارى يتهيّأنَ للقاء الختن الذي يأتي إلى العرس، وعليهنَّ أن يكنَّ مستعدّات، ولكن خمسٌ منهنَّ لم يفكِّرْن أن يأخذنَ في آنيةٍ الزيت الكافي لمصابيحهنَّ. وعندما جاء الختن رافَقتْه الخمس الحكيمات، أمّا الجاهلات فقد وجدنَ أنه لن يكفي لهنَّ معاً، وعلى سؤال للحكيمات طلبنَ من الجاهلات أن يذهبنَ ويبتعنَ لهنَّ، عندها أتى العريس ودخلت معه المستعدّات ووقفت الجاهلات في الخارج يقلنَ "يا رب يا رب افتح لنا"، فيجيبهنَّ بأنه لا يعرفهنَّ.

    هذا المثل يذكّرنا أيضاً أنه يجب علينا أن نبقى ساهرين بالصلاة والتضخية من أجل بعضنا وبأعمال الرحمة، وهذا مطلوب من كلّ صاحب ضمير.

    نعرف أنكم في السنوات الأخيرة عانيتم الكثير من الحصار والحاجة للكهرباء والماء والخدمات، وكنتم ولا تزالون محطّ أنظار العالم كلّه، وكنّا نسأل عنكم دائماً متواصلين مع سيّدنا مطرانكم العزيز. ونحن نشكر الله أنّ هذا الدرب الأليم انتهى اليوم، وبعد مراحل الآلام نعيش اليوم النهضة والفرح والسرور والقيامة.

    نحن أبناء وبنات كنيسة شاهدة وشهيدة على ممرّ السنين والعصور، تألّمت كثيراً وقدّمت الشهداء، وكان منها العاملون في خدمتها من النسّاك والرهبان، وكذلك المؤمنون الذين خدموا الرب والإنسان وقدّموا الكثير للعالم، وكانوا محطّ أنظار الجميع. واقتداءً بهم نستمدّ الرجاء والأمل من ذاك الذي أعطانا الرجاء لأنه أتى إلى أرضنا كي يرفعنا إليه.

    نحن في هذا المساء نبدأ أسبوع الآلام بهذه الرتبة، فندخل أسبوع الآلام بالسهر والتزيّن بالأعمال الصالحة، ونترافق مع الرب في درب آلامه وموته لنفرح معه بقيامته.

    إننا مدعوون اليوم أن نتذّكر إخوةً وأخواتٍ لنا هنا في حلب وفي سوريا يتألّمون أكثر منّا، فنشكر الله على نِعَمِه، ولكن علينا أن نفكّر بهؤلاء الذين يحتاجون إلى محبّتنا وتضامننا. نصلّي من أجل شهداء جيشنا الأبرار ومن أجل المخطوفين وفي طليعتهم مطرانا حلب يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي والكهنة والعسكريون والمدنيون وجميع العلمانيين، وكذلك العائلات التي فقدت عزيزاً، ومن أجل جميع الذين يعملون بتفانٍ وإخلاص كي تعود سوريا وحلب إلى سابق عهدها.

    نصلّي اليوم خاصةً من أجل الضحايا - الشهداء الذين قضوا اليوم في مصر على أيدي مجرمين في انفجارين بكنيستين، كنيسة مار جرجس في طنطا، وكنيسة مار مرقس في الإسكندرية، في سبيل إيمانهم وتمسّكهم بأرضهم ووطنهم ومبادئهم في قبول الآخر لأيّ دين أو انتمى. نصلّي إلى الرب طالبين إليه أن يجعل الخير منتصراً على الدوام، ونصلّي من أجل المسؤولين في هذا البلد العزيز سوريا كي يمنحهم الرب القوّة والعزيمةلمتابعة رعاية المواطنين ومسيرة النهوض بوطنهم. والله تعالى نسأل أن نكون أهلاً أن يُفتَح لنا باب الرحمة دائماً".

    وبعد البركة الختامية، استقبل غبطته المؤمنين في صالون الرعية، فنالوا بركته الرسولية في جوّ ساده فرح لقاء الأب بأبنائه وبناته.

 

إضغط للطباعة