الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية تصدر بياناً إعلامياً حول رسالة القيامة التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك

 

    ننشر فيما يلي نص البيان الإعلامي الذي أصدرته أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، حول رسالة القيامة لهذا العام 2017 التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بعنوان "أُمكُث معنا... يا ربّ":

 

الرقم: 23/أس/2017

التاريخ: 13/4/2017

بيان إعلامي صادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاطية

البطريرك يونان يوجّه رسالة عيد القيامة لعام 2017

 

    وجّه صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، رسالة عيد القيامة لعام2017، بعنوان "أُمكُث معنا... يا رب"، تناول فيها الأوضاع العامّة في لبنان وبلاد الشرق الأوسط.

 

    "في عيد قيامة الرب يسوع، نسأله تعالى أن يشعّ النور المنبعث من القبر الفارغ، في العالم كلّه، وبخاصة في بلدان مشرقنا المعذَّبة، حيث العنف والحروب والإرهاب، وما ينتج عنها من جوعٍ وخوفٍ وتهجيرٍ واقتلاعٍ وقلقٍ على المصير. فينعم الجميع بالسلام الذي منحه المخلّص بقيامته، زارعاً بذور الأمل والرجاء بمستقبلٍ باهر.

 

    نحتفل بعيد القيامة ولبناننا الحبيب الذي أنقذه الربّ الفادي من أتون النار التي تعصف بالدول المجاورة، لا يزال صامداً رغم كلّ الصعوبات التي تواجهه. فهو لم يتقاعس عن استقبال أكثر من مليون ونصف مليون نازح، مع كلّ ما يعنيه هذا النزوح من أعباء اجتماعية وثقافية واقتصادية، يرزح تحت وطأتها البلد والشعب. والعالم كله يثمّن للبنان انفتاحه على جميع اللاجئين والنازحين إذ أضحى مأوى وملجأً لمن شُرّد وطُرد قديماً وحديثاً. علينا أن نضرع إليه تعالى أن يعود النازحون واللاجئون جميعهم إلى أوطانهم، لكي ينكبّ لبنان على تحقيق مسيرة الإنتعاش والنموّ، ولكي يحافظ على وأمنه واستقراره.

    ومع استمرار المسؤولين في البحث عن قانون انتخابي عصري ومتطّور وعادل، لا يسعنا إلاّ أن نكرّر مطلبنا الراسخ والمستمرّ بعدم القبول بتهميش المكوّن السرياني في الحياة السياسية اللبنانية، خاصةً أنّ وطننا لبنان بات قُبْلَة أنظار مسيحيي الشرق.  ولهذا نصرّ متشبّثين بمضمون الوثيقة المشتركة التي وقّعناها مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، لتعديل قانون الإنتخابات وزيادة مقعدين نيابيين مسيحيين، أحدهما للسريان الكاثوليك وآخر للسريان الأرثوذكس. وكلّنا ثقةٌ بحكمة القيّمين على الوطن والمسؤولين فيه لتحقيق هذا المطلب المحقّ في هذه اللحظة التاريخية المفصلية من بقاء المسيحيين في الشرق، متمنّين في الوقت عينه إقرار قانون انتخابي جديد عصري وعادل تُجرى على أساسه الإنتخابات النيابية في مواقيتها، فلاّ يضطرّ النواب إلى التمديد لأنفسهم مرّةً ثالثة.

 

    وإلى أهلنا في العراق الصامد، الذين طالت معاناتهم وتعاظمت آلامهم، رغم تحرير سهل نينوى من سطوة تنظيم داعش الإرهابي، تاركاً وراءه الخراب والدمار والحرق، ونحن نتطلّع إلى تحرير الموصل بأكملها. إنّنا نتوجّه إليهم ومعهم جميع مكوّنات العراق، ونحثّهم على توحيد جهودهم في سبيل زرع بذور السلام الدائم في بلدهم. فمتى خَلُصَت النيّات، وقُطِعَت الطريق على أهل الفتن وزارعي الشقاق والدمار والموت، يستعيد العراقيون ثقتهم بذاتهم وبوطنهم، ويتعاونون مع المخلصين من المسؤولين عن الحياة العامّة، في خدمة شعبهم ونهضة بلدهم، لما فيه خيرهم المشترك، ومستقبل أجيالهم الطالعة.

    كما نجدّد صلاتنا الحارّة، كما فعلنا من داخل كنيسة العذراء الطاهرة في بغديدا (قره قوش) بعد تحريرها من الإرهابيين، من أجل جميعأبنائنا وبناتنا في أبرشياتنا ورعايانا السريانية في بغداد والموصل وسهل نينوى وإقليم كوردستان والبصرة، معربين لهم عن تضامننا الدائم ودعائنا إلى الرب القائم من الموت كي تزول المحنة عن بلادهم، فيشرق فيها نور القيامة الذي طال انتظاره.

 

    إننا نتضرّع إلى الله كي تتوقّف الحرب في سوريا الجريحة وقد دخلت عامها السابع مدمّرةً مقوّمات البلاد ومقدّراتها، إذ أضحت مختبراً لكلّ أنواع الأسلحة، ومركزاً لتبادُل الرسائل السياسية بين القوى العظمى، وكلّ هذا على حساب الشعب السوري وأرضه ووطنه ومؤسّساته واقتصاده.

    لذا نجدّد مطالبتنا المجتمع الدولي كي يأخذ قراراً شجاعاً، عادلاً، إنسانياً، بعيداً عن المصالح الخاصة والحسابات الضيّقة، لمصلحة شعبٍ بات مهجَّراً في كلّ أقطار العالم، وهذا ما سيهدّد السلم العالمي، ما لم يتنبّه المسؤولون عن هذه السياسات إلى مخاطر ما يحلّ بسوريا من تدمير وتهجير.

    ولا بدّ لنا من أن نتوجّه إلى أبنائنا وبناتنا في أبرشياتنا الأربع في سوريا، من دمشق وحمص، إلى حلب والجزيرة،وقد عدنا للتوّ من زيارتين راعويتين إلى أبرشيتي حمص وحلب، فنؤكّد لهم بأننا نفخر بصمودهم في أرضهم، ونثني على إيمانهم وصلابتهم، سائلينه تعالى أن يمنّ على سوريا الحبيبة بالسلام والأمان، وأن يرحم شهداء الوطن من عسكريين ومدنيين أبرياء.

    ولا ننسى المطالبة بالإفراج عن جميع المخطوفين، ضحايا الحروب العبثية في سوريا والمنطقة، من رجال دين ومدنيين وعسكريين، وبخاصة عن مطراني حلب مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة باولو داللوليو، واسحق محفوض، وميشال كيّال، والعسكريين اللبنانيين المخطوفين.

 

    إنّنا نستنكر بأشدّ العبارات كلّ أعمال الإرهاب من قتل وتفجير وترويع للناس وبثّ الفوضى والفتن في أماكن وبلدان عديدة، شرقاً وغرباً، وبخاصة التفجيرين الأخيرين اللذين استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية بمصر، متوجّهين بالقلب والصلاة من أجل جميع الذين يكابدون آلام الإقتلاع من أرض الآباء والأجداد في العراق وسوريا، وأُرغِموا على النزوح والهجرة إلى لبنان والأردن وتركيا، وإلى ما وراء البحار والمحيطات، مؤكّدين لهم تضامننا الأبوي واستعدادنا الدائم لتأمين حاجاتهم ومساعدتهم بكلّ الإمكانات المتاحة".

 

    وفي كلمته الروحية، تحدّث غبطته عن ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس كعلامة على قيامته، وكظهور إفخارستي قرباني، منوّهاً إلى أنّ يسوع القائم حاضر مع المؤمن ويمنحه القوّة والفرح، وبأنّ قيامته تمنح العالم السلام والرجاء.

 

 

 

إضغط للطباعة