الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
باللغة العربية - تهنئة ومعايدة بعيد القيامة من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان

 

يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لرسالة التهنئة والمعايدة بمناسبة عيد القيامة المجيدة، باللغة العربية، التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، إلى رؤساء الأساقفة والأساقفة والإكليروس والمؤمنين وأبناء وبنات كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار:

 

الرقم: 99/2017

التاريخ: 13/4/2017

إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام

وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين

المبارَكين بالرب اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار

 

    نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:

    قيامة المسيح من الموت تشكّل أساس إيماننا به مخلّصاً، وسبباً لرجائنا فيه ربّاً مدبّراً وحامياً. هذا ما تسلّمناه من الجماعة المسيحية الأولى التي عاشت هذا السرّ الفصحي العجيب، كحقيقةٍ أثبتتها كتب العهد الجديد، وكرزها الرسل وخلفاؤهم من بعدهم، وتناقلها التقليد الرسولي حتى يومنا هذا. إنّ قيامة المخلّص ليست قيامته وحسب، إنّها قيامتنا وجميع الذين يؤمنون به. وهذا ما عناه بولس الرسول إذ كتب يقول: "ولكنّ الله الغني بمراحمه، لحبّه الشديد الذي أحبّنا به، مع أنّنا كنّا أمواتاً بزلاتنا، أحيانا مع المسيح، وبنعمته خلّصنا، وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السموات ..." (أف 2: 4ـ6).

    نحن مدعوون لنجعل هذا العيد مناسبةً للعودة إلى الله بالتوبة الصادقة والعزم الثابت بالعمل على مرضاته دوماً. إنه مناسبةٌ للعودة إلى الذات، لتستنير نفوسنا فنرى ما إذا كنّا نسير بصدقٍ وإخلاصٍ مع ذواتنا، نحو الآب السماوي ينبوع المراحم، ومتسامحين مع الجميع، منفتحين على آلامهم ومعاناتهم. لننهض فننزع عنّا إنساننا العتيق ونلبس ذاك الجديد، مرافقين يسوع مخلّصنا على درب الصليب، كي نؤهَّل لفرح قيامته. وكما تذكّرنا أمّنا الكنيسة، علينا أن نعيّد هذا الموسم الخلاصي بالفرح الروحي. ننشر إنجيل المحبّة والسلام بشهادة حياتية، مستنيرين بأنوار الروح القدّوس حسب ما حبانا الرب من مواهب وعطايا.

    بمناسبة عيد القيامة المجيدة، يطيب لنا أن نتقدّم من جميعكم، أيّها الأحبّاء، بأحرّ التهاني القلبية، ضارعين إلى الرب يسوع، الذي هو "القيامة والحياة"، أن تتذوّقوا فرح القيامة وتنعموا بسلامه الحقيقي. ومعكم نستمرّ بالدعاء كي يبسط المخلّص أمنه وسلامه في العالم بأسره، وبخاصةٍ في بلادنا المشرقية المعذَّبة. نسأله أن يحلّ سلام المصالحة والتوافق بين جميع المواطنين في لبنان الحبيب، وسوريا الجريحة، والعراق الغالي، ليعود جميع النازحين والمهجَّرين إلى ديارهم في أرض الآباء والأجداد، وينعموا بالطمأنينة والإستقرار. كذلك نصلّي من أجل مصر، والأراضي المقدّسة، والأردن، وتركيا، وبلاد الإنتشار، في أوروبا وأميركا وأستراليا. ومع الصلاة، نسعى لتخفيف المعاناة لدى الفقراء، والمعوَزين، والحزانى، والمتألّمين، كي يحيا  الجميع بالألفة الصادقة والكرامة الإنسانية،ويزدادوا ثقةً في بناء عالمٍ أفضل.

    وإذ نبتهل إلى الرب كي يجعل هذا الزمن الخلاصي موسم خيرٍ ونعمةٍ لكم أجمعين، نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية، ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين. وكلّ عام وأنتم بألف خير.    ܩܳܡ ܡܳܪܰܢ ܡܶܢ ܩܰܒܪܳܐ܆ ܫܰܪܺܝܪܳܐܺܝܬ ܩܳܡ!     المسيح قام، حقّاً قام!

                                                 

    اغناطيوس يوسف الثالث يونان

    بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي  

 

إضغط للطباعة