الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس السنوي بمناسبة عيد مار أفرام شفيع الراهبات الأفراميات

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت 10 شباط 2018، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة الدير الأمّ للراهبات الأفراميات بنات أمّ الرحمة، في بطحا، حريصا، بمناسبة عيد مار أفرام شفيع الرهبانية، والذي ستحتفل به البطريركية رسمياً في يوم عيده بقداس حبري رسمي في السبت الأول من الصوم المصادف في 17 شباط الجاري.

    شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة من دير الشرفة ومن أبرشية بيروت البطريركية، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، والشمامسة الإكليريكيون طلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة، والمؤمنون. وقد عاون غبطتَه في القداس الأبوان مازن متّوكا مدير الإكليريكية، ومعاونه الأب ميشال حموي.

    بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية توجيهية، استهلّها بالتنويه إلى احتفال الكنيسة السريانية بعيد "القديس مار أفرام السرياني ملفان الكنيسة الجامعة، وهو شفيع راهباتنا الأفراميات ورهباننا الأفراميين، وباسم هذا القديس العظيم، وهو أحد آباء الكنيسة الجامعة، ستحيي الكنيسة بعد سنتين ذكرى مئة عام على إعلانه ملفان الكنيسة الجامعة بفم البابا بنديكتوس الخامس عشر، وقد كان المُطالب الأبرز لهذا الإعلان المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني".

    وتحدّث غبطته عن مفهوم الدعوة والتكرّس للرب ومقتضيات هذا التكرّس، سواء الكهنوتي أو الرهباني، "فيسوع يعلن لنا أنّ من يريد اتّباعه عليه ألا يفكّر أن ينجح بشرياً وأن يمتلك دنيوياً ويكون مفخرةً بنظر العالم، بل عليه أن يعرف أن يتجرّد من ذاته ومن أهوائه ومطامعه، وحتى من النظرة التي له بالنسبة للعالم، والنجاح والغلبة في العالم، أو اكتساب احترام الآخرين".

    وأكّد غبطته أنّه "إذا كنّا ننتظر أن نقوم بواجباتنا تجاه أهلنا ولاحقاً نريد أن نتبع يسوع، هذا يعني أننا وضعنا الأهمية وخير العائلة قبل دعوتنا إن كانت كهنوتية أو رهبانية، وهذا يعني أننا لسنا نقصد قصداً واضحاً ودون شرط أن نتبع يسوع وننشر ملكوته، فيسوع يعطينا الجواب: من يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت الله".

    وأشار غبطته إلى أنّ "من ينظر إلى الوراء لن يكون خطّه صحيحاً في الحراثة، ويمكن أن يعاني الصعوبات، فالمحراث سيمرّ بصعوبات وصخور يجب أن يعرف كيف يتفاداها حتى يحقّق حاجته بأن يحرث الأرض"، مذكّراً "أننا نحن اليوم ككنيسة صغيرة نجابه صعوبات كثيرة، من الخارج سواء في العراق وفي سوريا حيث لا نزال نعاني الكثير، أهلنا ومعارفنا وسكّان قريتنا وعشيرتنا يتعرّضون للكثير من الصعوبات، ولدينا أيضاً صعوبات وتحدّيات كثيرة في داخل مؤسّساتنا الكنسية الرهبانية والكهنوتية، ولا أحد منّا كامل، كلّنا بشر معرَّضون للخطأ، لكن يجب ألا يدفعنا ذلك إلى أن نتراجع عن الوعد الذي عاهدنا به الرب باتّباعه ونشر ملكوته، كي نخدم جميع الذين يلجأون إلينا، فنشهد للرب رغم الشكوك والتجارب".

    وهنّأ غبطته الرهبان الأفراميين على عودة الحياة والعمل الجاري على إنعاش الدعوات في دير مار بهنام بالقرب من قره قوش في العراق، كما هنّأ الراهبات الأفراميات اللواتي عدنَ إلى بيتهنّ في قره قوش ويقمنَ حالياً بترميمه ليجعلنَ منه حقيقةً بيتاً عائلياً يستقبل كلّ الذين يحتاجون إليه، وقد أصبح لهنّ أول مسكن خاص في زيدل، وكذلك افتتحنَ مركزاً في حمص للإهتمام بالأطفال ذوي العاهات والإعاقات، "وهذه كلّها إنجازات ونشاطات وفعاليات تجعلنا نفخر ونفرح أنّ هناك دائماً مجال للعطاء وخدمة الرب والكنيسة".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "المعلّم الإلهي الذي أعطانا مثالاً بالتضحية والتجرّد حتى بذل الذات، أن يباركنا جميعاً وأن يغفر لنا خطايانا وهفواتنا وضعفنا، ويلهمنا دائماً أن نجدّد وعدنا له، إن كان بالخدمة الكهنوتية أو الخدمة الرهبانية، عاملين بهدي تعزية الرب يسوع لبولس الرسول بقوله له: تكفيك نعمتي، فالذي يتّكل على نعمة الله لن يخزى أبداً".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الختامية بأيقونة القديس أفرام السرياني، ثمّ نال الجميع بركة هذا القديس الملفان.

 

إضغط للطباعة