الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس في رعية برطلّة السريانية الكاثوليكية، سهل نينوى – العراق

 
 

    في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الإثنين 26 آذار 2018، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، رعية برطلّة السريانية الكاثوليكية، سهل نينوى – العراق، حيث تفقّد غبطته أبناء الرعية الذين عادوا إلى أرضهم، واحتفل بالقداس الإلهي يوم إثنين الآلام في قاعة كنيسة مار كوركيس، بسبب أعمال الترميم التي تتمّ حالياً في الكنيسة.

    بدايةً، ترأس غبطته صلاة الرمش (المساء)، ثمّ أقام الذبيحة الإلهية. وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطته إلى "أننا امتُحِنّا امتحاناً قاسياً في هذه السنوات الأخيرة، واقتُلِعنا من أرض آبائنا وأجدادنا بهذه الأعمال الإرهابية المقيتة، ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين الذي نعي أنه قرن الحقوق المدنية للجميع والعلاقات الصحيحة والعاملة لخير الشعوب والأديان، وما أصابكم في الصميم هو جريمة نكراء أمام الله، لكنّ الرب يسوع وعدنا وقال: سأكون معكم كلّ الأيّام وحتّى انقضاء الدهر. هذا ما نؤمن به، صحيحٌ يقدر الإرهابيون أن يخرّبوا ويدمّروا الحجر، ولكن الحمد لله لم يستطيعوا أن يزيحوا الرب يسوع من نفوسكم، ولم يتمكّنوا أن يمحوا ويلغوا الإيمان الذي فيكم منذ مئات السنين من أجيال وأجيال".

    وتطرّق غبطته إلى زياراته التفقّدية إلى "الموصل حيث شهدنا بأعيننا ماذا تمّ في كنائسنا، سيّما في الجانب الأيمن من الموصل القديمة، حيث كانت كنائسنا موجودة، وكانت ترتفع منها الأناشيد وتقدَّم فيها الصلوات والذبائح الإلهية، وكان المسيحيون يعيشون بسلام مع الآخرين، ويتحمّلون كلّ الضيقات، ولم يؤذوا أحداً لسبب دين أو طائفة، ولم يخونوا بلدهم. لكنّ الربّ، بحكمةٍ لا نفهمها، سمح الآن أن تحلّ بنا هذه المحنة الشديدة".

    وتحدّث غبطته عن "أسبوع آلام الرب يسوع، الذي نبدأه متأمّلين بسرّ الفداء الذي تمّمه هذا المعلّم الإلهي من أجلنا، فليس هناك من حبٍّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه. هذا الأسبوع في هذه السنة سيكون أسبوع الإنتهاء من ظلمة النفق الذي دخل فيه العراق عامةً والمسيحيون فيه بشكل خاص، هذا أملنا ورجاؤنا أن نصل إلى نهاية هذا النفق حتّى نعاين ضياء القيامة ونور الرب يسوع القائم من بين الأموات. وهذا هو قبل كل شيء مسؤوليتكم أنتم الآباء والأمّهات والأجداد والجدّات أن تعطوا الأمل والرجاء والشجاعة للأجيال الطالعة من أولادكم وشبابكم، أنّنا لن نترك الأرض التي من أجلها تحمّل آباونا الكثير، بل علينا أن نتشجّع ونبقى، وأن نطالب بحقوقنا المدنية أمام كلّ مرجع مسؤول، إن كان هنا في العراق وإن كان دولياً. والمطلوب من الرؤساء الكنسيين كما المدنيين والأحزاب السياسية أن يدافعوا عن حقوقنا المدنية، حتّى نعيش مثل غيرنا كمواطنين لهم الحقوق عينها كما عليهم الواجبات نفسها".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء وجميع القديسين، كي يكمل مقصدنا، فنعيّد معه عيد قيامته من بين الأموات بالفرح والرجاء".

    وشارك في القداس أصحابُ السيادة: المطران ألبيرتو أورتيغا السفير البابوي في العراق والأردن، والمطران مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، والمطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، وبعض الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة في أبرشية الموصل وكوردستان، وجمع غفير من أبناء الرعية.

    وكان كاهن الرعية الأب بهنام للّو قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، شاكراً إيّاه على التفاتته الأبوية بزيارة رعية برطلّة، متمنّياً له دوام الصحّة والعافية، ومؤكّداً تعلّق أبناء برطلة بأرضهم وكنيستهم.

 

إضغط للطباعة