ظهر يوم الثلاثاء ٢٨ آب ٢٠١٨، التقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، فخامة رئيس الإتّحاد السويسري آلان بيرسي، بدعوة وضيافة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في مقرّ الكرسي البطريركي الماروني، في الديمان، شمال لبنان.
شارك في اللقاء أصحاب القداسة والغبطة البطاركة: مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، يوحنّا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، سيادة المطران جوزف سبيتيري السفير البابوي في لبنان، ممثّلو رؤساء الطوائف الإسلامية، وأعضاء اللجنة الوطنية للحوار المسيحي - الإسلامي في لبنان.
رافق فخامةَ الرئيس السويسري وفدٌ ضمّ وزير الدولة لشؤون الهجرة اورس فون ارب Urs Von Arb، ومدير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية السفير ولفغانغ امادوس برولهارت Wolfgang Amadeus Bruelhart، السفيرة السويسرية في لبنان مونيكا شموتز كيزغوز Monika Schmutz Kirgos، المستشار الدبلوماسي في الرئاسة السويسرية تيرنس بيللوتر Terence Billeter، وعدد من المستشارين، يرافقهم رئيس بعثة الشرف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في لبنان الأستاذ نقولا تويني ممثّلاً فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون.
خلال اللقاء، ألقى غبطة أبينا البطريرك يوسف الثالث يونان كلمة رحّب فيها بفخامته في "لبنان - الرسالة، سويسرا الشرق"، معرباً عن سروره بلقاء فخامته مع رؤساء الطوائف في لبنان، منوّهاً بأهمّية لبنان في محيطه في الشرق، فهو بلد التعايش بين جميع الديانات والمذاهب والطوائف والأحزاب، وداعياً فخامته كي يسعى أن تقوم سويسرا، وهي البلد المحايد الذي يضمّ مقرّات منظّمات الأمم المتّحدة وحقوق الإنسان، كي يحلّ الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، سيّما في البلاد الجريحة كالعراق وسوريا.
وإذ استشهد غبطة أبينا البطريرك بالقول المأثور "هنيئاً لمن له مرقد عنزة في لبنان"، تمنّى غبطته على فخامته العمل مع الأسرة الدولية لإيجاد حلّ سياسي لموضوع النازحين السوريين في لبنان كي يعودوا إلى وطنهم وأرضهم.
وكان البطريرك الراعي قد ألقى كلمة ترحيبية بالرئيس السويسري في لبنان، موجّهاً نداءً إلى الأسرة الدولية لوقف الحروب والصراعات وتأمين عودة اللاجئين والنازحين إلى بلدانهم، منوّهاً بالعيش المشترك بين جميع الطوائف في لبنان، ممّا يشكّل منارة أمل للشعوب المعذَّبة في الشرق.
أمّا الرئيس السويسري فألقى كلمة شكر فيها رؤساء الطوائف على هذا اللقاء المميّز والجامع، معتبراً إيّاه بمثابة علامة صداقة تجمع بين لبنان وسويسرا، وعلامة اهتمام على التبادل المثمر والعلاقة التاريخية العريقة التي تجمع البلدين، والتجربة التاريخية التي عاشتها سويسرا كما عاشها لبنان والغنية بالتنوّع والتسامح، وعلامة دعم لهذا البلد في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط عدائية تضعفه وتنهكه وهي في غالبيتها دينية، مشيراً إلى المسؤولية المترتّبة على المسؤولين الروحيين في هذا الإطار، للدلالة على طريق الحوار والتبادل والسلام.
ثمّ كانت مداخلات لعدد من رؤساء الطوائف، أكّدوا فيها على أهمّية موضوع احترام حرّية الإنسان وكرامته وحقّه في العيش على أرضه، طالبين من سويسرا بذل الجهود لإحلال السلام والأمان في الشرق، وعودة اللاجئين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم.
وقد رافق غبطةَ أبينا البطريرك للمشاركة في هذا اللقاء الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
|