الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية تشارك في الإجتماع السنوي السادس عشر للجنة الدولية الرسمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، الفاتيكان

 
 

    بتوجيه من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، شارك الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، في الإجتماع السنوي السادس عشر للجنة الدولية الرسمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، كونه عضواً في اللجنة ممثّلاً للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية. وعُقد اجتماع اللجنة هذا العام بضيافة المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، في الفاتيكان – روما، في الفترة الممتدّة من 27 كانون الثاني حتّى 2 شباط 2019.

    ترأس الإجتماع رئيس اللجنة عن العائلة الكاثوليكية، نيافة الكردينال كورت كوخ، رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، ونيافة الأنبا كيرلّس، الأسقف المساعد لأبرشية لوس أنجلوس، كاليفورنيا، للأقباط الأرثوذكس، والذي اختير رئيساً للجنة عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، إثر رقاد المثلّث الرحمات الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة للأقباط الارثوذكس في تشرين الثاني 2018. وشارك في الإجتماع أعضاء اللجنة الذين يمثّلون الكنائس الكاثوليكية: اللاتينية، السريانية الكاثوليكية، السريانية المارونية، الأرمنية الكاثوليكية، القبطية الكاثوليكية، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية: السريانية الأرثوذكسية، القبطية الأرثوذكسية، الأرمنية الأرثوذكسية لكرسي أتشميادزين – أرمينيا وكرسي كيليكيا، أنطلياس - لبنان، الأثيوبية الأرثوذكسية، الأريتيرية، والملنكارية الأرثوذكسية.

    اجتمع أعضاء اللجنة في لقاءات منفصلة لكلّ عائلة على حدى، الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية. ثمّ عُقدت الإجتماعات المشتركة التي كانت تُستهَلّ بمختارات من كتاب صلوات أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس لهذا العام.

    وتناولت اجتماعات اللجنة المواضيع المُدرجة على جدول الأعمال لهذا العام، وتمحورت حول سرّ الزواج، بعد أن كانت اللجنة قد انتهت من تناوُل باقي الأسرار في الإجتماعات السابقة. ودرست مجموعة أوراق عمل وأبحاث قُدِّمت في هذا الإطار حول ممارسة سرّ الزواج في كلٍّ من الكنائس المشاركة في اللجنة.

    وأكّد أعضاء اللجنة في اجتماعاتهم على أنّ الزواج المسيحي هو سرّ، وهو مؤسّسة إلهية حسبما يبيّنه الكتاب المقدس والليتورجيات الكنسية، وهو هدية من الله الذي وعد أنّ "الإثنين يكونان جسداً واحداً" (تكوين 2: 24)، وهو استجابة لأمر الله "اثمروا واكثروا" (تكوين 1: 28)، وهو يتّصف بالديمومة ومؤسَّس على الحبّ المتبادل للزوجين، كمشاركَين أسرارياً في سرّ المسيح والكنيسة (متّى 19: 6، مرقس 10: 9، أفسس 5: 32)، والزواج بطبيعته يهدف إلى خير الزوجين وإلى الإنجاب والمشاركة في الخلق.   

    وأشار أعضاء اللجنة إلى أنّ انتشار بشارة الإنجيل في مختلف الشعوب والثقافات يؤدّي إلى وجود طقوس وتقاليد متنوّعة للإحتفال بسرّ الزواج، وهو مصدر تنوّع وغنى. وبما أنّ الزواج المسيحي هو تعبير عن وحدة المسيح والكنيسة، فالزواج بيتدئ ويجد غايته وحياته في قلب الكنيسة. لذا فإنّ الزواج يضحي سرّاً متى عُقِد بين زوجين معمَّدَين، مع ما يستتبع ذلك من وجوب الحصول على رضى الطرفين، وحضور الشهود، ومباركة جسد المسيح أي الكنيسة بواسطة ممثّل عنها، يجب أن يكون كاهناً أو أسقفاً في الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية، أمّا الكنيسة اللاتينية فتسمح للشمّاس أن يمنح بركة الزواج.

    وشدّد أعضاء اللجنة على أنّ الوحدة والديمومة هم الصفتان المميِّزتان للزواج المسيحي، لكنّ الضعف البشري أدّى إلى فشل بعض الزواجات. وقد طوّرت كلّ الكنائس الأعضاء وسائل لمساعدة هؤلاء الذين اختبروا الصعوبات والآلام والفشل في الزواج، كي يحافظوا على وجودهم وتلاحُمهم مع الجماعة الكنسية. من هنا كانت إمكانية إبطال الزواج وفسخه والطلاق، ولكن دائماً مع مرافقة راعوية وروحية، كلّ هذا مع الإقرار بوجود موانع تحول دون انعقاد الزواج صحيحاً في حالات عدّة حدّدها القانون الكنسي الخاص بكلّ كنيسة.

    كما تطرّق أعضاء اللجنة إلى حالات خاصة من الزواج، على سبيل المثال السماح بزواج الأرامل، وكذلك بحثوا موضوع الزواج بين طرفين من كنيستين مختلفتين، وكذلك الزواج بين طرفين أحدهما غير مسيحي، مع ما يستتبع هذا الموضوع من اختلاف في المقاربة بين الكنائس، مؤكّدين أنّ سرّ الزواج يستوجب أن يكون الطرفان مسيحيين.

    واطّلع المجتمعون من نيافة الكردينال كوخ على أبرز التطوّرات واللقاءات على الصعيد المسكوني، والتي تمّت منذ اجتماع اللجنة في العام المنصرم، ومن أبرزها لقاء يوم الصلاة الذي أقامه قداسة البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس في الشرق الأوسط بمدينة باري في إيطاليا في السابع من تمّوز المنصرم، والزيارات المتبادلة بين عدد من رؤساء الكنائس.

    وقد قرّر أعضاء اللجنة عقد اجتماعهم السنوي القادم في لبنان، بضيافة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، في المقرّ البطريركي، العطشانة – بكفيّا، في الفترة الممتدّة من 26 كانون الثاني حتّى الأول من شباط عام 2020.

 

إضغط للطباعة