الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في القداس الإلهي بمناسبة مرور ستّين عاماً على بدء نيافة المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا حياتَه وخدمتَه الإكليريكية

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 8 آذار 2019، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في القداس الإلهي الذي ترأسه قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، واحتفل به نيافة المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس، بمناسبة مرور ستّين عاماً على بدء نيافته حياته وخدمته الإكليريكية، كإكليريكي ثمّ راهب وكاهن فمطران، وذلك على مذبح كاتدرائية مار يعقوب السروجي، البوشرية، المتن، جبل لبنان.

    رافق غبطةَ أبينا البطريرك لحضور هذا القداس سيادةُ المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمّاس كريم كلش.

    وحضر هذا القداس عدد من أصحاب السيادة والنيافة المطارنة من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ومن مختلف الكنائس، والآباء الكهنة والرهبان والشمامسة. كما حضر أيضاً فخامة الرئيس الشيخ أمين الجميّل الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية، وأصحاب السعادة النواب في البرلمان اللبناني: أنطوان بانو، ماجد إدي أبي اللمع، وإدغار طرابلسي، وعدد من الرسميين ومن فعاليات أبرشية جبل لبنان للسريان الأرثوذكس، وجموع غفيرة من المؤمنين من الأبرشية ومن أصدقاء المطران صليبا ومحبّيه الكثر.

    خلال القداس، تلا غبطة أبينا البطريرك مرنّماً الإنجيل المقدس. ثمّ ألقى قداسة البطريرك أفرام الثاني موعظة تحدّث فيها عن المطران جورج صليبا الذي كرّس ذاته وفرز نفسه من أجل خدمة الله الذي اختاره وأقامه مدبّراً على شعبه وخادماً على أسراره ووكيلاً على بيته، ومن أجل خدمة الإنسان، مسهباً في الثناء على صفات نيافته وتمسّكه بالإيمان ومحبّته للكنيسة ودفاعه المستميت عنها بقلمه ولسانه.

    كما تكلّم قداسته عن الدور البارز الذي لعبه نيافته في خدمة لبنان أيّام الحرب والسلم بأمانة وصدق قلّ نظيرهما، مؤكّداً محبّته ومحبّة الجميع لنيافته، ومقدّماً له التهنئة بهذه المناسبة.

    وقد ألقى نيافة المطران جورج صليبا كلمة بالمناسبة، جدّد فيها محبّته لله وللكنيسة، مشيراً إلى أنه حاول طوال هذه السنوات الستّين من حياته وخدمته أن يعمل ويعلّم ويتعلّم، وأنه تطلّع ويتطلّع على الدوام إلى المدينة الباقية أي أورشليم السماوية، شاكراً الله على كلّ ما أغدقه عليه من نِعَم وخيرات وبركات، ومؤكّداً أنه لم يتوانَ أو يتأخّر عن الخدمة وعمل الخير وتقديم المشورة والعطاء من أعماق القلب قدر استطاعته، فلم يردّ سائلاً أو محتاجاً قصده.

    وشكر نيافتُه قداسةَ البطريرك أفرام الثاني وغبطةَ أبينا البطريرك الذي تكرّم وحضر مشاركاً بمحبّته الأبوية في هذه المناسبة، شاكراً أيضاً جميع الحاضرين، وبخاصة أبناء أبرشيته وجميع الأصدقاء والمحبّين.

    هذا وقد هنّأ غبطةُ أبينا البطريرك نيافتَه بهذه المناسبة المباركة، متمنّياً له العمر المديد مقروناً بالصحّة والعافية، سائلاً الرب يسوع أن يبارك حياته وخدمته لأبرشيته وللكنيسة عامّةً، كي يتابع المسيرة والعمل لسنين عديدة.

    وكان غبطة أبينا البطريرك قد دوّن كلمة محبّة وتقدير لنيافته، وُضِعت في كتاب خاص أصدره نيافته بهذه المناسبة، تحدّث فيها غبطته عن أبرز الصفات التي يتمتّع بها نيافته: "عالماً متبحّراً بتراث الكنيسة واللغة والشعب السرياني العريق... معلّماً مهيماً باللغة السريانية وضليعاً بها شعراً ونثراً، وكاتباً أفرغ عصارة فكره في مؤلّفات وترجمات يفيد منها عشّاق السريانية وتاريخها وأدبها وثقافتها، حتّى غدوتم مرجعاً للباحثين. كما أغنيتم الكنيسة والشعب المؤمن بمواعظكم وكلماتكم وتأمّلاتكم التي تروي ظمأ المتعطّشين إلى كلمة الله وسِيَر آباء الكنيسة وطقوسها الثمينة".

    كما أشار غبطته في كلمته إلى ما تميّز به المطران صليبا من خدمة نصوح لأبرشية جبل لبنان "التي بدأتم فيها من الصفر، حتّى غدت منارةً بكنائسها ومراكزها ومؤسّساتها، ولعلّ في طليعتها "المركز السرياني وكنيسة مار كبريال" الذي ابتنيتموه ليكون صرحاً حضارياً يشعّ منه عبق الأديرة السريانية التاريخية في أرض الآباء والأجداد في ماردين وطور عبدين. وفي كلّ ما قمتم به، عملتم بروح الراعي الصالح والخادم الأمين المضحّي والمتفاني، والذي لا يردّ سائلاً وطالباً لمساعدة، عاملاً في كلّ هذا بحسب وصيّة الرب يسوع المعلّم الصالح القائل: "أنا عبد بطّال لأنّي إنما عملتُ ما كان واجباً عليّ" (لوقا 17: 10)".

    كما نوّه غبطته في كلمته إلى ما يتحلّى به نيافته "من روح مسكونية قلّ نظيرها، فقد اشتهرتم ولا تزالون بالعمل بدون هوادة من أجل بثّ روح الإنفتاح والمحبّة المتبادلة بين جميع الكنائس. فتشاركون في مختلف المجالس المسكونية كقطب بارز في الحوار من أجل الوصول إلى الوحدة المنظورة لتلاميذ المسيح، بروح التواضع والوداعة التي لطالما زيّنَتْكُم وتميّزتم بها".

    وفي نهاية القداس، حضر الجميع وثائقياً تناول مسيرة حياة وخدمة نيافة المطران جورج صليبا طوال هذه الستّين سنةً.

 

إضغط للطباعة