في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 9 آذار 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الحبري الرسمي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني شفيع كنيستنا السريانية وملفان الكنيسة الجامعة، وذلك على مذبح كاتدرائية سيّدة البشارة، المتحف، بيروت.
عاون غبطتَه في القداس أصحابُ السيادة المطارنة: مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، ومار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، بحضور ومشاركة صاحبي السيادة مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، والآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والإكليريكيين طلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعايا السريانية في أبرشية بيروت.
حضر القداس أصحابُ القداسة والغبطة الآباء البطاركة: الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وسيادة المطران جوزف سبيتيري السفير البابوي في لبنان، وسيادة المطران ماكار أشكريان ممثّلاً قداسة كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، وعدد من الأساقفة والخوارنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس.
كما حضر معالي وزير المهجَّرين غسّان عطالله ممثّلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسعادة النائب العميد أنطوان بانو ممثّلاً دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والدكتور داود الصايغ ممثّلاً دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وسعادة النائب عماد واكيم ممثّلاً رئيس حزب القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وسعادة النائب إدي معلوف ممثّلاً وزير الخارجية والمغتربين ورئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل، والنائب سليم عون، وممثّلو رؤساء الأحزاب، والقيادات العسكرية، والأسلاك الديبلوماسية، ومحافظ بيروت زياد شبيب، ورؤساء بلديات، ومخاتير، وأعضاء المجلس الإستشاري البطريركي، وأعضاء الجمعية الخيرية، وحشد من فعاليات الطائفة وأصدقائها.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة تحدّث فيها عن القديس مار أفرام السرياني، "هذا القديس العظيم، المنارة التي شعّت في سماء شرقنا، وفاحت عطر قداسة، وصلاة، وروحانية، وعلم، وأدب، وثقافة. فأغنى الكنيسة بمؤلّفاته اللاهوتية والأدبية ومواعظه السديدة ومثاله في الخدمة المتفانية للجماعة الكنسية الموكلة إليه"، مسهباً في الكلام عن صفات مار أفرام مزاياه، فهو الشمّاس أي الخادم، ومثال المؤمنين بالصوم والصلاة والزهد والتفاني البطولي حتّى التسليم الكلّي بين يدي الرب، وهو كنّارة الروح القدس، وشمس السريان، الذي نشر بشرى الخلاص قولاً وعملاً، واعتنى بالمرضى والمعوزين والمهجَّرين والغرباء، وهو أوّل من أسّس جوقة للفتيات، وقد رفعه البابا بنديكتوس الخامس عشر إلى درجة ملفان الكنيسة الجامعة عام 1920.
وإذ صلّى غبطته من أجل أن يحلّ الرب أمنه وسلامه في بلدان الشرق المعذَّبة، تناول الأوضاع العامّة في لبنان، متمنّياً "للحكومة الجديدة النجاح في تحقيق تمنّيات الشعب اللبناني وتطلّعاته، ومكافحة الفساد، وإجراء الإصلاحات المتوخّاة في البنى والقطاعات، من أجل النهوض الاقتصادي، والذي تؤازرنا به الدول والمنظّمات الصديقة من خلال مؤتمرات الدعم"، راجياً "أن تتعزّز الوحدة ويترسّخ التعاون بين أعضاء الحكومة، فيتعالى الجميع عن الخلافات والاتّهامات المتبادلة، ويعملون لما فيه خير البلاد، بروح الدستور والميثاق والقوانين المرعيّة. فأساس الشأن العام والعمل السياسي هو خير المواطنين وتأمين مستلزمات الحياة اللائقة لهم، بغية تثبيتهم في أرضهم، والوقوف في وجه ما يهدّد استمرارية مسيرة حياتهم في وطنهم".
ولم يغفل غبطته أزمة النازحين السوريين في لبنان، مجدّداً مطالبة "جميع المسؤولين بالعمل الجادّ على تأمين عودتهم إلى ديارهم كي يواصلوا حياتهم بالأمانة لتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم، ويحافظوا على حقوقهم، خاصةً وأنّ وطننا لبنان لم يعد يحتمل الضغط الهائل الذي يسبّبه وجودهم على اقتصاده ومعيشة مواطنيه"، ومناشداً "المجتمع الدولي بوجوب الفصل بين الحلّ السياسي في سوريا وعودة النازحين إليها، كيلا تتكرّر مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون بانتظار الحلّ السياسي منذ أكثر من سبعين سنة".
كما تطرّق غبطته إلى دور السريان في لبنان، منوّهاً "بالدور الريادي البارز الذي لعبه السريان في إغناء ثقافة هذا البلد وتاريخه وحضارته برفده برجالات علم وثقافة، اضطلعوا بمسيرته وصنع هويته"، مجدّداً التأكيد "على أنَّ السريان مكوّن أصيل ومؤسّس في وطننا لبنان، وقد قدّموا الغالي والنفيس في سبيل تقدّمه وازدهاره، ولهم الحق بأن يتمثّلوا في مختلف مرافق الدولة ومؤسّساتها المدنية والإدارية والقضائية والعسكرية" (تجد النص الكامل لموعظة غبطته في مكان آخر في هذا الموقع الرسمي).
وبعد البركة الختامية، تقبّل غبطة أبينا البطريرك التهاني بالعيد من أصحاب القداسة والغبطة والسيادة والإكليروس والرسميين والمؤمنين.
|