الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس في كنيسة سانت لود في مدينة أنجيه – فرنسا

 
 

    في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت ١١ أيّار ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة سانت لودSaint Laud في مدينةAngers أنجيه، فرنسا.

    عاون غبطتَه في القداس الأب إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس، والأب نبيل ياكو كاهن الإرسالية السريانية في مدينتي تور ونانت، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    كما شارك في القداس المونسنيورBreguet كاهن رعية سانت لود اللاتينية، والأب مالك الشايب كاهن الإرسالية المارونية في المدينة، وفرسان مالطة، وفرسان قبر الخلاص، وجمع غفير من المؤمنين من أبناء المدينة، وجمع من المؤمنين من أعضاء الإرسالية السريانية الكاثوليكية في مدينة تور. وتقدّم الحضور السيّدHubert DENIER d’APRIGNY  وزوجته السيّدةIsabelle اللذان يحتفلان بالذكرى الأربعين لزواجهما، ومعهما أولادهما وعائلاتهم.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن اعتزازه وتقديره لجميع أبناء وبنات هذه الرعية، متمنّياً أن يبقوا أوفياء لإيمانهم والتزامهم الكنسي، منوّهاً إلى إحياء الذكرى الأربعين لزواج Hubert & Izabelle، وهما يشاركان محاطَين بأولادهم وعائلاتهم، معبّرين بأبهى صورة عن المحبّة التي تجمع أفراد العائلة والذين ينشرون حولهم المحبّة والفرح.

    وأكّد غبطته أنّنا مدعوون لعيش المحبّة بين بعضنا البعض كي نستطيع أن نكون شهوداً للمحبّة أمام العالم بأسره، مستذكرين وصية يسوع الأخيرة لتلاميذه، ومن خلالهم لجميع الذين يجاهرون بالإيمان به مخلّصاً مات وقام من أجل خلاصنا.

    وتحدّث غبطته عن مسيحيي الشرق الذين شهدوا للرب يسوع منذ فجر المسيحية، ليس فقط بالكلمة بل بسيرة حياتهم، مشيراً إلى أنّنا نحن المسيحيين السريان الأنطاكيين ورثة تراث غني جداً، ليس لنا فقط بل للكنيسة الجامعة بأسرها، مشدّداً على أنّ كنيستنا السريانية الأنطاكية، كما الكنائس الشرقية الأخرى، عاشت وصية المحبّة، ولو لم يبقَ آباؤنا وأجدادنا أوفياء ليسوع كمسيحيين مقتنعين بدعوتهم، لَمَا كنّا بقينا مسيحيين، لذا نحن على مثالهم مدعوون أن نحيا الشهادة للرب يسوع قولاً وعملاً ومسيرة حياة.

    وأشار غبطته إلى أنّ كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية امتُحِنت بقسوة في السنوات الأخيرة، متطرّقاً خاصةً إلى مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد في ٣١ تشرين الأول ٢٠١٠، حيث سقط ٤٧ شهيداً، بينهم كاهنان شابّان، فضلاً عن عشرات الجرحى، وكانوا جميعاً يشتركون في قداس مساء الأحد، ومنهم من قَدِموا لتلقّي العلاج في مستشفيات في فرنسا وفي روما، وبعد هذه المذبحة بدأ المسيحيون يشكّون بمستقبل حضورهم في الشرق.

    وذكّر غبطته أنّنا نحن الكنائس الرسولية منذ فجر المسيحية، وإذا اختفينا من أرض آبائنا وأجدادنا، لا سمح الله، سيكون ذلك نهاية لشهادة حيّة وخسارة كبرى ليس فقط لمسيحيي الشرق، بل للكنيسة الجامعة بأسرها، معرباً عن افتخاره واعتزازه بكَون الكنيسة السريانية تتكلّم وتستعمل اللغة السريانية، لغة الرب يسوع ووالدته مريم العذراء ورسله القديسين.

    وشكر غبطته جميع الذين شاركوا في هذه الذبيحة الإلهية، مثنياً على تضامنهم الأخوي الذي نلمسه دائماً، شاهدين بذلك للمحبّة الأخوية تجاه إخوتهم مسيحيي الشرق، موجّهاً الشكر لفرنسا التي استقبلت النازحين من أبنائنا، خاصّاً بالشكر جميع الذين يساعدونهم كي ينخرطوا ويتأقلموا في هذا البلد العزيز الذي نحبّه كثيراً.

    وجدّد غبطته التعبير عن التأثّر العميق للحريق الذي اندلع منذ بضعة أسابيع في كاتدرائية نوتردام في باريس، مشاركاً كاثوليك فرنسا وجميع المواطنين بهذا الحدث المريع لهذه الكاتدرائية التي هي بمثابة رمز لفرنسا كلّها.

    وفي ختام موعظته، تضرّع غبطته إلى الرب يسوع كي يساعدنا لنبقى دائماً أمناء له، فنحبّ بعضنا البعض وجميع الذين نعيش معهم، بروح المحبّة والسلام والفرح، سائلاً حماية أمّنا السماوية مريم العذراء التي نكرّمها بشكل خاص في هذا شهر أيّار المبارك.

    ثمّ أهدى غبطةُ أبينا البطريرك السيّدHubert وزوجته السيّدةIsabelle هدية تذكارية هي لوحة تضمّنت الصلاة الربّانية والسلام الملائكي باللغة السريانية، عربون محبّة وتقدير بمناسبة الذكرى الأربعين لزواجهما، شاكراً إيّاهما لمحبّتهما ومساندتهما ودعمهما لمسيحيي الشرق.

    وكان المونسنيورBreguet قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، مثمّناً ترؤّسه هذا القداس، ومنوّهاً بجهوده في رعاية أبناء الكنيسة السريانية وبناتها في العالم شرقاً وغرباً في ظلّ الظروف العصيبة الراهنة التي يعانيها مسيحيو الشرق، وداعياً لغبطته بالصحّة والعافية والنجاح في كلّ أعماله.

    وبعد انتهاء القداس، التقى غبطة أبينا البطريرك بالمؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية.

 

إضغط للطباعة