الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد مار بهنام وسارة في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، لبنان

 
 

    في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد 15 كانون الأول 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار بهنام وأخته سارة، في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، لبنان.

    عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب ديفد ملكي كاهن الرعية، والأب سعيد مسّوح نائب المدير والقيّم في إكليريكية سيّدة النجاة ودير الشرفة. وخدم القداس شمامسة الرعية، وأعضاء الجوق، وأشرف على تنظيم هذه المناسبة حركة مار بهنام وسارة وأخوية الحبل بلا دنس في الرعية.

    كما حضر القداس رئيس حزب الإتّحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد، ورئيس بلدية الجديدة البوشرية السدّ أنطوان جبارة، ورئيس بلدية الفنار جورج سلامة، ومخاتير وفعاليات المنطقة، وأعضاء المجلس الاستشاري البطريركي والجمعية الخيرية، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية ومن مختلف رعايا الأبرشية البطريركية في لبنان.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "هذا الأحد الذي فيه نعيّد ذاك الحلم الذي رآه مار يوسف خطيب مريم العذراء، بأنّ المولود منها هو من الروح القدس، وهو المخلّص"، لافتاً إلى أنّنا "نقيم اليوم أيضاً عيداً مهمّاً وهو العيد الرئيسي لهذه الرعية المباركة، عيد الشهيدين بهنام وأخته سارة، هذين الشهيدين اللذين قدّما ذاتهما حبّاً بالمخلّص بعد أن تعمّدا على يد القديس متّى الناسك".

    وتكلّم غبطته عن زيارته الراعوية الأبوية إلى شمال العراق في الأسبوع الماضي، حيث "باركنا أوّل كنيسة تُبنى في الموصل بعد تحريرها من الإرهابيين، فقد كرّسنا كنيسة سيّدة البشارة في شرق الموصل، وهي الكنيسة الأولى التي تفتح أبوابها للمؤمنين بالرغم من أنّ عدد هؤلاء المؤمنين لا يزال قليلاً جداً نسبةً إلى ما كانوا عليه في الماضي"، مشيراً إلى أنّ "هذا التكريس تمّ بفعل إيمان ورجاء من قِبَل المؤمنين هناك كي يتحنّن الرب على الموصل وسهل نينوى والعراق، فيعود الجميع ليعيشوا باتّفاق ومشاركة الإخوة في الوطن الواحد".

    ونوّه غبطته إلى أنّه احتفل "بالقداس يوم الثلاثاء الماضي في عيد مار بهنام وسارة في ديرهما التاريخي بجنوب شرق الموصل، والذي يعود إلى القرن الرابع للميلاد"، شاكراً "الله لأنّ هذا الدير عاد إلى حلّته السابقة بهمّة أحبّائنا الرهبان الأفراميين، بعد أن احتلّه الإرهابيون لأكثر من سنتين ونصف. وجاء احتفالاً مفعماً بالأمل والرجاء، إذ امتلأ الدير وباحاته من المؤمنين، ورفعنا الصلاة أمام ضريح هذين الشهيدين بعدما كان قد فُجِّر من الإرهابيين، وعاد إلى حلّته السابقة بعد ترميمه حجراً حجراً بواسطة علماء آثار من فرنسا".

    وتناول غبطته الأوضاع الراهنة "في لبناننا العزيز حيث نعيش فعل الرجاء فوق كلّ رجاء، كما استمعنا من الإنجيل المقدس أنّ إبراهيم كان له رجاء مؤمن بالله، ورجاؤه كان فوق كلّ رجاء، لأنّه ترك موطنه وتبع دعوة الرب لكي يعبده دون أيّ إشراك بالعبادة، وآمن أيضاً بوعد الله بولادة ابنه اسحق"، منوّهاً إلى "أنّنا نعيش هذه الأزمة في لبنان والجميع يقولون ماذا سيحصل لنا ولماذا لا يبالي المسؤولون بحالتنا التعيسة وبالأخطار التي تلمّ بلبنان؟ لكنّنا سنبقى بالرغم من كلّ ذلك شعب رجاء، ونتذكّر على أنّ لبنان سيبقى ذاك البلد الملجأ للجميع، ومشعلاً للحضارة في منطقته الشرق أوسطية وفي العالم".

    وشدّد غبطته على أنه "لا يجب أن نفقد الرجاء، بل أن نعيشه دوماً، فنحن نرجو رحمة الله بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، نرجو ونعمل ولا نكتفي فقط بالكلام والتشكّي والتباكي، ولكن يجب أن نعمل جميعنا حسب وعينا الوطني بأنّ لبنان يجب أن يظلّ لبنان الحضاري والذي سُمّي بالوطن الرسالة بفم البابا القديس يوحنّا بولس الثاني".

    وأردف غبطته بخصوص الوضع في لبنان: "يجب أن نعمل جهدنا كي نوقظ ضمائر المسؤولين ونطالبهم بتحقيق الوعود التي قطعوها ووعدوا بها هذا الوطن، خاصةً بالنسبة لعائلاتنا الشابّة"، مشيراً إلى مشروع مار يوسف السكني الذي تقوم به البطريركية وهو يؤمّن المسكن اللائق للعائلات الشابّة، مذكّراً "أنّ مؤسّسة الإسكان التي توقّفت عن تأمين القروض الداعمة للمشاريع السكنية إنّما جُعِلت لهؤلاء المواطنين الذين يتعبون ويجدّون من أجل مصلحة البلد وتكوين عائلة يستحقّونها، وليس لتملأ جيوب الذين هم أغنى منهم وأقوى منهم في السياسة وفي الوضع المدني والاجتماعي"، ومؤكّداً "أنّ للشباب الحقّ بالعيش بكرامة وتأسيس عائلة مسيحية صالحة، كي يستمرّوا بخدمة هذا الوطن الغالي علينا جميعاً".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "شفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، وبشفاعة القديسين الشهيدين بهنام وسارة، اللذين نحتفل بعيدهما اليوم، وقد تفانيا وأنكرا كلّ ما ينعمان به من بذخ وقوّة وغنى، لأنّهما كانا وَلَدَي الملك سنحاريب آنذاك، وتخلّيا عن كلّ هذه الأبّهة الدنيوية كي يتبعا دعوة الرب، مع رفاقهما الأربعين، كي يجعلنا الرب أمناء لإيماننا ودعوتنا، وفخورين بالشهداء والمعترفين، تابعين مثالهم، فنعيش الرجاء بمحبّة كاملة. فليبارككم الرب جميعاً. سنبقى متمسّكين بإيماننا ومتعلّقين برجائنا وفخورين بقدّيسينا وشهدائنا".

    وبعد البركة الختامية، استقبل غبطة أبينا البطريرك المؤمنين الذين بالوا بركته الأبوية مقدّمين التهنئة بهذا العيد.

 

إضغط للطباعة