الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس بمناسبة موسم عيد الميلاد المجيد لإكليريكية سيّدة النجاة – دير الشرفة

 
 

    في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأربعاء 18 كانون الأول 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي لإكليريكية سيّدة النجاة، بمناسبة موسم عيد الميلاد المجيد، وذلك على مذبح الكابيلا التاريخية في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان.

    شارك في القداس صاحب السيادة المطران مار ربولا أنطوان بيلوني، والأباتي حنّا ياكو رئيس دير الشرفة ورئيس الرهبانية الأفرامية، والأب جول بطرس مدير الإكليريكية، والأب سعيد مسّوح نائب المدير والقيّم في الإكليريكية وفي دير الشرفة، والأب روني موميكا أمين السرّ المساعد في البطريركية، والرهبان الأفراميون، وطلاب الإكليريكية.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، رفع غبطة أبينا البطريرك الصلاة "في هذا زمن المجيء ونحن نستعدّ لاستقبال الرب يسوع طفلاً مولوداً في مذود بمغارة بيت لحم، من أجل راحة نفس المرحوم الشاب اسكندر كلش، شقيق الأب كريم كلش، أمين السرّ المساعد في البطريركية، الذي رقد بالرب البارحة، واليوم أقيمت رتبة الجنّاز والدفن في قطنا بدمشق، وقد سمح الرب أن ينتقل من هذا العالم الفاني على رجاء القيامة لجميع المؤمنين بالرب يسوع، وذلك بسبب مرض خطير أصيب به".

    وأشار غبطته إلى أنّنا "على عتبة الاحتفال بميلاد الرب يسوع، وقد جئنا إلى هذا الدير المبارك، وللأسف لم نعاين على طريقنا أيّ مظاهر لزينة الأعياد، والسبب في ذلك كما نعلم جميعنا هو هذه الأزمة التي يمرّ بها لبنان، في ظلّ ثورة وحراك شعبي ينادي بتغيير جذري في البلد وبحكّام نزيهين وحياديين غير طائفيين وحزبيين، يعملون لخير البلد وليس لمصلحتهم الشخصية ولملء جيوبهم ولمصلحة أحزابهم وأتباع طوائفهم"، آملاً وراجياً "أن ينتج هذا الحراك الخير للبنان وشعبه".

    ونوّه غبطته إلى ما ورد في إنجيل اليوم حيث "كان يسوع مع تلاميذه على بحيرة طبرية، وبما أنّ يسوع إله تامّ وإنسان تامّ، فهو وكأيّ إنسان شعر بالتعب ونام، بينما العاصفة كانت تهوج في هذه البحيرة الصغيرة التي  تصبح خطيرة على القوارب الصغيرة لدى حدوث عواصف. لذلك خاف التلاميذ وبذلوا كلّ جهدهم كي يقاوموا هذه العاصفة الهوجاء، فلم يستطيعوا. وإذ وجدوا يسوع نائماً، التجأوا إليه قائلين: يا معلّم أما يهمّك أنّنا نهلك"، مؤكّداً "أنّنا في ساعات الألم وزمن الشدائد والشكوك والارتياب، ليس لدينا إلا الرب يسوع نلجأ إليه، فهو مخلّصنا وكلمة الآب الذي خلق به الكون وهو يديره"، ضارعاً إليه "تعالَ وأنقِذنا وساعدنا وأخرِجنا من الأزمات التي نعيشها والتي تتطوّر إلى الأسوأ فيما المسؤولون عاجزون عن حلّها".

    وشدّد غبطته على "أنّ إيماننا يبقى قوياً ورجاءنا ثابتاً بأنّ الرب معنا"، متوجّهاً إلى الطلاب الإكليريكيين بالقول: "بالنسبة لكم أحبّائي الإكليريكيين، يجب أن تتذكّروا أنّ الدعوة التي إليها دعاكم الرب هي دعوة للتضحية والتفاني لبذل الذات من أجل نشر إنجيل المحبّة والفرح والسلام، والتبشير بالرب يسوع المخلّص وكنيسته المعلّمة التي هي أمّنا".

    وتابع غبطته حديثه إلى الإكليريكيين: "يجب أن تصلوا إلى وقت تصبح لديكم قناعة ثابتة أنّ دعوتكم تميّزكم عن إخوتكم الذين هم في سنّكم، والذين يعيشون حياتهم على الأرض بطريقة مختلفة. أنتم تلبّون الدعوة، دعوة الرب، بجدّية وقناعة، وأنتم تدركون مستلزمات هذه الدعوة. وهذا لا يعني أنّكم لن تواجهوا الصعوبات والتجارب وبعض الإرتيابات والشكوك، ولكن طالما أنكم سلّمتم حياتكم للرب يسوع، لا بدّ أن تتابعوا مسيرتكم معه، فتصلوا إلى ميناء السلام والأمان على مثال الرسل الذين التجأوا إلى الرب يسوع طالبين مساعدته، فما كان منه إلا أن هدّأ البحر الهائج، لأنّه ربّ البحار وخالقها".

    وختم غبطته موعظته مجدِّداً الثقة بالرب يسوع الذي "يقدر أن يذلّل كلّ الصعوبات وأن يُفهِمنا كلّ تحدّيات الحياة، حتّى لو كنّا نتألّم ونشكّ ونرتاب أنه يستطيع أن يساعدنا، فنبلغ السلام الداخلي، ونتمّم مشيئة الرب في حياتنا"، مذكّراً أنّ "يسوع الذي سوف نعيّد لميلاده طفلاً إلهياً في مذود بيت لحم هو سبب رجائنا وفرحنا، وهذا ما نرجوه"، مقدّماً للجميع وبخاصّة للإكليريكيين وأهلهم وذويهم التهنئة الأبوية الحارّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد، سائلاً الله أن يكون عام رجاء وسلام وأمان على العالم كلّه".

    وبعد البركة الختامية، عقد غبطة أبينا البطريرك لقاءً مع الطلاب الإكليريكيين، استمع فيه إليهم، وزوّدهم بتوجيهاته وإرشاداته الأبوية. ثمّ تبادل الجميع التهاني والتمنّيات بالأعياد المجيدة.

 

إضغط للطباعة