الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس بمناسبة عيد مار اغناطيوس الأنطاكي الشهيد

 
 

    في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة 20 كانون الأول 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار اغناطيوس الأنطاكي الشهيد، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.

    عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا أمين السرّ المساعد في البطريركية، وشارك فيه صاحب السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان الأفراميون والراهبات الأفراميات والطلاب الإكليريكيون في إكليريكية سيّدة النجاة – الشرفة. فكان قداساً عائلياً تقليدياً يجمع أعضاء إكليروس كنيستنا السريانية الكاثوليكية الذين يخدمون في لبنان.

    في موعظته الروحية بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن القديس مار اغناطيوس "المثال لنا في الخدمة المتفانية كي نستمرّ ونتابع خدمتنا لهذه الكنيسة السريانية التي تعاني الكثير. نعم، عانت كنيستنا على مدى تاريخها ولا سيّما في السنوات الأخيرة، في العراق منذ ما يقرب من ثلاثين سنةً، وفي سوريا منذ ما يقرب من تسع سنوات، وهنا في لبنان سمح الرب أن نمرّ بهذه التجربة الأليمة التي نعاني منها في هذه الأيّام، ونسأل الرب أن يتحنّن علينا لنستطيع أن نكمل حياتنا بمحبّة وإيمان وفرح، رغم أنّنا نجد وطننا لبنان مختلفاً هذا العام عن كلّ السنوات السابقة، حيث لا زينة للميلاد ولا تعابير أو رموزاً أو معاني الفرح الذي يعيشه المؤمنون عادةً في عيد ميلاد المخلّص".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "نتذكّر كلّما نعيّد عيد هذا القديس العظيم أنه كان الأسقف الثالث لأنطاكية بعد بطرس وأفوديوس، وقد عاش في أنطاكية، كنيسة المشرق، كأسقف لمدّة ثلاثين سنةً تقريباً، وضحّى الكثير وعلّم وأعطى شهادةً حيّةً عن إيمانه"، مشيراً إلى "جهود الآباء الذين سلّمونا الإيمان من خلال اغناطيوس وخلفائه الشهداء والمعترفين، ومن خلال آبائنا وأجدادنا الذين يجب أن نفتخر بهم لأنّنا بفضلهم بقينا متمسّكين بهذا الإيمان بالرغم ممّا يعتري حياتنا من صعوبات وتجارب".

    واستذكر غبطته بعض الأقوال التي كتبها اغناطيوس وهو ذاهب حتّى يستشهد في روما: "إنّني سأصبح حبّة الحنطة التي تطحنها أنياب الوحوش لكيما يتمجّد الله والرب يسوع الذي أعطانا جسده ودمه خبز حياة فينا"، متناولاً تعاليم مار اغناطيوس، وأبرزها "أن نعيش الوحدة والتي ليست مجرّد كلمات، بل تتطلّب المحبّة والتفاهم فيما بيننا والصبر والمسامحة، هكذا نستطيع أن نعبّر عن وحدتنا في الكنيسة الواحدة على مثال اتّحاد الكنيسة مع عريسها الرب يسوع"، منوّهاً إلى "أنّ على الوحدة في الكنيسة أن تستند وتؤسَّس على الخلافة الرسولية وعلى الأسقف الذي هو خليفة بطرس، وحوله الكهنة والشمامسة والمؤمنون، هكذا يعبّرون عن الكنيسة الواحدة الجامعة، إذ أنّ مار اغناطيوس هو أول من ذكر صفة كنيسة المسيح الجامعة، أي التي تجمع الكلّ في الوحدة".

    وحثّ غبطته على التعمّق بشخصية مار اغناطيوس "الذي أصبح معلّماً في الكنيسة الجامعة، فهو، باعتراف الجميع، من آباء الكنيسة الأولين الرسوليين، لأنّه عايش زمن الرسل"، مذكّراً "أنّنا نحن اليوم مجتمعون في هذه الكنيسة على اسم القديس اغناطيوس"، مؤكّداً على أنّ "كنيستنا ستبقى دائماً شاهدةً وشهيدةً للرب يسوع، ولكنّنا رغم الضيقات والصعوبات والتحدّيات، نعيش الانفتاح على إخوتنا وأخواتنا، ليس في لبنان فقط، وإنما في كلّ أرجاء العالم"، وداعياً إلى "أن يكون لدينا ذاك البعد الروحي الذي عاشه اغناطيوس والشهداء الأولون الذين كانوا يتوقون للاتّحاد بالرب يسوع".

    وفي ختام موعظته، شكر غبطته جميع الحاضرين، سائلاً الرب "أن يزيدنا وحدةً ورجاءً، فنكون نحن أيضاً شهوداً للخلاص والفرح الذي سنعيّده في عيد ميلاد الرب يسوع بعد خمسة أيّام، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار اغناطيوس وجميع القديسين والشهداء".

    وقبل ختام القداس، منح غبطة أبينا البطريرك البركة للكنيسة السريانية وأبنائها وبناتها بذخيرة القديس مار اغناطيوس الأنطاكي الشهيد، سائلاً شفاعته وبركة صلواته. ثمّ تقدّم الجميع ونالوا بركة ذخيرة القديس.

    وبعد القداس، تحلّق الجميع حول غبطته، وقدّموا له التهاني بمناسبة عيد مار اغناطيوس واقتراب عيد ميلاد الرب يسوع وحلول العام الجديد، متمنّين لغبطته الصحّة والعافية والعمر المديد والتوفيق الدائم في رعاية الكنيسة وتدبير شؤونها.

    بعدئذٍ منحهم غبطته، ومن خلالهم أبناء الكنيسة عامّةً، بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.

 

إضغط للطباعة