الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
قداسة البابا فرنسيس يلتقي بغبطة أبينا البطريرك وبطاركة الشرق الكاثوليك - الفاتيكان

 
 

    في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 7 شباط 2020، التقى قداسة البابا فرنسيس بغبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وبأصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك: ابراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، الكردينال لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان، وكريكور بيدروس العشرين كبرويان بطريرك كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وذلك في الكرسي الرسولي بحاضرة الفاتيكان.

    بحث الآباء البطاركة مع قداسة البابا قضايا كنسية عدّة، عرضوها على قداسته بإسهاب وشفافية، واستمعوا إلى آرائه وتوجيهاته. كما تناولوا الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط، وأهمّية الحضور المسيحي فيها، وآفاق المستقبل.

    وفي جوٍّ من المصارحة والاحترام والتقدير، طمأن قداسةُ البابا الآباءَ البطاركةَ أنّه معنيٌّ عن قربٍ بأوضاع الشرق الأوسط، ويسعى بكلّ ما أوتي من قوّة كي يكفّ أقوياء هذا العالم عن التدخّل بشؤون منطقة الشرق الأوسط. كما أنّ قداسته يشعر مع الشعوب بحقوقها المشروعة بالتوصّل إلى حكوماتٍ نزيهةٍ تحترم المواطنين وتسعى لخير الأوطان.

    وجرى التداول في الأوضاع في كلٍّ من بلدان المنطقة، وبخاصّة في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدسة ومصر. فأصغى قداسته باهتمام بالغ إلى ما آلت إليه الأوضاع في لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية مالية اجتماعية ومعيشية خانقة وخطيرة لم يسبق لها مثيل، متمنّياً أن تستقرّ الأوضاع فيه. ونوّه إلى أنّه سيظلّ يدافع عن سوريا التي هي دوماً في قلبه وفكره، كي ترجع إليها الطمأنينة وينعم مواطنوها بالعيش الكريم. وجدّد رغبته في زيارة العراق التي كان قد أعرب عنها سابقاً، لكنّ الظروف المعروفة لا تسمح الآن للأسف بإتمام هذه الزيارة، متمنّياً أن يعود الأمن والسلام إلى هذا البلد. كما أَمِل أن يزول التأزّم القائم في الأراضي المقدسة ويحلّ فيها الاستقرار. وأعرب عن ثقته وتفاؤله بما يحصل في مصر من ترسيخ للمواطنة والتعايش.

    وتناول قداسته مع الآباء البطاركة تداعيات الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط من حروب وأزمات وأعمال عنف واضطهاد وإرهاب على هجرة المسيحيين إلى الغرب، ممّا أوجب مضاعفة جهود الكنائس الشرقية للاهتمام بالمؤمنين وتأمين الخدمة الروحية والراعوية اللازمة لهم، وبخاصّة خدمة القادمين الجدد إلى أوروبا. فأبدى قداسته كامل تفهُّمه للمعاناة التي يقاسيها المؤمنون المهجَّرون إلى بلدان أوروبا، وحقّ هؤلاء المؤمنين أن يحافظوا على طقوسهم وتراثهم وتقاليدهم الشرقية الأصيلة. وسيقوم قداسته بدراسة هذا الموضوع في المستقبل القريب للتوصّل إلى ما فيه خير المؤمنين.

    وتطرّق البحث إلى أبرز المواضيع المطروحة على ساحة الكنيسة الجامعة، وبخاصّة تلك المتعلّقة بشهادة الكنيسة وخدمة المؤمنين، لا سيّما موضوع خدمة رعايا الكنائس الكاثوليكية الشرقية في منطقة الخليج، والتي كانت تابعة في الأساس لولاية البطاركة وجرى انتزاعها جرّاء ظروف تاريخية. فأعلن قداسته أمام البطاركة عن موافقته على طلب البطاركة باستعادة ولايتهم وصلاحيتهم البطريركية على رعاياهم في بلاد الخليج باستقلاليةٍ عن الأساقفة اللاتين، الأمر الذي جرت الموافقة عليه أيضاً في مجمع الكنائس الشرقية في وقتٍ سابق.

    وجدّد قداسته التأكيد على أنّه يحترم السلطة الذاتية لكلٍّ من الكراسي البطريركية، وأنّ البطاركة لهم حقّ الأولوية في الاحتفالات الكنسية في الكنيسة الجامعة. كما وعد قداسته أن يتمّ عقد اجتماع سنوي له مع الآباء البطاركة على غرار هذا الاجتماع.

    وشدّد الآباء البطاركة على أهمّية كلمة قداسة البابا ومواقف الكرسي الرسولي والدور الرائد الذي يقوم به من خلال علاقاته الدولية، وذلك في سبيل مساندة شعوب منطقة الشرق الأوسط في الحفاظ على أصالتها وغناها الحضاري وعراقة تراثها، وإنهاء الحروب والصراعات، وإحلال السلام والأمان والطمأنينة والاستقرار.

    وتسلّم قداسته كتاباً من الآباء البطاركة يتضمّن شرحاً مستفيضاً عن الأوضاع العامّة في الشرق وتفاصيل الشؤون الكنسية التي عرضوها على قداسته خلال هذا اللقاء.

    وقد شكر غبطةُ أبينا البطريرك قداستَه على محبّته الأبوية ورعايته للكنيسة في كلّ أنحاء العالم، وعلى عنايته الخاصة بالمؤمنين في الكنائس الشرقية في خضمّ هذه الظروف المصيرية العصيبة التي يقاسونها. وقدّم غبطته إلى قداسته هدية تذكارية هي عبارة عن لوحة تتضمّن الصلاة الربّانية والسلام الملائكي باللغة السريانية. كما سلّمه غبطتُه رسالةً يدعوه فيها باسم الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية إلى مباركة احتفالاتها بإحياء مئوية إعلان القديس أفرام السرياني ملفاناً للكنيسة الجامعة، والتي سيتمّ خلالها وضع نصب للقديس في ساحة جامعة اللاتران الحبرية بروما في غضون شهر تشرين الأول القادم.

 

إضغط للطباعة