الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأس قداس إثنين القيامة ويقيم صلاة الجنّاز لراحة نفس المثلّث الرحمات المطران مار اقليميس يوسف حنّوش، في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي – بيروت

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الإثنين 13 نيسان 2020، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمناسبة إثنين القيامة المجيدة. كما أقام غبطته صلاة الجنّاز لراحة نفس المثلّث الرحمات مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، والذي رقد بالرب يوم الخميس المنصرم. ورفع الصلاة من أجل جميع الموتى الراقدين بحسب العادة في مثل هذا اليوم من كلّ سنة، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    شارك في القداس الأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينا السرّ المساعدان في البطريركية، والراهبات الأفراميات، من دون حضور المؤمنين. وقد نُقِل القداس مباشرةً على الصفحة الرسمية للبطريركية على موقع الفايسبوك، كي يتمكّن المؤمنون في كلّ مكان من المشاركة في القداس، نظراً لتعذّر حضورهم بسبب الإجراءات الوقائية والتدابير الإحترازية المتَّخَذة إثر تفشّي فيروس كورونا.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث الأب حبيب مراد عن "أفراح القيامة التي نعيش فيها ونتذكّرها في هذه الأيّام المباركة، من القبر الفارغ والحجر المدحرَج"، مشدّداً على أنّ "القيامة هي الحقيقة الثابتة التي هي أساس إيماننا بالرب يسوع، هذا الإله الذي لم تنتهِ حياته على الأرض بالألم والصلب والموت والقبر، بل بالقيامة والمجد، وهو يكمل معنا مسيرتنا على هذه الأرض"، ومنوّهاً إلى أنّ "الرب يسوع مات ليفدينا ويخلّصنا من خطايانا، وقام من أجل تبرينا، فدحرج هذا الحجر الكبير عن باب العالم، حجر الخطيئة التي فصلت بين الله والبشر، ومنحنا الغلبة والانتصار الكبير، انتصارنا على أقوى عدوّ لنا الذي هو الموت".

    وتأمّل بإنجيل لقاء يسوع بتلميذَي عمّاوس "الذي رتّبته الكنيسة ليوم إثنين القيامة، حيث أنّ هذين التلميذين كانا متوجّهين إلى بلدة عمّاوس مساء يوم قيامة الرب"، مشيراً إلى أنّ غبطةَ أبينا البطريرك كان قد وجّه رسالة عيد القيامة للعام 2017 بعنوان "أمكث معنا، يا رب"، متناولاً فيها هذه الحادثة، وخاصّةً عبارة "إبقَ معنا يا رب لأنه قد مال النهار واقترب الليل"، مؤكّداً أنّ "دعوة الرب هذه أراها آنيةً اليوم وموجَّهةً إلى كلّ واحدٍ منّا، هذه الدعوة التي نتذكّرها ونقول للرب: أمكث معنا، إذ بالتأكيد الرب معنا دائماً، لكنّه يترك لنا الحرّية، فهو واقف على أبواب قلوبنا وأبواب حياتنا يقرع منتظراً أن نفتح له، حتى يمكث معنا".

    ولفت إلى أنّنا "نجد أنّ النهار يميل من حولنا في هذه الفترة الصعبة والعصيبة التي نعيشها، وهذه الأزمة الكبيرة التي تحرمنا من لقاء بعضنا البعض بصورة شخصية، وحتّى إذا التقينا لا نستطيع أن نتبادل السلام أو أن نقترب من بعضنا. فهذا التحدي كبير!، ولكنّنا واثقون أنّه لو مال النهار، فربّنا الذي يسمّيه مار بولس بصخرة الدهور، هو الصخرة القوية التي نسند عليها حياتنا، وهو لا يميل عنّا أبداً، وأنّه إذا كان تلميذا عمّاوس قد عرفا الرب عندما كسر الخبر وأعطاهما ليأكلا، فنحن لا نحتاج أن يفعل الرب معنا شيئاً كي نعرفه، لأنّنا واثقون به"، مشدّداً على أنّ "قلبنا لن يكون بطيء الفهم ولن نكون قليلي الإيمان، بل سنكون فاهمين وواثقين أنّ ربنا الذي وعدنا وعودَه الصادقة في الكتاب المقدس وفي حياته التدبيرية على الأرض، لن يتخلّى عنّا".

    وأكّد أنّنا "سنظلّ مسرعين كتلميذَي عمّاوس اللذين عندما عرفا يسوع، تركا فوراً كلّ شيء، وأسرعا فغادرا هذه البلدة البعيدة عن أورشليم، وانطلقا ليلاً عائدين إلى أورشليم، رغم صعوبة السير والسفر في الليل في ذلك الوقت، إلا أنّهما غادرا وعادا سيراً ووصلا إلى العلّية حيث كان التلاميذ مجتمعين، وأخبراهم بفرح القيامة وشاركاهم بهذه الفرحة الكبيرة"، منوّهاً إلى أنّنا "لسنا فقط واثقين أنّ الرب سيخلّصنا من هذه المحنة ومن كلّ صعوبات حياتنا، إنّما سنشارك بعضنا بهذا الأمر، وبهذا الرجاء العظيم الذي هو فوق كلّ رجاء وأقوى من كلّ رجاء، رجاء القيامة، رجاء البقاء مع يسوع، رجاء العيش مع يسوع في كلّ وقت ورغم قساوة الظروف".

    وأشار إلى أنّنا "معتادون أينما كنّا في اليوم الثاني من عيد القيامة أن نذكر موتانا المؤمنين، موتانا من أقربائنا وأصدقائنا وأحبّائنا وجميع الموتى، وقد قدّمنا هذا القداس اليوم ذاكرين فيه أموات كلّ واحدٍ فيكم، وكلّ أبناء الكنيسة الراقدين على رجاء القيامة الذين نعرفهم والذين ليس لهم من يذكرهم، ذكرناهم على المذبح المقدس كي يعطيهم ربّنا الراحة الأبدية الدائمة"، لافتاً إلى أنّنا "ذكرنا خاصّةً كلّ الذين رقدوا بالرب وتوفّوا من جراء وباء الكورونا المخيف، وصلّينا إلى الرب كي يشفي كلّ مريض، ويعطي التعزية لكلّ شخص فقد عزيزاً له في هذه الأيّام الأخيرة، خاصّةً من أبناء الكنيسة، إذ سمعنا أنّ تجربة ومحنة الإصابة بهذا الوباء تَحدث في أماكن كثيرة مع عديدين من أبناء شعبنا".

    ونوّه إلى أنّنا "اليوم أيضاً، وبتوجيهٍ من غبطة أبينا البطريرك، سيقيم غبطته في نهاية القداس صلاة الجنّاز راحةً لنفس سيدنا المطران المثلّث الرحمات مار اقليميس يوسف حنّوش، الذي رقد بالرب في القاهرة – مصر يوم الخميس الماضي ليلة آلام الرب وموته الخلاصي، وهو بالتأكيد يتمتّع الآن مع الرب بالسعادة الأبدية. وكما وصفه غبطته في الكلمة التأبينية التي وجّهها وتُليت خلال رتبة الجنازة والدفن في القاهرة يوم السبت الماضي، هو حقيقةً هذا الإنسان الودود واللطيف والطيّب، وهذا الراعي الصالح الذي كان يعرف رعيته بكلّ فرح وكلّ محبّة، وينشر أينما كان وحلّ هذا الفرح والسلام والطيبة"، واصفاً إيّاه بأنّه "كان المدافع الصلب عن الكنيسة، وكان صخرةً كبيرةً من الصخور التي تستند عليها الكنيسة، والكنيسة بفقده تفتقد هذا الإنسان الطيّب والراعي الصالح، ونحن نصلّي سائلين الرب أن يعطينا دائماً رعاةً صالحين حسب قلبه".

    وختم موعظته بتجديد المعايدة بعيد القيامة، "مع الرجاء أن تحمل إلينا الأيّام والسنوات القادمة الفرح والسلام والمحبّة".

    وقبل نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك صلاة رتبة جنّاز الأحبار راحةً لنفس المثلّث الرحمات المطران مار اقليميس يوسف حنّوش، ضارعاً إلى الله أن يرحم نفسه ويسكنه في ملكوته السماوي مع الأبرار والصدّيقين والرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء الحكماء.

    ثمّ منح غبطته البركة الختامية.

 

إضغط للطباعة