الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد التجلّي للراهبات الأفراميات بمناسبة رياضتهنّ الروحية السنوية

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس ٦ آب ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس عيد تجلّي الرب يسوع على جبل تابور، بمناسبة انعقاد الرياضة الروحية السنوية لجمعية الراهبات الأفراميات - بنات أمّ الرحمة، وذلك في كنيسة الدير الأمّ للراهبات الأفراميات، بطحا، حريصا.

    عاون غبطتَه الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، وشارك في القداس الأب يونان عبيد، المرسَل اللبناني الماروني، الذي يلقي مشكوراً مواعظ الرياضة على الراهبات، والأمّ هدى الحلو الرئيسة العامّة للراهبات الأفراميات، والأخوات الراهبات اللواتي يخدمنَ في بيوت الرهبانية في لبنان.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، وجّه غبطة أبينا البطريرك الشكر للأب يونان عبيد على كلماته ومواعظه، مباركاً للراهبات رياضتهنّ السنوية، وسائلاً الله أن تؤتي الثمار الروحية المرجوّة.

    وتكلّم غبطته عن عيد تجلّي الرب يسوع على جبل تابور، متناولاً "هذه الحادثة الرائعة الجمال والتي يظهر فيها تأنّس كلمة الله بأبهى مظاهره، هذا التأنّس من مريم العذراء والذي اكتمل بالفداء موتاً على الصليب ثمّ بالقيامة من بين الأموات".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "عيد التجلّي يوجّه قلوبنا وأنظارنا وكلّ حياتنا نحو ملكوت المجد الإلهي في السماء"، مشيراً إلى أنّنا "نقرّ بضعفنا البشري، لكنّ يسوع يقوّينا كي نتبعه على درب الآلام في الجلجلة، لنستحقّ أن نشاركه في مجده"، مذكّراً أنّ يسوع نفسه جاهر مراراً بأنّه سيتألّم ويموت ويقوم في اليوم الثالث.

    وتناول غبطته "الأوضاع المخيفة والمأساوية التي نعيشها جراء الإنفجار المروّع والكارثة المرعبة التي وقعت مساء أوّل أمس الثلاثاء في مرفأ بيروت"، مؤكّداً أنّ "قلبنا تفطّر ألماً وحزناً ولوعةً على الضحايا والأضرار الجسيمة التي سبّبها هذا الانفجار، مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين، وعائلات منكوبة ومشتّتة، فنحن نعيش محنة مخيفة، لكنّ عيوننا ستظلّ شاخصةً نحو الرب يسوع الذي هو فرحنا الحقيقي، وهو الذي سيدخلنا المجد السماوي".

    واستذكر غبطته بألم "الذكرى السنوية السادسة للإقتلاع الرهيب لأهلنا وكنائسنا، مطراناً وكهنةً ورهباناً وراهباتٍ، وأكثر من ٤٥ ألفاً من أولادنا من سهل نينوى في العراق، وقد دام هذا الاقتلاع سنتين، إذ تهجّر أولادنا وعائلاتنا إلى مختلف أنحاء العالم، غير ناسين المذبحة الرهيبة التي وقعت في كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد في ٣١ تشرين الأول ٢٠١٠".

    وشدّد غبطته على أنّنا "نشارك الرب يسوع في هذا الدرب الأليم ونتبعه عملاً بقوله الإلهي: من أراد أن يكون لي تلميذاً فليحمل صليبه ويتبعني، ونحن نعيش هذه المعاناة الداخلية، إلا أنّنا نثق أنّ يسوع هو الذي دعانا، وهو الذي يقودنا للسير في دعوتنا الرهبانية، هو القادر أن يعزّينا في طريقنا ويملأنا بالرجاء كي نكمل دعوتنا رغم الصعوبات الكثيرة والآلام والمعاناة، متذكّرين أنّ لدينا إخوة وأخوات هنا في لبنان وفي سوريا والعراق يتألّمون كثيراً ويجابهون الإضطهادات والتهجير والاقتلاع والأمراض والأوبئة والجراح والموت".

    وختم غبطته موعظته بالقول: "سنبقى أبناء وبنات الرجاء مهما عصفت الرياح حولنا، فالروح هو يحيينا، بحسب قول مار بولس، وليس الحرف ولا المظاهر الخارجية والجرائم. علاقتنا بالرب يسوع هي التي تمنحنا الفرح الحقيقي وتجعلنا نكتشف مجده ونعترف بأنّ يسوع هو النور الحقيقي الذي ينير دربنا لنكون تلاميذ حقيقيين له، وننال السعادة معه ومع أمّنا مريم والقديسين والشهداء في فرح السماء".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الأبوية للأخوات الراهبات، سائلاً الله أن يبارك رسالتهنّ وخدمتهنّ لخير الكنيسة.

 

إضغط للطباعة