الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرسم الأب أفرام سمعان خوراسقفاً استعداداً لرسامته الأسقفية

 
 

 

    البطريرك يونان: نسأل الرب يسوع أن يقوّينا بالإيمان والرجاء، وألا يجعلنا أبداً فريسةً لليأس والاستسلام جراء الوضع المأساوي الذي نعيشه في لبنان

 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٩ آب ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت. وخلال القداس، قام غبطته برسامة الأب أفرام سمعان، المنتخَب مطراناً نائباً بطريركياً للقدس والأراضي المقدسة والأردن، خوراسقفاً، وذلك استعداداً لرسامته الأسقفية في الخامس عشر من آب الجاري بإذن الله.

    عاون غبطتَه في القداس والرسامة الأب فراس دردر كاهن كنيستنا في عمّان وسائر الأردن، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمشاركة صاحبي السيادة مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، والأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينَي السرّ المساعدَين في البطريركية، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين ومن بينهم والد الخوراسقف الجديد وإخوته وذووه.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إن كنتم تحبّونني تحفظون وصاياي"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "هذا المقطع الرائع من إنجيل يوحنّا، حيث نستمع إلى كلمة الحبّ عدّة مرّات، وهذا يذكّرنا أنّ إيماننا مؤسَّسٌ على الحبّ الذي هو الله المحبّة، وإذا كنّا بالحقيقة نحبّ الرب يسوع، لا بدّ لنا أن نتبعه بحفظنا وصاياه"، مشيراً إلى أنّ "هذه الوصايا يصعب علينا العمل بها أحياناً، وننساها لأنّنا بشر أحياناً أخرى، ولكنّ يسوع يذكّرنا دائماً أنّ حياتنا يجب أن تكون نابعة من محبّتنا له مثل حبّه للآب السماوي، وهكذا يحضر يسوع والآب والروح القدوس، الثالوث القدوس، ويحلّ في نفوسنا وقلوبنا".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "رتبة الخوراسقفية ليست درجة كهنوتية تُزاد إلى درجة أبونا أفرام المرتسم الجديد، فدرجات الكهنوت هي الشمّاسية والكهنوتية والأسقفية، أمّا الخوراسقفية فهي رتبة كنسية تحث الخوراسقف على عيش الدعوة الكهنوتية التي إليها دعاه الرب، فيتمّم ما تتطلّبه هذه الدعوة".

    وذكّر غبطته بماهيّة هذه الدعوة، بحسب طقس رتبة الرسامة، حيث يعلن رئيس الكهنة بصلاة سرّية بالسريانية: "إنّي أتضرّع وأطلب إلى الرب من أجل هذا الذي يتقدّم إلى نيل هذه الرتبة أن يمتلئ ܛܰܝܒܽܘܬܳܐ ܘܰܚܦܺܝܛܽܘܬܳܐ ܘܥܺܝܪܽܘܬܳܐ ܘܚܰܝܠܳܐ، أي أن يمتلئ بالنعمة والاجتهاد والسهر والقوّة والمقدرة على التمييز بين الخير والشرّ، بالعزم على أن تحسن لك يا ربّ هذه الخدمة التي تكرّس لها".

    وتناول غبطته الأوضاع الأليمة والمأساوية الراهنة التي يعيشها لبنان إثر الانفجار المروّع في مرفأ بيروت قبل خمسة أيّام، فقال:

    "نعيش هذه الأيّام المؤلمة التي شهدنا فيها كارثة كبيرة لم تحدث في لبنان على مدى تاريخه، هذه النكبة المخيفة التي أدّت إلى استشهاد المئات وجرح الآلاف، فضلاً عن العديد من المفقودين. نسأل الرب يسوع أن يقوّينا بالإيمان والرجاء، وألا يجعلنا أبداً فريسةً لليأس والاستسلام جراء الوضع المأساوي الذي نعيشه في لبنان، بل أنّ نجدّد عزيمتنا بنعمته تعالى، كي نستطيع أن نستمرّ ونتابع مسيرتنا على الأرض مهما اعترضنا من صعوبات وضيقات وآلام جسدية ونفسية ومعنوية".

    وختم غبطته موعظته طالباً من الله "أن يقوّي شبّاننا وشابّاتنا ليحافظوا على الدوام على إيمانهم ثابتاً، ولا يفقدوا ثقتهم بوطنهم لبنان الذي هو واحة حقيقية للمسيحية في منطقة الشرق الأوسط، إذ استقبل ولا يزال يستقبل اللاجئين والنازحين، سائلاً إيّاه تعالى، بشفاعة أمّه مريم العذراء، كي يعين أبناء شعبنا المسيحي في هذا البلد الحبيب لبنان المعذَّب، ليتابعوا شهادتهم لإيمانهم به، بالمحبّة الصادقة والإيمان القويم والرجاء الذي لا يتزعزع".

    وقبل المناولة، ترأس غبطة أبينا البطريرك رتبة الرسامة الخوراسقفية، رقّى خلالها الأب أفرام سمعان إلى درجة الخوراسقف، وألبسه الصليب والخاتم، وسلّمه العكّاز الأبوي فبارك به المؤمنين.

    وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف الجديد أفرام سمعان كلمة رفع خلالها الشكر إلى الرب يسوع الذي يعضده ويقوّيه والذي رافقه في كلّ مراحل حياته، وشكر غبطةَ أبينا البطريرك الذي هو بالنسبة إليه بمثابة الأب الذي رعاه واهتمّ به وصاحب الفضل في وصوله إلى هذه اللحظة، متعهّداً أن يكون على قدر الثقة التي وضعها فيه غبطتُه.

    كما شكر الخوراسقف الجديد صاحبَي السيادة مار يوحنّا بطرس موشي ومار أفرام يوسف عبّا اللذين تجشّما عناء السفر رغم الظروف الصعبة للمشاركة في هذه المناسبة، والأبوين فراس وحبيب اللذين عمل معهما بوحدة القلب وبالمحبّة والمساندة الأخوية خلال سني خدمتهم في أمانة سرّ البطريركية، وجميع الحاضرين، خاصّاً أهله وذويه، سائلاً الجميع أن يصلّوا من أجله كي يبارك الرب خدمته الجديدة لمجد اسمه تعالى وخير الكنيسة، ومتضرّعاً من أجل حفظ لبنان وشعبه وسلامه وحمايته من كلّ المخاطر والمضرّات.

    وبعد القداس، تقبّل الخوراسقف الجديد أفرام سمعان التهاني من الحضور جميعاً في جوّ من الفرح الروحي. ألف مبروك. 

 

إضغط للطباعة