الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأّس قداس عيد تهنئة العذراء مريم بميلاد الرب يسوع

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت 26 كانون الأول 2020، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمناسبة عيد تهنئة العذراء مريم بميلاد الرب يسوع، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.

    شارك في القداس الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث الأب حبيب مراد عن عيد تهنئة العذراء مريم بميلاد الرب يسوع، هذه المناسبة التي رتّبتها الكنيسة السريانية في ثاني أيّام عيد الميلاد، مشدّداً على ضرورة شكر الرب وتمجيد اسمه القدوس على كلّ حدث وعمل، وبخاصة في ميلاد الرب الذي هو بشرى الفرح والنور، متوقّفاً عند معنى بيت لحم أي "بيت الخبز"، بحسب أصل الكلمة السريانية الآرامية ܒܶܝܬ ܠܚܶܡ، المكان الذي فيه سيولد مَن نزل مِن السماء ليكون خبز الحياة للناس.

    ولفت الأب حبيب إلى أنّنا في مذود بيت لحم سَنَجِدُ الطفل يسوع ومريم ويوسف، تلك العائلة المقدّسة التي أدهشت العالم بوداعتها وهي تحتضن الطفل العجيب، كلمة الآب المتأنِّس لخلاصنا، متأمّلاً بمريم "أمَة الرب" (لو 1: 38)، هذه الأمّ التي تتأمّل وحيدها، وتقدّمه لأولئك الذين يأتون لزيارته، نوراً للبشر السالكين في الظلمة ورجاءً للخليقة جمعاء، ويوسف البارّ، الرجل الصامت والأب المربّي، واقفاً بجانب مريم والطفل، يحميهما ويحرسهما، والطفل الإلهي الذي باقترابنا منه نعانق المسيح بإنسانيّته، ونشعر بعظمة تضحية الحبّ الإلهي، ونتعلّم من المسيح معنى الحبّ الكامل، هذا الإله الذي ارتضى أن يتأنّس ويُولَد في مذود حقير من أجل خلاصنا.

    ونوّه إلى الرعاة الساهرين الذين ظهر لهم الملاك وأزال الخوف عنهم بإعطائهم العلامة، الطفل المولود والمضجَع في مذود، فتركوا على الفور كلّ شيء وذهبوا مسرعين، متّكلين على نعمة الله، ولم يهتمّوا بقطعانهم، بل هرعوا ليعاينوا الحدث العظيم الذي أعلمهم به الملاك. ثمّ انطلقوا وأخبروا به جميع الناس الذين التقوا بهم، ففرح الجميع، وهذا الفرح أعطى ثمراً في حياتهم.

    وختم موعظته بالتأكيد على أهمّية أن يشعّ كلّ مؤمن بنور يسوع ويعكسه في حياته، هذا النور الذي بدّد الظلمات وأشرق في مغارة بيت لحم، فيشرق في حياة المؤمنين، وبخاصة في هذه الأيّام العصيبة التي نعيشها في شرقنا، مع الثقة الكاملة بأنّ الرب سيعطينا الخلاص الذي نبع من الطفل الإلهي المولود في بيت لحم، فتزول المحن والأزمات، من صحّية واقتصادية وسياسية واجتماعية، مجدِّداً التهاني لغبطته ولجميع الحاضرين بمناسبة عيد ميلاد الرب يسوع، ومتمنّياً أن يكون العام الجديد عام خير وبركة ونعمة، حتّى نضحي مثل مريم ويوسف والرعاة، متمسّكين بهذه البشرى وننقلها في كلّ مكان.

 

إضغط للطباعة