الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد الدنح (الغطاس) في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء ٦ كانون الثاني ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الدنح أي الظهور الإلهي (الغطاس)، وهو عيد الظهور الإلهي وعماد الرب يسوع على يد يوحنّا المعمدان في نهر الأردن، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.

    عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بمشاركة الشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    في بداية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة عيد الدنح وتبريك المياه بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، حيث طاف في زيّاح مهيب، وشّح خلاله غبطتُه طفلاً بخمار أبيض ليمثّل إشبين الرب يسوع بحسب العادة المتَّبعة، فيحمل قنّينة الماء التي يعلوها الصليب المقدس.

    ثمّ بارك غبطته المياه المُعَدَّة ليتبارك منها المؤمنون، وتكون لصحّة النفوس والأجساد، والحماية من المضرّات، ومَعين القداسة والخيرات، ومصدر المعونة والتعزية. كما أقام غبطته بركة الجهات الأربع بالصليب المقدس والمياه المبارَكة.

    وفي موعظته بعد الرتبة، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن عيد الدنح، وهي كلمة سريانية (دِنحو) تعني الظهور، وهو عيد الظهور الإلهي، عيد عماد الرب يسوع على يد يوحنّا المعمدان في نهر الأردن، عيد الغطاس، لافتاً إلى أنّ هذا العيد هو عيد مهمّ جداً وقديم منذ بداية المسيحية، لا بل كان يجمع عماد يسوع مع ولادته، لذلك عيد الغطاس في ٦ كانون الثاني كان يُحتفَل به في الكنائس كأنّه عيد الميلاد، ونحن عندما يولد الطفل نسرع لتعميده، لأنّ العماد المقدس هو أول أسرار الكنيسة السبعة، وهو المدخل لالتزامنا بإيماننا بالرب يسوع، وبالعماد تحلّ النعمة الإلهية على المعمَّد الذي يصبح ابناً لله".

    ونوّه غبطته على أنّه "في عماد يسوع في نهر الأردن كُشِفَ سرّ الثالوث الأقدس وتجلّى للحاضرين بأوضح صورة: الآب يعلن هذا هو ابني الحبيب، والابن يعتمد في نهر الأردن، والروح القدس يحلّ بشكل حمامة مرفرفاً فوق رأس الابن".

    وأكّد غبطته على محورية سرّ المعمودية في الكنيسة وحياة المؤمنين، مشيراً إلى أهمّية أن يعلن الكبار إيمانهم بالرب يسوع بالثالوث الأقدس وبالكنيسة المقدسة قبل نيلهم سرّ المعمودية، أمّا الأطفال فينالون هذا السرّ على أساس إيمان أهلهم، "لأنّ سرّ المعمودية هو نعمة من الله وليس عطية من الأهل، فالأهل يشاركون الله في عملية الخلق بإنجاب الأولاد، لكنّ المعمودية سرّ يهبه الله".

    وتطرّق غبطته إلى "الوباء الذي ينتشر في العالم وحتّى هنا في لبنان بشكلٍ كبير، فعلاً نتخوّف ونعيش قلقاً مستمرّاً، لكنّ النعمة الإلهية التي حصلنا عليها هي دائمة مهما كانت ظروف حياتنا. فهي تدوم فينا وفي قلوبنا ونفوسنا وبين بعضنا، ونحن نحتاج إليها في هذه الأيّام العصيبة أكثر من أيّ وقتٍ مضى".

    وشرح غبطته معاني رتبة عيد الدنح وتبريك المياه، وهي رتبة هامّة وفريدة، متوقّفاً عند أهمّية المعمودية كسرّ ومفاعيلها في حياة المؤمن، ومذكّراً المؤمنين بحضور الرب يسوع في الصليب الذي يحمله الإشبين في قنّينة أثناء الرتبة، وهو يرمز إلى يسوع بالذات، نور العالم الذي يضيء في الظلمات منيراً حياة المؤمنين والعالم كلّه.

    وختم غبطته موعظته داعياً المؤمنين كي "نجدّد ثقتنا بالرب يسوع ونعطي الرجاء والفرح لأولادنا، لنستمرّ مهما كانت ظروف حياتنا صعبة، فنحن قادرون بنعمة الرب أن نتغلّب عليها".

    وبعد البركة الختامية، تمّ توزيع قناني المياه المبارَكة على المؤمنين. ثمّ استقبل غبطته المؤمنين والمهنّئين بالعيد في الصالون البطريركي.

 

إضغط للطباعة