الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يستقبل قداسة البابا فرنسيس في زيارته التاريخية إلى كاتدرائية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد، العراق

 
 

    بعد ظهر يوم الجمعة 5 آذار 2021، اسقبل غبطةُ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، قداسةَ البابا فرنسيس، في زيارته التاريخية إلى كاتدرائية سيّدة النجاة "أمّ الشهداء" السريانية الكاثوليكية في بغداد، وذلك في أوّل نشاط رعوي يقوم به قداسته مستهلاً زيارته الرسولية والرسمية إلى العراق.

    فور وصول قداسته، استقبله غبطة أبينا البطريرك، يحيط به صاحبا السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية. وحالاً توجّهوا مقتربين من جماهير المؤمنين الذين احتشدوا في الساحة الخارجية للكاتدرائية، حيث حيّاهم قداسته بحرارة ومنحهم البركة، فيما حناجرهم تصدح وهتافاتهم ترتفع وزغاريدهم تعلو تهليلاً وفرحاً.

    ثمّ بارك قداسته مجموعة من المسنّين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصّة من دار بيت عنيا، وقدّموا له الهدايا التذكارية.

    وبعد أن رشّ قداسته مدخل الكاتدرائية بالماء المقدس، ومنح البركة للمؤمنين بالصليب، دخل بصحبة غبطة أبينا البطريرك إلى الكاتدرائية، فيما الجوق يرنّم ترنيمة استقبال رؤساء الأحبار "ܬܳܐ ܒܰܫܠܳܡ ܪܳܥܝܳܐ ܫܰܪܺܝܪܳܐ" (تو بشلوم روعيو شاريرو - هلمّ بسلام أيّها الراعي الصالح)، وسط تصفيق الحضور وفرحتهم بهذه المناسبة التاريخية.

    وأمام المذبح المقدس، قدّمت إحدى الفتيات من بنات الرعية باقة ورود إلى قداسته، ثمّ عقد قداسته لقاءً مع الأساقفة والكهنة والمكرَّسين ومعلّمي التعليم المسيحي والعاملين في الخدمة الكنسية في العراق، حضرها، إلى جانب غبطة أبينا البطريرك، الوفدُ المرافقُ لقداسة البابا والمؤلَّف من أصحاب النيافة الكرادلة: بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، وليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، وميغيل أيوزو غويكسوت رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، وفرناندو فيلوني السفير البابوي الأسبق في العراق، وأعضاء الوفد المرافق لقداسة البابا. كما حضر غبطة البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان، وعدد من الأساقفة أعضاء مجلس المطارنة الكاثوليك في العراق، وممثّلون عن الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والعلمانيين الذين يخدمون في مختلف الكنائس الكاثوليكية في العراق.

    في مستهَلّ اللقاء، ألقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث كلمة ترحيبية بقداسته باللغة الإيطالية، أبرزَ فيها غبطته أهمّية هذه الزيارة التاريخية، بالنسبة للعراق ككلّ، شعباً وحكومةً، وبخاصّة بالنسبة لأبناء وبنات الكنيسة، متوقّفاً عند المذبحة التي وقعت في هذه الكاتدرائية خلال القداس الإلهي في العاشر من تشرين الأول 2010 وأدّت إلى استشهاد 48 مؤمناً، بينهم كاهنان شابّان، آملاً أن يعلنهم قداسته طوباويين، سيّما وأنّ الكنيسة باشرت بدعوى التطويب (تجدون النص الكامل لكلمة غبطته بالإيطالية ونص الترجمة العربية في خبرين خاصَّين على صفحة الأخبار هذه في الموقع الرسمي للبطريركية).

    وألقى قداسة البابا فرنسيس كلمة وجّهها إلى الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات ومعلّمي التعليم المسيحي والعلمانيين العاملين في خدمة الكنيسة، وإلى الشباب، وإلى المؤمنين عامّةً، مشدّداً على أهمّية حمل رسالة الإنجيل ونشرها بفرح والمثابرة على ذلك، وإعطاء الأولوية لمحبّة المسيح ووضع الأنانية وكلّ منافسة جانباً، والسعي إلى شركة شاملة مع الجميع، ليضحي الكلّ جماعةً وإخوةً يرحّبون ببعضهم البعض ويحبّون بعضهم البعض، متأمّلاً بصورة خاصة بالمذبحة الإجرامية التي وقعت في هذه الكاتدرائية والتي تباركت بدماء الشهداء الذين دفعوا هنا غالياً ثمن أمانتهم للرب وكنيسته، ولا تزال دعوى تطويبهم مفتوحةً على أمل إعلان تطويبهم قريباً (تجدون النص الكامل لكلمة قداسته بالإيطالية ونص الترجمة العربية في خبرين خاصَّين على صفحة الأخبار هذه في الموقع الرسمي للبطريركية).  

    كما كانت كلمة ترحبيبة بقداسته للكردينال لويس روفائيل ساكو، والذي أعرب عن الفرح بزيارة قداسته إلى العراق، مثمّناً الزيارة إلى هذه الكاتدرائية التي تعمّدت بدماء الشهداء.

    وقدّم سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا هدية تذكارية إلى قداسة البابا، هي عبارة عن صليب مذهَّب يحتوي ذخائر من رفات شهداء مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة. كما أهدى قداسته إلى المطران عبّا كأساً ذهبيةً للقداس الإلهي، عربون محبّةٍ وشكر.

    ثمّ ألبس غبطة أبينا البطريرك قداستَه بطرشيلاً أُعِدّ في قره قوش خصّيصاً لزيارة قداسته، وصلّى الجميع الصلاة الربّانية.

    بعدئذٍ، وتخليداً لهذه الزيارة التاريخية، دوّن قداسة البابا في السجلّ الذهبي الكلمة التالية بالإيطالية:

    « Penitente e Pellegrino di fede e di pace in Iraq, invoco da Dio per questo popolo, con l’intercessione della Vergine Maria, la forza di ricostruire insieme il Paese nella fraternità ».

    وترجمتها بالعربية: "تائباً وحاجّاً على درب الإيمان والسلام في العراق، أضرع إلى الله من أجل جميع أفراد الشعب، كي يهبهم، بشفاعة العذراء مريم، القوّةَ لإعادة بناء بلدهم معاً بالأخوّة".  

    وبعدما رنّم الجوق ترنيمة "ܥܰܠ ܬܰܪ̈ܥܰܝܟܝ̱ ܥܺܕܬܳܐ" (عال ترعَيك عيتو – على أبوابكِ أيّتها الكنيسة)، منح قداسة البابا البركة الرسولية، وغادر الكاتدرائية مودَّعاً من غبطة أبينا البطريرك وسيادة المطران يوسف عبّا كما استُقبِل بمجالي الحفاوة والإكرام، فيما الجميع يغمرهم فرح روحي عارم بهذه المناسبة المباركة والرائعة. فالشكر لله على عطيّته التي لا يُعبَّر عنها.

 

إضغط للطباعة