الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص كلمة غبطة أبينا البطريرك أمام آلاف الجموع الغفيرة المحتشدة في التطواف والمسيرة السنوية بمناسبة عيد الشعانين في قره قوش (بغديده)، العراق

 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي نص الكلمة التي ارتجلها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أمام آلاف الجموع الغفيرة المحتشدة في التطواف والمسيرة السنوية التقليدية والتاريخية، بمناسبة عيد الشعانين، في قره قوش (بغديده)، العراق، صباح يوم الأحد ٢٨ آذار ٢٠٢١:

   

    "ܐܽܘܫܰܥܢܳܐ ܒܪܰܘܡܳܐأوشعنا برومو

    أوشعنا مبارك للجميع

    أيّها الأحبّاء،

    إنّنا كبطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك، نودّ أن نقول لكم كم نحن فخورون أن نشارككم في هذه المسيرة المبهجة في عيد دخول يسوع إلى أورشليم، مسيرة فرحة، مسيرة سلامية، مسيرة راقية، لأنّنا كم وكم رأينا البسمة على وجوهكم، وكم رأينا التفاتات المحبّة فيما بينكم، رغم هذا العدد الكبير الذي هو مفخرةٌ لنا نحن السريان، إن كنّا هنا في العراق أو في الشرق أو في بلدان العالم قاطبةً.

    هناك العديد من إخوةٍ وأخواتٍ لكم اضطرّوا إلى المغادرة والتغيُّب عن قره قوش المحبوبة، ولكنّهم معكم ومعنا اليوم في هذه الفرحة التي تملأ قلوبكم.

    أنتم السريان في قره قوش (بغديده)، أنتم البؤبؤ في عين كنيستنا السريانية. أنتم الرئة الأفضل التي بها تتنفّس كنيستنا السريانية. هذه الرئة التي تنضح بالإيمان، وتبشّر بالخير، وتدعونا جميعاً إلى أن نجدّد رجاءنا بالرب يسوع في غمرة الصعوبات والتحدّيات، فهو القائل "لا تخافوا ها أنا معكم كلّ الأيّام وإلى انقضاء الدهر".

    نعم، تقولون إنّها كلمات، ولكنّها كلمات عبّر عنها وقالها لنا الرب يسوع الذي هو الحق والسلام والقدرة.

    لذلك مهما عصفت زوابع الزمن، ومهما كثرت التحدّيات، فنحن سنبقى الشعب الذي يشهد للسلام والمحبّة والرجاء بأن يقوم العراق في نهضةٍ مزدهرةٍ تبطل صفحة الماضي التي يعرفها الكثيرون منكم على أنّها لم تكن صفحةً مُشرقة.

    أحبّاءنا،

    اليوم عيدكم، عيد قره قوش، وهو عيدٌ يتبع العرس الذي شهدته قره قوش، وكنتم أنتم أبطال هذا العرس عندما استقبلتم قداسة البابا فرنسيس. قبل ثلاثة أسابيع، كنتم مجتمعين في شوارع قره قوش الرئيسية لاستقبال قداسة البابا، رسول سلامٍ وأخوّةٍ ومحبّةٍ وتسامحٍ للعراق.

    نحن كأبناء الله وتلاميذ الرب يسوع، لن نألو جهداً أن نشهد للكلّ، إن كانوا مؤمنين بإيماننا، أو لم يكونوا من ديننا، سواء أكانوا مسلمين أو إيزيديين أو شبك. نحن سنبقى تلاميذ الرب يسوع الذين يشهدون بحياتهم وبأعمالهم كما بأقوالهم على أنّهم تلاميذ ربّ الحياة والسلام والمحبّة.

    نهنّئكم بهذا العيد، وندعو إلى الرب كي يبارك هذا اليوم الذي هو العرس السنوي التقليدي والتاريخي لقره قوش (بغديده) بكلّ البركات، بشفاعة أمّنا وسيّدتنا مريم العذراء الطاهرة، ومار يوحنّا المعمدان، ومار بهنام وأخته سارة، ومار زينا، ومار يوسف، ومار يعقوب، ومار كوركيس. وليملأ الرب دوماً قلوبكم بالسعادة الحقيقية. آمين.

    شعانين مباركة، مباركٌ الآتي باسم الرب".

 

إضغط للطباعة