الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس الأحد الثاني بعد عيد الصليب

 
 

    البطريرك يونان: "نعيش اليوم في لبنان في خضمّ في هذا الوضع المخيف الذي فيه يُذَلُّ اللبنانيون كي يتمكّنوا أن ينالوا أبسط الحقوق"

 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 26 أيلول 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد الثاني بعد عيد الصليب، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بمشاركة الراهبات الأفراميات وجمع من المؤمنين.

    خلال القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك صلاة الجنّاز راحةً لنفس المرحوم مسعود إبراهيم الخوري، بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تأمّل غبطته بقول القديس بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس: "أمّا نحن فنكرز بالمسيح مصلوباً"، فقال: "هذا ما سمعناه من مار بولس وهو يكتب إلى كنيسة كورنثوس، فمنذ بداية المسيحية، لا يخجل المسيحي ولا يخاف أن يجاهر بأنّ يسوع المسيح، كلمة الله، افتدانا على خشبة الصليب. ويذكر بولس أنّ هذا الأمر نوعٌ من الشكّ لليهود والجهالة عند الأمم. ونحن حتّى اليوم لا نزال ننادي ونعلن أنّ فداءنا تمّ على الصليب الذي هو رمز المحبّة الإلهية، وهو أيضاً راية الانتصار مهما حلّ بنا من صعوباتٍ ونكبات. وهذا يجب أن يجعلنا نتشجّع ونتابع حياتنا مهما كانت المِحَن والضيقات والآلام والخيبات في حياتنا".

    وتناول غبطته الأوضاع العامّة في لبنان: "لم نكن نتوقّع أبداً أنّ لبنان، بعدما حلّت به تلك الأزمات العنيفة خلال الحرب الأهلية التي مزّقت البلد ودفعت باللبنانيين، وبشكل خاص بالمسيحيين، إلى الهجرة، لم نكن نتوقّع أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم في وضعٍ أصبحنا نحسد فيه أهلنا في العراق وسوريا اللذين حصلت فيهما النكبات الكثيرة! نحن نعيش اليوم في لبنان في خضمّ في هذا الوضع المخيف الذي فيه يُذَلّ اللبنانيون كي يتمكّنوا أن ينالوا أبسط الحقوق".

    وأكّد غبطته أنّنا "وضعنا رجاءنا بالرب يسوع، لذلك مهما كانت ظروف حياتنا، يجب أن نعرف أن ننقل إلى أولادنا وشبابنا خبرة آبائنا وأجدادنا وشهادتهم، إذ تحمّلوا الكثير وقُتِلوا بسبب إيمانهم بالرب يسوع المسيح، ونحن سنظلّ ثابتين بالإيمان، وسوف نستمرّ في بثّ الرجاء أينما كنّا، كي نعطي شهادةً لغير المؤمنين بأنّنا أبناء وبنات الله الذين يؤمنون بالمحبّة وخلاص جميع الناس وبالعدل والمساواة".

    وأشار غبطته إلى أنّنا "نتذكّر ونصلّي اليوم، ونقدّم الذبيحة الإلهية راحةً لنفس شخصٍ عزيزٍ علينا جميعاً وعرفناه كلّنا، تُطبَّق عليه الطوبى التي سمعناها في الإنجيل المقدس بحسب متّى البشير: طوبى للمساكين بالروح"، منوّهاً إلى أنّ "المسكين في اللغة السريانية يعني الوديع والمتواضع والذي يخاف ربّه ويغار على شعب الله، والذي يضع كلّ اتّكاله على الله. وتعرفون جميعكم أنّ المرحوم مسعود، وإن لم يكن كاملاً، لكنّه كان ذلك الشخص الذي يخاف ربّه ويحافظ على هذا التراث الذي ورثه من أجداده المؤمنين، والذي يغار على الكنيسة، ولم يكن يترك أبداً يوم أحد أو عيد إلا ويأتي ليشارك في الذبيحة الإلهية".

    وتابع غبطته: "كنّا نقدّر كثيراً غيرة المرحوم مسعود على الكنيسة وأوقافها، حتّى أنّنا كنّا نسمّيه مختارنا في الجهة الغربية لبيروت، وخاصّةً في منطقة المصيطبة، لكثرة ما كان يُعنَى بخير الكنيسة، وكان يشجّعنا كثيراً كي نقوم بتجديد وترميم كاتدرائيتنا، كاتدرائية مار جرجس في الباشورة، والتي أضحت للأسف مرتعاً للمبتلين بالمخدّرات ومليئةً بالركام. ولكنّ الرب يسوع قوّانا كي نقوم بهذا المشروع، ومن يزور الباشورة، يعاين أنّنا نرمّم كاتدرائيتنا، ونسعى جهدنا كي نعيدها إلى ما كانت عليه في الماضي، وفي الوقت عينه تمكّنّا أن نستثمر هذه الأرض التي كانت متروكةً لأكثر من خمسٍ وثلاثين سنة تقريباً".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، كي يتحنّن علينا وعلى بلدنا المعذَّب لبنان، ليعود إلى سابق عهده من الازدهار والتطوّر، ونضرع إليه تعالى كي يستقبل المرحوم أخانا مسعود في الملكوت السماوي، فينضمّ إلى الأبرار والقديسين في السعادة الأبدية".

 

إضغط للطباعة