الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس للإرسالية السريانية الكاثوليكية في هامبورغ – ألمانيا

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي للإرسالية السريانية الكاثوليكية في مدينة هامبورغ – ألمانيا، وهذه المرّة الأولى التي يقوم بها غبطته بزيارة أبوية راعوية إلى هذه الإرسالية الحديثة المنشأ. 

    عاون غبطتَه صاحبُ السيادة مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، والخوراسقف مارون حيصا كاهن إرساليتَي برلين وهامبورغ، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية. وخدم القداس الشمامسة، بحضور ومشاركة بعض الكهنة من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة اللاتينية، وجمع كبير من المؤمنين الذين حضروا لنيل بركة غبطته، مع التقيّد بالشروط الصحيّة المفروضة من الدولة بسبب انتشار فيروس كورونا. 

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، شكر غبطة أبينا البطريرك الخوراسقف مارون حيصا "على كلماتك الترحيبية بنا كبطريرك، وندعو لك ولجميع المعاونين والمؤمنين الحاضرين معنا اليوم بكلّ توفيق وبركة ونعمة". 

    وتحدّث غبطته عمّا ورد في رسالة القديس بولس إلى أهل كورنثوس حول ما فعله القديس بولس حين علم "أنّ كنائس أنطاكية في سوريا وكنيسة أورشليم بحاجة إلى مساعدة، فحثَّ المؤمنين في الكنائس الأخرى، وبينهم كنيسة كورنثوس، على العطاء، وشكرهم لسخائهم، فمهما قدّموا يجازيهم الرب، إذ هو يحبّ الذي يعطي بسرور"، لافتاً إلى أنّ "هذا الأمر ينطبق عليكم، أيّها الأحبّاء، أنتم الذين شاء ربّنا بحكمته الإلهية أن يرعاكم ويقودكم ويرافقكم إلى هذا البلد المتقدّم والمضياف الذي استقبلكم وأعطاكم الكرامة الإنسانية والحرّية الدينية. بالطبع لديكم أهل وأقرباء في بلاد المنشأ ولا تنسونهم، وهذا أمر جميل جداً، أن تبقوا دائماً بارتباطٍ معهم ومع كنائسكم في الشرق". 

    وتأمّل غبطته بما جاء في النصّ الإنجيلي الذي تُلِيَ في بداية القداس، حيث "أتى أحد الأشخاص طالباً من الرب يسوع نصيحةً وإرشاداً: ماذا أعمل لأرث ملكوت السماوات؟ هذا اللقاء مذكور في الأناجيل الثلاثة، متّى ومرقس ولوقا. يطلب يسوع من هذا الشاب أن يحفظ الوصايا، فيجيبه بأنّه من صغره أتمّها، أي الوصايا العشر والناموس اليهودي، فينظر إليه يسوع ويقول: إن كنتَ تريد أن تكون كاملاً، اذهب وبع كلّ ما لك وتعال اتبعني". 

    وتابع غبطته متناولاً دعوة يسوع لهذا الشاب الغني: "يوجّه يسوع الدعوة لهذا الشاب كي يتكرّس كلّياً للتبشير بملكوت السماء، يتكرّس للرب يسوع. ولكنّ هذا الشخص لم يكن مستعداً، إذ كان لديه الكثير من الخيرات والأموال، فترك يسوع ورجع حزيناً كما يقول الإنجيل. وهنا يؤكّد يسوع على حقيقة أنّه صعبٌ على الشخص المتمسّك بالمادّة أن يتحرّر، لكن ما هو غير مستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله، أي هناك مَن يتركون كلّ شيء ويتبعون الله. في تاريخ الكنيسة، لم يكن الرهبان والراهبات من الجماعات المحتاجة التي تفتّش عن نوع من الخير، فيتبعون الكنيسة، لا بل كان هناك أناس أثرياء وأمراء وأميرات، ومع ذلك تركوا كلّ شيء وتبعوا الرب". 

    وتوجّه غبطته إلى المؤمنين قائلاً: "إنّي سعيدٌ أن أكون بينكم اليوم في هامبورغ، فألتقي معكم للمرّة الأولى. نأتي من بلادنا في الشرق حيث الظروف صعبة جداً، ومنكم من جاء منذ سنوات وآخرون أتوا حديثاً، منكم مَن أتى بإرادته، ومنكم من جاء رغماً عنه نوعاً ما، إذ لم يستطع أن يتحمّل الضيم والعنف والفوضى في بلاده. لكن يجب أن نتذكّر أنّ آباءنا وأجدادنا ظلّوا أمناء للرب يسوع ومتمسّكين دائماً بإيمانهم رغم كلّ الصعوبات والآلام والاضطهادات". 

    ونوّه غبطته إلى أنّه "حتّى وإن كنتم اليوم هنا في بلد متقدّم جداً، بلد الحرّيات والطموح، حيث شبابنا يريدون أن يكوّنوا ذواتهم، فعليكم أن تتذكّروا دائماً أنّ الأول الذي يجب أن نخدمه هو الرب، وليس المال أو النجاح أو المادّة والعلاقات الإنسانية التي تجعلنا أحياناً نبتعد عن الله، لكنّ الرب يسوع له الأولوية في حياتنا كما كانت له الأولوية في حياة آبائنا وأجدادنا". 

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب أن يبارككم جميعاً، صغاراً وكباراً، كي تحافظوا على إيمانكم بالرب يسوع وتقاليدكم الشرقية وأخلاقيتكم المسيحية قدر المستطاع، من خلال الصلاة وإقامة القداس والالتزام بحياة مسيحية بارّة. وليمنحكم الرب دائماً الرجاء كي تكملوا مشوار حياتكم مع الرب يسوع، ولا تدَعوا شيئاً يمنعكم أن تبشّروا بملكوت الرب على الدوام، ملكوت الفرح والرجاء والمحبّة". 

    وكان الخوراسقف مارون حيصا قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، شاكراً إيّاه على زيارته الأبوية الأولى لهذه الإرسالية المؤسَّسة حديثاً، معرباً عن فرح المؤمنين بلقائهم بأبيهم الروحي للمرّة الأولى، داعياً لغبطته بالعمر المديد والصحّة والعافية، مثمّناً اهتمامه الدائم وعنايته الحثيثة وروح المحبّة الأبوية التي يشمل بها المؤمنين في كلّ مكان، ومشيداً بأعماله الجليلة في خدمة الكنيسة ورفع شأنها رغم الظروف العصيبة. 

    وقبل البركة الختامية، وجّه الخوراسقف مارون حيصا كلمة بنوية إلى غبطته هنّأه فيها، باسم إرسالية هامبورغ، بمناسبة يوبيل غبطته الكهنوتي الذهبي والأسقفي الفضّي، سائلاً الله أن يبارك خدمة غبطته ويديمه راعياً صالحاً للكنيسة في هذه الأيّام الصعبة. 

    ثمّ قدّم الخوراسقف مارون هدية لغبطته باسم إرسالية هامبورغ بهذه المناسبة.

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية، قطع قالب الحلوى الذي أعدّته الإرسالية بهذه المناسبة المباركة. ثمّ التقى بالمؤمنين الذين قدّموا لغبطته التهاني والتمنّيات البنوية، معبّرين عن فرحهم الروحي بنيل بركة غبطته في زيارته الأبوية والراعوية الأولى لهذه الإرسالية الناشئة حديثاً.

 

إضغط للطباعة