الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأّس قداس الشكر الثاني للمطران مار بنديكتوس يونان حنّو في كنيسة الطاهرة الكبرى - قره قوش، العراق

 
 

    في تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الأحد ٥ شباط ٢٠٢٣، وهو أحد الأحبار والكهنة، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، قداس الشكر الثاني الذي احتفل به صاحب السيادة مار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، بعد سيامته الأسقفية، يعاونه الأب عمّار ياكو كاهن الرعية، ومساعده الأب اغناطيوس أوفي، وذلك في كنيسة الطاهرة الكبرى - قره قوش، العراق.

    شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للنازحين العراقيين في لبنان، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات من أبرشية الموصل، وجموع غفيرة من المؤمنين الذين غصّت بهم الكنيسة على رحبها.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، عبّر سيادة المطران يونان حنّو عن فرحه بالاحتفال بالقداس في هذه الكنيسة المباركة، متأمّلاً بمثل الوزنات الذي تتلوه الكنيسة في هذا الأحد مع ذكر الأحبار والكهنة الراقدين والأحياء، لافتاً إلى "أنّ الشخصين الأول والثاني في المثل يمثّلان كلّ واحد منّا، يكلّفه سيّده بخدمة مباشرة، فيتمّمها ويزيد عليها. أمَا الشخص الثالث هو الذي يقدّم مبرّرات تؤثّر على سير العمل، وكي يبرّر فشله يقول: علمتُ أنّك إنسان قاسٍ، فخفتُ وطمرتُ الوزنة".

    واستفاض سيادته في الحديث عن "فعل الخوف الذي به نبرّر فشلنا وتقصيرنا، فكيف نخاف من سيّدنا الذي أعطانا وزنة وأعطانا قيمة"، مشيراً إلى أنّ "المقصود بالصيارفة أولئك الذين يوجّهون ويرشدون للمتاجرة بالوزنات. ففي كثير من الأحيان، لا نستشير أحداً، بل نكون كصاحب الوزنة الواحدة: علمتُ أنّك إنسان كقاسٍ، نحمل في قلبنا الضغينة والحقد، فنصل إلى الفشل".

    ونوّه سيادته إلى أنّنا "نحن اليوم كمسيحيين نعيش في هذه الكنيسة ونعرف تاريخها، أهلها بنوها بدم القلب وبالقليل من الأموال. اليوم لدينا إمكانيات أكبر بكثير، ولكنّنا نتراجع بسبب الأنانية والحقد. بُنِيَت هذه الكنيسة بعرق الجبين، فأهلنا لم يخافوا ولم يتراجعوا ولم يتركوا الوزنة التي منحهم إيّاها الرب، بل تاجروا بها أجمل متاجرة، لأنّهم آمنوا بالرب إله الرحمة والمحبّة والتسامح".

    ولفت سيادته إلى أنّ "ما يحصل معنا هو أنّنا ابتعدنا عن الكنيسة، وأضحت كلمة الكنيسة غير مسموعة، وأصبحنا نسمع كلام الشارع وأعداء الكنيسة والذئاب، ونسينا كلمة الكنيسة حاميتنا. الكلّ زائل ما عدا الله، فالرب يقول لكلّ واحد منّا: أنا معك، أنا أنصرك، أنا أعينك، لا تخف. إنّنا مخلوقون على صورة الله ومثاله، ونحتاج ألا نكون كالعبد الكسلان، إنّما إلى المتاجرة بوزناتنا، بمحبّتنا، بأمانتنا، وبكلّ ما وهبنا إيّاه الله ونزيده".

    وشدّد سيادته على أنّ "عائلاتنا اليوم أمانة في أعناقنا، ولا سيّما الأولاد الصغار، فأهلنا سلّمونا أمانة، فماذا سنسلّم نحن؟، هم تاجروا، فهل نتاجر نحن؟، لقد اعتمدوا على الخيرات التي منحهم إيّاها الرب. هذه الكنيسة بناها المؤمنون بهمّتهم يداً بيد، واليوم أيضاً سنبني كنيستنا ومنطقتنا معاً، ولا نستمع إلى الأصوات الشاذّة. جميعنا، أنا كمطران للأبرشية، ومعي الآباء الكهنة، أيدينا ممدودة إليكم للعمل معاً كي نعيد الكنيسة والمنطقة إلى رونقها وجمالها".

    وأشار سيادته إلى أنّه "في العهد القديم جبل الله آدم من التراب، نحن كمسيحيين، كلٌّ منّا مجبول من تراب هذه الأرض، وأينما ذهبنا مرجعنا إليه. هذا ما أودّ أن نتداوله معاً، كي نخطو معاً إلى الأمام في مسيرتنا في المرحلة القادمة".

    وختم سيادته موعظته بالقول: "فلنعمل معاً من أجل إيماننا وكنيستنا وعقائدنا وآبائنا الذين بنوا لنا هذا الصرح، لا نكن كسالى ومتهاونين. فالله يعطينا اليوم وزنة. فلنتاجر بها، كلٌّ من أجل عائلته وكنيسته وإيمانه ومنطقته وحرّيته، ومن أجل المسيح وكرامة آبائنا وأجدادنا الذين بنوا هذه الكنيسة، ومن أجل كلّ واحد منّا، ومن أجل الحفاظ على وحدتنا".

    وكان الأب عمّار ياكو قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك، معبّراً عن "الفرحة الكبيرة باستقبال غبطتكم في قره قوش، فوجودكم دائماً سبب بركة وتقوية كبيرة وحضور فعّال كي يساعدنا على عيش إيماننا والتقدّم به نحو  الأمام"، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية والعمر المديد، موجّهاً الشكر الجزيل والامتنان لأصحاب السيادة الذين رعوا أبرشية الموصل في السنوات الأخيرة، بدءاً بالمثلّث الرحمات المطران عمانوئيل بنّي، والمطارنة جرجس القس موسى، وبطرس موشي، ويوسف عبّا، والذين "بذلوا الكثير من الجهود في سبيل هذه الأبرشية وخدمتها بالتفاني والإخلاص".

    وبعد القداس، استقبل غبطته المؤمنين في قاعة الكنيسة، فنالوا بركته، وقدّموا التهاني للمطران الجديد يونان حنّو.

 

إضغط للطباعة